وداعا أيتها الغرف الموصدة على الدفء والنبيذ .
وداعا أيتها الآذان المخصية .
لقد تعبت من الصراخ ، في مخادع النساء ،
وتحت الشرفات و الساحات ،
وفي المخيمات .
لقد أخدت نصيبي من النعيب ، فوق السحب ،
حتى سال زبد الموج على المذاخن .
صرخت حتى تهدل الكلام من النوافذ .
هل من أحد يكنس هذا الأنين ، من الحجرات والحناجر؟
حتى أسترجع مرحي الطفولي ، وضحكاتي المجنونة ،
العالقة على السجف .
أقتفيك نهاوند ـ شعر : أبو يوسف المنشد
أقتفيك ... ( نهاوند )
ساعة الرحيل
وطائراً ... ساعة الصرخة
أقتفيك ..
داخلك ، خارجك
فيدخل الشجر دمعتي
حين يزأر العري
يصبح الجسد مذبحة
وجهي فيك
لم تقله المرايا
وجهي فيك ... عصفورٌ ينام
ربيع وطني أحمــر قان .. ـ شعر : محمد المهدي
كَحلوان عيناكَ كما سواد الليل
يا وطني ..
مُوفٍ على سقفهما حطام الثورات،
وبالأكف المارقة غار الماء ،
وانثنى حسيرا صدى الكلمات .
عبر المدى الرمادي يقف الموت،
ليعلن على رؤوس الأشهاد ،
انتهاء عهد الرماية و التحام السيوف ..
فقد أسلم عنترة بيرق الغواية
إلى حاد العيس ،
وأطلق للريح عيون المها ،
وطنـي ـ شعر : عبد العزيز الطوالي
وطني شاسع
واسع
رائع
وطني : شوكه ورد
ورده ورد
٭ ٭ ٭ ٭
وطني : دمي
وطني : عسل
يشفيني
قطعة خبز
لا يبلعها
غياب ـ شعر : الفاضل بن إبراهيم
اجمع شتاتك قد نثرت...
على حياة من سراب
الروح أولها السراب
وآخر الروح الغياب
كم غبت عن ألم الحقيقة
وارتميت على فراش الوهم لا تدري..أفق
صبح تأوه حينما ارتدت
إليك الشمس نارا للعذاب
اليوم غاب
اليوم غاب
والوجد مئذنة النواح على حياة واهمه
الآن تكتبنا الشواهد ـ شعر : ماهر المقوسي
ثلجٌ على شفة الطريقِ يخُطُّ من أحلامنا الأولى
بداهة الصمت المغلِّف حزننا،
سيرا على وترٍ نقيس العمر أجَّلْنا بعيدا نارنا
ما ردَّنا ِظلٌ إلى أصداء من
غرقوا وكانوا يرسمون الليل مفتاحا لفجرٍ لا يخون
الآن تكتبنا الشواهد كانتظارٍ
لا يليق بما تُسِرُّ به الرياح إلى الشجرْ
شجرٌ تسمَّرَ في مآقي العابرين بأمسنا،
شجرٌ شجر
ردت هوامشها الظنون على دُوَار الأبجدية
بابل الآن الجنون تصاهلت
قداسٌ إلى مُحمّد الماغوط ـ شعر : عبدالمولى الشريف
في مدنِ الشّامِ
قُراها
وفي الأريافِ
تبكيكَ اليومَ العذارى
وكلُ النساء اللواتي عبرنَّ
ماءَ مخيّلتكَ
تبكيكَ المدفئةُ والحزبُ
أيّها الطفل !
في غيابكَ
مائةٌ من شموسِ الحُبِّ
ماتت . .
وَدَّعْتنِي ولَمْ أُودِّعْك ـ شعر : محمد منير
فِي البِدايَةِ كُنْتُ أُحِبُّك
وَأنَا لاَ أُرِيدُ مِنَ النِّهَايَاتِ كُلِّهَا غَيْرَ حُبِّك
نَادَيْتُ بِاسْمِك فِي السَّاحَاتِ بَعْدَ هَزِيمَةِ الحَمَام
وَعلىَ دَنْدَنَاتِ الجِرَاحِ، تُهْتُ نَغَمًا فِي قَلْبِك الكَبِير
كَمْ تَحْلُو الأَغَانِي .. وَكَمْ تَكْبُرُ الأَمَانِي مَعَك
علىَ زَوْرَقِ الحُبِّ الكَبِير
لأنَّ أَيَّامِي كَانَتْ تَرْفُلُ فِي أُمْسِيَّاتِ حَلِيبِك
وَسَبَقْتنِي وَتَرَكْتنِي فِي شَارِعِ الهَوَسِ القَصِيرِ خَطْوًا
وأنا لاَ مَحَالَةَ سَأسِيرُ خَلْفَك الْعُمرَ كُلَّهُ، وَلَوْ حَبْوًا
يَكْفِينِي مِنْك الحُبُّ الأَوّلُ يَا أُخَيَّا، يَكْفِينِي مِنْهُ رُوحُ أُمِّيَ
تَرَكْتُ المَسَاءَ المُزْدَحِمَ بِالْكَلاَمِ العَسَلِيِّ فِي نَوْمِيَ
آخر رمق من الكبرياء ـ شعر : بويا أحمد عبدالخالق
"إهداء لروح 20 فبراير"
أخضر نجم الحنين
أحمر ثرى الأنين
ولابأس من رقصة أمازيغية وغناء
على تلة المناضلين والشهداء
؟؟؟
!!!
************
"منبث الأحرار مشرق الأنوار"
؟؟؟!!! ..............
تهلهلت أوتار الكمان بين أصابعي ـ شعر : عبد الطيف رعري
تهلهلت أوتار الكمان بين
أصابعي..
فسقط اللحن من أعلى
قباب الأبراج
شذرات كالبرّد..
تشكو الزمان للزمان.
فتات تلقفته الأفراخ الرابضة
وحملتْ الأسرار..
اعشاشا على المشكاة
وما هوى صائم عن الكلام
صعقة نارية أضاءت
للرمل عدت ـ شعر : أبويوسف المنشد
ولد الشاعر منّي – وأنا منه ولدت
فتوارى في سناه – وأنا للرمل عدت
هل أنا المنشد لا لا
أنا شيءٌ كاليمام
لي أنينٌ في صباحي
وأنينٌ في الظلام
في شقاءٍ دائريٍ – أوجدتني القافيه
تصعد الآن دموعي – ضحكاتٍ خاويه
مَن هو الصائح باسمي
مَن يناديني هناك
ها أنا أخطو إليه
بنت الآلهة ـ شعر : تورية بدوي
سلكت طريق الغابرين
لتعود إلى محراب صلاتك
وتكمل طقوس الرحيل الأخير
عاشقة من الزمن البعيد
أتيت إليك
لأصلي وأذيب حزني في مآقيك
أغنية قديمة
منبعثة من منافي الأنبياء
بنت الآلهة
بنت السماء أنا
*******
جئت إليك.. ـ شعر : خالد غميرو
جئت إليك لأرتاح قليلا،
فالشوارع لازالت تغرق في قذارتها.
رغم أننا أمس كنا نهتف للثورة،
و كان الجميع يغني...
لكني لا أعلم ماذا حدث للأغاني،
و كيف أفسدت الأفكار ألحانها..
لذلك جئت إليك لأرتاح،
فالشمس لم تعلن بعد عن قدومها،
و الحرب سيدفعنا إليها القوادون.
ومعركة الفجر لازالت بعيدة..
لذلك دعيني أرتاح قليلا،
امرأة بنكهة الجمر ـ شعر : أبويوسف المنشد
امرأة ..
بنكهة الجمر
كلّما ..
حاولت تلحينها
يكون الإيقاع صهيلاً ، مذبحة !
النبيذ يتساءل ..
هل هي الآلهة ؟
أم كحل الآلهة ؟
امرأة ..
لها وجه البجع
وعنف الياسمين ..
تبر وتراب ـ شعر : بوتالوحت احماد
سألازم مرافئ أحلامي ،
وأدق خباء الانتظار ، في عيون وطني،
رغم الهراوات التي تأكل من رأسي.
ولن أصر على الرحيل ،
كما يفعل الجبناء منكم .
فأنا لي ساعدان من حجر،
ولي معولي الخشبي .
ولا أستجديكم اللقمة .
فلترحلواأنتم ! ،
إلى حقائبكم ونسائكم وأحلامكم .
أما أنا !
رائحة القرنفل ـ شعر : عبد اللطيف رعري
يتصيّد رائحة القرنفل
كلما سكن الهجير قلبه..
بعيدا عن وجع آذار ..
بعيدا عن لغز الديار ..
قريبا من فالفينيا
عاشقة المطر
وهي تقامر بخاتمها من أجل سحابة
من أجل وردة تزيّنها
من اجل نقطة ماء ترشفها
من فم السماء ..
باقة ورد ترمم اعصابها..
أفكّر فيك ـ شعر : خيرة خلف الله
وأفكّر فيكَ بعمقْ
كأنْ أجعل للسماء مرايا
ونوافذَ شوقْ
أفكر قلت كثيرا
وأعلّق لهفتي الحارقة
على مشجب التوق
أفكّر في الورد خشية الدمع
في الانتظار الباذخ الصّمت
في سحنة الكون كلّما اكتمل العشق
أفكر قلت كثيرا
بعمق
أكذوبة الحياة ـ شعر : أبو يوسف المنشد
أصعد في الفراغ ..
أهبط في الفراغ ..
ودمعتي بئر صدى !!
أنا ، أنا
أكذوبة الحياة !!
وذلك اللّاشيء ، والسراب ..
أبصر لا أحد ..
أسمع لا أحد ..
أنا ، أنا
كالشبح الطريد ..
لست أحد !
وخفت عليه من الصقيع ـ شعر : بوتالوحت احماد
إلى اللقاء !!
قالها الصديق .
والعاصفة تصفق بصوته كالشراع .
وامتطى نعله حدبة الطريق .
وسحب ، سخطا ، من السيجارة الدخان .
وأوغل في الصمت ظله الكئيب .
ومالت قامته تحت الضوء ، تلامس ، آخر الطريق .
وداس نعل حذائه على الظلال ،
في الشارع الطويل .
واصطخبت الريح بجنون .
ورفع ياقته ، كبيرق على الأسوار.