anfasse11034فرضيات الموضوع : هل استخدم الباحث السوري ؛ فارس أحمد العلاوي منهجية معجمية واضحة لمعالجة موضوع كتابه ( أعلام من عمان) ؟ ما وجوه الالتقاء والاختلاف بين المفاهيم : ( ترجمة ) , ( سيرة ذاتية ) و( بيوغرافيا ) عند هذا الكاتب ؟ ما الموضوعات المعجمية التي أثارها , أثناء استشهاده بمتون بعض الأعلام العمانيين الذين درسهم ؟ هل يمكن لهده المتون استشراف دراسات معجمية جديدة (( استفزازية )) تفيد البحث الأكاديمي في سلطنة عمان ، وتخلخل بعض معارفنا البالية ، وتطرح موضوعات (( تنموية )) جديدة ؟ .
نظرة تاريخية : يضعنا فارس أحمد العلاوي , مند البداية , في صلب مقدمة مكتنزة (( تجول )) بين أنواع المصنفات والكتب العربية الموجودة في مجال السير والتراجم الشخصية . يتعرض بإيجاز إلى :
1 -   كتب الطبقات .
2 -   كتب السير والتراجم العامة .
3 -   كتب سير وتراجم أعلام المدن والبلدان .
4 -   كتب سير وتراجم أعلام متوفين خلال حقبة معينة .
5 -   كتب سير وتراجم أعلام عاصرهم المؤلف.
6 -   كتب المشيخات (1) .
 7-   كتب سير الملوك والأمراء .
       يقدم المؤلف في هذا الصدد معلومات قيمة ومتنوعة تنم عن إطلاعه وجهده الكبير الذي بذله في سبيل الحصول على مادة الكتابة . يضاف إلى هذا معرفته الخاصة بالثقافة والفكر الرائجين بسلطنة عمان , من خلال كتاباته السابقة ببعض صحفها واحتكاكه بمفكريها (2) .
الأعلام المترجمون : يستعمل فارس أحمد العلاوي كلمة ( ترجمة )  أو ( سيرة ذاتية ) في كتابة المعجمي كمرادف لكلمة ( بيوغرافيا ) (biography) . والحقيقة أن الأصول التاريخية (etymology) وتقاليد المعجم العربي تجعل كلمة (معجم) أكثر ملاءمة لعنوان الكتاب ، فكلما كان الترتيب الهجائي اللساني هو المسيطر في هذا الإطار كلما كان العمل معجميا صرفا ومتميزا . إن الكتب الخاصة بمعجم الأعلام كثيرة في البلاد العربية قديما وحديثا ، وهي التي تؤيد ما ذهبنا إليه.

   مقدمة
anfasse04034يقول إدوارد لورانسو :
"وبالفعل نشأت القصيدة بما هي نشيد بالمعنى الحقيقي والأصلي للكلمة  يأتينا من الأعلى "
فهو لا يقصد بالكلمة الحديث المباشر لقتل جراد الوقت ،أو لطرد أطياف الملل  بغية التسلية ،وإنما الكلام /  الشعر في عباءته اللغوية  الجسيمة ،المتمنطقة  بالتموجات  المتواترة التي تضطلع  بالتجديد والخلق ،بما هي مجبولة به من  كنايات استعارتية  ومجازية ، تؤسس لدلالات  واسعة دون تعقيد في الأسلوب ، مستثمرة اللحظات الشعرية  بإيقاعاتها الزمانية والمكانية وموضوعاتها المتنوعة ،لتخلق سبائك مرصعة بمظان شفافية ،تساهم في التبئير الشعري ، وتعميق دلالته  ..من خلال ما تقدم يبدو أن الشاعرة استوعبت معنى الكلمة في حجمها المطلق واللامنتهي،  ورأت أنه يجب  منحها  مساحة  من الحرية خارج النطاق ، لتطهر نفسها المكتوية من الداخل ..وبما أن الكلمة هي البلسم الشافي لداء  تمزق الذات الشاعرة ،وإعادة الترميم النفسي ، فقد تكررت أكثر من 14 مرة في القصائد  ناهيك عن المفردات التي تقاربها /كالصهيل / العويل / النداء / البوح / وما إلى ذلك  ..

anfasse26027مدخل : مفهومي للقصة القصيرة :
أريد في هذه المقدمة ان أقدم للقاريء مفهومي للقصة القصيرة . حسب اجتهادي أرى أن القصة القصيرة تلتقط واقعة أو حادثة أو موقفا محددا  ، فتبني حوله صراعا ما. تبسطه عبر لغة متماسكة ، بحيث تتمكن الشخصيات من التحرك بقوة وإيجابية لتطرح خطابا ناصعا يحمل وجهة نظر محددة ، لا مراوغة فيها .
كل قصة قصيرة ناجحة تتضمن تبني موقف محدد من الحياة عبر حدوتة أو حكاية او مشهد أو واقعة باستخدام لغة معبرة ، مع فهم الشخصيات التي تنهض لحفر الصراع المحتدم وصولا إلى نهاية محددة أو مفتوحة حسب اجتهاد الكاتب المشغول دائما بتتبع مصائر الشخصيات التي يستحضرها على رقعة الورق .
يشترط أن تكون القصة القصيرة  ، ذات إيقاع متناغم ، ورؤية محددة ، وخطاب سردي واضح . قد نميل إلى أن يصنع النص القصصي دائرة تتسع رويدا رويدا لرصد حركة الشخصيات مع وجود حبكة ، ولحظة تنوير ، وخاتمة .
ربما أمكن الاستغناء عن بعض العناصر دون الأخرى فالحدث أمر أساسي ، والمكان يسهم في أن يكون النص واضحا ثم أن الزمن يحضر ليمكن ترتيب الاحداث بشكل طيع وفعال . ولكل كاتب طريقته في تنضيد عناصره ووضع أولويته شريطة أن يشتغل على عناصره بعقل يقظ ، وقلب متلهف على تبيان الحقيقة .
 هناك قصة الحدث وقصة الشخصية وقصة البورتريه وهكذا دواليك . بدون وضع حدود نهائية للأفكار أو الأشكال التي تتسع لها القصة القصيرة. هناك مثال مهم كنا نردده في بداياتنا ،  وهو : " أن أشكال القصة القصيرة تتعدد بإسهامات الكتاب العظام  فيها " . وهذا صحيح إلى حد كبير لكنني أشدد على وحدة الموضوع ، وقوة الأثر ، وبأهمية تلك الموسيقى التي تسري في النص فتشعر معها أنك في مواجهة عمل أدبي يقص عليك أكثر القصص بهجة أو حزنا  .

anfasse05022أنهضُ من مكاني كي ألتقط للذهنية صورة جمالية تغذي ما أكتب اليه وعليه ، هكذا متراس هويتي الذهنية وأنا أشرب الشاي مع الشاعر العراقي سعد عودة ، فأنا الواقف وهو المسند للحروف التي يبثها من خلال قصيدة ، هنا الباث لايتلون في الرمال ، ولكي اقرأ مشهده الشعري ، عليّ أن انزل الى عبقريته التي يعتمدها في فنّ النظم ...الجمالية ليست حكرا على مكان ما ، وهي تنبع من مخيلة ضاحكة ، ضاحكة لان الحزن لايسترجع الذهنية التي ستنطق مابين الشطور ...

فتكمن جمالية الصورة في أنها تظهر الشيء من وجهة نظر خاصة وبأكثر الطرق تميزا وأيضا التصوير من جهة غير مألوفة للمتلقي إضافة إلى أن الأشياء غير الهامة تخفى كلها أو جزء منها ومن ثم تأكيد الأشياء الهامة، وهذا ما يسمى بزاوية التصوير فهذا التحديد نفسه يتيح الفرصة الفنية لجعل الحدث الخاص الجاري تصويره يؤدي إلى فكرة معينة باعتبارها وصفا سيكولوجيا للطريقة التي صور بها المنظر .. إن اختيار الزاوية تجعل الاخر ينتهي إلى رؤية الشيء المألوف وكأنه شيء غير مألوف، فإذا أحسن اختيار الزاوية فانه سيزيد اهتمام الاخر ، هذه كاميرا التصوير التي يعتمدها المصوّر بالتقاط صوره الجميلة .
أما الصور الشعرية الملتقطة فهي تصبّ أيضا من زوايا عديدة كي تنزل بمفردات شعرية تبقى معلّقة في المخيلة دون سقوطها ..

anfasse220113كلما تدافقت الكتابات الشعرية مستثيرة في دفق حركي خصيب أسئلتها، يراود الشاعر توق ابتداع قصيدة القصائد، تلك القصيدة-الحلم، التي تكتمن في ثناياها كنه الشعر وحقيقته الجوهرية ، وتشد المتكثر منه إلى الواحد المتفرد المطلق، الذي لا كمال يرجى بعده، مباعدة بين المطلق والنسبي، اللازمني والزمني، اللامكاني والمكاني، "الصورة" والظل،  الخفاء والتجلي، تلك القصيدة التي تقدح بأسئلتها شرارة شعرية القصائد، وتشرعها على أمدائها المتمادية التي لم ترتدها من قبل، موفرة لها ما تكون به مبنى ومعنى ذات جمالية وحداثة، تلك القصيدة التي تداني حدي ثنائية العدم والوجود، وتستوعي جدليتهما، وتومض في القصائد إيماضها الحواري، مختلقة جدلية صمت الدلالة وبوحها، التي تتنزل منزلة معادلها الرمزي الشعري.
بيد أن هذا التوق الذي قد يجنح إليه الشاعر، تنكشف سرابية حلمه ووهميته أمام تواصل القصائد الشعرية، واسترسالها الزمني، لأنه توق إلى التعالي بالشعر عن الزمن، والانصياع لمبدإ الهوية الثابتة، وتعليب الكثرة الشعرية في علبة المطلق المتفرد، بينما الشعر يذعن حتما للنسبي، ولمنطق الصيرورة الزمنية، وينشد حرية الاختلاف، وارتياد آفاق الكتابة الاحتمالية المشرعة على المغاير.

anfasse220111تقديم : يقف في منتصف عقده الرابع حاملا بين يديه أكثر من اهتمام وناثرا للمعرفة أكثر من جهد يتراوح ما بين التأليف والترجمة والنقد الاجتماعي فضلا عن السياسي. سعيد بوخليط يغرد بلغتين لطالما عبر بهما عن ذاته وهو خارج عن الفرانكو - مغاربية على حد وصف جاك دريدا في كتابه أحادية الأخر اللغوية كونه ليس بأحادي اللغة. متخصص بغاستون باشلار حيث نال الدكتوراه بامتياز عال عن أطروحته الموسومة (الخطاب النقدي والأدبي عند غاستون باشلار :شعرية العناصر الأربعة) صدر له كتاب غاستون باشلار : عقلانية حالمة. وكتاب غاستون باشلار : نحو أفق للحلم. وكتاب غاستون باشلار : بين ذكاء العلم وجمالية القصيدة. وكتاب العقلانية النقدية عند كارل بوبر، (تقديم وترجمة). وكتاب غاستون باشلار:نحو نظرية في الأدب . وكتاب المتخيل والعقلانية دراسات في فلسفة غاستون باشلار :وكتاب غاستون باشلار مفاهيم النظرية الجمالية. وكتاب نوابغ سير وحوارات. ترجمة وتقديم. وكتاب قضايا وحوارات بين المنظور الأيديولوجي والمعرفي. وكتاب بين الفلسفة والأدب:دراسات وسير. وكتاب يوميات حالم مغربي. فضلا عن عشرات المقالات النقدية كتابة وترجمة في عشرات المواقع الالكترونية والصحف المغربية والعربية والعالمية.

anfasse2201101-س- كيف التحقتم بأنفاس ؟
ج-قبل ظهور مجلة أنفاس،كنت قبل ذلك،وخير الدين،فاعلين شعريين في مدينة الدار البيضاء،وعمرنا لم يتجاوز بعد عشرين سنة… .انصب اهتمامنا الأساسي،خلال تلك الحقبة،على كتابة الشعر،فكتبنا بيانا شعريا،سنة 1964تحت عنوان : . Poésie touteبعد ذلك،أصدرنا مجلة صغيرة في شكل كُتَيب، تضمن قصائدنا.إنها عبارة، عن أوراق  منفصلة، مهيأة تقريبا بخط اليد، لدى مطبعة صغيرة،أو بالأحرى هو عامل في مطبعة،أكثر منه مطبعي بالمعنى الحقيقي للكلمة. سنة 1965،التقيت عبد اللطيف اللعبي،عن طريق شاعر فرنسي،زار المغرب،بحيث قال لي :((سأجعلك تتعرف على  شخص ستحبه كثيرا)).كان اللعبي، ينشر قصائده على صفحات جريدة''ليبراسيون''،الواجهة الفرنكفونية،لحزب المعارضة الأساسي، خلال تلك الفترة أي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية .فعلا التقينا،وتناقشنا كثيرا، واستحضرنا فكرة أن نخرج إلى حيز الواقع، شيئا قد يشكل أرضية ،تعبيرية للجيل الجديد.كنا نعتبر الشرايبي والصفريوي،بمثابة أخوين كبيرين لنا،لكننا بدورنا لنا نظرة أخرى للأشياء ورؤية ثانية، لمغرب مابعد الاستقلال.ولأن الأفق يتعلق بمشروع ثقافي،فقد كان طبيعيا،أن ينضم إلينا فنانون،امتلكوا بدورهم تصورا، لما يجب أن تكون عليه ثقافة حديثة في المغرب،لقد اتجه اهتمامنا إلى التشكيليين أساسا.كانت لعبد اللعبي،علاقات مع كبار الفنانين المغاربة، تواجد أغلبهم بمدينة الرباط.هكذا،قررنا إخراج المجلة برفقة مجموعة من الفنانين،كانوا أساتذة في مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء،لاسيما المليحي وبلكاهية وشبعة ثم عطا الله،لأنهم أبانوا عن خطاب مغاير لما يردده الآخرون.تضمن العدد الأول من مجلة أنفاس،قصائد عززتها إبداعات فنية على الغلاف، وكذا بين طيات الصفحات الداخلية.ساهمتٌ في العدد إلى جانب عبد اللطيف اللعبي،وبعض التشكيليين وشاعرين صديقين من الدار البيضاء،توقفا فيما بعد عن الكتابة….انعقدت الاجتماعات،بين الدار البيضاء والرباط،وفي أغلب الأوقات كنا نلتقي أصدقاءنا الفنانين في مدرسة الفنون بالدار البيضاء.طبعا، جاء العدد الأول، مخالفا للمألوف،لأننا ضمناه خطابا لم يكن تماما مستساغا،يوجه انتقادا حادا للوضع.الأهم في هذه العملية،ليس صوابنا من عدمه،ارتباطا بتلك اللحظة،بل الغضب الشديد، الذي استدعينا به الأشياء، وهذه المقدرة و القوة الداخلية والطاقة التي شكلت رافعة أساسية، لهذا البناء والكلام والنظرة المنصبة عليها. صدر العدد الأول، شهر مارس عام 1966 .

anfasse15016يعد هذا المقال قراءة في بعض النظريات التي انصبت منذ الستينات على مقاربة الصورة في العديد من أنواعها. فمنذ أن دخلت السيميولوجيا حيز النقد الأدبي، أصبحت الصورة مجالا خصبا للدراسات التي تدعي كلها الانتماء إلى علم الدلالة دون أن تقصي من حسابها الاستناد إلى نظريات التحليل اللسني أو النفسي أو الاجتماعي. وقد أثار هذا التداخل بين مختلف مناهج العلوم الإنسانية أسئلة عديدة في البداية قبل أن تصبح السيميولوجيا علما في حاجة ماسة إلى جميع هذه العلوم برمتها. إن بعض هذه الأسئلة هي التي تنصب عليها قراءتنا في بعض مناهج سيميولوجيا الصورة.
اللسانيات وسيميولوجيا الصورة:
لقد حظي موضوع العلاقة بين السيميولوجيا واللسانيات بجدل واسع. وبقدر ما أثارت هذه الإشكالية مجموعة من الأسئلة ذات القيمة المعرفية والعلمية وفسحت المجال واسعا للمزيد من تحديد كل منهما ضمن حقول العلوم الإنسانية، بقدر ما أضفت على بعض هذه البحوث أحيانا طابع المزايدات والجدالات العقيمة. وهكذا أصبح الصراع بين السيميولوجي واللساني يتمحور حول ما إذا لم تكن سيميولجيا الصورة سوى نقل حرفي مباشر لمفاهيم اللسانيات وتطبيقها على النماذج البصرية.
في مقال له بعنوان "ما بعد المماثلة، الصورة"(1) يقوم كريستيان ميتز C.Metz بالكشف عن طروحات كلا الاتجاهين وأهم الثغرات التي أدت إلى هذا التعصب الحاد، ليبلور في الأخير مجموعة من الملاحظات التي تقيم الحدود والعلائق في الآن نفسه بين سيميولوجيا الصورة واللسانيات.