تراكم غبار الملل في جوّي، و ما العمل؟
أمِنْ شيءٍ جديدٍ يُفْتَعل؟
لنملأ الدلاء أملاً و ننظف بها البيت؟
ذرات الإحباط تشنّجه، أما له من زيت؟!
لنجرّب العدو خيولاً في فناء الدار،
لنعيد بناء ما عاث فيه الضجر من دمار.
لنبتسم مع إحناء الرأس قليلاً لليمين،
لنجرّب ترك العقل ليبدع في مدرسة المجانين.
لنقبّل هذا الدّرْج، لنمازح الجدار،
اليوم انتهى عهد اكتئابنا.. و الحصار.
لننظر أنفسنا بالمرآة،
ما أجمل العيون، و غمزة الشفاه،
ما أروع نزيف الصدر حين قول الآااااه.
لتصافح أكفنا بعضها البعض،
لتغازل الأسنان شفاهنا بالعضّ.
لنقذف أنفسنا بقوةٍ على السرير،
نحتضن الوسادة، و نغرق باللحاف،
لننشر الفوضى متقلبين في السرير،
لنجحف في حقه أيما إجحاف.
لنحتضن أنفسنا بقوةٍ و ضعف،
لينساب الحنين فنلعقه برقةٍ حيناً و حيناً بعنف،
لنبدو مجانين، لنفتعل الفلسفة، و نفتح الكتب كي ننظر الصور
و نكتشف عند آخر صفحةٍ أن كتبنا بلا صور، و لا عبر،
و لا شيءٍ مفيد، أو هباءٍ يذكر.
لنقرص الوجنات كي نسفك دماء المرمر.
إنه شعور كامل الأنثوية،
شعوري بذاتي، أن أكون مع نفسي أنانية،
ما أجمل الوحدة، و ما ألّذني من عقاب،
عاقبت نفسي ألا أتركها تبغي غيري مراد.
اليوم عصفوري حلو الطباع،
زقزق، غرّد، حتى زقزقت بآخر قطعةٍ منّي
لحشود العصافير غير المرئية.
عصافير أحلامي،،،
تناديني و أناديها
تناجيني و أحتويها
تومي لي و أنتقيها بانتظام
اليوم حربي لصالح نفسي ضد أيّ كان.
لا للحب، طالما قلبي لا يريد.
و لا للأمل، إن أحببت يأس أنوثتي العنيد
و لا للحرية إن قيدت نفسي بأحلامي.
و لا لهتافٍ صوب أمير، طالما تغلبني ريفية ابتهاجي.
اليوم لأنها تغلبني أجود بالكثير،
اليوم أشعر بأني إن لم أطر، فعلاً أطير.
اتركوني وحدي أسعد بما أورق فيّ من كروم
حاصدها أنا، و غيري لا يروم.