(01)
على امتداد الأفــق
تسامَـق الحلــم ،
فتدلّـــت زهــرةُ الرؤيـــا ..
ليــتفـتّـق من على الجبيــن،
فَــجّ نحــو الغـــد البعيــد .
تشرق شمس مخمليّــة،
تُـراودُ المساءات الكسلــى
أن تعـود إلى أحضان الغــروب ..
وتلـوذَ بأنخــاب العاشقيــن ،
في ليـل تثاءب ،
مُـحْجِـمــا أن يؤوب .
(02)
كم تطيب لي صحبةُ القمر ،
عندما يغادر عرينَـه مُكــرَها ،
ليبدأ رحلة التسكّع بين النجوم الساهرة ..
مثقلا بأحلام الكون ،
الرّازحـة على فراشي منذ انفلات الخليقة،
وانسياب البسمة من رموش القدر ..
(03)
بِـتُـؤَدَةٍ ،
يُسمِعُني قِطرُ النّدى هَسيسَ الرّوح،
لَعَلّ ساحات العِشق تَأتيني مُتْرَعَـةً
على أهـداب الكلمــات ،
و يَتّسعَ القولُ على امتداد المعنى ،
كَشَهْقَة الليل إذا ما باغَتَـه انسِلالُ الشّمس ،
عَبْر أورِدَة الشَّفَق ..
أو تنطُّـع الضوء المُـنسَدِل من على شفاه الورد ..
(04)
أُصغــي إلى أغنيات الرّعاة المتناثرة عبر رداد الصبح ،
مثل حَشْرَجات الكَهَنــة بين دهاليز اللاّهوت ،
وهُــــــــــــــلاميّـــــة الكلمــــــــــــات ..
أو همهمة المريد عند تمنع الحلول .
تُراودنـي .. تُحاصرني..
أكابـِــدُ المعنــى العاصفَ مثل الرّيـــح،
فَتورقُ العيونُ عَسَـسـًا من بَريق النّظَـرات ،
يُـذْكي الحَمــاســــةَ في ارتيــــــــاد العَراء،
و يُؤبِّــــدُ اصطفافَ العُشّاقِ أمام انصِراف اللّحظات ..
محمد المهدي ــ المغرب ــ