كل شيء واضح فوق السحابِ
نعجة في فكّ ذئب عاسل
يؤدياّن مشهدا من مسرحية الصراع الأزليّ
يتصارعان حول ما تبقى من منى أو أمل
قبل انحسار العبثيّ الواقعيّ في تلابيب الغيابِ
بيد أن سوء حظ الذئب أنّ كل صوف في المَدَى
يغدو ردى
كل شيء واضح فوق السحاب
قطة ترنو إلى فأر شريد
لا يبالي بالطّوى الذي يئن في المواء
ويهجس :صامد أنا هنا
كما كنتُ
وليس مثلما علّمك البشرُ
أبناء الصراعِ بين ضدينِ قديمينِ :
عملْ
ولصوص يسرقون الأملْ
من زند كل عامل
من منجل الفلاح
من عيون الطالب الثّوريّ
من كل كادح
في عينيك أبلو لغز الاحتمال يا قطتيَ المشاغبهْ
وأرى نهايات ثلاث متقاربهْ:
فإما أن أبايع
أو أعيش الذل خانع
أو أصارع
كل شيء واضح فوق السحاب
أرنب يجري لينجو من المجهول أو من ظله
في ظله يغفو الحمام
وينام الأيل في جفن الضباب
فوق قرنيه يموت النحل للدّفاع عن شهد القفيرِ
كي يعلم طوابير الكسالى التائهين :
كيف يحمي النحل شهدا ؟
كيف يبني الشعب مجدا؟
كيف لا يصبح عبدا؟
ما النضال؟ما الشهادة ؟وما تقرير شعب للمصيرِ؟
ثم لا شيءَ كأن الأفق الأزرق صنوٌ للحقيقة
والمدى ريشة رسام تحاور ألفباء الوجودِ
وتعيد سيرة التكوين
رسم كون من جديدِ
في بلادي كل شيء غامض
شعبٌ يموتُ
كي يعيش المتخمون فوقه
أو بذرى ألمهْ
شعب يداري جرحه
كي يبيع أبناء السماسرة نزف دمه ْ
يجعلون ظهره جسرا يمرّون عليه
نحو أحلام حقيرة
يشيدون له زنزانة سوداء كي لا يبصر الضوء
ولا شمس الظهيرة
فمتى تهب ريحنا ؟
متى يهمي المطر
لتخصب الأرض الفقيرة؟