لك أيتها الحياة بغض الابتهالات
صداقات رجع الصدى
وأخرى تتهجى ضوء الفراشات
حب يبدع الاحتمالات
وآخر يتعمد بالخطايا
رحيل يؤجل الخيانات
ومسير يفتقد الطريق
موت يعلن الحياة
وحداد يهدر ما تبقى
من وميض
خواء يؤثث عوالمنا المتشظية
أيها الحبل الواهن
شدد خناقك
فالحياة مستبدة بي
ترفض منحي الخلاص
تتلدد بعشقي لها
كلما حاصرني الخواء
أيها الحبل النزق
لما تصر على نشر الغسيل
تلددا بعرق الاشتهاء
اغتصابا للشمس كما الريح
أيها الحبل اللعوب
لما تتصاب
بين تنطط العذارى
ألتخفي شبقك المرضي؟
أيها الحبل
لما أتحسس عنقي كلما استمتعت بصفيرك
ألأنه ندائك الخفي؟
أم عزفا معانقا بوابة الغياب؟
أيها الحبل
أحضن حياتي
حينها ستتوله بالموت
طريقا للخلاص الأبدي.
أيها الحبل
الشعراء يتساقطون كالثمار
يستنزفون نضجهم عطايا
يموتون حينما يقتل الطفل داخلهم
يتركون وهجهم يطوقني
كان هنا درويش وما زال
وقبله كمال الزبدي وبنعمارة
وقائمة طويلة تتكفن بالأبجدية
حينها كشف البهلول
سيكون الصدق موتا
ويكون الموت خبز الشعراء*
أيها الحبل
الآن شدد خناقك
فالحياة الآن قاتمة
والوجوه حزنى من الفقد
أما تجار الوطن فيتهامسون
هنيئا لنا بموت شاعر
هم مازال يتوجسون صوت القبيلة
والقبيلة أكذوبة وعصبة لصوص
يل زنزانة وسجان وجوقة من المداحين
تلهث باسم إله
أيها الحبل الواهن
هنيئا لنا بانعثاق شاعر
نكاية فيك وفي أشباه الرجال
فضل الرحيل
أيها الحبل
لم الأنوار تحاصر الظلمة؟
تحملها على ذرف دموع اليقين
تأجج فينا صهيل الغيابات
نتهجى خوائنا أحلاما
نعلن الهزائم رمادا للطريق
وعند انفضاح الليل
نغوي جسدا لإعلان التوبة
جبن حقارة وسيل من الأكاذيب المعلنة
أيها الحبل
الآن أنصت لمداعبات لاوتسو
الهايكو ممزوجا بنفحات الطاو
علني أطرز أجنحة المسير
الصداقات أفصحت عن رعونتها
أما الأحبة فامتطوا لبدات التيه
أيها الحبل
كنا هنا نحلم، نرتق الحكايا
ننسج المستقبل
لنفاجأ بالحماقات تلو الحماقات
إخوة غبار وأحبة السرو
أما الأحلام تصر خوض المجهول
أيها الحبل
أنت البدء والانتهاء
*الأسطر الشعرية لأدونيس من قصيدة بعنوان الوقت
إهداء: إلى صداقات تقاسمني الأحلام والانتكاسات وتصبر على حماقاتي المشتهاة، إليكم أيها الرافضون للتفاهات، الحاضنون لسنبلة الوقت، إليك يايوسف ونادية وميلود والعيناني وإدريس وحاتم وعادل.