1
بينما كنت أجلس بين الأزقة أقلب صفحات الكوفيين والبصريين، جـاءت تمشي على استحياء ... قالت وقد توردتا وجنتاها : "سيدي ، هل لك أن تخبرني إن كان الفاعل مرفوعاً أو منصوباً؟"
- الفاعل يُرفعُ ويَنْصِبُ غَيْرَه ... ألا تعرفين ذلك يا فتاتي؟
- بلى! ولكن أردت أن يطمئن قلبي .....
-2-
بينما كنت أجلس على الرصيف ... جاء يسألني: الدجاجة تبيض أم تلد؟
- الدجاجة تبيض ثم يخرج من بيضها الكتكوت. ألا تعلم ذلك سيدي؟
- بلى! بل أردت أن يطمئن قلبي.
-3-
بينما كنت افترش بساطاً أخضر، جاءت السوقَةٌ تسألني: متى تمطر السماء ذهباً وفضة؟
- السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. ألا تعرف ذلك؟
- بلى! ولكننا أردنا أن نتأكد.
-4-
بينما كنت ابتاع قلماً ومكحلة ، جاءني شيخ هرم يسأل: أموسى نبي المسلمين؟
- كلا سيدي، بل محمد صلى الله عليه وسلم. ألا تعرف؟
- بلى! لكنني أردت أن أؤمن ويطمئن قلبي بالإيمان.
-5-
بينما كنت أتأمل طبق السماء، جاءت هند تسألني: هل القمر جسم مُعتم؟
- نعم سيدتي إنه معتم. ألا تعرفين ذلك؟
- بلى سيدي! ولكني أردت أن أتيقن.
-6-
بينما كنت أجلس على عتبة داري آمناً مطمئناً، جاءني كبير البصاصين يسألني: من سيدك؟
- أنت سيدي وسيد أمي وأبي. لماذا تسأل؟ ألا تعرف؟
- بلى! ولكني أردت أن أتيقن.
بصق في وجهي وأمر جنوده أن يلقوني في غياهب الجُب.