يقيم بعض الفلاسفة تعارضا بين الاستلزام الصناعي والاستلزام الطبيعي من حيث كون الأول يتعذر تطبيقه على صورنة الجمل الطبيعية ما جعلهم يفكرون في تأسيس استلزام خاص يراعي خصوصية اللسان الطبيعي استلزام لا يتقيد بقوانين المنطق الصوري من قبيل 'عكس الثبوت' و'عكس الانتفاء' . لكن هؤلاء الفلاسفة تعاملوا مع 'المنطق الصوري' على أساس نظرية واحدة لا تعدد فيها والواقع أن الصوريين أنفسهم مختلفون فيما بينهم حول تأويل بعض الروابط المنطقية مثل اختلاف الحدسيين مع التقليديين في قبول بعض المبادئ المشهورة مثل الثالث المرفوع والبرهان بالمثال المضاد...في هذا المقال سنسعى إلى تصحيح بعض الأفكار المتعلقة بالاستلزام وما شابهه من سوء فهم من قبل بعض المشتغلين بالفلسفة .
بداية سنتطرق إلى ما نعنيه بالاستلزام الصناعي وكيف يعرفه الرياضيون والمناطقة؟ وما الفرق بين الاستلزام والاستنتاج المنطقي؟ غالبا ما يختلط الاستلزام الصناعي بمفاهيم محايثة من قبيل مفهوم المتوالية وسنبين باذن الله الفروق بينهما ، وأخيرا سنقف عند بعض الفروقات التي أوردها الأستاذ طه عبد الرحمان في التمييز بين الاستلزام الصناعي والطبيعي.
1.الاستلزام الصناعي:
يتم بناء القضية اللزومية عبر إدراج رابط الاستلزام (⇐) بين قضيتين ، ويترجم إلى اللغة الطبيعية بـعبارة (إذا كان ..فإن..) ، يُسمى الجزء الأول من الاستلزام (أ⟸ب) بمقدم الاستلزام أما الجزء الثاني فيدعى بتالي الاستلزام ، لا يتفق المناطقة على رمز واحد للاستلزام مستعملين رموزا مختلفة ونجد المنطقي الواحد يستعمل أكثر من رمز للاستلزام، وعلى العموم فرموز الاستلزام المستعملة لا تخرج عن هذه المجموعة (⇐ ، ←، ⊃ ، ≺) في هذا الدراسة سنقتصر على الرمز ⇐. يختلف تعريف القضية اللزومية من مذهب منطقي إلى آخر ويمكن التمييز بين ثلاثة تعريفات للاستلزام:
يندرج التعريف الأول للاستلزام ضمن ما يُسمى بنظرية النماذج التي يتزعمها العالم البولوني 'تارسكي' ، ويُعرف الاستلزام دلاليا بواسطة مفهوم الصدق وعادة ما يُستعان في تعريف الاستلزام بجدول الصدق (جدول 1) ، وهكذا يكون الاستلزام خاطئا إذا كان مقدم الاستلزام صحيحا والتالي كاذبا ................................. تتمة
لقراءة كل المقال يرجى تحميله من هنا