اللهفة تقطْرِن المحال ـ شعر : عبد اللطيف رعري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

لهفتي ساخنة...
لهفتي خائنة
 لطقوس الهوى في محارب الموت
تمتص أرقا سكن الأصابع
سكن وما سكن
فبكت العيون وجفت الينابيع
لمّا قصائدي بدت مشلولة
 فوق موائد الجياع 
وعصمة الخوارق المنبوذة تشتعل
كان يكفيني ارتعاش الحرف والحرف
الحرف وآخر المطر ...

لهفتي في طريق
 أقطعها لأصِل ما لا يوصل فيها
وأجثو على صدر الغمامة
لألون بقايا الظهيرة بترابٍ داسته
خيولا مددت ضحكتها تلو القوافي
 حتى أصحو من ثمالة ...
أما عكازيتي فلها دود ينخرها
وضجيج حروفها أبى الابتلاء
هولا من رمد العيون
واستجابة لسخط آلهة الصمت
العبور لمن سكن
العبور لا كما سكن.......
فمن يصافح المدى في غشوة الليالي
من يلصق الريح بصفائح الاعذار
ويزكم روائح الاشجار
التي لا ظل لها
كان يكفيني الاحتجاج لخلق التشابه
وأنشر الخلاف في امتي
كان يكفيني الوهيتي لوأد الاجلاف
من فصيلتي
يكفيني من الاسمال أحْقرها
لأمر على رصيف الخرافات مزهوا بمفاتحي
لألعق صداها جرعة قبل كل صبح
وأجّهز نوافذي الخشبية للرقص
كما دأب الرجال حين تهجرهم السكينة
كما السكينة في عمق البحر
وكما البحر للبحر
فيه غضبي ...
فيه شاهد للعيان قاربي
فيه براءة دفتري كما هو مطلبي
في باحة تناوبي على لحاف المعتقدات
على لسان الاتقياء قبيل الاغتسال من تهمة
التكفير
قبيل التهليل بالضياع فوق حيّل السرير
وتعنيف الضمير
البحر جهة البحر سعد للميول ومرونة للأقفال
والبر جهة النهر الغارق في وسن الاجيال
يؤلف العثرة والعثرة لطيف مخادع مذلال
أهو العبور مجرد فتور
أطلّ من طرف الطريق ولمحه على القبور
أم الحضور يقض أصابعي ليحرمني التصفيق
حتما مجرد عبور في قبضة رحالة جسور
يلوي للزمان أطراف الرذيلة
لهفتي في نسج أطياف من دخان
لأخادع السراب
فدمع العين تلونه الاهات
وتربتي أسودّت على كاحلي
حتى خلته بدايه الغرق
كم ردحا يسقطني من على ظهر المنامة
لأقيل قسوتي من قاموس الساعات
وأجازف بعصبيتي الى أبعد انتحار
فلا إصرار قبل الاصرار
ولا ضمان لأهل الدار ..ز
قد تلحقني قهقهات الاسرى
في محافل الجرذان
وأرزق بسنا الدفوف وبريق الاوطان
لترميني على كسر كعبي
خلودا لزفرة الرحيل المنتظر
فإما انا على حنين معدود للظفر
والقامة نصفها مجرور بلقب غجر
وإمّا انا آخر نبض يحكمه قدر
في ثنايا العبور
لهفتي حارقة تقطرِن المحال
تغربل صواعق الاذلال
وتكبل الرمل بالرمل
العبور لمن سكن
العبور لا كما سكن.......
لهفتي ساخنة...
استجابة لسخط آلهة الصمت
لهفتي في هواي
أرقِي وبكائي.....
وشلل القصائد....
موائد للجياع فلا تطعموني خردلا على ريق الصباح
العبور لمن سكن
العبور لا كما سكن.......

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟