1- مفهوم الدين
اختلف الباحثون والدارسون حول إعطاء دلالة واحدة وموحدة لمفهوم الدين على اعتبار أنه موضوع يلفه الغموض وعدم الوضوح وتشتبك السبل نحو معرفة كنه وجوهره، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالأديان البدائية إن صحت هذه التسمية نظرا لما يلف الحقبة بأسرها من ضبابية ونظرا لما يسبح فيها من تحولات نوعية قد تصل إلى حد التناقض،ـ فالتطور الإنساني يتجاوز أنماطا من التفكير والاعتقاد كي يتبنى نمطا آخر ينسجم ومتغيرات حياته والتحولات الكونية.
ورغم كل الصعوبات التي قد تعترض الباحث في هذا المجال فقد حاولنا جاهدين إعطاء نظرة عامة وشاملة حول هذه المعتقدات المختلفة والكثيرة للإنسان البدائي.
وكما سبقت الإشارة فإن السؤال المحير يبقى هو: ما هو الدين؟ يقول هنري برجسون في هذا الصدد "أن الدين البدائي هو وقاية من الخطر الذي يتعرض له الإنسان إذ يفكر إلا في نفسه وعلى هذا فهو رد فعل دفاعي تقاوم به الطبيعة العقل" ([1]).
ويضيف قائلا: "الدين إنما هو رد فعل دفاعي تقاوم به الطبيعة قول العقل باستحالة اجتناب الموت ورد الفعل هذا يعني المجتمع كما يعني الفرد لا لأن المجتمع يستفيد من جهد الفرد ولا لأن هذا الجهد يتجاوز حدود الذات إذا لم تعرقل فكرة الفناء وثبته، لا لهذا فحسب بل أيضا وعلى الأخص لأنه هو نفسه يشعر بالحاجة إلى الاستقرار والدوام إن المجتمع تدعمه قوانين ومؤسسات وصروح تتحدى الزمن أما المجتمعات البدائية فهي مبنية على من بشر وحسب، فما عسى أن تكون سلطتها إذا لم يعتقد ببقاء الأفراد الذين يؤلفونها إذن فليبقى الأموات أحياء"([2]).
ويعتقد في هذا الإطار أن القائلين: "أن الدين قد نشأ عن الخوف الذي تبعته فينا الطبيعة في مثل هذه الحالات (الزلازل والبراكين...) فالخوف أول من اوجد الآلهة في العالم، لا يخلو قولهم من الجانب من الحقيقة" فمما لا شك فيه أن انفعال الإنسان إزاء الطبيعة أصل من أصول الأديان، ولكننا نعود فنقول، إن الدين ليس خوفا بقدر ما هو رد فعل ضد الخوف ولم يصبح إيمانا بآلهة فورا". ([3])
ومن هنا يبدو أن الدين حسب برجسون هو أولا رد فعل دفاعي ضد الموت كما يذهب إلى ذلك سيجموند فرويد في كتابه الطوطم والتابو وفي سياق حديثه عن الارواحية أي الإيمان بان العالم مسكون بالأرواح الخيرة والشريرة يعتقد "أن مشكلة الموت كانت هي منطلق التنظير، فبالنسبة للبدائيين كان استمرار الحياة – الخلود- هو الشيء البديهي أما تصور الموت فجاء بعدئذ ولم يتم تقبله إلا بتردد، بل إنه حتى بالنسبة لنا ما زال خالي المضمون وصعب الاستيعاب".([4]) وبالتالي فالموت تهديد للمجتمع عامة وليس لأفراد محددين
وإن اعتقد برجسون أن "الوظيفة الأولى التي يقوم بها الدين هي الوظيفة التي تتصل ببقاء المجتمع"([5])فمن وجهة نظري فليست هي الوظيفة الوحيدة فأمام عجز الإنسان عن فهم الظواهر الكونية ووقوفه مدهوشا أمام عظمة الكون وغرابته كأن الدين بمثابة حل أخرج الإنسان من جهله بالطبيعة فهو أيضا آلية تحليلية تعطي للإنسان معرفة من نوع معين.
وأهم ظاهرة لم يستطع أن يتقبلها الإنسان هي الموت، فقد شغل الإنسان في كل مراحل تطوره واجتهاد كي يصل لفهم معناه وهو يصارع وهم الخلود والبقاء كي يتقبل هذا المصير الحتمي الذي لا يطال الإنسان فقط بل كل كائن حي على سطح هذا الكوكب، فالإنسان البدائي وقف عاجزا عن فهم سر هذا لاختفاء الغامض الذي يطال أفراد منه، وكان أعجز عن القيام برد فعل دفاعي لصده. ولما لم يستوعب هذا الإنسان فكرة الفناء النهائي أعتقد باستمرار الحياة بعد الموت وبوجود عالم آخر فبدأ بدفن موتاه حفاظا على هؤلاء الأفراد المفقودين من العشيرة وهناك من يعتقد ان "المدافن والقبور دليل على ظهور الدين لدى الإنسان البدائي، رغم ان بعض الباحثين يعزون هذا الأمر إلى وعي اجتماعي أكثر منه ديني حيث يرى ثوينبي مثلا تخلص الإنسان من موتاه بطريقة شعائرية بدل أن يعتبر جثثهم وكأنها أقذار كان كل ذلك يدل على أنه يرى أن للإنسان كرامة لا تنتشر بين بقية أشكال الحياة".([6])
فالدين هو ذلك الملجأ الآمن للإنسان الذي يجد فيه مهربا من ألآمه وانكساراته ، ومرتعا خصبا لأحلامه، كما أظن، أما فيما يخص وظائفه فلا يمكن الحسم فيها على اعتبار أن هذه الوظائف تتغير بتغير الزمن وتحولاته.
كما أن الباحثون يختلفون في شأن هذه الوظيفة فإن كان بقاء المجتمع هو أساس فكر برجسون ، فهناك من يعتقد أن الدين هو وسيلة لحكم الشعب فقد اعتقد مونتسكيو أن "المشرعين الرومان أرادوا أن يوحوا للشعب الذي لا يخاف شيئا بالخوف من الآلهة واستخدموا هذا الخوف في توجيهه حسب أرادوا"
ويذكر كارل ماركس ان الدين يشكل مصدرا من العزاء والتسويغ والسعادة الوهمية وعلى حسب تعبيره" آهة المخلوق المضطهد وعاطفة عالم بلا قلب وروح أوضاع لا روح فيها إنه الدين أفيون الشعوب"
واستعمل كلمة أفيون لأن الدين هو الذي ينسي الطبقات الفقيرة بؤسها وقد كان يسعى إلى أن يتخلى الإنسان عن السعادة الوهمية ويبحث عن السعادة الحقيقية، وإن كان هاجسه الأوحد هو تغيير الأوضاع التي تولد مثل هذه الأوهام أراد أن يشير لحقيقة وحيدة وهي لجوء الجماهير المسحوقة للدين مستمرة منه العزاء والصبر وبالتالي التصالح مع الواقع.
كما سبق الذكر عن الحسم في هذا المفهوم المتشعب أمر صعب لكن كانت هذه إطلالة مقتضبة حول بعض الإشكاليات التي ترافق دراستنا للدين أما الآن سنتطرق إلى التصورات والاعتقادات الدينية للإنسان البدائي باحثين عن رمزيتها وعن الظروف التي أنتجتها.
2- دين الصيادين: Paléolithique
- تعتبر صناعة الأدوات الحجرية واكتشاف النار واستعمالها من أهم انجازات العصر الحجري القديم على المستويين المادي والروح ، وقد انعكسا على تطور وعي الإنسان ونشطا إمكانية الروحية.
وقد كان اكتشاف النار واستعمالها أمر ينطوي على الكثير من الأبعاد العملية والروحية للإنسان لقد كانت النار تحمي كهوف الإنسان من الكوارث والبرد القارس، وكانوا يستخدمونها لشي اللحم كما جعلت الكثير من المواد التي لم تكن تؤكل قبل ذلك قابلة للأكل بعدها معاملتها بالنار، لقد جعل استخدام النار الإنسان أكثر قوة من ذي قبل"
وبعد أن قامت النار بتحريك النوازع الدينية الأولى باعتبارها المقدس الأول انفتحت أحاسيس الإنسان ومشاعره باتجاه تشكل دين أعلى"([7])حيث بدأت تظهر لعض ملامح تقديس الإنسان للحيوان ـ، ويجمع الذل كون أن الإنسان كان يصطاد الحيوان لإغراض غذائية محضة أو خوفا من أن يفترسه لكن يبدوا أن الإنسان لاحظ قوة هذه الحيوانات وتنوعها بل ومنافستها له في هذا العالم وفي الحصول على الغذاء وكل هذه الملاحظات دفعت الإنسان إلى تقديس هذا الحيوان "خصوصا إذا ارتبط الحيوان بالنار في طقوس افتراسية مشحونة بالترقب والتأمل، وقد نجد تفسيرا منطقيا في الديانات الطوطمية التي رأت في الحيوان المقدس مبدأ جمع شمل القبيلة وأن افتراسه في طقوس دينية جماعية كان يعني توزع هذا المقدس على أبناء القبيلة حيث يقوم بجمعها في صلة واحدة قوية"([8]) ومن الواضح أن الإنسان الصياد رأى في الحيوان سر بقائه واستمراره أي انه بمساعدته على الحياة كيف لا وهو مصدر غذائه آنذاك.
وقد شهد العصر الحجري القديم ظهور نوعين من الفن وهما الفن التشكيلي والذي يتجلى في جداريات الكهوف، وفن النحت الذي تجسد في التماثيل الفينوسية ويعتقد البعض أن "ظهور الفن في هذا العصر ليس من أجل الفن في ذاته بل هو استمرار لتشكل الدين"([9])لكن المسألة لم تحسم بعد فقد اكتشف العلماء مجموعة من الرسومات في كهوف بين جنوب فرنسا وشمال إسبانيا واختلف العلماء في تفسيرها فهناك من يؤكد ان هذه الرسوم لإغراض فنية وجمالية فقط، بينما يذهب البعض الآخر إلى اعتبار هذه الرسومات ذات دلالات دينية ويرى جوزيف كامبل" أن هذه الكهوف ما هي إلا معابد او كنائس الإنسان الباليوليتي وضع على جدرانها بكل تبتل وعناية روحية ما كان يضفي عليه صفة التقديس"([10]) - يعني الحيوان-.
ويتساءل برجسون في هذا الصدد قائلا. لما ذا جسد الإنسان البدائي ألهته على شكل حيوانات أو آلهة ثنائية حيوان- إنسان ؟
"فهذا التصوير يجعلنا نصاب بالدهشة حين نجد آلهة بجسد إنسان ورأس حيوان، لاسيما وللإنسان في نظرنا قيمة سامية ، فنحن نخصه بالعقل ونعلم أن لا تفوق إلا ونبلغه بالعقل ولا نقص إلا ويستطيع العقل أن يسده بيده أن الأمر لم يكن كذلك من قبل أن يثبت العقل كفاءته أي حين كانت ابتكاراته نادرة، فملم تظهر قدرته اللانهائية على الابتكار وحين كانت الأسلحة والأدوات التي يزود بها الإنسان لا تصمد لأسلحة الحيوان وأدواته الطبيعية، بل إن التفكير نفسه و هو سر قوته كان يبدوا له عنصر ضعف لأنهم منبع التردد، على حين أن الحيوان إذ يستسلم لغريزته يستجيب استجابة مباشرة موثوقة حين أن عجز الحيوان عن الكلام"([11]) كان يحاط بهالة من الأسرار فصمته ترفع توفير لوقته أن يضيع معنا في حديث" ويعتقد أن الحيوان عبد لخاصية مميزة فيه، فالثور في مصر القديمة يمثل قوة القطعان والنسر لعنايته بصغاره.
وكما أشار شارل أندري جوريان في كتابه "تاريخ إفريقيا الشمالية" والفرد بل في كتابه"الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي، فقد عرفت منطقة الشمال الإفريقي هذا النوع من التقديس للحيوان حتى جاء تمثيلهم لألهتهم على هيئة بعض الحيوانات "فالإله أمون- وهو إله كبش- "هو الإله الكبير عند الأمازيغ ويبدو انه كان إلها مركبا تكون من كبش قديم يمثل قوة القطعان البربرية وقوة الإله الشمسي الكبير أمون. رع ..."([12])
هذا الأمر الذي يمك ن أن يشكل تأكيدا على أن الإنسان عرف في مرحلة من مراحل تطوره تقديس الحيوان.
كما انتشرت مجموعة من الدمى العشتارية أو الأنثوية أو الفينوسات كما يسميها الباحثون الأوربيون وهذه الدمى تجسيد لآلهة أنثوية ويبقى السؤال المطروح هو: كيف ظهرت هذه الدمى وما زال وقت اكتشاف الزراعة بعيدا على اعتبار أن هناك ارتباط بين الآلهة الأنثوية وهذه المرحلة من تطور الإنسان.
ومن هذه الآلهة، آلهة لاوسيل وعثر عليها في منطقة لاوسيل في جنوب فرنسا إلهة لسبوغ بفرنسا أيضا، والآلهة ويلندروف بجنوب النمسا ونظرا لان النار كانت تشكل ضرورة حيوية لحياة الإنسان في تلك المرحلة والتي كانت بحوزة الشمان"الذي بدا وكأنه الساحر والعراف والنبي والطبيب والحاكم لأنه كان قادرا على حيازة النار وإضرامها والسيطرة عليها.
ويعتقد خزعل الماجدي أن ظهور الشمان في هذا العصر كان حاسما في العقيدة الدينية وقد ارتبط به طقوس ومثولوجيات كثيرة، ومن الممكن أنه كان يقود عمليات الدفن الشعائري ويحي بالرحلة إلى العالم الأخر وقد يأتي هذا كله ليس بسبب التقمس السحري للشامان بل بسبب القوة البراسيكولوجية التي يمثلها الرجال كانوا المؤهلين لان يكونوا شامان عصورهم"([13])
وبصفة عامة كان الحيوان والشمان قد شغلا الجزء الأعظم من العصر الحجري القديم فإن المرأة ممثلة في العديد من الآلهة كلاوسيل وليسبورغ ووليندروف شغلت الجزء الأخير منه وذلك لان القاعدة الروحية للإنسان اتسعت ونمت بعض معارفه بمحيطه وذاته كما اتسع أفق خياله وأيضا ابتكاراته.
لذا فقد وعي الإنسان بوجوده أكثر وأصبح ينظر إلى الخصب الجسدي والولادة والتكاثر أمرا لا يقل أهمية عن الغذاء فكلاهما يضمنان بقاء العنصر البشري على سطح هذه الأرض.
ويمكن أن نعتبر أن كل من النار والحيوان والمدافن والكهوف والصبغة الحمراء التي كون بها الإنسان البدائي رسوماته(المغرة) التي غالبا ما كانت أنثوية ما كانت لها دلالات معينة تشير إلى الرحم.فالنار قد تعكس حرارته. وقد يكون الحيوان دلالة على الشكل الجنين الأول، أما المدافن والكهوف فهي الرحم نفسه وقد لاحظ بعض الباحثين أن الميت كان يدفن بطريقة جنينية في القبر مما يجعل من القبر عودة إلى الرحم. بشكل رمزي.
أما المغرة الحمراء، فتشير إلى الدم الذي هو قوة وحياة. ونجد أن الإنسان البدائي قد أعطى للدم دلالات عميقة في فهمه للعالم فقد كان يعتقد ان تقديم الأضاحي يمنع سخط وغضب الآلهة وقد كان يذبح في كثير من الأحيان هذه الأضاحي مما يمكن أن يجسد الدم كدافع للبلاء.
3- دين الرعاة (mésolithique )
ازدادت أنشطة الإنسان الدينية وظهر دور المرأة فيها بشكل جلي كما توسعت دائرة الممارسة الشعائرية بسبب بدء استقرار الإنسان ورغبته في السيطرة على "عوامل الطبيعية عن طريق العلم الأول الذي هو السحر"([14])
وأن استعمال خزعل الماجدي لكلمة علم في حديثه عن السحر يبقى غير مفهوم بشكل واضح ويكتسيه الغموض والضبابية إلا إذا اعتبرنا أن العلم يحمي الإنسان من الظواهر الطبيعية ويساعده على البقاء.
وقد تصور الإنسان البدائي أن على السحر القيام بعدة وظائف وكما يذكر سيجموند فرويد ففي كتابه الطوطم والتابو"على السحر أن يخدم شتى الغايات إخضاع الحوادث الطبيعية للإرادة البشرية وحماية الفرد من الأعداء والأخطار ومنحه القوة للإلحاق الضرر بأعدائه، ويمكن استخدامه في خدمة التدين وتقديم المساعدة للألهة ضد الشياطين".([15])
وهناك مجموعة من العقائد الدينية السحرية أساسية عرفها الإنسان في هذه المرحلة ومنها:
- الفيتيشية: وتعني الاعتقاد بقوة الأشياء وأن التمائم والحرز والأحجار كانت مادتها وكان الإنسان يعتقد أن قوة الكون كله تكمن فيها وأنها تؤثر على ما حولها (أن قوة الكون تكمن فيها) ولذلك كان الإنسان يرتديها وهو يحز من عمليات الصيد أو الرعي لتحافظ على حياته"
ويمكن أن ترجع عادات التمائم التي ما زالت منتشرة بين فئات واسعة من الناس إلى هذه المرحلة أو نعتبرها بقايا منها على اعتبار أن بعض الممارسات السحرية والدينية حافظت مع التطور الإنساني
وكما يذكر مارسيا إلياد فقد "يحصل أن فكرة دينية قديمة تتفتح بطريقة غير منتظرة في بعض العصور وتبعا لبعض الظروف"([16])
وتبقى الظرفية الوحيدة في اعتقادي هي الخوف الذي يدفع الإنسان إلى حشد عدد أكبر ممكن من الأسلحة حتى ولو كانت دربا من دروب الخداع أو أن تكون محض خرافة في محاولة منه للإحساس بالأمن والدفاع عن البقاء والحياة.
- الأنيمية أو الأرواحية: الشعوب البدائية ترى "العالم مسكونا بما لا يحص من الكائنات الروحية التي تعمم الخير أو الشر، وتنسب إلى هذه الأرواح التسبب في حوادث الطبيعة"([17])
ويعتقد أن الأرواحية نمط تفكير فهي لا تقدم تفسير الظاهرة مفردة فحسب، بل تسمح بفهم كامل للعالم من رابطة وحيدة ، من منظور وحيدة، فلقد قدمت البشرية في مجرى الأزمنة، إذ أردنا أن نأخذ برأي المؤلفين ثلاثة أنماط تفكير ثلاث عقائد عظمى الأراوحي (الميتولولجي) والديني والعلمي، من بين هذه الأنماط الثلاثة يبدو أول نمط ابتدعه البشر وهو الأرواحي ، على أنه أكثر ما اتساقا واستيعابا إذ انه يفسر جوهر العالم بصورة تامة.
والحال أن هذه النظرة إلى العالم الأولى لدى البشرية، هي نظرية نفسانية" ويضيف قائلا: "إن الأرواحية بالذات ليست دينا، إنما تتضمن المقدمات التي بنيت عليها الأديان".([18])
وفيما يخص المراحل التي تحدث عنها فرويد فيزعم "أن المسعى البشري لفهم العالم قد مر في ثلاثة أطوار: اللاهوتي، والميتافيزيقي، والوضعي ففي المرحلة اللاهوتية كان الفكر الإنسان مسيرا بالأفكار الدينية وبالاعتقاد بأن المجتمع ما هو إلا تعبير عن إرادة الله، وفي المرحلة الميتافيزيقية التي تصدرت الفكر البشري في فترة عصر النهضة الأوروبية، بدأ الناس ينظرون إلى المجتمع في إطاره الطبيعي لا باعتباره ناجما قوى فوق الطبيعة، أما المرحلة الوضعية التي دشنتها الاكتشافات والإنجازات التي حققها كوبر نيكوس وغاليلو نيوتن"([19]) ورغم بعض الاختلاف الذي يظهر من خلال هذه التقسيمات إلا أنه من الواضح أن التفكير العلمي كان هو آخر ثمرة من ثمرات المجهود الذهني للإنسان وهو الذي نفى التفكير الديني والأسطوري الذي كان هو نمط التفكير المنسجم مع مدى تطور الإنسان في مرحلة من المراحل التاريخية.
- الطوطمية: هي عبادة سحرية متطورة عن عبادة الحيوان التي سادت في (البالوليت) ويحركها الاعتقاد بأن بعض الحيوانات والنباتات وبعض الأشكال المادية وظواهر الطبيعة هي الجد الأول والخامس الجماعات البشرية معينة تربطها أواصر القربى، ولا شك أن المعتقدات الشمانية ، التي أتينا على ذكرها- استمرت هنا وأصبح الأشخاص الخارقوا للقوة بإمكانهم الاتصال بالأرواح وتسخير هذه الأرواح لأعمال كثيرة كالصيد واستنزال المطر والشفاء من بعض الأمراض ومواجهة الكوارث وحل النزاعات وربما أصبح الشامان في هذه الفترة الزعيم الديني والاجتماعي للجماعات. ومن المعتقدات الشامانية ظهرت عبادة زعماء القبائل التي أضيفت عليهم صفات خارقة ووجهت لهم طقوس ومراسم وشعائر زادت من قوتهم ولا نستبعد أن معتقدات عبادة الطبيعة وظواهرها كالشمس والقمر والنجوم والبرق والمطر وجدت في مثل هذا العصر ولكنها لم ترتفع عن العبادة المباشرة لهذه الظواهر دون أن ترتقي إلى مفهوم الألوهية ([20])
وفي الممارسات السحرية ظهر دور المرأة"استمرار لبدء اكتشاف قواها الأنثوية التكاثرية" ([21]) فبعد أن كان السحر حكرا على الرجل نجد المرأة تأخذ شكلا بارزا في رسومات الإنسان البدائي إشارة إلى بدء بسط سيطرتها في المرحلة الزراعة.
ومما سبق يمكن أن نستشف مدى التداخل بين الدين والسحر وفي هذا الصدد يقول برجسون" السحر جزء من الدين، ونعني بالدين هنا الديانات البدائية من غير شك، والسحر كهذا الدين بوجه عام: إنما يمثل اتقاء الطبيعة بعض الأخطار التي تستهدف الكائن العاقل.([22])
فالدين والسحر كلاهما قاما بنفس الوظيفة عند الإنسان البدائي. فكان "في الدين بقية من السحر وترى في السحر خاصة شيئا من الدين".([23])
4- دين الفلاحين: néolithique
- أثر الاكتشاف الزراعي عن الأفكار والمعتقدات الدينية وأصبحت فكرة الخصوبة هي جوهر الدين في هذه المرحلة. وقد حصل هذا الانقلاب الزراعي المهم في مسيرة تطور الإنسان أولا حسب الباحثين بشمال وادي الرافدين وأراضي فلسطين.
ويمكن القول أن تاريخ الأفكار الدينية يختلط مع تاريخ الحضارة" فكل اكتشاف تقني، وكل تجديد اقتصادي واجتماعي هو على ما يبدوا ومزدوج بمعنى وبقيمة دينية"فعند دراستنا للتطورات المادية للإنسان أي على مستوى التطور الذي يلحق طريقة عيشة وأدواته، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أصداءه الدينية"([24])
فباكتشاف الزراعة أصبح تدجين وتربية الحيوانات عملية واسعة ساهمت في تطوير الزراعة ونموها وأول خطوة جديدة بعد الزراعة فهو زيادة الاستيطان وتكوين القرى وبدأ انعطاف الحياة البشرية نحو الاستقرار وطهور البيوت بشكل واسع وهو ما جعل الإنسان يتحول من طريدة سهلة للطبيعة إلى متمكن ومتربص بها، ثم إن الجماعة الإنسانية بدأت تجتمع في محيط واحد ومتجانس عماده الأرض التي تفتح اصطناعيا محصولا وفيرا يجعل من هذه الجماعة المؤتلفة مستمرة في العيش دون أن يفكر أفرادها في التنقل بحثا عن الطعام.
وقد كان لكل هذا أثره على التكوين النفسي والروحي والديني للإنسان فبعد أن كانت العشيرة هي الأساس أصبحت العائلة بديلا أقرب من العشيرة وأصبحت الأم هي مركز العائلة. لأنها المنجبة والمربية وربة البيت، أما الرجل فما زال دوره في عملية الإنجاب مجهولا لا يعرفه ولا تدري المرأة أهميته لان الوقت بين اجتماع المرأة والرجل وظهور أول علامات الإنجاب ثم الولادة كان كبيرا ولم يكن يسمح لعقد الصلة بينهما في ذهن ذلك الإنسان البدائي.([25])
ورغم أن هذا الانقلاب الزراعي أظهر توجها عاما نحو تقديس وعبادة النباتات ورمز الخصوبة المرأة إلا أن هذا لم يمنع من استمرار بعض العبادات السابقة وتقديس الحيوان.
وظهرت عبادة الجماجم وتقديسها على اعتبار أن الإنسان البدائي كان يميل إلى تحديد الروح في الدماغ هذا الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض الممارسات الطقوسية المتعلقة باستهلاك دماغ الميت اعتقادا بإمكانية تمثل العنصر الروحي للضحية ([26]) عن طريق هذا الطقس.
ويعتقد البعض أن ظهور التشخيص في هذه الجماجم ومحاولة الإنسان تشكيل ملامح وجه إنساني هو بدء ظهور فكرة الإله"([27])
وتبقى السمة الأساسية لهذه المرحلة هو تقديس المرأة.
ومن "المؤكد أن القداسة النسوية والأمومة لم تكن مجهولة عند (الباليوليتيك) ولكن اكتشاف الزراعة أنمى قوتها بشكل محسوس، إن قداسة الحياة الجنسية وفي الدرجة الأولى الجنسية النسوية تختلط مع اللغز العجيب للخلق. إن الحمل بدون لقاح والقران بين الآلهة والبشر وطقس التهتك الشعائرية توضع على مستويات مختلفة، الخاصية الدينية للجنس . إن رمزا معقدا من تكوين بشري كوني يشرك المرأة والجنس مع الإيقاعات القمرية ومع الأرض الممثلة بالرحم وبما يجب أن يسمى سر الإنبات"([28])
فالمرأة هي المسئولة عن العطاء وبقاء الإنسان عن طريق الولادة التي تتحمل نجبا وحدها المسؤولية على اعتبار أن دور الرجل لم يكن قد فهم لدى هذا البدائي فهي التي تعرف سر استمرارية الحياة، "وذكرى هذا السر عاشت أيضا في الميتيولوجيا الألمبية فهيرا hira حبلت لوحدها وولدت héphaistais (هيفيستس) لآريس"([29])
ويجمع الدارسون على أن "النساء قد لعبن دورا حاسما في تأهيل النباتات قد أصبحن المالكات للحقول المزروعة الأمر الذي يرفع وضعهن الاجتماعي. فالزوج كان ملزما بسكن بيت زوجته".([30])
ويذهب أغلب الباحثون إلى أن المرأة هي مكتشفة الزراعة كما يوضح خزعل الماجدي "والمرأة كما هو معروف مكتشفة الزراعة وحافظة البذور ولذلك رفعها إلى مرتبة الألوهية" - يقصد الإنسان البدائي - .
وقد قام مجموعة من الانثربولوجيون بدراسة لبعض المجتمعات البدائية في محاولة لمعرفة مدى صحة هذا الطرح الذي يعلى من شأن المرأة وفي هذا الإطار يمكن أن نذكر الأبحاث التي قام بها لويس هنري مورغان على قبيلة الأيروكوا.
..... وفيما يخص عائلتهم فعندما كانت لا تزال تعيش في بيوت طويلة قديمة عادة كان الصنف النسائي يهيمن في البيت، وكانت الاحتياطيات مشتركة ولكن الويل للزوج المنحوس أو العشيق المنحوس الفائق الكسل أو الفائق الخرافة، فلا يسهم بقسطه في الاحتياطي المشترك، فهما كان عدد أولاده في البيت ومهما كانت ملكيته الشخصية في البيت، فقد كان من الممكن أن يتلقى في أي لحظة أمرا بربط صرته والرحيل ولم يكن ليجرؤ حتى للقيام بمحاولة لمقاومة هذا الأمر، فإن البيت كان سيتحول بالنسبة إليه إلى جهنم ولم يكن يبقى له غير العودة إلى عشرته.
وقد كانت للنساء قوة كبيرة في العشائر، وكذلك في كل مكان على العموم وكان لا يتردد أحيانا عن عزل زعيم ما وإنزاله إلى مرتبة محارب بسيط "([31]) وان ارتبطت الآلهة الأنثوية في العصر الحجري الأعلى بالخصب الفردي والولادة، فإن هذا الفهم تطور وأصبحت ترتبط بالزراعة والخصب الكوني([32])وأصبحت خصوبة الأرض متضامنة بالخصوبة النسوية، وبالتالي فإن النسوة أصبحن مسئولات عن وفرة المحاصيل لأنهن يعرفن سر الخلق إنه يتعلق بسر ديني لأنه يحكم أصل الحياة الغذاء والموت فالحقل مثل المرأة وبعد اكتشاف المحراث أصبح العمل الزراعي يمثل بالعمل الجنسي".([33])
ولعدة ظروف منها ندرة الأمطار في مناطق معينة أو هجرة الإنسان إلى مناطق أكثر جفافا من المناطق السابقة التي مارس فيها الزراعة "أدرك الإنسان أن الأرض ليست العامل الوحيد بل إن المطر هو السبب الأهم في الزراعة وترافق ذلك مع فهم دور الرجل في الإخصاب فعقدت العلاقة بين المطر وبين الرجل وكان هذا التحول فاتحة الانقلاب ذكوري كبير في العصر الحجري المعدني حيث يظهر دور الماء بشكل عام (وليس المطر فقط ) وبذلك تنمو الزراعة على مراحل من الزراعة العفوية إلى الزراعة المطرية الإروائية وانعكس ذلك في العقيدة الدينية من الإلهة الأم إلى إله الهواء ثم إله الماء، وسنجد أثار ذلك في (.ننخرساج أنليل أنكي) في العبادة السومرية ثم ليطاح كليا بالإلهة الأم ننخرج ساج وتستبدل بالإله الأب السماء (آن ) ليصبح التالوت الذكري الأول في الديانات البشرية"([34])وقد تطورت الآلهة الإنسانية على هذا النحو من الأم الكبرى إلى الخنثى إلى الذكر كما ظهرت في هذه الفترة مجموعة من التماثيل الثلاثي ترمز إلى الرجل والمرأة والطفل ويعتقد أن "مثل هذا الثالوث نشأ منعكسا من ظهور العائلة واستقرارها والتي تتمثل في ثلاثة أطراف هي الأم والأب والابن " ([35]) ويعتقد مارسيا إلياد سارسيا إلياد أن "الثقافات الزراعية أبدعت ما يمكن أن نسميه دينا كونيا طالما أن النشاط الديني مركز حول سر مركزي التجديد الدوري للعالم وأن الكون قد فهم كمؤسسة يجب أن تكون مجددة دوريا" ([36])
وهذه الفكرة ستستمر في العديد من الأنظمة الدينية للشرق الأوسط "فانتظار مجيء المسيح التي ستسود خلال مئات الألوف من السنين في الشرق وفي عالم البحر المتوسط تمتد جذورها في مفاهيم النيولوتيك"([37])
5- دين التعدين (الفترة الممهدة للتاريخ) calcolethique
- إن أول سؤال يتبادر إلى ذهننا هو كيف تراجع دور الأنثى ليحل الذكر مركز الاعتقادات الدينية وكيف تمت الإطاحة به هذا ما سنحاول ان نلقي الضوء عليه في هذا المحور.
- يعتقد مارس إلياد أن البدائيين قد استعملوا الحديد النيزكي وقتا طويلا قبل تعلمهم استعمال المعادن الحديدية السطحية فالكلمة السومرية أن –بار التي هي أقد م لفظ يدل على الحديد قد كتبت بإشارات (سماء) و(نار) وقد ترجمت عامة (معدن سماوي) أو معدن نجم.([38])
وبصفة عامة يحدد المؤرخون بداية الألف الخامس قبل الميلاد تاريخ توصل الإنسان إلى اكتشاف المعادن وبدا يطوعها ويستعملها في صنع أدوات مختلفة.
ورغم أن مارسيا إلياد في كتابه "تاريخ الأفكار والمعتقدات الدينية"يورد بعض الإشارات التي ترمز إلى الأم فالمغاور والمناجم في نظره مشبهة برحم الأم والمعادن المستخرجة هي بنوع ما أجنة".([39])
لكن هذا لا يعني استمرارية السيطرة النسوية على مجال المقدس في العصور المعدنية لأن "الثورة الكالكوتية ثورة رجولية نتج عنها فيما بعد مفردات جديدة كثيرة فقد حلت محل القرية المدينة وظهر المعبد مركزا للمدينة وظهرت الحرف والعمارة والتجارة وتميزت الحياة الاجتماعية وازداد الدين تركيبا وبدأت العقيدة الدينية تزحزح دور المرأة المركزي فظهر الإله الأب والإله الابن بجوار الإلهة الأم وأصبح أب السماء في أهمية الربة الأم الأرض وغالبا ما أصبح الناس يصورون المطر في كثير من معتقداتهم على انه المني الخصب لأب السماء ويرى العلماء أن سبب هذه التغييرات يرجع إلى أن الرجال قد اقتلعوا الأساس الاقتصادي لمكانة المرأة، فلم يقتصر الأمر على جعل الفلاحة عمل الرجال، بل ثم أيضا حرمان النساء من دورهن في الحرف الأخرى فقد اخترع رجال المدن مثلا عجلة كانت وسيلة أكثر فاعلية لصناعة القدور وأصبحوا في أكثر الحالات تقريبا صناع الفخار والخزف، وقد حصل الرجال علاوة على ذلك على مزيد من أدوات الحرف ذات الفائدة والفعالية الكبيرة (مثل عجلة صناعة الخزف) مكنتهم من أن ينتقلوا من مكان لأخر ولم يعودوا مقيدين بعشيرة المرأة ومن ثم كانوا قادرين على جعل الأسرة (لا العشيرة) الأساس الجديد للتنظيم الاجتماعي".([40])
كما عرف هذا العصر اكتشاف السفينة الشراعية التي تنشط التجارة بين المدن الحديثة التكوين. هذه المدن أدت إلى التفكير في المعبد حيث يجتمع الناس للتعبد مما سيساهم في "ظهور المؤسسة الدينية الرسمية الممثلة بالكهان وهو ما سيدفع لظهور المؤسسة السياسية وظهور الملك الذي كان كاهنا وملكا في البداية ثم تم عزل سلطاته الروحية عن الدنيوية فيما بعد".([41])
ويذكر مارسيا إلياد أن عملية استخراج المعدن وصهره أخذت طابع القدسية هي الآخرة حيث كان الإنسان البدائي يقوم "بعدد لا متناهي من الاحتياطات، تابوهات وشعائر ترافق عملية الصهر"([42])
كما شغل عمال الصهر والاستخراج والحدادون مركزا مهما في هذا المجتمع "فالحدادون الإلهيون يصنعون" السلاح للآلهة ضامنين لها النصر بذلك ضد الغيلان أو الكائنات الكريهة الأخرى ففي الأسطورة الكنعانية صنع روكوشار وهاريس لبعل الدبوسين اللذين قتلا بهما يام رب البحار والمياه الجوفية في الأرض"([43])
خاتمة
ويمكن أن نستخلص كخلاصة عامة أن الإنسان البدائي كان في البداية يقدس الأشياء أو الأمور التي توحي له بأنها تضمن له الاستمرارية على قيد الحياة، ثم بعد ذلك بدأ يميل إلى تقديس وعبادة من يملك وسائل الإنتاج فالمرأة عندما اكتشفت الزراعة وملكت الحقول كانت صبغة آلهة الإنسان البدائي ذات طبيعة أنثوية، بينما أخذ الرجل دوره الريادة في المعتقدات الدينية مباشرة بعد تفوقه الاقتصادي وتمكنه من امتلاك العجلة وتقنيات استخراج المعادن وصهرها.
وعموما فقد تطورت المعتقدات الدينية في موازاة مع التطور التقني للإنسان الذي ظل يحاول دائما خلق وتحسين ظروف عيشه كل اكتشاف جديد كان له انعكاس واضع على وعي وفهم الإنسان وساهم بشكل بارز في تغيير تصوراته حول الكون والوجود.
لائحة المصادر والمراجع:
- هنري برجسوون منبعا الأخلاق والدين، تعريب سامي الدروبي وعبد الله عبد الدائم، دار القلم للملايين بيروت- لبنان الطبعة 1 القاهرة 1945.
- سيجموند فرويد الطوطم والتابو، ترجمة بوعلي ياسين الطبعة الأولى 1983 دار الحوار سوريا اللاذقية
- خزعل الماجدي، أديان ومعتقدات ماا قبل التاريخ سلسلة التراث الروحي للإنسان دار الشروق 1997
- ألفرد بل الفرق والمذاهب الإسلامية في الشمال الإفريقي. ترجمة عبد الرحمان بدوي دار الغرب الإسلامي بيروت 1981.
- مارسيا إلياد: تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية ترجمة: عبد الهادي عباس الجزء الأول، دار دمشق الطبعة الأولى 1986
- أنطوني غدنر علم الاجتماع ترجمة وتقديم فايز الصباغ المنظمة العربية للترجمة بيروت لبنان الطبعة الرابعة
- فريدريك انجلز أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة . دار التقدم، موسكو
________________________________________
[1] -هنري برجسوون منبعا الأخلاق والدين، تعريب سامي الدروبي وعبد الله عبد الدائم، دار القلم للملايين بيروت- لبنان الطبعة 1 القاهرة 1945. ص 143
[2] - هنري برجسون ن. م. ص 150
[3] - ن.م ص 169
[4] -سيجموند فرويد الطوطم والتابو، ترجمة بوعلي ياسين الطبعة الأولى 1983 دار الحوار سوريا اللاذقية ص 98
[5] - هنري برجسون م. س ص: 148
[6] - خزعل الماجدي، أديان ومعتقدات ماا قبل التاريخ سلسلة التراث الروحي للإنسان دار الشروق 1997 ص 38
[7] - خزعل الماجدي نفس المرجع ص 36
[8] - ن. م ص 38
[9] - خزعل الماجدي ن .م ص 40
[10] - هنري برجسون ن م ص 169
[11] - هنري برجسون ن م ص169
[12] - ألفرد بل الفرق والمذاهب الإسلامية في الشمال الإفريقي. ترجمة عبد الرحمان بدوي دار الغرب الإسلامي بيروت 1981 ص 59.
[13] - خزعل الماجدي م. س ص" 51
[14] - خزعل الماجدي ص 64
[15] - سيجموند فرويد الطوطم والتابو ص 101
[16] - مارسيا إلياد: تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية ترجمة: عبد الهادي عباس الجزء الأول، دار دمشق الطبعة الأولى 1986 ص 51
[17] - سيجموند فرويد ن م. ص 98
[18] - ن. م (فرويد) ص 99.100
[19] - أنطوني غدنر علم الاجتماع ترجمة وتقديم فايز الصباغ المنظمة العربية للترجمة بيروت لبنان الطبعة الرابعة ص 62.
[20] - خرعل الماجدي .ن.م ص 64
[21] - ن.م ص 65
[22] - برجسون ن. م ص 189
[23] - برجسون ن ص 190
[24] - مارسا إلياد ن م ص 63 بتصرف
[25] - خزعل الماجدي ن.م ص 77-78
[26] - مارسيا إلياد ن م ص 52
[27] - خزعل الماجدي ص 80
[28] - مارسيبا إلياد ص 63
[29] - ن.م ص 59
[30] -ن. م ص 59
[31] - فريدريك انجلز أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة . دار التقدم، موسكو . ص 218
[32] - خزعل الماجدي ن . م . ص 82
[33] - مارسيا إلياد ن. م. ص 59
[34] - خزعل الماجدي.ص 122
[35] - ن. م. ص 101
[36] - مارسيا إلياد م.س ص 61
[37] - ن.م. ص 63
[38] - ن. م ص 72
[39] - ن. م.73
[40] - خزعل الماجدي ص 136
[41] - ن.م ص 137
[42] - مارسيا إلياد ص 73
[43] -ن.م ص 73