ااحتضنت مدينة بلوا (Blois) خلال شهر أكتوبر المنصرم الدورة الرابعة عشر لمواعيد التاريخ. وقد اختير "الربيع العربي" موضوعا لهذه التظاهرة الهامة على الساحة الثقافية الفرنسية، ذلك أنها تشكل حدثا بارزا يثير انتباه كل المهتمين "بالدخول الثقافي"، ويشارك في فعالياتها آلاف الأساتذة (بمختلف أصنافهم) والطلبة والباحثين ومحبي التاريخ، يجتمعون كلهم ببلوا ويشكلون طوابير لمتابعة برامج مشوقة حافلة بالمحاضرات والموائد المستديرة وعروض سينمائية، ومعرض ضخم للكتب والمجلات يستقطب معظم دور النشر الفرنسية، الباريزية منها والجهوية.
وتمتاز هذه التظاهرة بتغطية إعلامية واسعة تتصدرها إذاعة فرنس كولتور « France Culture »، وجريدة لوموند (Le Monde). وبالفعل نشرت هذه الأخيرة في عددها ليوم 14 أكتوبر 2011 ملفا خاصا تمحور حول إشكالية "الشرق والغرب".
مرحلة مابعد الإسلام السياسي : الطريق الثالث للعرب ـ ترجمة نورالددين علوش
حتى تكون الأفكار واضحة هذا الصباح, كان لزاما علي أن اختار التحليلات الجديدة التي تفسر الأحداث الجارية بالشرق الأوسط بطريقة بعيدةعن الاكليشيهات القديمة والتمثلات العقيمة.هذه التحليلات تكشف عن طريق ثالث للعرب: هذا ما سيتم بلورته بين الدكتاتورية العلمانية والإسلام السياسي.فما يجري من الأحداث يؤكد على أن العرب دخلوا مرحلة ما بعد الإسلام السياسي.
ماذا نعني بما بعد الإسلام السياسي؟ واقتناعا بأننا دخلنا مرحلة ما بعد للإسلاميين لايجب أن نفهم ما يقع بمصر بخلفية الثورة الإسلامية الإيرانية فشتان بين الأمرين.لكن الموجة الخضراء التي هزت النظام منذ عام ونصف .
تتذكرون الربيع الديمقراطي الإيراني كيف قمع ؟
هذا ما عكسه الباحث اصف بيات في مقال له في موقع الديمقراطية المفتوحة وما أكدته الأحداث الجارية في تونس ومصر. في الأمس كان الشباب الإيراني أما اليوم فها هو الشباب التونسي والمصري يتحرك كمن اجل الكرامة والحرية ودولة الحق والقانون. أما الشعارات الإسلامية في غائبة تماما عن الحراك الشبابي.
ما يدهشنا في الحقيقة هو الطابع ما بعد الاديولوجي ومابعد القومي لهذه التحركات الاحتجاجية.
"مشروع كلمة" والترجمة من الإيطاليّة ـ د. عزالدين عناية
طوال تاريخ التثاقف بين اللّسانين العربي والإيطالي، لم تتجاوز أعمال الترجمة إلى العربية 313 عملا، توزّعت بين 233 عملا أدبيا، و 43 عملا مسرحيا، و 37 عملا غطّى مجالات متنوّعة في العلوم الإنسانية والاجتماعية. وهي حصيلة متدنّية، خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التجاور الجغرافي، والماضي الاستعماري، والثقل الحضاري، لبلد مثل إيطاليا عُدّ بوابة النهضة الأوروبية. علاوة أن تلك الأعمال لم يتكفّل بإنجازها الطرف العربي وحده بل ساهم فيها الجانب الإيطالي أيضا مساهمة لافتة، عبر مؤسّسة دانتي أليغياري المعنية بترويج الثقافة الإيطالية في الخارج، وعبر وحدة التعاون الثقافي في وزارة الخارجية الإيطالية، التي بعثت خلال العام 2000.
غير أنه في أعقاب ذلك الركود الطويل لأنشطة الترجمة بين اللغتين، حصلت طفرة متميّزة وواعدة في مستقبل إنجاز الأعمال الإيطالية المعرَّبة. فقد أنجز "مشروع كلمة" الحديث النشأة، برئاسة الدكتور علي بن تميم، والتابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أزيد من عُشر الترجمات من مجمل الأعمال المنقولة إلى اللسان العربي، في وقت قياسي لم يتجاوز السنتين، بعد أن انطلق في عمله بالتعاون مع "معهد الشرق كارلو ألفونسو نالينو" في روما، في موفى العام 2009، عقب اتفاق بين الجانبين على ترجمة ما بين عشرين وأربعين عملا سنويا.
ولتيسير الإلمام بأوضاع الترجمة من الإيطالية إلى العربية حريّ، ولو بعجالة، تتبّع أطوارها والتعريج على أبرز المساهمين فيها. إذ يمكن الرجوع بأول أعمال الترجمة إلى العربية إلى عهد تأسيس مدرسة باردو الحربية (1840) وإلى إنشاء المدرسة الصادقية (1875) في تونس، وقد انكبّت الترجمة حينها بالأساس على تعريب المصنّفات العسكرية والعلمية. كانت أثناءها الترجمة مهووسة باللّحاق بركب التقدم، وبقي على إثرها النقل من اللسان الإيطالي بطيئا ومتقطّعا طيلة عقود. فمثلا منذ سنة 1922 إلى 1972، وعلى مدى خمسين عاما، لم ينجز العرب من أعمال الترجمة الإيطالية سوى 50 عملا، أي بمعدل نصّ مترجم سنويا، كانت الأعمال في مجملها أدبية، توزّعت بين الرواية والقصة والمسرحية. أما مع ثمانينيات القرن الماضي، فقد دبّ شيء من التحفّز حيث تُرجم قرابة الأربعين عملا، أي بمعدل أربعة أعمال سنويا، وخلال العشرية الفارطة بين العام 2000 و 2010 ترجم زهاء المئة وخمسين عملا.
سيميولوجيا اضطرابات اللغة عند الطفل – ترجمة الدكتور عبد القادر محمدي
إن الأعراض اللسانية التي تتم مصادفتها خلال التشخيص السريري ( علامتها يستطيع الطبيب أن يكتشفها بالحس وحده ) يمكن ربطها مباشرة بعجز حسي أو حركي sensoriel ou moteur حيث يحتمل أن تصنف داخل خانة نفسية أو نفسية عصبية، و من هنا لا تقتصر صفة علم المرض la pathologie على مجال اللغة، إذ يمكن ،أخيرا، أن تدرج ضمن إطار علم مرضي يسمى تجاوزا "خاصا باللغة" .(...) غير أنه من الأهمية بمكان وصف ،في البداية، الأعراض بطريقة مستقلة بمعزل عن الخانة السريرية التي تدمج ضمنها.(...).
و سنقف هنا عند أعراض قصورات متعلقة بالمستويات التالية:
1. المستوى المتعلق بالإدراك الحسي (أو الاستقبال)؛
2. فهم اللغة؛
3. مستوى الإنجاز و التطبيق؛
4. مستوى الصواتة phonologie ؛
5. المستوى النطقي prosodie ؛
6. مستوى التركيب السطحي morphosyntaxe ؛
7. مستوى الاشتقاق و إعادة تركيب الكلمات lexique rappel des mots ؛
8. المستوى التداولي و الدلالي.
قصيدة ''اكتئاب'' للشاعر الفرنسي ستيفان ملا رمي ـ ترجمة : اروى الشريف
إتيان ملا رمي شاعر فرنسي المعروف بستيفان ملا رمي ولد بباريس في 18 مارس 1842في فالفانيس و توفي في 9 سبتمبر 1898 .
ألف و ساهم بأعماله الشعرية الطموحة بتجديد الشعر الفرنسي إذ كان السباق قي منتصف القرن التاسع عشر في ذلك و قد شهد الشعر الفرنسي و العالمي بفضله موجة الحداثة و التجديد .
- قد اخترت للقراء أول نص مترجم من الفرنسية إلى العربية في انتظار المزيد من الأعمال في هذا المجال.
اكتئاب
أنا لم آت هذا المساء للانتصار على جسدك, أيها الوحش
فيك تذهب معاصي الشعب ,و لن احفر
في شَعرك المدنس عاصفة بائسة
تحت الهم المستعصي الذي تسكبه قبلتي :
قصيدتان للشّاعر المغربي عبد اللّطيف اللّعبي ـ تعريب : محمد الصالح الغريسي
*1*
قصائد تحت الكمامة (1981)
إلى ابني ياسين
ابني الحبيب
لقد تسلّمت رسالتك
ها أنت بعدُ،تكلّمني كشخص كبير
تؤكّد على جهودك في المدرسة
فأحسّ بميلك إلى الفهم
إلى طرد الظّلام و القبح
إلى ولوج أسرار كتاب الحياة الكبير
ثلاث قصائد مترجمة عن الفرنسيّة للشّاعرة اللّبنانيّة أندريه شديد - تعريب : محمد الصالح الغريسي
" أنا يعني الآخر "
آرثر ريمبو
كلّما أكتبني،
كلّما اكتشف بعضا منّي
فأبحث فيّ عن الآخر
ألمح في المدى ،المرأة الّتي كنت
أدرك حركاتها
أتجاوز أخطاءها
ألج إلى داخل
وعي غائب
مرايا بورخيس المكسرة - ترجمة و تقديم: نورالدين بوخصيب
تقديم: لبورخيس علاقة حميمية جدا بالمرايا.. مرايا العالم و مرايا الإنسان و الأشياء داخل العالم.. و من كثرة حضورها في وجدانه و فكره فهو يخشاها كثيرا لدرجة أنه يدعو الله ألا يحلم بالمرايا.. مرايا بورخيس المتشذرة قاسية جدا لأنها تكشف عن رعب العالم.. هناك تضعيف لامتناهي و تشعب أبدي للأشياء و الأفعال من خلال المرايا المحدقة و المرعبة لأشياء العالم نفسها.. بورخيس كاتب المتاهات بامتياز يضعنا من خلال مراياه اللامنقطعة أمام قسوة العالم و رعبه في فعل التضعيف الدائم.. إلى جانب شذرات لبورخيس يجد القارئ ترجمة لمقاطع لروا باستوس، لفرناندو بوسوا و موباسان في نفس الموضوع..
كانت إحدى دعواتي الملحة إلى الله و إلى ملاكي ألا أحلم بالمرايا. أعرف أنني كنت أراقبها بحزن. و كنت أخشى، أحيانا، أن تنفصل فجأة عن الواقع، مثلما خشيت، أحيان أخرى، أن أرى وجهي مشوها بـتعاسات غريبة. و قد علمت أن هذا الخوف، حاضر من جديد، بإدهاش، داخل العالم.