تشيد الحداثة على أقانيم محددة تشكل نظاماً فكرياً واحداً ينتج الفعل الأداتي الصارم في التطبيق ضمن عنايتها بالعالم الواقعي .. الذي تعمل على دراسته بصفته موضوعياً ( مادياً ) .. قائماً لذاته ومستقلاً عن العقل على ضوء تحليل المفاهيم .. وهي إذ تفعل ذلك فإنما تسعى للوصول الى اليقين ودراسته لأنها ترى أن لكل شيء جوهراً كضرورة لوجوده .. وهي إذ تقوم على تأصيل الثنائيات الضدية ضمن صدام مرير بين ( إرتدادات الماضي .. وإشرئبابات المستقبل ) فإنها تقول بوجود قيم أفضل من بين مجموعة قيم مختلفة .. فالحداثة القائمة على فلسفة الذات ونفي الآخر .. أنتجت وسائلها ، الصدام الإستعماري المعروف بين التمركز الغربي من جهة والثقافات الغيرية من جهة ثانية . لأن الحداثة تفهم نفسها – التمركز الغربي – على أنها قطيعة مع الماضي الآخر / الشرق .. في حين أن هذا الشرق لا ينفك من الحضور في الثقافة الغربية بشكل من الأشكال .. أما إستخدام التراث من الطرف الآخر ضد الحداثة فهذا الإستخدام غير منتج وعقيم . الأمر الذي حدا بفلاسفة الإختلاف لتوجيه نقودات لاذعة لـ (( فلسفة الذات والهوية )) بإعتبارها أداة لتهميش (( الآخر سواء كان هذا الآخر كتابة ( دريدا ) أو رغبة ( دولوز ) أو حمقى ( فوكو ) . )) في عملية زحزحة لمفهوم ( الذات ) الكلية المتوحدة عن مركزه لإحلال مفهوم آخر هو مفهوم الذات المتموضعة .. المتشظية والتي يعاد بناؤها بإستمرار.. في عملية إنتاج مفاهيم جديدة لا تؤمن بإستقلال الواقع عن العقل .. بل تدرسه دراسة خلاقة لأنها تعد العالم ( بناءات عقلية ) .. لاوجوداً موضوعياً . ان دعائم ما بعد الحداثة تقوم على اساس تفضيل إنتشار ( الإختلاف ) أكثر من إنتاج الثنائيات الضدية .. وفيها يتم التعامل آركيولوجيا لاستيلاد الاخر المقصي .. يقول جيل دولوز : (( إن الآخر ليس هو ذلك الموضوع المرئي ، وليس ذلك الاخر . إن الاخر بنية الحقل الحراكي كما إنه نظام من التفاعلات بين الأفراد كأغيار . فحين تدرك الذات شيئاً ما فإنها لا تستطيع أن تحيط به في كليته إلا من خلال الآخرين ، فالآخر يتمم إدراكي للإشياء )) .
من هنا مابعد الحداثة تؤمن بالإختلاف والتعددية .. ولا تفضل نظاماً فكرياً على آخر على مستوى المجتمع .. وهي بخلاف الحداثة ترى أن اللايقين هو صفة العلم بإعتبار أن الواقعي ليس عقلانياً والعقلاني ليس واقعياً وبذلك ترى استحالة تفضيل مجموعة قيم من بين القيم المختلفة لذلك إستخدمت مفهوم الإختلاف .. وهي ترفض جوهرانية الأشياء ولا تقول بالهوية والمطابقة ، لأنها ذات طابع بنيوي علائقي (( ماهية الشيء تتوقف على علاقته بسواه أي بما يختلف عنه ولا ينفك عن إستدعاء ضده )) .
إن القدامة والحداثة كلاهما مسحورة بأوهام الآيديولوجيا سواء أكانت دينية أم علمانية بشطرها العالم الى نقيضين تامين ، الخير والشر ، الإيمان والكفر ، الشرق والغرب ، .. التراث والحداثة ، ... الخ . وهذه المعتقدات تنطوي على بنى قمعية .. دوغماطيقية .. أكد دريدا على خطورتها لأنها تهدد بالعودة دائماً مصحوبة بتأثيرات مدمرة .. من هنا كان جهاده في سبيل التغلب على الأنماط التي تقصي الإختلاف وكل ما هو ( آخر ) .. لأن إقصاء الآخر قابل لئن يصيرقمعاً، الامر الذي يترتب عليه آثار كارثية حذر منها من قبل سيغموند فرويد ضمن جدلية العلاقة بين القمع والإقصاء .. وهو ما أظهره فوكو في منهجه الآركيولوجي في تعريته لآليات القمع الرامية الى تدجين البشر .. لأن الموجة الجديدة من نظريات ما بعد الحداثة تؤمن بالإختلاف حتى على مستوى الفرد .. بمعنى أن توصيفها للفرد هو عدم تنميطه .. بل يكون له أكثر من نظام فكري يمكن أن يشتغل عليه .. وبالتالي فإن نتاجه الفكري والعلمي ماقد يكون متعارضاً أو متناقضاً .. لأن هذا الإشتغال يجري في دراسة الممكنات (( والممكنات تشكل نظماً فكرية عديدة ومختلفة فيما بينهما )) ..
إن السوبر حداثة .. التي تلت مابعد الحداثة .. لا تدرس العالم الواقعي .. وإنما تدرس العوالم الممكنة ، وحيث أن العالم الواقعي قد يكون عالماً ممكناً في هذه الحالة ربما يكون من مفعولات السوبر حداثة .. والعالم الممكن قائم بذاته .. ومستقل عن العقل ومعتمد عليه في آن معاً .. كما يصفه المفكر القدير حسن عجمي في كتابه القيم ( السوبر حداثة ) . وبذلك تتجاوز السوبر حداثة إشكاليات الحداثة ومابعد الحداثة لتوصيف العلاقة بين الكون والعقل ، لانها تدرس اللامعقول واللايقين في العالم الواقعي باعتبارهما معقولاً ويقيناً في العوالم الممكنة من خلال اداتها المتمثلة في علم الافكار الممكنة الذي يجترح عوالم ممكنة وبذلك فهي تسعى الى خلق قيم المستقبل الممكنة .
فالسوبر حداثة بخلاف مابعد الحداثة تعترف بوجود جواهر الأشياء .. ولكنها فقط موجودة في العوالم الممكنة .. لا في عالمنا الواقعي كما تقول به الحداثة من هنا إجترحت إمكان دراسة الجواهر وتحليل المفاهيم .. كما هي في العوالم الممكنة . هذا الإجتراح ينطوي على تعدد الجواهر للشيء الواحد الأمر الذي يملي تحليلات متعددة بل ومختلفة تحتمل الصدق للمفهوم الواحد في عوالم ممكنة مختلفة .. لذلك صار الآخر ليس النقيض للذات – الأنا – بل هو ما تنطوي عليه الانا .. يقول – لاكان – في كتابه ( لغة الذات ) .. : (( في حدود أن – أنا الذات – مدمجة في جدليات النرجسية والتماهي بإعتبارها مراحل حاسمة في حياتها ، يمكن القول أن الذات مدرجة في موضوعية المحور المتخيل في الوقت نفسه بما هي علاقة رمزية لا واعية بين الذات والآخر.
إن القدامة والحداثة كلاهما مسحورة بأوهام الآيديولوجيا سواء أكانت دينية أم علمانية بشطرها العالم الى نقيضين تامين ، الخير والشر ، الإيمان والكفر ، الشرق والغرب ، .. التراث والحداثة ، ... الخ . وهذه المعتقدات تنطوي على بنى قمعية .. دوغماطيقية .. أكد دريدا على خطورتها لأنها تهدد بالعودة دائماً مصحوبة بتأثيرات مدمرة .. من هنا كان جهاده في سبيل التغلب على الأنماط التي تقصي الإختلاف وكل ما هو ( آخر ) .. لأن إقصاء الآخر قابل لئن يصيرقمعاً، الامر الذي يترتب عليه آثار كارثية حذر منها من قبل سيغموند فرويد ضمن جدلية العلاقة بين القمع والإقصاء .. وهو ما أظهره فوكو في منهجه الآركيولوجي في تعريته لآليات القمع الرامية الى تدجين البشر .. لأن الموجة الجديدة من نظريات ما بعد الحداثة تؤمن بالإختلاف حتى على مستوى الفرد .. بمعنى أن توصيفها للفرد هو عدم تنميطه .. بل يكون له أكثر من نظام فكري يمكن أن يشتغل عليه .. وبالتالي فإن نتاجه الفكري والعلمي ماقد يكون متعارضاً أو متناقضاً .. لأن هذا الإشتغال يجري في دراسة الممكنات (( والممكنات تشكل نظماً فكرية عديدة ومختلفة فيما بينهما )) ..
إن السوبر حداثة .. التي تلت مابعد الحداثة .. لا تدرس العالم الواقعي .. وإنما تدرس العوالم الممكنة ، وحيث أن العالم الواقعي قد يكون عالماً ممكناً في هذه الحالة ربما يكون من مفعولات السوبر حداثة .. والعالم الممكن قائم بذاته .. ومستقل عن العقل ومعتمد عليه في آن معاً .. كما يصفه المفكر القدير حسن عجمي في كتابه القيم ( السوبر حداثة ) . وبذلك تتجاوز السوبر حداثة إشكاليات الحداثة ومابعد الحداثة لتوصيف العلاقة بين الكون والعقل ، لانها تدرس اللامعقول واللايقين في العالم الواقعي باعتبارهما معقولاً ويقيناً في العوالم الممكنة من خلال اداتها المتمثلة في علم الافكار الممكنة الذي يجترح عوالم ممكنة وبذلك فهي تسعى الى خلق قيم المستقبل الممكنة .
فالسوبر حداثة بخلاف مابعد الحداثة تعترف بوجود جواهر الأشياء .. ولكنها فقط موجودة في العوالم الممكنة .. لا في عالمنا الواقعي كما تقول به الحداثة من هنا إجترحت إمكان دراسة الجواهر وتحليل المفاهيم .. كما هي في العوالم الممكنة . هذا الإجتراح ينطوي على تعدد الجواهر للشيء الواحد الأمر الذي يملي تحليلات متعددة بل ومختلفة تحتمل الصدق للمفهوم الواحد في عوالم ممكنة مختلفة .. لذلك صار الآخر ليس النقيض للذات – الأنا – بل هو ما تنطوي عليه الانا .. يقول – لاكان – في كتابه ( لغة الذات ) .. : (( في حدود أن – أنا الذات – مدمجة في جدليات النرجسية والتماهي بإعتبارها مراحل حاسمة في حياتها ، يمكن القول أن الذات مدرجة في موضوعية المحور المتخيل في الوقت نفسه بما هي علاقة رمزية لا واعية بين الذات والآخر.