استيقظ كعادته مشغول الفكر
يومه مستقل فيه ماضيه عن حاضره
كان إفطاره ممزوجا ببرنامج يفكر فيه
بأي تفاهات سيقضي وقته
كلما أمعن نظره
في عقارب الساعة الحائطية
تذكر لحظات جميلة
طموحٌ متفائل طاقة زائدة
الأشياء المحيطة به لها معنى
يحب في صمت عميق
خياله عالم بلحنٍ
يُنسي جميع النهايات المأساوية
ويلفها بنجوم وردية اللون
ينتشي بلذة الحب المثالي
لجسد أسطوري رشيق
تموزيٌّ ومهياري وخارق
لمعايير العشق
عالمه فريد جدا
تغيب فيه الثنائيات المتناقضة
فقط تلتقي الأشياء المتكاملة٠٠
وصورته لا تكتمل
إلا في حضن معشوقته
تلك الجميلة الفاتنة
تختزل الجمال كله
في ابتسامة وفي نظرة بريئة
فجأة ينقلب حاله الخيالي
إلى ٱخر ويا ليته لم ينقلب
فاللقمة الأخيرة من إفطاره مستعصية
لاكها ولاكها لاجدوى
فربيعه الخيالي ذلك الذي
رسمه
أصبح خريفا واقعيا
مُلَحَّنًا بلحن قاس عليه
وعلى ما يحيط به
فنغمة عقرب الساعة
أخرجته من تأملاته
كلذغة العقرب
ليأتي على سمعه
لحن غريب غير مألوف
يوم يأتي ويأتي يوم
واللحن الغريب
يُغَيِّبُ في خياله
كل ما هو وردي
ليحوله إلى رمادي
لتنكشف له الحقيقة المرة
شيخوخة الأشياء
المعشوقة
الٱمال
فقد لذة العيش لحظة بلحظة
تمنى من أعماقه
لو أن العالم وردي اللون
لو أن الربيع دائم الفصول
لو أن الإنسان شئ من الإنسان
لو أن ٠٠
وما جدوى لو أن
مادام الشر يقظ
والخير في سبات