هل نحن في حاجة إلى الفلسفة اليوم ؟سؤال بالرغم من بداهته يحمل دلالات عميقة تبرز انطلاقا من تحديد قيمة الفلسفة وربطها بالحياة ، أي بالأبعاد الكبرى للإنسان الأنطولوجية و الإبستومولوجية و الأكسيولوجية. إن الفلسفة لا يمكن أن تقدم نفسها كجملة من المعارف والمعلومات الجاهزة للتلقين بل هي نقد غير نهائي لأسس كل معرفة ومن هنا صعوبة تعريفها .فهي إلى جانب كونها مشروعا للتأمل الفكري الصرف ، فهي أيضا معرفة بشؤون الحياة الانسانية ،أي بكل ماله علاقة بالوجود البشري الاجتماعي و الإقتصادي والسياسي ،وهو ما يعني أنها تأخذ بعين الاعتبار فهم المعطيات والوقائع الملموسة لحياة الإنسان من زاوية مخالفة لعامة الناس .هذا ما جعلنا نبحث عن طبيعة العلاقة بين الحياة والفلسفة في أفق تبيان رهاناتها الكونية والشمولية والجذرية من خلال التأكيد على أهميتها وقيمتها و راهنيتها و وظيفتها داخل كل مجتمع. فهل لا تزال الفلسفة تتناول الوجود الإنساني والمعرفي و القيمي تناولا إنسانيا ؟أو بالأحرى كيف يمكن اعتبار الفلسفة اليوم نزعة إنسانية محضة تمجد الإنسان كمركز في الوجود والمجتمع وتكرس ثقافة الاختلاف؟هل للفلسفة دور في الحياة؟ومن ثم هل نحن في حاجة إليها؟
في محاولة لمعالجة هذه الاشكالات وغيرها و عودة إلى تاريخ الفلسفة ،على اعتبار أن قراءة الموروث والنصوص هو ضرب من إحيائها واستنطاقها لتحيينها و تكييفها مع مقتضيات السيرورة الوجودية الإنسانية ،ستكون الفلسفة هي ذلك التفكير في الوجود الإنساني الفردي والجماعي و في المعرفة إذ تجعل من الوجود البشري موضوعا لها ،وتحول نتائج المعارف والمجالات الأخرى إلى قضايا للتفكير.أو هي تفكير نقدي وإشكالي يتدخل في ما ينتجه الإنسان من معارف أو سلوكات اجتماعية أو تقنية ليبحث في دلالاتها وقيمتها وأثرها على الإنسان . فالإنسان فردا كان أو جماعة يعيش وجودا معقدا ،فهو يعيش في وجوده الفردي تجارب أساسية مثل الحب والخوف والألم والشيخوخة والذكريات والموت ....وهذه التجربة الفردية الحميمية أو المشتركة ،المعلنة أو الدفينة لا يمكن للعلوم الحقة أن تحسم فيها أو تعطيها بعدا قيميا بمناهجها التجريبية الإستقرائية ،بل هي مواضيع للتأمل والسؤال والدهشة الفلسفية التي تنطلق من الذات وتعود إليها ،في إطار فهمها فهما نسبيا وفي حدود الممكن ،وهذا ما يعطي هذا الوجود الإنساني بعدا خاصا ليشكل جوهر فعل التفلسف . فهذا هوسرل يقر بأن الفيلسوف هو ذلك المرء الذي ينطلق من قلب جميع المعارف المسلم بها في محاولة لإعادة بنائها من جديد وهذا هو الطريق الذي يؤدي إلى الحياة من منظورات واسعة . كما تتبين كذلك حاجة اليوم إلى الفلسفة في ما تقدمة من دراسات نقدية على مستوى دراسة البعد الجماعي لحياة الإنسان المتمثلة في الجانب الإجتماعي والسياسي والأخلاقي و الإقتصادي من خلال تناول الفلسفة لمفاهيم من قبيل الحق والواجب والعدالة والدولة والعنف وعلاقة الفرد بالآخرين.....
هكذا يمكن القول إن التفكير في الوجود الإنساني بمختلف مظاهره سمة من سمات الفلسفة . فالفيلسوف لا يفكر بمعزل عن حركة المجتمع ولا يسكن في برج مثالي مجرد وبعيد عن الناس ،بل هو قريب منهم غير أنه منشغل بإعادة النظر في قيم الجماعة وأفكارها وسلوكها وتحريرها من الدوكسا ومن كل الاحكام المسبقة التي من شأنها أن تخلق موظفي الحقيقة وملاكها. إن الفيلسوف بهذا المعنى يشبه الرّحالة الذي لا يستقر ولا يقف عند نقطة معينة ،الأمر الذي يعني أنه يعيد باستمرار طرح الاسئلة لا بهدف تكرارها و لكن بهدف تعميقها ،وهو بذلك يشجع المرء أن يرى الأمور بنفسه ويخوض مغامرة استكشافية .
إن الفيلسوف كأيكولوجي الفكر يسعى من إيكولوجيته صيانة وتعديل وإصلاح وبناء قصور الأفكار التي نعيش فيها . لأننا نستعمل الأفكار دائما سواء تعلق الأمر بالديمقراطية أو بالسياسة أو بالأخلاق أو بالحقيقة... لهذا الغرض يجب تغذية الأفكار بروح الفلسفة ،فهي التي تقوم على رسم خريطة لكل ما يتعلق بالفكر و بالبحث عن الخفي والمنسي. يعبر ج . ت . ديزانتي عن هذا قائلا "عمل الفيلسوف عمل يتم تحت الأرض إنه عمل مزعج. فالفيلسوف يتحرك داخل باطن الأرض وبين الفينة و الأخرى يلاحظ ما يقع في المجتمع ،ثم يغطس من جديد داخل مخبئه الخفي الذي يجعله من منأى عن رؤية العامة "إن مهمة الفيلسوف بهذا المعنى تكمن في تقليص الفجوة الحاصلة بين الفلسفة والتاريخ الحاضر من خلال الإصرار على العمل الضروري للفكر مركزا لا على محتوى المعاش لكن بالاهتمام بالعالم كمركز للإستقبال ،أي استقبال الأخر المختلف من حيث المعتقد والثقافة والتربية ...فاستقبال الأخر وقبوله هو صلب الأخلاق ومعول فكري لهدم التفكير القَبَلي أو تفكير العشيرة الضيق .
إلى جانب هذا يمكن التأكيد على أن الفلسفة هي مرآة المجتمع وهي التي تعكس بنيته الفوقية ،انطلاقا من الأبعاد والقضايا الإنسانية التي تتناولها والتي من أبرزها البعد القيمي أو الأكسيولوجي .فالفلسفة مهما تعددت مذاهبها الفكرية فإن هدفها هو تكريس قيم أخلاقية ذات طابع كوني من قبيل نبذ العنف والتعصب و الدوغمائية .
نفهم من هذا أن الفلسفة ذات بعد إنساني تحمل في نفسها قاعدة أساسية تتمثل في ضرورة حضور الذات الإنسانية ،كمركز في الفكر و المجتمع و التاريخ...الشيء الذي يجعلها تكتسي صبغة كونية و شمولية. إنها عبارة عن امتداد غير منقطع للماضي في حاضر مجاور للمستقبل ،امتداد للإنسان بالإنسان. وهكذا فعوض أن نجد أنفسنا أمام أرخبيلات إنسانية متباعدة و متصارعة ،نجد أننا إزاء استمرارية غير قابلة للقسمة ،استمرارية جوهرية لمجرى حياة إنسان موزع بين مقاييس الزمن{القبل ؛ألان ؛البعد}إلى جانب حياة أناس آخرين .
فالإنسان إن كان ليسلم بمطلق ما ؛فهو تسليمه بالنزعة الإنسانية كرهان فلسفي . أسميناها بالمطلق ؛لأنها لا يمكن حصرها في ركن ضيق من العالم ،وأنها اقوى من كل اعتبار حتى من الإنتماء ذاته ،إلى جانب كونها عنوان كل الديانات وكل التشريعات السماوية بالرغم من اختلاف شكلها . إنها كونية لا تؤمن بالحدود الجغرافية الضيقة وبالتقسيمات السياسة الترابية أو الدبلوماسية ....
طبعا نحن لا نلغي الخصوصية الثقافية الأنثربولوجية أو السياسية كجذور مُؤَسِّسة لهوية كل مجتمع ،لكن نود أن نبين أن كل تعدد واختلاف مهما كان فإنه محكوم بقانون كوني عنوانه الإنسان أو الإنسانية . وهو ما تسميه الدراسات الفلسفية المعاصرة بالنزعة الإنسانية الموازية لفكرة العالم كقرية صغيرة تحكمها قواسم مشتركة . إلا أن هذا لا يمنع كما قلنا من استحضار فلسفة التعدد و الاختلاف باعتبارها خصائص الفكر المنفتح المبني على تكريس مبدأ الغيرية الذي شعارها ما معناه : إن أغلبية ما فينا ينتمي إلى الإنسانية ويأتينا منها ،الحياة والثروة والموهبة والمعارف والحنان ... نتلقها من الآخرين كعناصر فاعلين غير مباشرين . وهذه جوانب يعجز الآباء لوحدهم توفيرها لنا . فالآباء إلى جانب هؤلاء الفاعلين غير المباشرين ؛والذين لا نعرف الكثير منهم ؛هم الذين يشكلون الإنسانية . لذلك فالإنسان يحيى من أجل الغير وبفضل الغير. فهو الذي يوقظ فيها دوافع التعاطف الإنسانية كلبنة أساسية ،تشكل إقلاع حقيقي لحياة ؛أقل ما يمكن أن يقال عنها ؛إنها حياة وهبت كقربان للغير المقدس ،حياة يتلقى فيها كل واحد من أفراد المجتمع مساعدة مباشرة أو غير مباشرة من الآخرين . ونتيجة انتشار هذا النوع من الفلسفة ومن التفكير ،تُكبح جماح ميولات الفرد الشخصية والأنانية ؛التي تجعل هذا الأخير يعتقد أنه إمبراطور داخل إمبراطوريته ،فيضع نفسه في تعارض مع الأخر ومع العالم ،ينظر إلى نفسه كبداية مطلقة ،ويتصرف وفق ما يمكن تسميته بالإستكفاء الوهمي.
يبدو إذن أن هذه الصيرورة التراكمية أحيانا والحلزونية أحيانا أخرى للنزعة الإنسانية التي يكرسها الفكر الفلسفي ؛تنفي فكرة استقلالية الذات عن الغير. و تعتبره شرطا انطولوجيا ملازما للذات .ليكون عنوان الفلسفة الكوني هذا الثالوث {الذات ،الغير،الطبيعة}.الإنسان بهذا المعنى ،بمثابة نقطة وصول لمسار طويل من التعلم ساهم فيه الغير المادي أو المعنوي ؛البعيد أو القريب ؛الصديق أو الغريب. ولكن بالمقابل لا يجب أن نهمل الجهد الفردي المبذول من قبل الذات لبلوغ الغايات المرسومة التي اختارتها عن حرية ومسؤولية ،يفرضهما الوجود الجماعي الإنساني ،كمجال للمعايشة الوجودية والمشاركة الأخلاقية .
إن الثرى الحقيقي للبعد القيمي للفلسفة لا يوجد في التحيز والتملك المنغلق وإنما في الانفتاح والاعتراف والحوار. فكل نشاط إنساني يندرج داخل هذا العالم يجب أن يراعي النمو و الإرتقاء بالحياة الفردية و الجماعية ،ويجسد كل ما من شأنه أن يعطي "براديغما"عن الإنسان الكوني ،القادر على أن يسافر عبر حضارات الماضي والحاضر ،والقادر على التعايش وسط الثقافات الأجنبية المعاصرة و القديمة في التاريخ ،بعيدا عن فكرة الإنتماء الضيق والعنصرية الممزقة التي تولد الحروب والعنف و التشييء والرغبة في الاستيلاء . إن رهان ما هو فلسفي ،إنساني بامتياز يتحقق من خلال بناء مجتمع بدون حدود منفتح ؛يجسد الخير والفضيلة والعدالة والسعادة .
في ظل هذا التفكير الفلسفي يصبح الإنسان فاعلا مؤثرا و متأثرا بمحيطه الذي يسكنه والذي يغدو واسعا وفسيحا بحيويته وإبداعاته اللامتوقفة . داخل هذا الحراك الفلسفي الإنساني تنتشر قيم مشتركة بين بني الإنسان دون أن تتوقف مسيرتها عند حدود أو تردعها سلطة . و هذا هو الشعار الذي تتفق حوله كل الشرائع السماوية مع مختلف المذاهب الفكرية ؛التي جاءت لتكريم الإنسان ؛كمكلف بإصلاح الأرض بالتدبير والتصرف الحكيم ،والدفاع عن الإنسان من خلال ترسيخ القيم الأخلاقية التي تضاعف الخير و تقويه ،بل وتجعله مشروعا ومطلوبا في الآن نفسه ،وبالمقابل تحارب الشر وتمقته وتدفع عجلة الرقي الاجتماعي إلى الأمام لتشمل مقومات الفكر الإنساني المنفتح على ذاته وعلى غيره ،مجسدا العدالة و الإلتزام و الإحترام و التسامح ... وهذا ما يؤكده المفكر ابراهيم زكرياء حين قال "تختص الفلسفة بكونها روح البحث المستمر والحرية الفكرية ،والتسامح العقلي ،والرغبة الدائمة في الحوار مع الاخرين ...ومادامت الفلسفة حديث الانسان ،وحوار المواطن الحر مع المواطن الحر ،فلا يمكن للروح الفلسفية الحقة ان تقترن بالتعصب أو العداء أو الاستبداد بالرأي ،بل لا بد من أن تكون حليفة الحرية والتسامح والانفتاح وسعة الأفق"
كل هذا يمكِّن الإنسان من العيش في أمن وسلام وتعاون لتحقيق الخير الأسمى الذي هو السعادة ،كغاية يجب أن ينخرط فيها كل إنسان. وهنا يحضرني قول جميل لميخائيل نعيمة يقول فيه "إني رأيت الناس كالأزهار الشائكة : إن أنت جئتها مغتصبا أدمتك ،وإن جئتها كالنحلة حاملا إليها سلام الله ومحبة رفيقاتها وأخواتها ،فتحت لك قلوبها وأعطت كل ما فيها من حلاوة "هكذا هو عنوان الفلسفة ورهانها ؛فلا نكره الظالم والجاهل بل يجب أن نكره الظلم والجهل ونحب العدل والعلم حتى نقربهما لهما ؛فنكون قد مارسنا العدل والعلم وخدمنا الإنسانية وجسدنا قيم الفلسفة .
من هنا نقول إن الفلسفة تعلمنا الانفتاح على كل الحضارات البشرية السابقة والمستقبلية ،نظرا لعالمية مضمونها الذي به تُوسِّع وتُعدِّد مجالات حياتها ليطول عمرها و يزداد ....عكس الثقافة المنغلقة التي تُطوِّق نفسها وتحكم عليها بالتراجع و الإنتكاس حتى الموت و الإختفاء فالنسيان .إن الفلسفة لحمة أصيلة لفكر أصيل يرفض الإقصاء والأنانية وهو بذلك ضد الصراعات المذهبية و الإعتقادية ،وبالمقابل يقوم على الإعتراف بالغير و يؤمن بالإختلاف ،خاصة الإختلاف الديني ،لأنه يؤسس لقيام حقوق إنسانية ومدنية وعلى الإندماج والخروج من الهامش إلى المركز.يقول جون لووك في هذا السياق"لن يستقر سلام وأمن و بالأحرى أية صداقة بين الناس ولا سبيل إلى المحافظة عليها ،إذا ساد الرأي القائل إن الدين ينبغي أن ينتشر بقوة السلاح"
هكذا يستطيع الإنسان من بين جميع الكائنات ؛بقدرته التأملية والفكرية أن يتجاوز المعطى ويكسر حدود الزمن والمكان ،ليتخيل أجمل و يتصور أرحب وأكبر ،تماشيا مع مضمون الرسالات السماوية كرسائل كونية عظيمة وشرائع كاملة تحتوي مبادئ عامة لاستقرار المجتمع وتطوره معا ،لتكتمل قوة الذات الإنسانية في صراع المصير ضد الشهوات والأهواء .يتبين لنا بوضوح كيف تدفع الفلسفة الإنسان ؛الفرد والجماعة ،إلى بناء فكر إنساني عقلاني أكسيولوجي بالدرجة الأولى ،يربط الأخلاق بالبراكسيس واللسان بالعمل.
إن أهمية الفلسفة في هذا اليوم وفي يوم آخر وغدا وبعد غد ودائما ،تكمن في حرصها على سواد النزعة الإنسانية من خلال احترام الشخص وحريته وتفتحه العقلي والوجداني من جهة و إحلال الوعي مكان اللاوعي والفكرة مكان الوهم والعقل مكان العنف و الإنفتاح مكان التزمت والوضوح مكان الخلط من جهة ثانية. انها رؤية مغايرة للكون و للإنسان تقوم على إعادة بناء الوعي والذات والحقيقة والقيمة والمنهج .وهذا الرهان الصعب الضروري هو ما يفرض على الفلسفة أن تعود إلى ذاتها باستمرار متسائلة عن مهمتها ومكانها داخل المجتمع وبين مختلف المعارف ...وهو ما يعني أنها ضد النهايات فقد تتغير كما يخبرنا تاريخها ،لكنها لا يمكن أن تموت.
المراجع المعتمدة :
ايدموند هوسرل .تأملات ديكارتية صفحة سنة 1929 .ص 15
ضرورة الفلسفة ترجمة عزيز لزرق .الطبعة الأولى.2000.منشورات اختلاف.
درس الفلسفة. ترجمة عز الدين الخطابي و إدريس كثير.منشورات مجلة "فلسفة"الطبعة الأولى .1998
محمد اركون . قضايا في نقد العقل الديني ترجمة هاشم صالح . دار الطليعة بيروت 1998 .
علي حرب .تواطؤ الاضداد . الالهة الجدد وخراب العالم .منشورات الاختلاف طبعة 2010
جون لووك . رسالة في التسامح ترجمة عبد الرحمان بدوي ،دار الغرب الاسلامي ،بيروت 1988 ص 78 .
أوجست كونت .مواعظ وضعية . الحوار التاسع .جاريني بدون تاريخ .
جورج غوسدروف . مقالة في الوجود الاخلاقي . مكتبة ارموند كولان . باريس 1949 .
جون ماري مولِّر .محاضرة : إنسية الإنسان الأخر عند ايمانويل ليفيناس. ترجمة جيروم شاهين.
ايمانويل كانط .أسس ميتافيزيقا الاخلاق .ترجمة فيكتور دبلوس . دولاغراف 1969.
ميخائيل نعيمة . زاد المعاد . مؤسسة نوفل للطباعة والنشر . الطبعة السابعة 1972 .بيروت ص 58 .
ابراهيم زكرياء .مشكلة الفلسفة .ص 159.258