أَيُّهَا الزَّمَنُ الصَّعْبُ ! يَا مَنْ عَمَّدْتَنِي بِالْمَطَرْ .
يَا وَاهِبَ الْمُقَلِ السُّودْ وَأَرَائِكَ الْفَرَحْ وَالْأَبْرَاجَ الْعَالِيَةْ ،
لِمَ وَهَبْتَنِي صُدَفِ الْإِفْلَاتِ مِنَ الْمَجَازِرْ؟
وَتَرَكْتَنِي فِي أَوَّلِ الْحَرْبِ ، وَكَتَبْتَ : أَكْمِلِ الزَّحْفَ إِلَى آخِرِ طَلْقَةْ !
وَفَتَحْتَ فِي صَدْرِي خَنْدَقاً بِحَجْمِ الَّليْلِ ، إِسْمُهُ الْحُزْنْ  .
أَيُّهَا الزَّمَنُ الصَّعْبُ ! يَا مَنْ عَمَّدْتَنِي بِالشَّجَرْ ،
كَمْ يَلْزَمُنِي مِنَ الْوَقْتِ ، لِأَسْتَرِدَّ الْعَالَمَ الْمَسْرُوقَ مِنْ عُلَبِ الْأَعْيَادْ  ؟
كَمْ يَلْزَمُنِي مِنَ الْوَقْتِ ،لِأُرَثِّقَ ثُقُوبَ الدِّمَاءِ عَلَى الْأَقْمِصَةِ الْمُنَكَّسَةْ ؟
كَمْ يَلْزَمُنِي مِنَ الْوَقْتِ لِأَسْلُو ؟

البحر الأزرق على شاشتي
بإلحاح يسألني
في ما أفكرْ
أجيبه في الجمال أفكرْ
. . في السؤالِ
في المآلِ .. في الاحتمالِ .. في المحالِ
من كل هذا أحذرْ
بسواد الليل الغادرِ
بسيف الذل الماكرِ
أذكرْ
بؤس يجرف مدينتا

إهداء: إلى خديجة، فراشة أتت أيامي بالفرح الجامح
أي أحلام فيك
تتهجى المسير؟
أي انمحاء فيﱠ
يتوق للفناء؟
أوقفتني في اللوم*
وقالت لي:
أريد أن أسمعها بلسانك
قلت:
الكتابة صدق

فلسطين
أيتها العصفورة القريبة
البعيدة
أيتها الفتاة
الكردية
التي تعزف رفقتي
شيئا من غربتي
وفي يدها
أسئلة
مذبوحة.
مذبوحة...

مثل فاكهة نضجت..أوشكت على السقوط
اتارجح في الهواء بين شكي ويقيني
هناك رجل خجول..يتسلل ليلا..إلى عروقي
يمشي فوق حروفي
ينام بين دفتي كتبي المغلقة
يظن انه مجهول
لكنني اعرف رائحة عطره..التي تفضحه
اخبروه عني أنني اعشقه
واخبروه أنني اعلم ..فيا ليته هو أيضا يعلم
اشعر بأصابع قدميه الحافية
تقفز من فقرة إلى فقرة

غادريهم 
غير مأسوف عليهم
وابرئي منهم فلاهم
زنبق حتى تقولي
  ضاع عطري
لا ولا من عسجد حر وتبر
كي تقولي  يا لقهري
كيف استغني عليهم
كيف اجتاز دروبي
دونما نور يشع من سماهم
أو اشق الأرض بحثا

أنا رجل فوضوي
من أولاد علي ..
حزين
مثل عربة بقال قديمة ..
أحلم بتغيير العالم
و غراسة البرتقال
فوق أنقاض المعابد ..
أقترح
رمي اللصوص
في فوهات البراكين
سيكون الأمر سخيفا و مذهلا

لاَ يُمْكِنُنِي تَأْجِيلَ السَّفَرِ إلَى قَرْنٍ آخَر،
لاَ أَسْتَطِيع ...
فَالكَرَاهِيَّةُ ...وَالحُبُّ يَخْنقَانِ حَلْقِي.
أَسْتَطِيعُ تَأْجِيلَ العِنَاقَ،
بَيْنَ الحُبِّ والكَرَاهِيَّة،
لَكِنْ...
لاَ أَسْتَطِيعُ تَأْجِيلَ الفَجْرِ،
فَاللَّيْلُ يَزِنُ قُرُونًا عَلَى كَتِفِي،
وَالفَجْرُ مُتَرَدِّدٌ بَطِيءْ...
لاَ يُمْكِنُنِي تَأْجِيلَ حَيَاتِي لِقَرْنٍ آخَر،
لاَ أَسْتَطِيعُ تَأْجِيلَ صَرْخَةَ التَّحْرِيرْ.

-1-
على غير هدى مني
أنا الشارد في متاهات الصمت
أواري قلبي المطارد
في علبة أوجاعي المكتومة،
أتجرد من قماش الجسد
المنسوج على منوال الحيرة،
أرمي به في أتون التيه،
أحتفظ بجيوبي المخرومة
التي غالباً ما تذكرني
بحالة إفلاس الروح،

شَارِعٌ وَأَرْصِفَةُ جُنُونٍ وَدَفَاتِرْ ،
وَمُخْبِرُونَ مُحْبَطُونَ يَحْتَسُونَ وَقْتَهُمْ فِي الْمَقْهَى الْمُجَاورْ،
وَخَلْفَ ظَهْرِي زُجَاجُ أَعْيُنِهِمْ يُرْبِكُ السُّطُورْ ،
وَجَلَّادُونَ يُطْفِئُونَ وَهَجَ لَفَائِفِهْمْ فِي مَنَافِضِ السُّرَرْ ،
وَفِي سَرَادِيبِ التَّعْذِيبْ ،عَصَافِيرَ مَنْزُوعَةَ الْأَظَافِرْ
وَغُرَفُ الْفَنَادِقِ مُسْبَلَةُ السَّتَائِرْ ،
وَعَلَى الْأَرَائِكِ تَسِيلُ بُطُونٌ مُثْخَمَةٌ بِفَوَاكِهِ الْبَحْرِ وَالنَّبِيذْ ،
وَالْأَصَابِعُ تَتَجَشَّأُ ، لَحْمَ الْخُصُورْ .
وَكَصَفَحَاتِ كِتَابْ ،
الْأَفْخَاذُ مُبَلَّلَةٌ بِلُعَابِ الْأَصَابِعْ ،  .

على إيقاعِ " بُحيْرةِ البجَعِ"
تعثّرتْ قدماها ..رقْصةُ زُورْبا
سقَطَ شَالُها..قصيدتي لا تُحْسِنُ الرّقْصَ..
صارَ الاختلالُ طُوطَمًا
يَرْسُمُ خارِطةَ الخداعِ..
نَسِيَ زورْبا فرْحةَ الخطواتِ
نسيتْ قدماهُ لغةَ الشذا .. يداعبُ حُلْمَ الجائعين
أوْ..
صَدًى يمْسحُ عرقَ الكادحين
زُورْبا .. يُهاجِمُه الصّمْتُ ... والسكون
نسِيَتْ قدماهُ لُغَةَ العيون..

يا فلسطين
اعذريني
لست ثوريا
بما يكفي
كي أكون حجرا
في أيادي الغاضبين
--
يا فلسطين
اعذريني
لست شاعرا
بما يكفي

كنت أرسمك في الطرقات معي..جنبا لجنب
ارسم كتفك لاستند عليه حين اتعب..
أنا دائما متعبة
ارسم العيون والقلب ...والنجوم..
ارسم المطر ...العطر والغيوم..
أجلستك طيفا على الشاطئ...
تسلقتك حجرا ...
واذبتك كالثلج
لكن كل السبل التي قطعتها إليك أعادتني إلي ..
كرسالة خاطئة في العنوان
ابتلعت الجرح ومضيت

أتلوك امرأةً ..
فتسكر البلابل ،
وتخضرّ الريح ،
وتجيء السماء ( بالمنّ ، والسلوى )
فيركض العالم طفلاً
نحو زرقته الأخيرة !!
**
أتلوك امرأةً ، موجة ً
وامرأة ً ، مجرّة !!
بلغة الشجر المسافر في الضباب ... أتلوك ِ
بالهديل الصوفيّ ..

أطْلقَ لحيتهُ .. قصَّرَ ثوبَهُ
تركَ الطبلةَ  والمزمارَ.
دخلَ بيتاً موبوءاً
يُقالُ: إنَّ مَنْ بناهُ ابنُ زنَا.
قَبلَ يدَ أميرهُ المغموسةَ بدماءِ عبادِ الله
ليَحْشُّوَ جُيوبَ سِروالهُ
برُماناتٍ منْ حقدٍ و حديدٍ.
ربطَ على صَدرهِ موتًا يُطاردُ الخَلقَ
 أجْمعينَ.
حورُ عينٍ
ووجبةَ عشاءٍ فاخرةٍ

1- أيها الحرف الموغل جدا في الافتراض
اسمح لي أن أضع سؤالا "ميكيافليا" أمام جلالتك :
" كيف تستمد منك الكلمات العانسة نشوتها ؟؟
سأفترض حتى أنا جوابا ديكارتيا.
وأهرب من تجاويف المعنى حيث تجلس مفردة عارية ودون تضاريس.
ألجأ نحو مرافئ الألغام حتى أفجر جسد الضاد".
لن أكتفي اليوم بذبحك على مقصلة ورقية.
لن تكفيني دماؤك..........حيث أمتح منها جرأتي.
سأحفر بين منفاي اللغوي وبين سجن العبارات.
وأبحث في جيناتك عن بؤرة للانقراض.

شَوارع وَأَرْصِفَةُ و أشجار
الريح تسكن بوابات الابنية
وثقوب الاشجار
لا أحد هنا أثار اقدام مرت
من هنا و رحلت
أعمدة الانارة شح نورها
وما تبقى من سراجها
يتسلى مع صقيع الوحدة
و البرد،
مقاهي المدينة في عزاء طويل
والعاشقين يُطْفِئُونَ وَهَجَ سجائرهم

مَازِلْتُ أَسْمَعُ خُطَاهُ وَهِيَ تَقْرَعُ الزُّقَاقْ ،
كَانَتْ نَفْسُهَا الْخُطَى الَّتِي تَحْمِلُهُ لَنَا فَجْأَةً بَعْدَ غِيَابْ ،
فِي جِرَابِهِ خُبْزَنَا الْكَفَافَ وَدِفْءَ الْغُرَفْ ،
وَكَانَتْ قَارَّاتٌ تُخْفِيهِ عَنَّا زَمَناً قَدْ يَطُولْ ،
 وَيَأْتِي أَخِيراً وَفَوْقَ أَسْمَالِهْ طَحَالِبَ الْبِحَارْ ،
وَفِي جُيُوبِ مِعْطَفِهِ تَصْطَخِبُ الْأَمْوَاجْ .
كَانَ لَمَّا يَعْتَزِمُ السَّفَرْ ،          
تُعْتِمُ أَعْمَاقُهُ وَتَعْتَكِرُ الْغُيُومْ ،
فَأَرَى طُيُوراً تُحَلِّقُ مِنْ عَيْنَيْهِ صَوْبَ الْحُقُولْ ،
يُوَارِي الْبَابُ سَعْلَتَهُ وَيَصْطَفِقْ ،
يَرْفَعُ قُبَّعَتٌهُ عَالِياً ، وَحَالَمَا يَخْطُو يَشْرَبُهُ الظَّلَامْ ،

مُــخْلِص أيُّها القَلب
لأحْـــزَانِكَ تُـرَتِبُها، تُبَعْثِرُهَا
تـفْرشُهَا فَوْقَ أنَامِلكَ
وتَمْضِي
تَعْبُرُ سَجَادَةَ الزَّمَن
بِــرفْقِكَ المـَعهُودْ
 تَعْبُرُ، تَجْتَازُ الحُدُودْ
في ذلك المقْهى الذي لا يَعْرِف الضَجِيج
يَنْتَشِي حُزْنُكَ بِحُزْنِه
يُعَانِقُ أحْلامَا كانت لنا سَوِيا
تَشَاجَرْنَا، تَصَافحنا