على قاب نبْعيْن مِن غُصَّتـي
أو خــفيضِ
رأيْتُ الجميلاتِ يهْجُرْنَ روحي
ويَخرُجْنَ مِن ثلْمةٍ في الفؤادِ المهيضِ
رأيْتُ العذارى اللّواتي يَنَمْنَ بخِلْجان روحي
يَطِرْنَ افتتانا
ويَرْفُلْنَ في عُرْيِهِنَّ البهيجِ
رأيْتُ الجميلاتِ،
كلَّ اللّواتي تَكيّــفَ نبْــضي
على رقصِهِنَّ انسجامَـا
وزوَّدْنَني بالصّفاءِ تمامَـا
يُسَلِّمْنَني للزّمانِ المزيجِ
رأيْتُ الرّفاقَ تَشيخُ خُطاهمْ على طُرُقاتٍ تشيبُ
فــينْـفرطونَ خيوطَ نسيجِ
على قابِ صِفْرٍ من النشوة والنّشيجِ
أنبِّهُ قَلْبي يُلامِسُ أطيافَ غيدي
ليَخْطِفَ ريشَ الحنينِ البعيدِ
سأضرِمُ في الكوْنِ ترنيمة مِنْ عُواءْ
لقد تيّـمَتـْــني الصّباباتُ
قد يتّــمَتْـني الخيانات
يا وحشةَ العُمْر خِلْوًا مِن الامتلاءْ
ويا شهقةَ القلْبِ مُسْتَسْلِما للخرابِ
أمُدُّ يدي في ثراءِ الرّؤى والغيابِ
(كان بعضُ الأحبّةِ حوْلي يَمُدّونني بالحرارةِ و النّبْضِ والاخْتلاجِ)
كان بعضُ الرّفاق الذين اصطَفيْت يُصَفّون لي بُرَهي ومِزاجي)
أهيّـئُ في هيئةِ الكأسِ كفَّيَّ مُصطَبِحا مِنْ نبيذي القديم
سأدخلُ في الثّمْلِ ثانيةً كيْ أستضيفَ قليلا مِن الذكرياتِ
وكيْلاً مِن الأغنيات
سأعصِرُ إسْفَنْجةَ الشّوْقِ مُسْتَقْطِرا نشوتي وابتهاجي
سأدخُل في الثَّمْلِ ثانيةً
ربّما أحتفي بالتّشابكِ ينحلُّ في السّكَراتِ
أرى عُشْبةً تسْتفيقُ على ظمَأ ثمّ تخبو
وتنأى سحيقا فــتَدنو
وتدخلُ في صُفْرةِ الغيْمِ..في دُكْنةِ الطّين تنمُو
وكان الرّفاقُ القدامى و بعض نَدامَى النّـدمْ
يثسَمّونَها بالمجازِ بُحيْـرةَ دمْ
وكنتُ أسمّي البلادَ التي قاسمتْني الصّدى حِقْبةً
وقاسَمْتُها الحُلمَ والمِلْحَ دهرا
جُريْـعاتِ سُـمّْ
على مهَلٍ نحتسيها ولكنّنا لا نموتُ
يتيمٌ أنا الآنَ مِنْ عاشقاتي
وعارٍ مِن الصّبواتِ
يطولُ بي المُكْثُ،وا رِفْقَتي،في خواء الذهول
يطولُ انخطافي بوهْمي الثّقيلِ
يتيمٌ من الأرضِ، مِن كلِّ شِبْرٍ و من كلّ شيءٍ،
فماذا سَيُــزْلِفُ لي بَعْدَ هذا الإلهُ؟؟
لنـا جنّةٌ مرْتَجاةٌ،لـنا كوْثرٌ لا نراهُ
فكيْفَ تعودُ لنا نَخْوةُ الانتماءِ سَناهُ؟
سأدخُلُ في السّمْلِ كيْ أحتفي بالوضوحِ
سأدخل في الرّيحِ علّــي أرى رجفةَ الأجنحة
وعلّي أطيرُ مع الغيْمِ
حتّى أشيِّعَ آخرَ أسرابِنا يصْعدونَ على عجلٍ للسّفوحِ
وحيداً،أ
أ َعُدُّ الفواجِعَ تتْــرى على العُمْرِ مِنْ عَهْدِ نوحِ
وحيدًا،اُعِدُّ الفَراغَ الوثيرَ لـروحي...