مدخل :
كثيرا كما يعرف العنف على أنه " تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين " ، نفسيا كان هذا الأذى أم جسديا . غير أن هذا التعريف عادة ما يتسع أو يضيق بحسب الدارسين وتنوع اختصاصاتهم واختلاف توجهاتهم [1] ، كما أنه ومن زاوية أخرى حساس جدا لطبيعة العنف نفسها وللأطراف الموجه ضدها [2]
لهذا فنحن لا نتحدث عن نوع واحد من العنف بل عن أنواع وعن حالات يصعب حصرها أحيانا خاصة إذا كانت تصنف في خانة ما يسميه الباحث وعالم الاجتماع الفرنسي " بيار بوردييه " Pierre Bourdieu (1930-2002) بالعنف الرمزي [3] ، وهذا بالضبط ما استند إليه الفيلسوف " أندريه لالاند " André Lalande (1867-1963) عند تعريفه للعنف بكونه " فعل أو كلمة أو حتى إشارة عنيفة ." [4]
ولعل في تعدد تجليات العنف المادية واللفظية والنفسية وارتفاع المؤشرات الرقمية والإحصائية الخاصة به [5] دلالة على تحوله إلى ظاهرة تؤرق مضاجع عديد الدول والأنظمة ، وما انعقاد " مؤتمر بروكسل حول العنف في أوروبا " في نهاية تسعينات القرن الماضي ( 1998 ) إلا دليل واضح على ذلك .
في هذا السياق أصبحنا نتحدث اليوم عن أكثر من وجه للعنف كالعنف الأسري والعنف المهني والعنف الرياضي والعنف الإعلامي وحتى العنف الرقمي .وتعدد أوجه العنف هذه لا ينفي وحدة الظاهرة بل يؤكدها ويسلط الضوء على تشعبها وتشابك السياقات التي تنتجها لأن موضوعها واحد وهو الإنسان ، ذلك الفرد الذي يتحرك في مختلف هذه الفضاءات ويتفاعل معها ويؤثر فيها إما إيجابا أو سلبا .
من هذا المنطلق سنلاحظ أنه وعلى الرغم من تركيزنا في هذه الدراسة على موضوع العنف في الوسط المدرسي ، ستجدنا بين الحين والآخر في تقاطع مع بقية أشكال العنف الأخرى وهذا مرده أن المدرسة ليست بمعزل عن محيطها والعكس قد يبدو صحيحا .
فما هو إذا العنف المدرسي وبماذا يتميز عن بقية أشكال العنف الأخرى ؟ وما هي الأسباب التي تقف وراءه ؟ وهل من سبيل للحد من آثاره السلبية على المعلم والمتعلم ، على المؤسسة والمجتمع ككل ؟
1- ما العنف المدرسي ؟
العنف المدرسي هو مظهر من مظاهر العنف وصورة من صوره المتعددة وهو عبارة عن ممارسات نفسية أو بدنية أو مادية يمارسها أحد أطراف المنظومة التربوية وتؤدي إلى إلحاق الضرر بالمتعلم ، بالمعلم أو بالمدرسة ذاتها .
وإذا شئنا التدقيق أكثر يمكننا تعريف العنف المدرسي بكونه " مجموع السلوكيات العدائية غير المقبولة اجتماعيا والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على النظام العام للمدرسة سواء مورست داخل حرم المؤسسة التربوية أو خارجه " .[6]
ويأخذ العنف المدرسي أشكالا عديدة تختلف باختلاف موضوعه والأطراف التي تحركه والجهات المتضررة منه . وعادة ما تستحيل هذه الأشكال إلى تصنيفات هرمية قد تبدأ بالعنف الممارس داخل المؤسسة التربوية ( بين التلاميذ / بين المدرس والتلميذ / بين التلميذ والمدرس / بين التلميذ والإدارة / بين المدرسين ) ، لتنتهي بحالات العنف المسلط من خارج أسوارها ( تخريب / إضرار بالممتلكات .. ).
ولعل ما نعيبه على بعض هذه الصنافات رغم أهميتها هو بحثها عن التفاصيل إلى درجة المبالغة حيث تعتبر مثلا أن الهروب من المدرسة والتأخر المتعمد عن الحصص الدراسية هو نوع من العنف المدرسي. وهذه المغالاة من شأنها أن تنحرف بنظرتنا لسلوكات الأطفال وتجعلنا ننظر إلى تصرفاتهم بكثير من الريبة حتى ولو كانت هذه الأخيرة تلقائية أحيانا ومبررة .
وما يميز العنف المدرسي عن غيره من أشكال العنف الأخرى - إضافة إلى الحضور القوي للمعطى الرقمي / الإحصائي - هو طبيعة الفاعل الاجتماعي la nature du sujet social الذي يصدر عنه السلوك العنيف والذي من المفروض أن يتحلى بحد أدنى من الوعي نظرا لتواجده في مؤسسة عرفت تاريخيا بقداستها وشدة انضباطها وتعاليها عن تلك الممارسات الشاذة التي تحدث خارج أسوارها .
تاريخيا لا يمثل العنف داخل الحرم المدرسي أي جديد يذكر ، إذ عرفته المدارس الدينية و استبطنته المدارس المدنية ، والأكيد أن لكل منا ذكرياته الخاصة في هذا المجال . في المقابل لا بد من الإقرار بأن هذا العنف يأخذ في كل فترة من الفترات أشكالا جديدة وأن المجتمع يتصرف إزاءه وفق معايير وقيم متطورة إن لم تكن مغايرة .
2- هل نتفق على تحديد الأسباب ؟
إذا كنا نقر مبدئيا بان العنف المدرسي هو نتيجة منطقية لتقاطع عدد من العوامل السيكو- سوسيولوجية أو ما أسماه " فانسون تروغر " Vincent Troger [7] بـ " تراكم عوامل الخطر " le cumul de facteurs de risques ، فهل يمكن أن نتفق على تحديد أسبابه المباشرة وغير المباشرة ؟
في الواقع يصعب الإقرار بذلك في ظل تعدد الاختصاصات والدوافع المؤدية إليه ، وحتى لو توصلنا إلى حصر مجمل الأسباب التي قد تؤجج هذا النوع من العنف فإننا سنعجز حقيقة عن ملامسة ما يسمى بالسبب - الدافع أي ذلك المثير stimulis الذي حرك السلوك ودفع بالمراهق [8] إلى ارتكاب فعله العنيف لأن هذه الأسباب متشابكة ويستحيل فصل أحدها عن الآخر..
مع ذلك وبعيدا عما قام به الطبيب وعالم الجريمة الإيطالي " لومبروزو " Cesare Lombroso من مبالغة في تفسير السلوك الإجرامي والعنيف عموما [9] ، وانطلاقا من نظرة نفس – اجتماعية ، يمكننا أن نقر بإمكانية أن يكون الإنسان عنيفا متى تواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكا مسموحا وممارسة متفق عليها ولو كان ذلك بشكل ضمني و لا يتعدى حدود الضمير الجمعي . وما هذه الفكرة الأولية إلا تأكيد لفكرة أخرى مفادها أن " العنف ينتج العنف " la violence produit la violence . ولعل ذلك ما أقره " هوربيتس " ( 1995 ) حينما أكد أنه " إذا كانت البيئة خارج المدرسة عنيفة فإن المدرسة ستكون بدورها عنيفة " ، بمعنى أن التلميذ المعنف من قبل أهله والمجتمع المحيط به سيجنح إلى إفراغ ما تولد لديه من كبت inhibition في شكل سلوكات عدوانية تجاه زملائه أو حتى تجاه مدرسيه بغاية رد الفعل ولفت الانتباه .[10]
ويمكن أن تتجه مقولة " هوربيتس " هذه في اتجاه آخر هو التأكيد على دور المدرسة في إنتاج العنف ، وهو ما ذهب إليه الفيلسوف " كولمن " Ernest Kolman الذي بحث في تأثير الجو المدرسي على نفسية النشء وسلوكه خاصة إذا كانت العلاقات داخل المؤسسة التربوية متوترة وقائمة على القمع والكبت والرفض le rejet ( عدم الاعتراف بالمتعلم كذات معنوية لها الحق في التعبير عن ذاتها ) ، مما يرسخ الفكرة القائلة بوجود التلميذ في المدرسة بمحض القوة لا بمحض الفعل .
وحديثنا عن هذا العنف الرمزي الذي تمارسه المدرسة قد يتجاوز وظيفتها الزجرية التي يختزلها عادة نظامها التأديبي ليلامس أدق التفاصيل فيها بما في ذلك ضيق الفضاء واكتظاظ الأقسام وغياب الأماكن المفتوحة وندرة المساحات الخضراء ..
المدرسة الفيسيولوجية تعتبر العنف صورة من صور القصور الذهني حيال التعامل مع المواقف ، ويعتبر أصحابها بأن تلفاً في الدماغ (الجهاز العصبي المركزي) يتسبب في إفراز هرمونات تعطي للفرد شعوراً بعدم السيطرة على الذات وعلى السلوك المصحوب بالتوتر الناشئ عن تلك الإفرازات ، وقد لوحظ بأن هناك علاقة ما بين نسبة هرمون الـ Testosterone في الدم والسلوك العنيف .
أما أصحاب التحليل النفسي فيرون أن الفرد من خلال عنفه وعدوانيته يعبّر عن غريزة الموت التي تهدف إلى تدمير الذات وتدمير الغير، وحسب النظرية التحليلية فإن العدوان ما هو إلا غريزة مخلوقة لا يمكن التخلص منها وليس هناك ضرورة لذلك ، لأنه استجابة غريزية لمواقف حياتية مختلفة .
العامل الآخر الملازم للعنف هو الشعور بالإحباط la déception لأن من يشعر بالعجز والفشل في مجتمع لا يحترم إلا الناجحين سينساق في اتجاه تحويل انفعالاته وردات فعله العنيفة إلى وسيلة تعبير عن عدم رضائه وتمرده الذي قد يكون محدودا وموجها ضد أقرانه أو شاملا وموجها ضد المنظومة ككل .
غير أن ما يتوفر لدينا من أرقام – إلى حد الآن على الأقل – يرجح كفة العوامل السوسيولوجية ويعتبرها متغيرا رئيسيا يؤثر بشكل مباشر في ظاهرة العنف ، فأغلب الأبحاث والدراسات تربط بين هذه الظاهرة و تفشي ظواهر اجتماعية أخرى وفي مقدمتها تفكك النسيج الأسري وما يعنيه من حالات الطلاق والزواج غير الشرعي وتملص أحد الآباء من المسؤولية الملقاة على عاتقه ...
إلا أن هذه الأرقام يجب أن لا تحجب عنا دور بقية العوامل الثقافية والاقتصادية الأخرى ، فالجهل والأمية والفقر والبطالة قد تكون من الروافد الهامة التي تغذي العنف وتؤججه حتى وإن لم تكن هي التي أنتجته .
عموما فإن طغيان القيم الاستهلاكية و ما يعرف بتحرير القيم la libéralisation des mœurs والأزمات الاقتصادية والمالية المتتالية وما نتج عنها من تهميش لبعض الفئات الاجتماعية ، كلها سياقات قد تتقاطع مع ما يشعر به التلميذ المراهق من إرتكاسات وأحاسيس سلبية ، لتولد في نهاية المطاف سلوكات عنيفة تجاه نفسه وتجاه الآخرين. [11]
3- هل من سبيل للحد من الآثار السلبية للعنف المدرسي ؟
صحيح أن العنف المدرسي هو معطى قديم ومتواصل ويتشكل وفق صيرورة حضارية وثقافية متغيرة باستمرار ، وصحيح كذلك أن المجتمعات الإنسانية تتصرف إزاءه وفق قيمها ومرجعياتها المختلفة ، غير أن هذه الأخير تتسم بدورها بكثير من الحراك والتطور في مستوى تكييفها للفعل العنيف وللطرق والآليات الكفيلة بمعالجته .
فإذا كانت الشدة والحزم هي الغالبة في مواجهة العنف قديما [12] ، فإن المقاربات الحديثة تميل أكثر نحو مزيد الفهم والتفهم والتواصل والتوعية . وهذه الاستراتيجيات " المتسامحة " نسبيا في مواجهة العنف مردها عدة متغيرات اقترنت أساسا بتطور نظريات علم النفس والاهتمام المتزايد بالطفولة ونشوء حركات مدافعة عن حقوق الإنسان عامة وحقوق الطفل بشكل خاص ، إضافة إلى قيام منظمة الأمم المتحدة بصياغة اتفاقية دولية لحقوق الطفل التي نصت في مادتها 32 على ضرورة حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف .... في هذا الصدد أعلنت المنظمة الأممية ( 1998 ) العشرية الأولى للألفية الجديدة ( من 2001 إلى 2010 ) " عشرية دولية لنشر ثقافة اللاعنف والسلام لفائدة أطفال العالم ".
إقليميا شهدنا في أواخر الألفية الماضية ( 1998 ) إنشاء ما يعرف بـ " المرصد الأوروبي للعنف في الوسط المدرسي " l’observatoire européen de la violence en milieu scolaire . وخلال أيام 14 - 18 جوان 2004 اجتمع تلامذة الثانوي من 19 دولة أوروبية من أجل وضع الميثاق الأوروبي الأول ضد العنف في المدرسة . و يستهدف مشروع هذا الميثاق الذي دارت المناقشات بصدده داخل رحاب المركز الأوروبي للشباب بمدينة " ستراسبورغ " الفرنسية تطوير نموذج مدرسة ديمقراطية خالية من العنف . و قد صوت التلاميذ على صيغته النهائية عبر الانترنيت في شهر أكتوبر 2004 ، و تم الاقتداء بمقتضياته في الوسط المدرسي ابتداء من سنة 2005 .
بالنسبة إلى الدول فقد اختلفت معالجتها للعنف باختلاف تكييفها له ومدى استيعابه إما كظاهرة اجتماعية تستحق الدرس والتمحيص أو كمجرد حالات عابرة تسجل وتعلن دون أن تخضع للبحث بمفهومه العلمي والأكاديمي .
ففي فرنسا مثلا ومنذ الاعتراف بالعنف المدرسي كظاهرة اجتماعية وضعت وزارة التربية القومية منذ 2001 برمجية logiciel عرفت باسم " Signa " بغاية رصد جميع حالات العنف المعلنة وأوكلت هذه المهمة إلى مدراء المدارس والمعاهد .
وفي الولايات المتحدة الأمريكية توجد عدة آليات لمجابهة ظاهرة العنف المدرسي منها المعالجة القضائية التي تسمح للضحايا وأسرهم بالرجوع القانوني ضد المدرسة أو مجلس الإدارة أو المعلم لفشلهم في الإشراف على نحو ملائم ، وذلك استنادا إلى قوانين محلية لا فيدرالية . كما قطعت الولايات المتحدة شوطا كبيرا في تنفيذ برامج لمكافحة العنف المدرسي الذي اتخذ أحيانا أشكالا دراماتيكية أودت بحياة المئات بل الآلاف وذلك قصد تدريب المتعلمين والمشرفين على أساليب التدخل وتسوية النزاعات التي كثيرا ما تقع في فترات الاستراحة وفي قاعات التربية البدنية والحمامات وأماكن انتظار الحافلات .
في النهاية نعتقد أن آليات الوقاية من العنف لا بد أن تكون مختلفة وتنبع من حالة العنف ذاتها كما لا بد وأن تبقى في ارتباط وثيق بالعوامل المؤدية إليها . في هذا الصدد يمكن أن نفهم كيف عرف عالم الاجتماع " جوهان جولتن " Johan Galtung العنف على أنه " ضرر يمكن تجنبه عند الوفاء بالاحتياجات الأساسية للإنسان مثل البقاء وتعزيز الرفاهية والهوية والحرية ".
وهذا يعني أن منع الأفراد من إشباع حاجاتهم الأساسية بما فيها النفسية والمعنوية كالحق في الكرامة والتعبير ... ، قد ينمي دافع العنف لديهم أو على العكس من ذلك قد يدفعهم إلى ما يسميه الطبيب الفرنسي " أندريه جيرنز " André Gernez بالموت البطيء حيث لاحظ أن سبب وفاة مئات الملايين من البشر هو الأمراض الانتكاسية التي يمكن تجنبها بطريقة بسيطة ويسيرة .
مخرج :
في زمن غير بعيد عن هذا الزمن قال الأديب والكاتب الفرنسي " فيكتور هيغو " Victor Hugo ( 1802 - 1885 ) قولته الشهيرة : " من فتح مدرسة فقد أغلق سجنا " ، في إشارة منه إلى دور هذه المؤسسة في التربية والتعليم والتثقيف وبالتالي في الحد من مظاهر الجنوح و ما يرتبط بها من سلوكات تؤشر للعنف غير أن زمننا هذا بات يقرأ وظائف المدرسة بشكل مغاير . في هذا السياق تحديدا يقول " بيار بورديو " في كتابه العنف الرمزي : " إن أي نشاط تربوي هو موضوعيا نوع من العنف الرمزي ، وذلك بوصفه فرضا من قبل جهة متعسفة لتعسف ثقافي معين ..." [13]
فالمدرسة إذا لم تعد دائما ذلك الكيان المقدس ، المنغلق على نفسه والمحصن من كل ما يشوب محيطها من تحولات وهزات ، كما أن روادها من التلاميذ والطلبة ليسوا بالضرورة " ملائكة " ورواد علم ومعرفة ، بل هم نتاج المجتمع وما يفرزه من قيم وممارسات مرجعية قد تتآكل بمرور الوقت ليكون العنف علامة فارقة ومؤشرا قويا على ضرورة مراجعتها إما بالتحصين والإثراء أو بالتخلي والإلغاء .
حظي موضوع العنف باهتمام عدة اختصاصات مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي ومختلف العلوم التربوية والإنسانية الأخرى. [1]
2 يعرف جميل صليبا العنف في معجمه الفلسفي بكونه " فعل مضاد للرفق ومرادف للشدة والقسوة " و يقدم القاموس التربوي العنف على أنه " لجوء غير مشروع للقوة " . أما علم الاجتماع فيعرفه على أنه " سلوك غير عقلاني يوحي بفقدان الوعي لدى أفراد معينين " ..
العنف الرمزي ( بحث في أصول علم الاجتماع التربوي ) تأليف " بيار بورديو " ترجمة نظير جاهل – المركز الثقافي العربي – ط 1 1994 [3]
بهذا المعنى يستوعب مصطلح العنف الرمزي مختلف المظاهر النفسية للعنف كالسخرية والاستهزاء والرفض وفرض الرأي بالقوة ...[4]
في بداية الألفية الجديدة وقع رصد حوالي 599 ألف حالة اعتداء بالعنف في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها .[5]
د. محي الدين عبد العزيز – جامعة البليدة ( الجزائر ) .[6]
مؤرخ وأستاذ محاضر في جامعة فرساي و نانت في فرنسا .[7]
8 تعتبر فئة المراهقين الفئة المعنية بالعنف أكثر من غيرها ففي تونس مثلا تشير إحصائيات وزارة التربية لسنة 2006 إلى تسجيل حوالي 2025 حالة عنف ، 60 بالمائة منها صادرة عن تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 16 و 20 سنة وفي مصر رصد المركز المصري لحقوق الإنسان سنة 2010 أكثر من 1000 حالة عنف مدرسي في صفوف المراهقين. أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تجاوز الرقم مليون ونصف حالة عنف سنة 2008 ففي مدينة نيويورك لوحدها وصل عدد الطلاب المقتولين بسبب العنف المدرسي إلى 140 تتراوح أعمارهم بين 14 و 17 سنة .
9 لومبروزو ( 1835 – 1909 ) : أستاذ الطب الشرعي والعقلي في الجامعات الإيطالية ومؤسس علم الانتروبولوجيا الجنائية ، استنتج خلال عمله في الجيش الإيطالي أن المجرم يتميز بملامح عضوية خاصة ومظاهر جسمانية شاذة يحتفظ من خلالها بصفات بيولوجية ووراثية معينة كصغر الجمجمة وطول الذراعين واستعمال اليد اليسرى وضخامة الكتفين والشذوذ في تركيبة الأسنان ...
10 توصلت التحقيقات التي قام بها جهاز الخدمة السرية بالولايات المتحدة الأمريكية أن أكثر من ثلثي حالات المهاجمين في حوادث إطلاق النار في المدارس شعروا بالاضطهاد والمضايقات والتهديدات والاعتداءات .
Eric Debarbieux , Violence à l’école : un défi mondial ? – Armand Colin , 2006 . [11]
12 يقول أحمد أمين في هذا المعنى :« أما ناظر المدرسة فرجل طيب و لكنه لا يفقه شيئاً من أساليب التربية ، ضبط مرة تلميذا يسرق كراساً فأخذه وعلق في رقبته لوحة من الورق المقوى، كتب عليها بخط الثلث الكبير «هذا لص » حتى إذا وقف الطلبة في طابور العصر أمسكه الناظر بيده ، ومر به على التلاميذ ليؤدبه !…والحق أنه لم يؤدبه ولكن قتله ، فلم أرَ هذا التلميذ يعود إلى المدرسة بعد وأغلب الظن أنه انقطع عن الدراسة بتاتاً » .
مرجع سابق ص 7 .[13]
وحيد رحيم ( متفقد المدارس الإعدادية والمعاهد )