أحدثت الخطوة التي أقدمتها عليها واتس اب يوم الثلاثاء الماضي – والتي تمثلت في تشفير المراسلات بين المستخدمين – ضجة كبيرة في أوساط الخبراء الأمنيين على مستوى العالم.
وفي الوقت الذي رحب فيه المستخدمون بالميزة الجديدة وما تحمله من مزايا تحميهم من المخترقين والمتطفلين وتمنع إمكانية الوصول إلى بيانات التطبيق، إلا أن خبراء الأمن والحماية وخصوصًا المطلعين أعربوا عن احتمال إثارة مشاكل في بعض دول العالم، سيما وأن هذه الخطوة تتعارض مع التشريعات والأنظمة.
قال جاري نيو، مهندس الأنظمة في شركة F5 نتوركس المتخصصة في حماية الشبكات: “تعتبر الميزة الجديدة التي يقدمها تطبيق واتس اب خطوة مهمة على صعيد حماية الخصوصية، لاسيما وأن قاعدة مستخدمي هذا التطبيق والذين سيستفيدون من هذه الميزة يتجاوز عددهم مليار مستخدم. وستضمن الميزة الجديدة تشفير كل ما يتم تناقله بين مستخدمي التطبيق، سواء المحادثات النصية أو الصور أو الفيديو أو حتى المكالمات الصوتية والملفات المختلفة. واللافت في الأمر أن فريق عمل واتس اب أيضا لن يكون قادرا على الوصول إلى هذه الملفات والاطلاع عليها بوجود الميزة الجديدة، مما يعني أنه لن يكون قادرا على تزويد أي جهة تطلب معلومات المستخدمين بها، مما قد يثير مشكلة تتعلق بالتشريعات المختلفة في الدول”.
وأضاف: “الحماية التي يقدمها واتس ب للمستخدمين الآن من المتطفلين والمختصين في الاختراقات الأمنية تجعله يتفوق على تطبيقات المحادثة والتراسل الأخرى التي تترك مستخدميها عرضة لهذه التهديدات بغياب مزايا التشفير عنها”.
ومن جهة أخرى، ذهب البعض الآخر إلى سيناريو آخر، وهو تأقلم وتكيّف الجهات المشرعة للأنظمة في الدول مع تطورات العصر، بما فيها التشفير، لاسيما كما يحدث الآن مع تطبيقات مشابهة أخرى، مثل تيليجرام Telegram، فهو يعمل في مختلف دول العالم حتى الوقت الراهن، ويحظى بشعبية كبيرة جدًا بين المستخدمين، إلا أن الشعبية الكبيرة لتطبيق واتس اب ودخوله في حياة المستخدمين بشكل كبير من الممكن أن يثير حفيظة الجهات المشرعة للأنظمة في عدد كبير من دول العالم.
وكانت شركة فيس بوك المالكة لشركة واتس اب قد أضافت يوم الثلاثاء ميزة التشفير الكامل للمحادثات النصية بين المستخدمين إلى برنامج واتس اب WhatsApp، وذلك لضمان حصر إمكانية الاطلاع على الرسائل النصية وقراءتها بين المرسل والمستقبل فقط. وستشمل ميزة التشفير الجديدة أيضا الصور وملفات الفيديو التي يتم تناقلها عبر تطبيق التواصل الأشهر في العالم، كما سيشمل المحادثات التي تتم بين الأفراد مباشرة أو ضمن المجموعات Groups.
وتدعم الميزة الجديدة أكثر من 50 لغة، بما فيها اللغة العربية، وقد بدأت شركة فيس بوك توفير هذه الميزة للمستخدمين في المنطقة، إذ وصلت هذه الميزة إلى البعض، في حين من المتوقع أن تصل لباقي المستخدمين في وقت قريب.