هل خطر في بالك يوماً أن تقرأ أو أن تسمع رواية مئة عام من العزلة بشيفرة بوليسيّة؟ ها هي هيئة أحد الأحياء المزدحمة بالسكّان والقريبة من مدينة مكسيكو, قد شارفت على إنجاز ترجمة فريدة في نوعها للكتاب الذي يمثّل أنموذجاً لما يطلق عليه اسم "الواقعية السحريّة".
"بداية, لا شيء من (ألفا) العزلة. (ألفا) كثيرة لاحقة, وأمام المجموعة التي تصنع 44, وقف العقيد آورليانو بوينديا يصنع 60 لمساء قصي جعله والده فيه من 26 إلى 62 الثلج".
هذا ما تقوله ترجمة رواية غابرييل غارسيا ماركيز التي ينجزها عناصر في شرطة بلدية نيزاهوالكويت بلغتهم المألوفة التي تتشكّل من رموز رقميّة وألف باء صوتيّة.
وهكذا, فقد تُرجمت عبارة مثل "أمام فصيلة الإعدام", بجملة "أمام المجموعة التي تصنع 44, وتعني الـ 44 هنا "ميت".
(والنص في الرواية الأصليّة هو: بعد أعوام عديدة, وأمام فصيلة الإعدام, كان على العقيد آورليانو بوينديا أن يتذكّر ذلك المساء القصي الذي اصطحبه والده فيه ليُريه الثلج).
التشجيع على المطالعة :
ويشكّل هذا العمل جزءاً من برنامج اسمه "انتباه! أدب!" يهدف إلى التشجيع على المطالعة في مجتمعات الشرطة, باستخدامه لغة عاميّة مألوفة لدى لابسي الزي الموحّد.
ما الفائدة التي يعود بها البرنامج على الخدمة؟ يجيب روبرتو بيريز أحد منسّقي ورشة العمل: "أولاّ, إنّه يجعلنا حساسين لكوننا كائنات بشريّة, كما يسمح لنا بمعاملة المواطنين الذين نخدمهم معاملة طيّبة, وبالعناية بمسألة الأمن العام وهي مسألة هامة جداً في كلّ أنحاء البلاد".
فقدان هيبة الشرطة :
يتصف رجال الشرطة في المكسيك بتدني مستواهم التعليمي, وبأدنى درجة من المصداقيّة, مما يجعل المواطنين الذين يقلقهم ارتفاع معدّلات الفساد في مؤسسات الشرطة, وخصوصاً على مستوى البلديات, ينظرون إليهم نظرة سيئة.
ولذا فقد رأت السلطات في محلّة نيزاهوالكويت, وهي إحدى ضواحي العاصمة, أنّ من الضروري أن تتدخّل في القضيّة في سبيل "تربية" رجل الشرطة, حسب اعتراف عمدة المحلّة فيكتور باوتيستا في مقابلة أجرتها معه محطة بي بي سي.
يقول باوتيستا: "لمهنتيّ الشرطي والسياسي أسوأ صورة؛ فالناس يستهجنوننا, ولذلك نبذل هذا الجهد في الإعداد والتأهيل. أعتقد أنّ من الهام جدّاً أن يشعر الموظفون بالتزامهم في الخدمة".
وعلى نحو عام, فإنّ معدلات القراءة منخفضة جداً بين سكّان المكسيك. حيث تظهر إحصائيات دوليّة أنّ استهلاك الكتب يصل إلى كتاب واحد للشخص في العام.
وقد كشفت دراسة أجرتها منظّمة التعاون والتنمية الاقتصاديّة, في عام 2006, عن أنّ خمسين في المائة من الشباب المكسيكيين يحلّون في المستويين صفر وواحد (وهما أدنى مستويات الأداء المدرسي) في المهارات العلميّة والرياضيات والمطالعة.
عوالم جديدة :
ويستخدم هذا التكييف الجديد لرواية "مئة عام من العزلة" بعض الرموز التي يتواصل رجال الشرطة من خلالها فيما بينهم, وإن لم تكن هذه الرموز هي المستخدمة حالياً, وذلك من قبيل الحيطة الأمنية. ويؤكّد عناصر الشرطة أنّ هذا المنهج قد سهّل عليهم مقاربة المطالعة وفهمها. ويقول الرائد خوان ميلنديز الذي يشارك في البرنامج: "تغيّر المطالعة الإنسان حين تتوافر لديه فرصة القراءة. أعتقد أنّنا نتحصّن لننقص احتمالات إصابتنا بالفساد".
وكان هذا المشروع الثقافي قد بدأ في عام 2005, مع رواية دون كيخوت التي أُخذت منها بعض المقاطع لتترجم إلى لغة الشرطة, وقد تبنّت جهات أخرى في الشرطة هذه الفكرة, مثل شرطة مدينة مكسيكو.
وحالياً يشارك ألف وسبع مائة شرطي موزّعين إلى فرق, يجتمعون مرّة أو اثنتين كلّ شهر للمشاركة في ورشات التحرير والتدقيق اللغوي والمطالعة وتحليل النصوص الأدبيّة.
وعلى نحو عام, فإنّ معدلات القراءة منخفضة جداً بين سكّان المكسيك. حيث تظهر إحصائيات دوليّة أنّ استهلاك الكتب يصل إلى كتاب واحد للشخص في العام.
وقد كشفت دراسة أجرتها منظّمة التعاون والتنمية الاقتصاديّة, في عام 2006, عن أنّ خمسين في المائة من الشباب المكسيكيين يحلّون في المستويين صفر وواحد (وهما أدنى مستويات الأداء المدرسي) في المهارات العلميّة والرياضيات والمطالعة.
عوالم جديدة :
ويستخدم هذا التكييف الجديد لرواية "مئة عام من العزلة" بعض الرموز التي يتواصل رجال الشرطة من خلالها فيما بينهم, وإن لم تكن هذه الرموز هي المستخدمة حالياً, وذلك من قبيل الحيطة الأمنية. ويؤكّد عناصر الشرطة أنّ هذا المنهج قد سهّل عليهم مقاربة المطالعة وفهمها. ويقول الرائد خوان ميلنديز الذي يشارك في البرنامج: "تغيّر المطالعة الإنسان حين تتوافر لديه فرصة القراءة. أعتقد أنّنا نتحصّن لننقص احتمالات إصابتنا بالفساد".
وكان هذا المشروع الثقافي قد بدأ في عام 2005, مع رواية دون كيخوت التي أُخذت منها بعض المقاطع لتترجم إلى لغة الشرطة, وقد تبنّت جهات أخرى في الشرطة هذه الفكرة, مثل شرطة مدينة مكسيكو.
وحالياً يشارك ألف وسبع مائة شرطي موزّعين إلى فرق, يجتمعون مرّة أو اثنتين كلّ شهر للمشاركة في ورشات التحرير والتدقيق اللغوي والمطالعة وتحليل النصوص الأدبيّة.