عطري
وشالي
وخاتمي
وما يليق بخاطري
من كحل ليلته الفريده.
وأصابع التّوت التي أجّلتها عمرينْ
وردٌ كلون الشّهد
صهر النّوى بتلاته
سأدسّه
بين انهمار القلب
ودهشتي إذ ألتقيه...
ليلي الذي ربّته أنواء بعيده ....
وتسلّقت أحلامه غزلان وادي البوحْ
وتعاقبت شهب على أسراره....
هل كان يأتي خلسةً
ليحطّ مثل البرق بين مضاربي
ويرشّ تمرا في دروب الليلْ
كي يقتفي طير شذاهْ
أو نحلة تسري لتشرب سحرة
ممّا ترسّب من نداهْ
أو تستظلّ غمامة بالعابر المغموس
من شفتيه
هل كان يرقى كي أطلّ على مداهْ
أوينحني لأقطّف الزيتون
من ليل سهرته الأخيره...
كانت تؤدي إلى سماه
طرق من التنغيم فارهة
ومسارب من زعفرانْ
ومسالك مثل الظفائر
لامشط يدرك فجرها من ليلها
أو طلّها من ظلّها
أو لون زعترها....
كنت كما نوّارة للوز
نسي الربيع رداءها
فتجلببت بحيائها
ورنت الى فجر بعيد...
كان يحاول أن يطال الغيم
أو يقتفي لغتي
حتى يطلّ على بوّابة الإعجاز...
ويرى كأيّ مرابط في النجم
كيف انتثار الروح في أحوالها
كنت أنا
كفراشة
قد خانها كشف الفصول
فتدثرت بالأبيض المنسيّ
وماتبدد من سماء اللون
كانت خطاطيف الظهيرة إذ تفي ء
لا تحتفي إلاّ بنرجس قلبه
وعصارة الأنواء من كفّيه
كنّا تماما مثلما كنّا زمانا
مسافرين
أو زاهدين
أو عازفي عشق
على بوّابة الدنيا....
لكنّني أدركت هذا اليوم
كم كان موغلا في وهمه
هذا الزمان
كم كان منتثرا هذا الذي
رصّفت كلّ نثاره
كم كنت في هذا الفضاء
هباءة
موعودة لغباره....
فوزية العلوي