ممزقاً ، حائِراً ، كالسُّؤالْ
جاء  ممتلئاً بالغبارْ ،
وعلى شعره الأشعثِ ،قشُّ الفصولْ .
كٙاتِماً بين أثْلاٙمِ أصابعه التي كالقفازْ ،
سُعالاً نٙمٙا في صدره ، ذات شتاء .
خلفه قُرى تٙجْري ، وسِحْليٙاتٍ ، وغِربانْ .
يضْربُ الأرضٙ بإِيقاعٍ ،كإِيقاعِ البنادقْ ،
رامِياً وجْهٙهُ الوٙرٙقِيٙ الشاحبْ،
على الطريقْ .
مترنِّماً بمٙقْطعٍ حزينْ  .
مكتئباً ، مسكوناً بالحنينْ  ،

لستَ كالدخّان صوتا يتبـدَّدْ
يا هزاري عزفكَ اليومَ مُفـرَدْ
غنِّنيـهِ
فلِحاظُ الموت تنظر إليْنـا
وكِليْنا تترصَّـدْ
غنِّنيـهِ
من مَعين الوحي صِرفـا
قبل أن ينفُث شيطانُ اللغوِ فيـهِ
نتساقى غبطةَ العشاق في قَدح مَمـرَّدْ
يا صديق العمر هِيـهِ
ثم هِيـهِ

كُتُبِي عَارِيَة هَذَا الْمَسَاء
عَلَى مَلْمَسِهَا الْحَرِيرِي
يُهَيِّئُ الْبَحْرُ حَقَائِبَ الرّيح
مُثْقَلَة بِالْوَصَايَا
تَجْتَرِحُهَا هَمْهَمَات الْغَوَّاصِين
 تَخْنُقُهَا الْبُرُوقُ بِضَوْئِهَا الْحَارِق،
تَمِيلُ الزَّوَارِق
تَطْفُو الرَّسَائِل عَلَى سَطْحِ الْمَاء
يَدُ السَّمَاء
تُهَادِنُ صَمْتَ اللَّيْلِ
يَدِي تَفْتَحُ صُنْدُوقَ الذَّاكِرَة

فِي الخِطَابِ الرَّسْمِي ،
سَنُعْلِنُ لِأهْلِنا المَوْتىَ ، رَغْبتنَا فِي المَوْت
وَنسُدُّ كلَّ الذّرَائِعِ مُوصَدَةً ، لِكي لاَ نَتِيه فِي زَحْمَةِ الوَصَايَا
فقَط ، أُترُكُوا لنَا مُتّسعًا بيْنَ السُّطُور
لِنُكمِلَ أنْفاسَنَا الأخِيرةَ فِي سَلام ...
***
فِي مَقبَرةِ المَوتَى القُدامَى ،
سَنحُطُّ رِحَالنَا ،  لِندْفِنَ معَهُم تعَاطُفنَا اللا مشُرُوط
فَليْسَ فِي المَقبرَةِ مُتّسَعٌ ، لِلْخُطَب
لاَ رصِيفَ لِلصُّحُفِ، لاَ صَرِيرَ للأقْلام

الْغِيَابُ حَدَائِقُ نُورٍ
أُخَبِّئُ فِيهَا جِرَاحَ الْحُضُورِ،
وَأَمْشِي عَلَى حَافَةِ الْوَقْتِ
مُسْتَمْطِراً
شَجَرَ الْحَدْسِ،
قَلِبِي سَمَاءٌ
يَخُطُّ بِهَا الْخَلْقُ أَشْجَانَهُمْ.
لَيْسَ لِي فِي بَدَاهَتِهِمْ
نَفَسٌ
لَيْسَ لِي فِي يَقِين اللُّغَاتِ شَذًى
رِيحِيَ الظَّنُّ،

في حجرة القلب
تشققت أفئدة الحيطان
أدرك السقف هزيمته
ضحكت الدمعة
تحت الثرى
وانفجر الليل إبرا
تخيط ثوب العري
من عطر الموت
المدجج برقصات اللهب
نحو سماء الخيبة
تصاعدت ألسنة الألم

حُفَاة فِي دُرُوبِ الرُّوحِ
يَلُوحُونَ بِأَعْلاَمِ الشَّقَاءِ وَ وِشَاح الْهَزِيمَة
لِمَرَاكِبِ الْغُرْبَة
وَآخِر مَسَاءٍ يَعْبُرُ شِفَاهَ الحًلْمِ..
سَقَطَتْ خَارِطَة الْجَسَدِ سَهْواً
تَعَطَّلَتْ لُغَة الأَعْضَاء
وَغَفَا سِرُّ الإِشَارَة
تَلَعْثَمَ نَبْضُ الْقُرُنْفُلَة عَلَى صَدْرِ
ذَاكَ الْجَبَل الرِّيفِي
مَالَ سَاقهَا جِهَةَ النَّهْرِ الْقَدِيم
لَمْ يَعُدْ لِلْمَكَانِ رَائِحَة

أحببتك
كما يُحبّ القارب شمسًا تُلهبه.
***
أحببتُ اسمك الذي انحفر في ماء قلبي
كهزّة أرضيّة.
***
أحببتُ ضحكتك السّاطعة كجبل فوجي.
***
وأحببتُ روحك المُسكرة كمأساة.
***
لمدّة لا تتعدّى الدّهر

في علبة الانتظار
مكومة  بين أشلاء 
في صرة المهملات
والخطوات
  بتمردها النيزكي
تراقصني
بفستان الهلع تحلق الروح
بين الكواكب والمجرات
في صمت
تنصت لهمسة
 في دن الوله معتقة..

العاصفة توقظ الشياطين في الأغوار .
وفي الأحراش تستمسك عرى معاطف السنديان بالأزرار.
قاس وطويل هو ليل الشتاء  .
ومن الصعب إقناع الميتين بالعودة ، هذا العام.
ولا تدفئة النجوم التي ترتعش في السماء .
لا شيء في الأهراء ، غير الفراغ والهباء ،
وأكياس من قنب كالأشباح .
والعتمة مسترسلة هناك !   كالهذيان .
كشعر غجرية تذروه الرياح .
وآدم الصغير، بعتبة الباب .
وآدم الضرير، في عتمة الباب .

في البدء كانت الرؤيا
تعوم في غثاء العتمة
تحت سيقان الأعناق المعلقة
شجر الحياة مازال يجهش
يتماثل للشدّة
ثم كان ظلّ الرمل
يتلو مواسم الأنهار
والوصايا نصوص مغلقة
ينكسرالرجال على
أعتاب الموج الأسود
يحبس الله أسفار الأرض

وتأتيني الساحات فارهـــة،
تَدُسُّ الصّمت بين ضفاف الكلمات ..
وتَمنَحُني سِــــرّ البوح ،
لَعلّ السحاب يَصُـدّ عن وجهي
صَفاقَة المعنى الوليد ..
وتُسِرُّ  لي السّنابلُ عند الغروب،
ألحان الأرض ، وَ طِينا من ياسمين ..
وتبحثُ بين جَنْبَــــــيّ،
عن معنى تَليد للرّغيف ،
وعن طَيفِ جديد للكادحين .
هي الساحات نفُسها ،

كي تلدني
انتظرت أمي الموسم الخامس
بعد أن أحرقت أفواه المرايا
بيادر الحقول الكئيبة
كي تغيث الشجر المتساقط
في الغابة الضيقة
حين عبرت الطيور المهاجرة
جسر القيامة
قالوا لها
ارفعي موجك الأيمن
واقطفي من درب الحج

لا أحد يقرعُ الأجراس
ولا أمْراس تشُد الأشرعة 
أدْيِرٙةٌ وكنائسٌ مهجورة
ولا أحد يشعل الأضواءْ
راهبةٌ تُجٙلِّي قمراً نحاسياً قديما ،
عناكبٌ تنسجُ سجّٙادة الليلْ .
يمد الظلام كفّٙه في الكهوفْ
وفي محاجر الموتى ،
وعلى الطرقاتْ .
وملٙاكٌ خُلٙاسيٌّ عجُوزْ ،
يحشو غليونه بالنجوم

مثل ندف الفجيعة
تهطل كالرذاذ الساخط
خطايا المواسم
يعزف الفجور
على وتر الفسق
ما تيسر من المعاصي
قد شارف الجَوْر
على الهلاك
غفت عيون الضوء
وجثت الصغيرة
خلف ناصية الكفن

كانَ يَعرِفُنِي ..
منذُ عشرينَ عامًا،
ويَألَفُنِي مثلَ مِعطَفهِ الكَشْمِرِيِّ القديمِ
و قهوتِهِ المُرَّةِ البارِدَهْ .. !
كان يعرفُنِي من بعيدٍ،.
بدونِ التباسٍ ولا رِيبَةٍ .. !
رغم كلِّ الّذي كانَ من غَبَشِ الصُّبحِ،
مِنْ بينِ كُلّ الّذينَ يَجُرّونَ أرواحَهُم كلَّ يومٍ
إلى المَسْلَخِ البَلَدِيِّ،
يرانِي بِعيْنَيْ قفاهُ ولوْ في الظّلامِ الثّقيلِ،
يُمَيِّزُ ظلّي وَ وَقْعَ خُطايَ ..

يا فراشَ الحكايا
يا صديقَ الكمدْ
هل ترى وردةً في صباحِ الأحدْ؟
مالهم حين خافوا..يطلبون المددْ،
دلَّني / دلَّ جوعي
عن حياة الرغدْ!
مالهم صنّفونا ..في قطيع الزبدْ
والذي قد أتى تائباً
ما أطال الصلاة
شتَّتَتْه الرُّؤى
ملَّنا وابتعدْ..

أعرف أن في قلبك الصغير،
حط الكثير من اللاجئين.
فهذا زمن الحرب
والحروب تجعل جميع الرجال يائسين،
ليرتكبوا أكبر الحماقات و الجرائم
فكم من واحد سيرسم لنفسه خريطة،
ثم يبني الحدود و الجدران..
ويقول: "هذه القطعة من قلبك لي"
لكن أيتها الجميلة،
دعي قلبك الصغير مفتوحا،
و دعيهم يعرفون الطريق إلى إبتسامتك

 نلتقي
في لحظة فرق بيننا 
 أنت النّاقد .. وأنا الشّاعر
خلاصة ما بيننا
 أسئلة .. وقراءة
...
علم الشّعر..
ومن علّمني ...
كيف قرأت من المتنبّي
كيف اخترت من الألفاظ المنسية
في شعر الشّابي