anfasse14083عندما يخفي الإنسان آلامه ويتجاهلها، تُصبح كبتاً : فتظهر في شكل تصرفات غريبة.. لهذا تبدو لك تصرفات الناس غريبة، إنها الآلام تعبر عن نفسها بصور أخرى بعد عودتها كرغبات بلباس القمع. فالرغبة غير قابلة للقمع (ترجع بأي شكل لتتحرّر).
كل رغبة مقموعة : ألم. كل ألم مخفي : كبت. وكل كبت يرسم لوحته على سلوك الإنسان برغبات مشوّهة، فيتشوّه سلوكه وكلامه وحياته : كنوع من الزيّف ! في التحليل النفسي ـ بتعبير جاك لاكان : "الإنسان موضوع أُخِذ وشُوِّه من خلال اللغة". واللغة هي كلام (ثقافة) المجتمع ونظراتهم.
في ثقافة المجتمع "الحب" اندفاع مراهقين، ووسيلة لملأ فراغ أوقات الشباب.. لذلك نظراتهم للحب نظرة سخف وتفاهة، فالحب غير مهم، أمر طفولي ! متناسين أن الحب رغبة، والرغبة تعود !
"الحب ليس هو المهم"، جملة يقولها الجوعان : لاعتقاده بأنه الأكل (أكثر أهمية)؛ يقولها الجشع لاعتقاده بأنه المال؛ يقولها "ميكي" لاعتقاده بأن الحب يتعلّق بأمه : التي تزوجه وتطلقه كما تريد ! "الحُب للشجعان، الجُبناء تُزوجهم أمهاتهم" كما يقول نزار قباني.. إنها تطلّقهم كذلك، لتزويجهم مرة أخرى كالدمى !

anfasse17071" لم يحدث يوما ، ان تمتعت ،ايها الرجل الصغير ، بسعادتك في حرية ، لذلك فانك تلتهمها بجشع .لم تتعلم قط ان تعتني بسعادتك كما يفعل البستاني بوروده ." ( ويليام رايش ، خطاب الى الرجل الصغير )
مفهوم السعادة بالنسبة لاغلبية المغاربة ، مفهوم هلامي فنتاسمي ، لا يصلح الحديث حوله سوى كترف فكري او شطحة نخبوية . انه اشاعة ، فلقداكتسبوا في صيرورة حياتهم البئيسة كفاية التعاسة  .فشبه الحياة التي يشاهدونها تمر امامهم ، هي نسخة متكررة من لحظات يعيشونها في تطبيع غريب مع التعاسة . لقد خضعوا بكل مازوشية ، لمصاصي الدماء بمختلف انواعهم : الاقتصاديين والسياسيين و الفكريين و العاطفيين .  لقد افهموهم ان التعاسة حق طبيعي ، وان " السعادة " إشاعة كالعيش الكريم و العقل المتنور و الجسم الجميل . لقد تم تحويلهم الى هياكل عظمية جسدا وعاطفة و فكرا .

sawera-abdelkrimتتعدد الأسباب والموت واحد، هذا عندما يقدم شخص ما على  الانتحار، إما بالشنق، أو بأداة حادة من الأدوات، أو بالرمي بنفسه من الأعلى، أو بواسطة سم من السموم الفتاكة والقاتلة ، أو بطريقة من الطرق وهي متعددة. هذه وضعيات بارزة ونتيجة لاختلالات مادية وروحية ونفسية تجعل المنتحر يقدم على إنهاء وجوده المادي طوعا أو كرها بلا شفقة ولا رحمة . أقل ما يقال عنها أنها نهاية مجحفة.
هذا الاختيار يمكن التعاطف معه، والرثاء له، واعتباره حالة إفلاس للروح، ووضع أصحابه- بما أنهم يشكلون أقلية- بمتحف المخدوعين، لكن ماذا عن الذين يشكلون أغلبية داخل المجتمع وهم ينتحرون كل يوم بوسيلة من الوسائل المشروعة وغير المشروعة وذلك في صمت مريب ؟ يعيش المجتمع المغربي في الآونة الأخيرة، أكبر هزة أخلاقية وفيمية، يعيش تناقضات مؤلمة، يريد الحداثة بكل متعها ، لباسا وفنا وغناء وصخبا، ويصوم الاثنين والخميس وأيام البيض استجابة للعقل الديني ويحتفل برأس السنة مع المسحيين ويوزع المشروبات بأنواعها وأصناف الطورتة والشكولاطة الباريسية كشكل من أشكال المشاركة والاحتفاء بالديانات الأخرى، إنه نوع من أنواع السفر المجاني إلى قلب الكنيسة المسيحية.

تفريخ الصالونات والنوادي الأدبية : نعمة أم نقمة؟ ـ تورية بدويحسب بعض التعاريف، نجدأن "الصالون هو مكان يستضيف فيه شخص بارز أو مهتم مجموعة من الناس إما للمتعة أو لصقل الذوق العام وتبادل المعارف والسجالات والمماحكات والحوارات، وغالباً ما ترتبط الصالونات بالحركات الأدبية والفلسفية والفكرية".وعند العرب نجد أن أول صالون عرف عندهم كان لسكينة بنت الحسين و حفيدة الخليفة علي كرم الله وجهه. وقد كانت على قدر كبير من الشرف والجمال والثقافة والدين والخُلُق رغم اهتمامها بالشعر والأدب فهي كانت شغوفة بالتعبد لله ، حيث قال فيها أبوها الإمام الحسين : "اخترت لك فاطمة، فهي أكثر شبها بأمي فاطمة الزهراء ؛ أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله ؛ فلا تصلح لرجل ". وهي من أوائل النساء اللواتي أقمن صالونات أدبية، لاستقبال النبلاء والفقهاء والأدباء والشعراء .
وتوالى عبر التاريخ ظهور صالونات أدبية  غالبا ماكان تهميش المرأة فيما بعد سببا محتملا لتواجدها حتى تتاح لها الفرصة للتعبير عن آرائها ومواقفها في شتى المجالات وكان أشهرها صالون ولادة بنت المستكفي ومي زيادة.

tacheتقديم عام:
نستنكر العنف ونحتج عليه ونطالب القصاص من فاعله ولكن في نفس الوقت نعنف غيرنا بدوافع مختلفة مرة تحت تأثير الغضب والنزعة العدوانية الانتقامية ومرة أخرى نتيجة توتر نفسي وتارة لضغوط ظروف الحياة الصعبة وطورا ضدّ الطفولة لغاية الردع والتربية وطورا آخر بدوافع لا تزال مجهولة.
فأشكال العنف وسياقاته متعددة تنتهي بنا إلى إدراك مفارقات: فالجائح يسرق ليأكل والحاكم يستعمل القوة  لإرجاع الحقوق لأصحابها والأب يضرب اُبنه خوفا عليه حتّى يتجنب سلوك مشين ففي هذه الأفعال استعمال لعنف مبرر قد يرى في الغير إن لم ينتبه للدافع قسوة وتعذيبا وتعدي على الذات البشرية. لهذا يصعب الإحاطة بالعنف خصوصا الناعم ولا مرئيّ ومورس بالطرق الرمزية"[1]
نحن هنا إزاء ظاهرة تكتسح المجتمع ككل وتتسع دوائره وتداخل عناصره[2] لتميز الإنسان بازدواجية معقدة ومتناقضة يلجأ في كل مرّة لتبريره حسب المقاصد والسياقات ويزداد التباسا عندما يوجه ضدّ الطفل وبما يحدث في علاقاته بأسرته من نزاع وصراع[3] ولا نستثني بما يصدر منه هو بالذات الذي يكون في بعض الأحيان يضاهي عنف الكبار.

10930تقديم
يشاع كثيرا استعمال مفهوم "المشكل الاجتماعي" في الحياة اليومية، غير أنه بقي غير واضح في مختلف تخصصات العلوم الإنسانية، بالرغم من وجود عدد كبير من الدراسات والبحوث في هذا الموضوع، إضافة إلى العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالمشاكل الاجتماعية ولاسيما الأمريكية منها، ونخص بالذكر: الجمعية الأمريكية لدراسة المشاكل الاجتماعية التي تُصدِر مجلة متخصصة تحت عنوان "المشاكل الاجتماعية".
إن الحديث عن هذه الظاهرة، يكتسي أهمية بالغة أفرزت مجموعة من التعاريف التي تباينت مع مرور الزمن. فتحليل مفهوم المشكلة الاجتماعية، عرف تحديات وعراقيل متعددة شكلت عائقا سوسيولوجيا. فقد عرف أواخر القرن 19 مشاكل واجهت الخدمات الاجتماعية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، و لعل أبرزها : الفقر البؤس بمختلف أشكاله و تجلياته إضافة إلى الإعاقات الجسمية والعقلية، جعلت من الضروري التحرك لمواجهة الوضع الراهن ورفع الرهانات والتحديات المطروحة. وهنا نجدR. Rezsohazy يرى أن كل مجتمع يواجه مشاكل اجتماعية متنوعة، تُشكل رهانات وتحديات، مما يستوجب على مختلف الفاعلين والفئات الاجتماعية التحرك لرفع هذه التحديات.

يشكل موضوع "الأمثال الشعبية المغربية"، مادة خصبة للدراسة والتحليل. ﺇذ بدأت تستقطب اهتمامات الباحثين والدارسين، ابتداء من المحاولات التجمِعية التصنيفية، وصولا ﺇلى البحث الدراسي التحليلي لبعض الظواهر، من خلال هذه المنظومة المعرفية، التي يحتويها في قالبه اللغوي المتداول به.
    وسنحاول من خلال هذه " الورقة "، أن نقوم بقراءة للمتن الذي توصلنا ﺇليه، من خلال قراءتنا لجملة من المصادر والمراجع. وقبل ذلك نود أن نلقي نظرة موجزة حول هذا النوع من الخطاب الشعبي، فما هو يا ترى المثل ؟ وماهي طبيعته، والخصوصيات التي تميزه عن باقي أشكال الثقافة الشعبية ؟
        إذا عدنا إلى القواميس اللغوية، لنبحث عن مدلول هذه الكلمة " مَثل " فإننا نجد تعاريف عديدة، بتعدد السياقات التي يستعمل فيها. فمثُل الشيء، أي: قام وانتصب، وأصبح ظاهرا للعيان. والمثل العبرة، أي الشيء الذي يقوم وينتصب ليتعظ به الغير. والمثل الشيء، الذي يضرب لشيء ما فيجعله مثله، فهو ليشد أزره.

abstr-anfasse12567يعد العنف الممارس على النوع الاجتماعي من بين المشكلات الاجتماعية الحادة التي تعاني منها المجتمعات التقليدية خاصة الباتريركية  ، فالمجتمع المغربي لا يخرج عن سياق المجتمعات الذكورية و بالتالي يستحيل معه الحديث عن مسألة المساواة بين الجنسين . هذه المسألة شكلت التحدي الفكري لرواد السوسيولوجية الوطنية ، فتم فتح الباب للنقاش الفكري مع الجيل الأول من رواد السوسيولوجيا ، وجاء ذلك بموازاة الدينامية العالمية التي يشهدها هذا الموضوع ، خاصة مع إقرار الأمم المتحدة يوم 8 مارس يوم عالمي للمرأة وكذلك التطور الدينامكي للحركات النسائية في المجتمعات الغربية و التقدم الحاصل في الموضوع ... غير أن البنية الثقافية لكل مجتمع هي التي تسهل عملية فتح النقاش الفكري و الحقوقي في الموضوع .إن ثقافة المجتمع المغربي هي ثقافة ذكورية محضة تركز على الهيمنة في السلوك الاجتماعي وتبرير وضعية أعلى للذكور على الإناث و تكرس أشكال الدونية و الطبقية على المرأة و تشرع للرجل ممارسة العنف على المرأة بكل أشكاله و تلاوينه ، و هنا نتساءل عن ما معنى العنف قبل أن نبحث عن أسبابه و دوافعه ؟