ياسيّدي البعيد ..
رسولتي إليك لم تعُد إلي !!
حمّلتها شدواً إلهيّ الصدى
وزهرتين من سناء !
حمّلتها كلّ النبوءات التي
في خلوة الشواطيء الحزينة !
وكلّ تاريخ الضياع ، والظلام
وشمتها بدمع كلّ عاشقٍ
وعاشقه !
أودعتها الصمت ،
وصيحة اليمام !

أين كنت ذلك المساء٠٠٠
حين أغلق علي باب الزنزانة
كان آخر ظل شجرة أشاهده في عالمكم الخارجي٠٠٠
كنت وحدي
لكني أذكر أني لم أكن خائفة٠٠٠
لن تكون الشمس بذلك الدفء ثانية٠٠٠
لقد رأيت الكثير للغاية و علي أن أدفع ضريبة المعرفة٠٠٠٠
أنا المسجون رقم عشرة٠٠٠
الحمد لله لقد جردوني من الاسم و النسب٠٠٠
أنا حرة منهما الآن
انأ رقم عشره وفقط٠٠٠

أفتح دمي غفراناً
للآثمين !
أفتح دمي سجّادةً ذهبيّة ً
للحفاة ..
بلاد حبٍّ للغرباء !
أنشر دمي صلواتٍ
على حبل الرحمة !!
كلّ موجةٍ تنتظر
أن يتسلّقها الطفل دمي
وكلّ غيمة !
تنادي عليه السماوات

أنا مستعد،
أن أدخل معك في معركة
لأخسرها..
فأنا أدمنت معك الهزائم
وأعرف جيدا كيف أكون الخاسر دائما،
حين يتعلق الأمر بك.
فهيا إذن
إحملي أسلحتك.
وإطعنيني
إتركي علامات مميزة على جسدي
علميني كيف أتألم.

الأبوَابُ مُترعَةٌ علَى هَلَعٍ
والأشْجَارُ يُحرِّكُهَا هَلَع
 والهَلعُ وَمَا هَلَعْ
بَينِي وبَينَ طَائرَ الورْوارِ مسَافَةُ الخواءِ المُطلقِ...   
وذاكَ اللَّمعُ  يحَركُ جُنُونِي
 لحَصدِ الرَّوابي الثَّلجِية.ِ..
 بأوْمَأةٍ وَحِيدةٍ مِن شَيْطَانِي ...
بشَفطةٍ طَاحِنة منْ عُقمِي
 بِخزْرَةِ  عَينٍ مقلُوبة وراءَ البحرِ...
 قُولُوا تدمَع...
قُولُوا تلمَع...

قولوا للشمعة أن تسامحني،
لأني تركتها طيلة الليل مشتعلة.
لقد كنت أنتظر حبيبتي
لكنها لم تأت.
قولوا لليل أن يصبر،
ألا يمر سريعا كالعادة.
لكن الصباح أتى منذ مدة
وهي لم تأت.
قولوا للفراشة أن تهدأ
وتؤجل علاقاتها الجنسية،
لتراها حبيبتي قبل أن تموت

تصفّحت أزمنة الصمت
فوجدتك يالغتي
يمامةٌ أنا ..
تثقب وجه الريح
**
آن لي ... أن أمنع الموتى
من جرّ الشمس
إلى قبورهم
آن لي ... أن أتنّفس
صباحات امرأة ..
شدو امرأة ..

ماذا الشموس بلا دجىً
ماذا البحار بلا سراب
فأنا بهذا الكون أصرخ
ثمّ أصرخ لا اُجاب
إن لم يكن عطشٌ هناك
فأيّ معنىً للشراب
إنّ الحياة تناغمٌ
بين المسرّة والعذاب
بين اللئالئ والحصى
بين المدائن والخراب
سلم الليالي حربها

يبشرني وجهك القمري
بميلاد ضوء يغازل ليل حياتي
فيطلع من تحت جلدي الربيعْ
و يصحو سباتي
و ترقص زهرة ذاتي
و ترحل عيناك نحو الفضاء
فلا يغضب الرب إذا خدشتْ
ريشة الهدب لوح السماء
فيوم تلقيت منك البريد السريعْ
قفزت كبطّ يقاوم عصر الجليد
و كسر منقاره مجد ذاك الصقيعْ

 أفٍ منْ إصباحاتٍ يكثُرُ فيها لُغطُ الجُرذانِ
 وَيَعلُو صَوتُ الأفنانِ
 وأهلُ الدارِ على الأرَائكِ مغصُوبين غاضِبينَ بالمجّان
يسألون وَاهِبَ العِزَّةِ والجَبرُوتِ الرَّب المَنَّانِ
 مَقامًا بجِوارِ الحبيب العدنانِ
 يسْألُون واهب مُلكِهِ لمن يشَاء
 السّلوَى والسلوَانِ
 النَّجْوى والأمَانِ
طلةً خَارِج البهْو المُسيّج يأملُونَ فيهَا اثنانِ
الشّمسُ علَى موعِدهَا
ونَسمةُ البحرِ  بالبَقاءِ  علَى عَهدِهَا

أسأل أم تسألين
أم كلانا سؤال
على عتبات
الكائن والممكن والمحال .
تجذبني
مرت تلك اللحظات
والدمع بلل أطرافها
مثقلة بالتسويفات ..
أمررنا من هنا ؟
كان الحرث والمحراث
كان الحصاد

يتكلم ساكتا...وأجيبه بسكوتي
صمت فاشل...مبهم
ولكن له في القلبين حديثا طويلا
وموجعا

للأسف ماذا يريد الحب...؟؟
من قلوب تشيخ في صمت
تحتضر ...في يأس..؟؟

كيف يلعب..ويضحك
و يجري

كانت أمّي
تغزل الحبّ لنا ثياب
وتضيء أيّامنا
صغاراً كنّا نأوي إليها
كالعصافير إلى الشجر
أمّي لم تحبّ الغربة يوماً
لذاك أبقتنا داخل فؤادها
ننعم بالدفء
**
لمحت وجه أمّي صائماً على الأريكة
لمحته في الصحو

ما بين بوح.. وبوح..
أرتق ما ضاع منك .. ومني ..
لأتنفس ..
وأعتصر ما بقي من خلجات..
هي ومضة .. يستفيق معها نبض الكلمات..
يصير النبض حرفا..
يعانقه حبر ..
فوق ورق شامخ..
يغفو ..
يعاند..
يرفض ..

انثُري الورقَ
انثُري الورقَ سيِّدتي أبيضاً....
أنثُريه بسخاءٍ منَ القمَمِ إن يُرضِيكِ طُولاً فعَرْضاً
 فأحْدَبٌ يمُرُّ منْ هنَاكَ تكْسُوهُ القَسوة
 ستهابه من خلف الأبواب
الصبية وما تبقى من النسوة
ممتطياً لهيب السنوات العاقرة
 يرش المدينة  بنقع البرودة والعتمة
ماشيا كالرمح لا يعثر إلاّ على هاوية
 في قلب الصحراء....
 في عمق الهاربة الحدواء.

1 ـ عالم يهزأ بي
يُصَيِّرُنِي متاهة
تَنْشُدُ الخلاص
عندما تلوذ بي
الحيرة
وتأخذني إلى
أعماق
بلا قرار
-2   تائهة أنا
حائرة أنا
أدور و أدور و أدور

يريد الليل
أن نحجّ إليه
بقبلةٍ ، وشهقتين
فنحن قدّيسان ... يرتّلان الدلع الكونيّ
ويتسكّعان خارج النص
يريد الليل أن نتصاعد فيه
أن نتسلّق فيه
أن نقفز فيه ... كفهدين بريّين متوحّشين ، جائعين
لايشبعان
يريد الليل أن ندخله
من كلّ القارّات

متى يتمرد الأقحوان،
على ولائه الأعمى للشمس .
لينظر إلي قليلا
ليسمعني قليلا
ويعطيني بعض الوقت
لقد أردت دائما أن أبوح بأسراري،
للأقحوان..
أن أبقى قريبا من الأقحوان.
وكنت أريد أيضا أن أعترف له،
أن العالم يكون موحشا
حين تبقى وحيدا..