اذكريني على شفاه القريض
وأنت ترتلين الحرف في محراب الصمت
اذكريني ليلا في غياهب الروح
وعند المغيب
أنا الساكن هامش الجماجم
اذكريني
أنا الغارس شتيلة الحزن في صدر الوجع
أنا الهارب مني
تشردني أسئلتي الذابلة
أذكريني وأنت تنزفين حروفا
كنقطة جيم هربت من بيت الجيران
بيني وبين الذي كان لي جدولا
في رئتي متاهة الأشعار
أذكريني فقد ارتشفتني دهاليز طفولتي
ومزقتني مخالب شبابي
وهشم رأس أحلامي بفأسه مذنبا حفار القبور
ما أويت إلى جبل الحزن إلا لأنني
تلاعبت ببواخري أمواج الفرح
أغمس أظافر التمني في جثة أحلامي
لا هي افترستني ولا منها أنا نجوت
اذكريني تحت ظلال الصفصاف
في حديقة لقائنا الأول
وتجولي غير آبهة
على ضفاف أرخبيلات صدري
وعندما يغلق الليل أعينه
تعالي نأكل معا رغيف الجذور المحروق
أذكريني لازمة تحترق بآهات قصة الأمس
ومن بدأ الملالة والصدود وخان البياض
أذكريني بين تلالك وسواقيك وأشجار الغدر فيك
بين الطوب والحجر في جدران بيوتاتك
أذكريني روحا خارج أقفاص دوائرك
أحملني صمتا فوق أكتاف رحيلي
مني إلي ... مني إليك بلاكِ
لعل من قوافل حزني يولد البدء