"
"لقد اضطر الفكر العلمي الى فصل هذا التلاحم بين حكم القيمة والتحليل،لأنه كان قد بدأ يتبين أكثر فأكثر أن القيم الفلسفية لا تسمح بتنظيم المجتمع ولا بتحويل الطبيعة.فلقد كانت هذه القيم عديمة النجع وكانت تفتقر الى الواقعية."1
يا لصدمة الفيلسوف زمن العولمة! ويا لوضعيته الصعبة! فهو على ظاهر وصوله الى المعرفة المطلقة وتشييده للنسق الذي أكمل خدمات الواقع وصار لغته مازال بعد أخف من الملائكة مثقفا هائما وإنسانا جهولا "علمنا شيئا وغيب عنا عدة أشياء"،لا يعرف"كيف يقول؟ ولا ماذا يقول؟". ألا ترى كيف أنه يؤثر الهدم على البناء والتفكيك على التأسيس والافتقاد على الامتلاء ويحاول جاهدا الكشف عن العدم ونقد النظريات دون أن يقتفي آثار المعنى ودون أن يأخذ بعين الاعتبار المشاكل الواقعية الملحة ثم ألا ترى كيف أنه يلقي بنفسه إلى الأمام وفي المجهول عن طريق العودة إلى الأصول والوقوف عند الأسس ويزعم تحقيق الصعود والنهوض من خلال القيام بخطوات إلى الوراء والتواري عن الأنظار كما يفعل الجهلة من الخلق؟هل هناك شيء أسوأ من أن يتحقق الإكتمال النظري للفلسفة عن طريق تحويل الجدال الفكري بين العلماء إلى صراع فعلي بين البشر وحروب بين الدول وصدام بين الحضارات؟ بأي معنى تنجز الفلسفة نفسها ذاتيا وتسمى عناقا للعالم لما تتجاوزه فعليا وتتعالى عليه ولم يعد بينها وبينه أي علاقة سوى التأمل النظري؟ لكن لو كان ما يدعيه هذا الفيلسوف صحيحا فيا ترى كيف بالتأمل الذي ينغمس فيه الفيلسوف عروجا إلى الحق يفضي به إلى مستنقع الأوهام؟ ألا يجدر به هنا "أن يتخلى عن وضع يكون في حاجة إلى الأوهام عوض أن يحاول التخلص من الأوهام المتعلقة بوضعه"؟ ألم يكن يريد إقامة حقيقة العالم بإزالة عالم ماوراء الحقيقة؟ فلماذا هو يهتم الآن بالأفكار كما لو كانت كيانات مستقلة لا تخضع إلا لقوانينها الخاصة ويدعي أنها قادرة على الفعل في الأشياء والتأثير على الأشخاص ويضع العدم إلها مطلقا ليغتاب به الوجود الحقيقي ويدجن براءة الصيرورة؟وهل بعد هذا نستغرب أن هذا الفيلسوف في مأزق ومن أن وجود الفلسفة في حد ذاتها في وضع متناقض؟ إذ كيف نفهم هذا اللبس: كلما استحدث الفيلسوف شيئا سابغا عليه أوصاف الكمال والأبدية ما لبث أن تأذى منه بوجه من الوجوه وحجب ظهور هذا الشيء أبعاد أخرى وكلما أرادت الفلسفة أن تفضح الأوهام وتقضي على التشويهات التي يتعرض لها الإنسان في وجوده والقيمة التي يمنحها لنفسه وللأشياء التي تحيط به كلما وجدت نفسها هي أيضا كنوع من التشويه الذي يحول الأوهام إلى حقائق والإستعارات الميتة إلى قيم ومبادئ؟ما أشد غربة هذا الفيلسوف وما أعظم غفلته يمضي إلى تدبر أمر الوجود متفقها في الأدوار التي تنهض بها اللغة محولا الوقائع إلى تأويلات دون أن يبالي بالمنعرج الذي حدث للغة وللتغير الذي طرأ على نظام الخطاب.
فاللغة لم تعد إطار تحقق الذاتية ومسكن الوجود ولا الكلام الذي نعبر به عن صوت الوجود الأخرس بل أصبحت حافلة بالسلطة والرغبة تقول صمتا أكثر مما تقول كلاما وكأنها جعلت لتخفي فيها ما نريد قوله- فكيف يمكن تدبر الأمر وتفادي الوقوع في الفخ الهيجلي الذي جعل من كل تفكير مضاد له تفكيرا معه ومن أجله؟ هل يعني هذا صعوبة الإفلات من قبضة النسق الهيجلي أم أن أفق التفكير الفلسفي هو أفق مسدود نظرا لأننا نتحرك داخل دائرة مغلقة ودور منطقي وإزاء طريق لا يؤدي إلى أي مكان؟ ألا يمكن للمرء أن يخوض التفلسف خارج التربة التي هيئها هيجل إن "كان التفلسف هو تساؤل خارق للعادة خارج النظام عما هو خارج النظام" كما يقول هيدجر وطالما أن جهل الفيلسوف اليوم يعود إلى انهمامه بالبحث عن سبيل للخروج من هذه الكماشة دون أن يتفطن إلى أن الحل ليس في الفرار من النسق الشمولي والهروب من اللغوسLogos الاغريقي أو الحكمة العربية أو الراسيوRatio اللاتيني بل يتمثل في اختراقه واقتحامه ومعاودة الدخول اليه عبر انتزاع حق المواطنة والضيافة معا وعبر أسلوب مخل للحياء لا يتحرج من وقاحته وجهله الحكيم؟
إن ما ينبغي الإنتباه إليه هو أن الفكر الغربي بعد أن أعلن أفول الآلهة وموت الإنسان ونهاية التاريخ عبر كأحسن ما يكون عن تمركزه اللوغوسي حول نفسه وتماهي إرادة المعرفة مع إرادة القوة وارتباط السيطرة على الطبيعة بتسيد العالم والسيطرة على الإنسان. بيد أن هذا المصير الذي قدر له أن يكونه شق في جسده جرحا لا يندمل أبدا وقسم روحه إلى شطرين قد لا يقبلان الإلتئام مجددا:"أحدهما يفكر والآخر ينظر إليه وهو يفكر":الذات والموضوع،الروح والجسد،العقل والتجربة،المثالية المفرطة والواقعية المفرطة. وإن حاول المرء اليوم استئناف تجربة التفلسف تحريرا للحقيقة من براثن التطابق والتمثل وانقاذا للقيمة من رقابة مبدأ المردود والنجاعة وانتشالا للمعنى من اعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول وبين الكلمات والأشياء ليس له من بد إلا الإنخراط في الفكر الجدي المختلف الطامح إلى تجاوز الميتافيزيقا سواء كان هذا الفكر ملتحما بالنظرية التأويلية التي عوضت مطلب الحقيقة بمطلب المعنى وانفتحت على وجود الإنسان كما هو في العالم وكما هو مع الآخر إنقاذا له من التيه والاغتراب أو كان هذا الفكر مشدودا إلى النظرية النقدية التي توخت استراتيجية تحطيم الأوثان واختراق الأنساق وتفكيك الأسس والمراكز بالانفتاح على التخوم والهوامش. لكن إن كان العقل التأويلي قد تقمص رداء الهرمينوطيقا التي ظلت وفية لإستراتجية اللغوس التأسيسية فإن العقل النقدي قد بلغ ذروته القصوى مع الإختلاف الذي وجد في الغراماتولوجيا والتفكيك بيانه الإفتتاحي. هنا تجدر الملاحظة أن هذه النهاية للفكر الغربي لم تكن سعيدة وليست البتة تتويجا للدرجات التي انتهى إليها الوعي البشري بل إيذانا بتشتت جهود هذا الفكر ودخوله في مضيق تجلت في هذه الحيرة المقضة وهذا التراوح بين التأسيس والنقد وبين التأويل والتفكيك وبين المعنى واللامعنى،فما مطلوب الفلسفة اليوم حتي توقظه من سباته:الحقيقة أم المعنى؟ الفهم عن طريق الذوق أم الموضوعية العلمية عن طريق قواعد في المنهج؟ وما هي خطتها للظفر بهذا المطلوب؟ هل هو التأويل أم التفكيك؟ اللغوس أم البوليموس؟ التأسيس أم النقد؟ القراءة أم الكتابة؟ التاريخ أم البنية؟
إن هذه الرجة لم تحدث قط نتيجة ما آل إليه الفكر الغربي بل تنبعث كلما حاولنا التقريب بين الممارستين:الهرمينوطيقا والغراماتولوجيا, وهذا ليس لإلتباس العلاقة بينهما بل للغربة والتباعد الذين يفصل الواحد منهما عن الآخر، فقد أعلنت البنيوية والحركات الجذرية التفكيكية نهاية حياة التأويلية غير أن هذه الأخيرة ما انفكت تقاوم مذكرة "حفاري قبرها" بأنهم لا يستطيعون الإستغناء عنها وأنهم يستقون منها استراتجياتهم دون أن يعلموا وعلى غير دراية منهم،فهل التأويلية وهي نظام في الفهم مسلح بالأدلة والحجج تبدو ضرورية لنمو العلوم الإنسانية وللتملك الواعي للذات أم أن التحفظات حيال بعض أشكالها كانت محقة وأنه لابد من قبرها الى الأبد؟
{mosimage}إن كان فن التأويل يقول ما يجب أن يقال بغير أن يسعى لجعلنا نقاسمه الرأي أيعقل أن نعتبره أمرا غير معقولا ونسعى الى استبداله بضرب من المعرفة المتميزة البعيدة كل البعد عن المعنى العام والسياق الكلي والبنية المشتركة؟ لماذا تعلن التفكيكية في اطار حذرها الممنهج من الأفكار العامة ومن المعرفة الحقة أنها ليست من المعنى العام المشترك في شيء وأن التأويلية هي نظريات مشبوهة وأقاويل مغشوشة؟ هل لكونها تصبو الى فهم بلا امتياز وترنو الى الحصول على موافقة عقلانية صريحة من القراء على ما قاله الكتاب؟هل يمكن الحديث عن النقد والتفكيك والتعدد والحرية التأويلية واللعب التفسيري داخل الهرمينوطيقا وفن التأويل؟ والى أي مدى يكون مشروع تأويلية نقدية تساؤل النصوص عن مدى قابليتها للتعرية والتفسير وتستنطقها في مواطن ضعفها ونقاط قوتها مشروعا ممكنا وقابلا للتحقق؟ فهل يحشر جهد فلاسفة الاختلاف وحرصهم علي هدم المعنى ومحاصرة الحقيقة وتذرية القيمة والحديث بلغة النهايات ضمن الرؤية الاسكاتولوجية التهويلية والقطيعة الكارثية دون تجنب السقوط في الغنوصية الجديدة والعدمية اللاأدرية؟ ما مدى مشروعية القول بأن الغراماتولوجيا قد ظلت وفية لمشروع الهرمينوطيقا القاضي بضرورة انتشال وتلقط المعاني من وراء فتات هذه الشظايا والشذرات المتنافرة وبين حطام الخطابات المفككة والمتخلخلة؟
ان ما يستحق الاهتمام اليوم في كل الممارسات الفكرية المتنافرة والمقاربات التعقلية المتباينة والمعقوليات الجهوية الجديدة وما يمثل قطب الرحى أو مركز الثقل هو التوقف عن هذا "السبات الأنثربولوجي" على عبارة ميشيل فوكو والتوجه على التو نحو الظفر بمسألة المعنى والتحصن بمطلب القيم خصوصا وأن الهرمينوطيقا التي نحت منحى أنطولوجيا فلسفيا وجعلت العلوم الانسانية سندا لها عبر طريق طويل تشرع امكانية ذلك,وكذلك الغراماتولوجيا التي ارتكزت على تشابك الروابط بين المعرفة والسلطة والرغبة واللاشعور والكتابة والقراءة قد تلتقي معها على نفس مسطح المحايثة وتشترك معها في كون قضية المعنى والقيمة مازالت المطلب الأول والأخير للتفلسف حتي في ظل تلاشي المعنى ووصول القيم الى الحافة وحضور اللامعنى والفارغ من كل معنى والمضاد للمعنى.
إذا كان الأمر كذلك وبهذه الغرابة والهول ماذا يمكن أن نفعل اليوم وغدا في ساحة الفكر الذي يخصنا في زمن هذه العولمة الضاغطة؟
{mosimage}تنتاب الفكر في حضارة إقرأ حالة من الحيرة المقضة والريبة الشمولية نتيجة العولمة الضاغطة وضياع البوصلة بالنسبة للعرب ولكن نقطة أرخميدس والأرض الصلبة التي ينبغي أن نقف على مسطح محايثتها بثبات ونبدأ منها انطلاقتنا الثانية نحو المدينة العالمية هي فلسفة المقاومة بماهي طريقة تعبر من خلالها الشبيبة الأبية عن الوعي بذاتها كطبقة صاعدة تحاول أن تفهم الماضي وتنقد الحاضر وتصنع المستقبل. وتجسيما لهذا الوعي المنزعج من ذاته وتفعيلا لفلسفة المقاومة ارتأينا أن نقسم هذا العمل الافتتاحي الى جملة من الحركات الفكرية كانت كلها تعبيرا بلغة المفهوم عن ما ينتاب الذات من خلجات وحسرات ناتجة لما تتعرض له الملة من نكبة كينونية سببتها العولمة والحرب والتي أدت الى صدمة الفكر في حضارة اقرأ نذكر منها الاستراتيجيات التالية:
1- ان الحديث عن الكتابة في البدايات هو اعتراف بمعايشة الفكر للحظة البداية وما يحمله هذا الاعتراف من توجه نحو الفكر وعزم على الانخراط في التفكير المحض مع محاولة التخلص من كل الأحكام المسبقة والفرضيات القبلية بتحطيم بعض الأوثان التي انتقشت في الذاكرة الفلسفية مثل الحداثة والتقدم وسلطة الخطاب وتبجيل الصمت والامتناع واللامعنى باعتبارها تجسيد لقيمة حرية التفكير وانعتاقه من كل تبعية.
2- علاوة على أن الميتافيزيقا عقبة تنتصب أمام كل فكر حر وتمنعه من التجديد والنمو وأي ارادة للنهوض وللانخراط في التجربة الكونية للتحضر تتطلب السعي للخروج من براثن هذه الميتافيزيقا المعششة في الكتابة والقراءة ولذلك انصب جهدنا هنا حول انشاء كتابة مقطعية غير نسقية وقراءة معلقة يلعب فيها الخيال دورا بارزا حتى نجد الى الفكر الخلاق سبيلا.
3- لما كان الزمن الأخير هو زمن التماثل والتطابق وغياب التميز والتنوع وكان مفهوم الحشد هو خير دليل على ذلك فإن الشعوبية قد غزت الفكر واقتحم الابتذال الفن وأصبح الذوق يصنع على القياس وأصبح المبدع في تناغم مع انتظارات الجمهور، فاقتضى الأمر تدخل الفكر الراشد من أجل تحرير الحياة حيث هي أسيرة.
4- على هذا النحو تحتل اللغة العربية في حضارة اقرأ مركز الثقل وحجر الزاوية فهي بيت كل عربي ونافذة كل مسلم يريد أن يطلع على الوجود يلزم أن ينقلها من لغة هوية ورمز لملة منغلقة على ذاتها الى لغة تفكير وابداع ورمز لأممية جديدة عادلة .
5- زد على ذلك أن أحد ركائز حضارة إقرأ هو قدرتها على استيعاب الوافد والتشريع لحق الاختلاف واحترام المغاير وقد تجسد ذلك في حركة الترجمة الى اللغة العربية من الفارسية والاغريقية والسريانية والهندية ومن هذا المنطلق تبلورت العلاقة بين الهوية السردية والغيرية وتحقق مبدأ حسن الضيافة اللغوية.
6- ان التطرق الى التأويل في مقام سادس لا يعني بالضرورة الارتماء بين أحضان الحضارة الغربية وترديد ما قاله فلاسفتها حول التأويل بل ابراز للجميع أن حضارتنا هي أيضا حضارة تأويل وأن السجال لم ينفك يدور حول من يستحوذ على فهم أعمق لنص الوجود ولعل الخصومة بين الغزالي وابن رشد حول هذه المسألة هي واحدة من الفصول العديدة التي عبر من خلالها العقل العربي الاسلامي في عصور الازدهار عن حيويته وقدرته على التكلم بلغة الأقاصي.
7- ان الدرس الكبير الذي يمكن أن نخرج به من تعرض وطن الكينونة الى عاصفة الصحراء وتفكك اقليم الدولة الكبرى الى شذرات في لمح البصر هو ضرورة بناء عقلانية نقدية معاصرة تفضح كل الأوهام التي أدت بالذات الى مثل هذا الترهل والضعف وتنقد التمركز اللوغوسي للغرب الذي شرع لمثل هذا التوسع الكلياني، وهذه النقدية الجديدة تراوح بين التفكيك والتأويل وبين الغراماتولوجيا والهرمينوطيقا.
8- أما الاشتغال على التفلسف بالنسبة لنا نحن اليوم فإن الغرض منه اثبات أن علاقتنا بالفلسفة ليس من جهة البداهة والتقليد بتكرار ما قاله كبار الفلاسفة الغربيين والاقتصار على عرض نظرياتهم وكأننا مجرد وكلاء تجاريين أو مندوبين لشركات عابرة للقرات بل هي علاقة ابداع وخلق ودخول حقيقي الى الطريق المؤدي الى ممارسة فعل التفكير الفلسفي ذاته.
9- يبدو الدفاع عن الفلسفة بعد الانحسار الكبير الذي تعرض له الفكر النقدي الحر نتيجة تصحير التقنية للوجود وتصاعد أسهم الأصوليات هو بكل تأكيد استجابة لواجب الاعتبار الذي حث عليه الحكماء وانفتاحا على الاتجاه الانسي الكوني الذي يحرص على تطبيق منظومة حقوق الانسان على أرض الواقع وليس مجرد التبجح بها كشعار وواجهة لممارسة الهيمنة.
10- اذا شخصنا في نهاية المطاف حال العرب في عصر العولمة من خلال فينومينولوجيا سارتر وعدته المفاهيمية انطبق عليها مفهوم سوء النيةmauvaise foi نظرا لما يتيحه هذا المفهوم من مساحات فهم وطبقات تأويل متعددة تكفي لتحديد أمراض هذه الحضارة والسعي الى مداواتها من خلال بعض الوصفات التأملية وذلك لإحراز النقلة النوعية المنتظرة.
ماهو في ميزان الفكر في هذا النص الافتتاحي وما نراهن عليه عبر هذه الحركات الفكرية التي تعد بمثابة استراتيجيات فلسفية بعد ما لاحظنا حدوث تغير للعالم بصورة متصاعدة نتيجة العولمة بخلاف ما يريده له أصحاب المشاريع والنماذج وبمساهمة أناس لم ينخرطوا في مشاريع تنموية ليس تفسير العالم بعد فشل محاولات تغييره بل الحرص على ابراز أهمية التدخل النظري في سير الأحداث حتى يكون المرء في حضرة الوجود وهو يتفكك وحتى يكون قادرا على الإضطلاع بمشروع اضفاء المعنى على العالم من أجل تغيير فهمنا له والاسهام في تجديده خاصة وأن التغيير عملية تشمل الذهنيات والأنفس مثلما تضم الأطر الاجتماعية والعلاقات بين البشر يشارك فيها كل فرد دون علمه وتتم على المستوى المجهري وتنتج تحولات كبرى وقفزات نوعية على صعيد الثقافة والسياسة والاقتصاد.
المراجع:
1-هربارت ماركوز الإنسان ذو البعد الواحد ترجمة جورج طرابيشي دار الآداب بيروت الطبعة الثالثة 1988
* المقال مأخوذ من كتاب لزومية العود على بدء أو استراتيجيات فلسفية لصاحبه زهير الخويلدي ، ويعتبر هذا الكتاب الشذرة الاولى من سلسلة حالة الفكر في حضارة اقرأ زمن العولمة. انظر الغلاف اعلاه .