شربت من باب الهوى نخبي
انا عندما أحببتك..
مزقت دفاتر اللاهوت كلها
بيدي
وأعلنت بسبب الخلجان المنبثقة
من تفاصيلك
باكورة إلحادي
وكفري..
وأحرقت بكل طواعية وقاري
بنار لا شكل لها
وتيقنت أن رجولتي الأولى
البيدر المسروق ـ شعر : ادريس اوبلا
لتكونَ أجدرَ بالكلام المرّ
حيّ الشعرَ في وجه الحطام
ولتلتمس
من قبضةِ الفلّاح فجراً
يسكب الماء الزُّلالَ على الظّلام.
أو ثورةً
ينأى بها الفِكرُ الرصينُ
عن العدمْ.
أيّوب هاجر قريتنا الموبوءةَ
ليصيبه تعبُ العياء،
و الوباء
ملكوتيٌّ حبيبي ـ شعر : أبويوسف المنشد
إنه وجه حبيبي
نمّ عنه القمران
أين أخفيه إلهي
شعّ منه الزّمكان
*
دمعه فيض جمانٍ – ضحكه سحر لحون
فمه زهرة فجرٍ – هدبُه ( كُن فيكون )
*
ليس منكنّ حبيبي
يامليكات الشذى
أبصرته عين روحي
حصاةٌ تئن ـ شعر : شدو محمد
مابين موتي ، وميلادي احتضارٌ
اسمه أنت !!
**
مدلّلي ،
غصّة الغياب
لها نهر لظىً
والمصب ... محيط أنيني
**
هذا المساء
لن يمرّ القمر بشرفتي
أينك أنت ؟
الجرس البوهيمي ـ شعر : أبو يوسف المنشد
طريدك أيّها الإنسان ... أنت
وفراغ الكون
هو من أجلك
خطوتان ، وتسقط في فردوسك البارد
أنت قبل الضوء
فكرة العتمة
أنت قبل العالم
فكرة التلاشي
أنت المقصود من هذا الألم
عبثاً ... تهادن الحياة
يكفيك هذا الجرس البوهيمي
لغات ـ شعر : فوزية العلوي
كن أيّ شيء
ولا تكن لغتي
إني أخاف تأجّج الأشواق
كن أيّ سارية جمحت
بمرمرها
أو شمعة زفرت بمجمرها
أو فلتكن دمعا تحدّر حارقا
في هيكل العشاق
كن أيّ رابية شمخت بدهشتها
أو نجمة لمعت فوقي بدمعتها
أو أيّ غصن تائه
سفر في الحلم ـ شعر : ادريس اوبلا
آهٍ يا حلمي
تذكّرْ أنّني وحدي
أسافرُ على شجَر البلّوط
نحو
حدائقِ الوعدِ الأخيرْ.
آهٍ يا غدي الذي
سار منفيّاً
في نجمة ِ الأُفُقِ المنيرْ،
ناولني من اسمكَ
حرْفاً واحداً
لأصيرَ نجماً سُداسِيَّ المعاني
لا أرجــو سوى ذكراك !! ـ شعر : محمد المهدي
كلما رَنَتْ عيناي صوب عينيك ..
طلبتُ النّجدة من رواد البحر ،
و خبأت قواربي بعيدا عن التّيار .
فلا حاجة لي بصيدٍ يَتلوه الخراب .
أنا لا أُريدُ من البحر غير مَحارةٍ
وحيدةٍ فريدة ..
على جدارِها يُتلى تاريخ التراب ،
و بعضُ أحرف من قاموس السّراب.
قلبي .. أنت يا أيها الشقي..
أيّها النقي التقي،
هل تُسْلِـمُ كل قلاعَك طوعا،
الرقص مع الشيطان ـ شعر : هشام فنكاشي
هذه ليلتي
رتبت شقتي
زينت سريري
وأطلقت المسك و العنبر
وضعت كأسين
من نبيذ مقطر
أنتظر قدومها
على أحر من الجمر
حط الليل قلاعه
وحضر القمر
وأضاءت النجوم
أنين القمر ـ شعر : أبويوسف المنشد
لماذا الرصاص ُ وجمر ُ الحِمَم
لماذا الأغاريد في الفجر دَم
لماذا الرّدى واتّساع الخراب
أليس الحياة لنا كالحلم
أنحوَ الدمار تهبّ الحياة
وخلف المذابح تمشي الأُمَم
أرى الحبّ لن يتهجّى الدماء
توقّف كفى أيّهذا القلم
فليس المسار ضياع الجهات
وليس الوجود احتراف العدم
وما البحر ممّا يجرّ السراب
ضَحِكٌ بِطَعْمِ الْبُكَاءْ ـ شعر : احماد بوتالوحت
سَاخِراً مِنْ آيَاتِ الْأُفُولْ ،
أَضْحَكُ مِنْ عِظَامِ الْأَرْضِ ،
وَمِنْ سَرَاوِيلِهَا الْمُهَلْهَلَةْ ،
ضَحِكاً بِطَعْمِ الْبُكَاءْ ،
غَيْرَ عَابِئٍ بِنُشَارَةِ أَيَّامِي ،
وَلَا بِاغْتِيَابِ الْأَمْكِنَةْ ،
وَلَا بِثَوْبِ الْغِيَابْ .
وَهَا أَنَا أُكَلِّمُ الشَّمْسَ مِنْ خِلَالِ حِجَابْ ،
سَاحِباً أَقْمَاراً يَابِسَةً مِنْ أَرْدَانِ أَحْلَامِي .
وَهَا أَنَا أَكْنِسُ جَرَابِيعَ النُّجُومْ ،
عَنْ إِسْفَلْتِ السَّمَاءْ .
طبولُ الْقِيَامَةْ ـ شعر : أحماد بوتالوحت
تَرَكُواْ سَرَاوِيلَهُمْ الدَّاخِلِيَةَ عَلَى الْأَسِرَّةْ ،
وَجَوَارِبَهُمْ الْمُهْتَرِئَةِ فِي الْغُرَفِ الْمُظْلِمَةْ .
تَرَكُوا ، وَجَعَ الرُّؤوِس عَلَى الْوَسَاِئدْ ،
تَرَكُوا رَائِحَةَ أَزْمِنَةٍ مُتَآكِلَةْ ،
عَلَى رُفُوفِ الدَّوَالِيبِ الْحَدِيدِيَةْ ،
مَعَ الْأَزْرَارِ وَالْإِبَرِ وَالْخِيطَانْ ،
وَأَزْهَارِ الْوَرَقِ الْمُلَوَنَةْ ،
وَفُرَشِ الْاَسْنَانْ .
يَتَذَكَّرُونَ مَعَ بَعْضِ الْأَسَفْ ،
رَسَائِلَهُمْ ،الْغَرَامِيَةْ ، فِي صَنَادِيقَ" لَمْ تُمَسْ "
وَبِنَفْسِ الْمَرَارِةِ ، الَّتِي تَرَكَهَا فِي نُفُوسِهِمْ شَرَكُ الْمَوْتْ ،
حي الشهداء رقم 53 ـ شعر : غزلان شرعي
من هنا مروا...
أبى والرفقاء...
من هنا مروا...
يلوحون بأرواحهم البيضاء،
ينشدون يحيا الوطن...
وأي وطن.
أنا أومن بالحياة ولا أومن بالحدود و لا بالأوطان...
أنا أومن بأن بيتنا يحتاج للأب أكثر مما يحتاج إليه الوطن...
من هنا مروا ...
تركوا على الرصيف شقوقا
سقط فيها المطر ،نمت أشجارا و رياحين...
خطابُ العرش ـ شعر : ادريس اوبلا
يعتلي ذَكرُ الحمام المنبرَ الخشبيّ
مَزهُوّاً
بعد أن نَبَعَتْ خُطوتاهُ من الحضيض.
و يصرخُ في ذكرى
خيانةِ أجدادهِ القدامى
متذكراُ..
دَفن الكفاحِ الحُرِّ في
عبَثِ الجليدْ
بصوته المبحوحِ
يصرخُ ذكر الحمام في هذا الفضاء الطلق:
مَـــــــلِكٌ أنـــا..
سيلفي ـ شعر : حميد بن خيبش
قفوا خلفي
نعم، هكذا
متراصين كعلب التونة
مائلين إلى الأمام قليلا
كحائط مقبرة
وابتسموا في فرح نادر
أنت في الخلف..
حاذر !
لا تلوح بشارة النصر
حتى ينقشع الغبار
وتهدأ الثائرة.
لَنْ نَدْخُلَ الجَنَّةَ عُرَاةً ـ شعر : عبد اللطيف رعري
البُحيرَةُ تَغمرُ عَينَ الشّمسِ
بالبُكاءِ
فيَزدَادُ الفَيضُ
علىَ جنباتِ الرَّملِ
ولا أثرَ سِوى لِغمزةٍ عَارِية
أرْختْ نصْفَ سَوادها
على عُذْريةِ الظَّهيرةِ ....
بلْ لا أثَرَ سِوَى لعثمةٍ قتّمتْ مُحَيَّا أعيانَ البلاَدِ
وأسقطَتْ طَبائعَ الألفَةِ منْ أدْراجِ القصْرِ
المَرْمَرِي....
وَمنْ تحْتِهِ تجْرِي السَّواقِي ...
شغف.. ـ شعر : محمد لغريـسي
أنـت..يــا لــيـــل،
لا تـــطــــربــنــــي
ولا أنــت تــــشــفـــيــنـــي
مــن ريـــق الـــمحـــنــة
و الــــحـبـــيــبــة.
فا نـــســــــحـــب
مـــن حـــزبــي
وإ نــجــيــلــي
اركـــــــع بــيــــن وجــهــــي
نـــم هـــادئــا
حـــول كـــأســـي
معين العبارة ـ شعر : ادريس أوبلا
يسيلُ الماءُ مِنْ قلبِ الخَطيئَةِ صافيَ النّظراتِ
يُطْفِئُ ليلَهُ المَلْفُوفَ بينَ نَواجدِ الطُّغيانِ
عابِساً يأويهِ ضوءُ الزَّهرِ في رُمُوشِ
سائِحَةٍ أخذتها رياح الأمسِ كي لا
تُعيدَ لِبَسْمَتِهَا تَوَغُّلَهَا البعيدَ في
كأسي..
هي الكأسُ التي شَربتْ دمعتينِ
من نَهْر المحبّةِ الحُبْلى بالرّعدِ و الفَوضى
تُمَشِّطُ رأسيَ الحافي بْغِنائِها
كما يفعلُ الليل بسوءِ ظِلالهِ
هدأتْ ولم تحملها الرّياحُ إلى نَشْوَتِهَا
خُبْزُ التَّقْدِمَة ـ شعر : احماد بوتالوحت
كَبِرْنَا بَيْنَ أَثْدَاءِ الْفُصُولِ ،
الْمُبَقَّعَةِ بِالدُّمَلِ وَالضَّفَادِعْ .
كَبِرْنَا فِي صَحْرَاءَ لَا تُشْبِهُ النِّسَاءَ ، إِلَّا مَجَازَا .
كَبِرْنَا ، بِأَظَافِرَ مُلْتَوِيَةٍ كَالْأَنْهَارْ ،
جَعْدَةٍ كَجَدَائِلِ الشَّمْسِ ،
دَخَّنَّا تِبْغَ الرَّذِيلَةْ ،
وَشَرِبْنَا خَمْر الْخَطِيئَةِ الْأُولَى .
تَقَاسَمْنَا أَرْضِيَةَ الْحُزْنِ الَمُدَبَّبَةْ ،
وَأَكْيَاساً مِنْ حِنْطَةِ النُّجُومْ ،
هناك !
حَيْثُ يُلْبِسُ الَّليْلُ الصُّخُورَ، مُسُوحَ الرُّهْبَانْ ،