تتداول أدبياتنا التربوية في الآونة الأخيرة مصطلحات رنانة من قبيل الجودة والحكامة والمر دودية أو الإنتاجية ، لكن اجتهاد منظرينا في تفسير معانيها واستعراض تعار يفها ، لم توازه الإرادة الصادقة في التطبيق ، حيث مازال سوقها غضا لم يشتد عوده بعد ، في المقابل ، توالت الإخفاقات وتفاقمت المعوقات على الساحة التعليمية والتي استحالت إلى عقبات مستعصية عن الحل .
هذا الوضع المتردي رفع أصوات هيئة التدريس بالتذمر والشكوى من تخلف السياسات التعليمية، وعدم ملاءمة البرامج من حيث الكم والكيف ، الأمر الذي انعكس سلبا حتى على المدرسين أنفسهم فقابلوا الإهمال بالإهمال ،مطبقين قاعدة السن بالسن ، وهذا أمر غير محبذ من فئة ألفناها مضحية على الدوام .
إن العديد من المدرسين يرجعون ضعف المردودية إلى رداءة المناخ التربوي بشكل عام ، ورغم صحة هذا الطرح بنسبة كبيرة ، إلا أن هناك أسبابا أخر من قبيل عتاقة طرائق التدريس ، التي لا زالت تحتفل بالتلقين وحشو المعارف ، بدل التربية على الإبداع وتنمية القدرات والمهارات، وبناء الكفايات التي تمكن المتعلمين من مواكبة التغيرات، وتلبية الاحتياجات المتجددة في مستقبل يتغير بسرعة.
لابد من القول أنه لا يمكن أن ننتظر شيئا كثيرا من شخص يحس بأن هويته المهنية تهتز شيئا فشيئا، مادامت مهنته مغبونة حتى من أقرب المقربين ، ...وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ....هذا الغبن المفضوح ولد خوفا مرضيا لدى العاملين بالقطاع ، فأصبحوا يخافون من المستقبل والمسؤولين والمتعلمين والآباء....من كل شيء ومن لا شيء . فهل نرجو بعد كل هذا إبداعا وخلقا ومردودية من شخص اجتمعت فيه هذه المواصفات ؟
من المحقق أن غياب التحفيز المادي والمعنوي ، يساهم بشكل فعال في تدني المردودية ، فما دام الوضع الاعتباري للمدرسين آخذا في التناقص بشكل مقصود ، وما دامت سياسة التجويع والتفقير هي الملازمة لأهل الدار ، ومادامت رغبة التمدرس لدى المتعلمين شبه منعدمة ، في ظل سيطرة وسائل الإعلام وثقل البرامج وانعدام التواصل ، فإن الحديث عن المر دودية هو العبث بعينه .
ولعل التحدي الجديد الذي يواجه تعليمنا البدائي هو الانفجار المعرفي الذي أملته العولمة على الجميع دون استثناء ، بمباركة من وسائل التكنولوجيا والاتصال ، مما يتطلب مقاومة مواكبة تفرض على المدرسين والمتعلمين على حد سواء، تعلما سريعا وفعالا بمواصفات خاصة وجودة عالية ، حتى نتمكن من مواجهة هذا الإعصار المعرفي أو على الأقل مسايرته وغربلته للاستفادة منه .
إن الهدف الذي يجب أن يسعى الجميع إلى تحقيقه، هو جعل التعليم منتجا مساهما في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، لا مجرد عائل يستجدي الصدقات ويطلب الرحمات .
ومن الحلول التي نراها مساعدة على الرفع من مردودية هيئة التدريس مع توفر الرغبة والإرادة طبعا :
- حصر الأسباب الذاتية والموضوعية لضعف المردودية ومعالجتها بكيفية شمولية .
- تفعيل آليات التوجيه والاتصال وتطبيق نظام الحوافز بشكل عادل ومنصف .
- تكوين المدرسين باستمرار ، وفسح المجال أمام تطوير مستوياتهم الثقافية والعلمية دون تمييز أو محسوبية ، وهذا لعمري هو الذي يقوي من شعورهم بالواجب والمسؤولية .
- تمكينهم من أحدث وسائل التكنولوجيا المتقدمة بعد إلمامهم بطرق استخدامها، من أجل توظيفها في عملهم لزيادة فاعليتهم .
- التخفيف من الأعباء الملقاة على عاتقهم ، وذلك بتغليب منطق الكيف على الكم في البرامج والمقررات ، وعقلانية الزمن المدرسي .
- اغناء الخزانات المدرسية بالمؤلفات التربوية والمراجع والدوريات المتخصصة .
- الرفع من معنويات المدرسين وجوانبهم النفسية في ظل الضغوطات المجتمعية التي يتعرضون إليها .
وغني عن الذكر أن الانسجام بين جميع مكونات العملية التعليمية التعلمية والتعاون بينها ، والتزام جميع أعضائها، في إطار من الشعور بالمسؤولية ينعكس بدوره على مستوى المردودية ، مما يجعل من ولج هذه المهنة يغير رأيه فيها، مستحضرا ضميره، لاغيا ذاته ، مؤمنا بأن مهنة التعليم لا زالت شريفة، ما دامت رسالة يجازي الله مبلغيها بصدق ، والمدرس شاء من شاء وأبى من أبى شمعة تحترق لتنير غيرها ...فلنعترف بفضله إذن ......
أحمد السبكي المغرب
إن الهدف الذي يجب أن يسعى الجميع إلى تحقيقه، هو جعل التعليم منتجا مساهما في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، لا مجرد عائل يستجدي الصدقات ويطلب الرحمات .
ومن الحلول التي نراها مساعدة على الرفع من مردودية هيئة التدريس مع توفر الرغبة والإرادة طبعا :
- حصر الأسباب الذاتية والموضوعية لضعف المردودية ومعالجتها بكيفية شمولية .
- تفعيل آليات التوجيه والاتصال وتطبيق نظام الحوافز بشكل عادل ومنصف .
- تكوين المدرسين باستمرار ، وفسح المجال أمام تطوير مستوياتهم الثقافية والعلمية دون تمييز أو محسوبية ، وهذا لعمري هو الذي يقوي من شعورهم بالواجب والمسؤولية .
- تمكينهم من أحدث وسائل التكنولوجيا المتقدمة بعد إلمامهم بطرق استخدامها، من أجل توظيفها في عملهم لزيادة فاعليتهم .
- التخفيف من الأعباء الملقاة على عاتقهم ، وذلك بتغليب منطق الكيف على الكم في البرامج والمقررات ، وعقلانية الزمن المدرسي .
- اغناء الخزانات المدرسية بالمؤلفات التربوية والمراجع والدوريات المتخصصة .
- الرفع من معنويات المدرسين وجوانبهم النفسية في ظل الضغوطات المجتمعية التي يتعرضون إليها .
وغني عن الذكر أن الانسجام بين جميع مكونات العملية التعليمية التعلمية والتعاون بينها ، والتزام جميع أعضائها، في إطار من الشعور بالمسؤولية ينعكس بدوره على مستوى المردودية ، مما يجعل من ولج هذه المهنة يغير رأيه فيها، مستحضرا ضميره، لاغيا ذاته ، مؤمنا بأن مهنة التعليم لا زالت شريفة، ما دامت رسالة يجازي الله مبلغيها بصدق ، والمدرس شاء من شاء وأبى من أبى شمعة تحترق لتنير غيرها ...فلنعترف بفضله إذن ......
أحمد السبكي المغرب