تقديم:
إن البحث في موضوع الطب في العهدين السعدي والعلوي من المواضيع التي تحتاج التعمق والدراسة، لأنها لازالت لم تحظ بالعديد من الكتابات والأبحاث، وكل ما وصل إلينا هو عبارة في أغلبه عن مقالات. وتبرز أهمية البحث فيه، كون الطب استعمل خلال القرن 19م كأداة لنشر الديانة المسيحية في المغرب، ومن تم يجب التعمق في هذا الموضوع للكشف عن بعض الجوانب التي يمكن من خلالها إغناء التاريخ الاجتماعي المرتبط بالجانب الطبي، كما استعمل الطب أداة ناجعة للتسرب والتغلغل الاستعماري في مغرب القرن 19م وبداية القرن 20م، واستطاع العديد من الأطباء الأجانب كسب ود سلاطين المغرب والوصول إلى مراتب عليا خولت لهم الاطلاع على معلومات دقيقة، سربوها للمستعمر، وبالتالي نجح الطب الاستعماري في مساندة الجيش للوصول إلى مبتغى الدول الاستعمارية خاصة فرنسا بفرضها الحماية على المغرب سنة 1912م.
الطب على العهد السعدي:
أ- ازدهار الطب:
عرف الطب ازدهارا خلال العصر السعدي، ويبدو ذلك جليا من خلال عدد الأطباء وكثرتهم، الذين تألقوا في هذا العصر، وإن كان مؤرخ الطب الفرنسي رونو أقر على أن العلوم الطبيعية خلال هذا العصر عرفت ركودا توارثته عن العصور السابقة خاصة والأوضاع التي عرفها هذا العصر من اضطرابات وفوضى على المستوى السياسي والاجتماعي(1).
ويجمع معظم الباحثين على أن عصر السلطان المنصور الذهبي عرف فيه الطب ازدهارا كبيرا، ونظرا لولع المنصور بالطب اعتبره البعض طبيبا، ففي رسالة أرسلها لولده بمراكش عند ظهور الوباء تظهر معرفته بطرق العلاج وحرصه على تتبع المرض والطرق التي تستعمل في القضاء عليه والوقاية منه، ونظرا لأهمية الرسالة أوردها كاملة:« وإلى هذا ـ أسعدكم الله ـ أول ما تبادرون به قبل كل شيء هو خروجكم إذا لاح لكم شيء من علامات الوباء ولو أقل القليل حتى بشخص واحد، ثم لا تغفلوا عن استعمال الترياق أسعدكم الله، فألزموه إذا استشعرتم بحرارة وتخوفتموها فاستعملوا الوصف من الوزن المعروف منه ولا تهملوا استعماله. وأما ولدنا ـ حفظه الله لمكان الشبيبة ـ فحيث يمنعه الحال من المداومة على الترياق، فها هي الشربة النافعة لذلك قد تركناها كثيرة هُنَالِكُمْ عند التونسي فيكون يستعملها هو والأبناء الصغار المحفوظون بالله حتى إذا أحس ببرد المعدة من أجلها تعطوه الترياق فيعود إليها. والبراءة التي ترد عليكم من سوس أو من عند الحاكم أو من عند ولد خالكم أو من عند غيرهما لا تقرأ ولا تدخل داراً. بل تعطى لكاتبكم هو الذي يتولى قراءتها ويعرفكم مضمنها، ولأجل أن الكاتب يدخل عليكم ويلابس مقامكم فلا يفتحها إلا بعد إدخالها في خل ثقيف (يعني ثقيل) وتنشر فتيبس وحينئذ يقرأها ويعرفكم بمضمنها إذ ليس يأتيكم من سوس ما يستوجب الكتمان»(2).
ونبغ في العصر السعدي العديد من الأطباء نذكر منهم الطبيب علي بن إبراهيم المراكشي المتوفي سنة 996هـ، له منظومتين في الفواكه والخضر والعشب، أخذ عنه ولديه عبد الملك وإبراهيم الطب، وأصبحا طبيبان للسلطان المولى إسماعيل(3). والطبيب أبو علي الحسن بن أحمد المسفيوي المراكشي الأديب الطبيب المتوفي سنة 1003 هـ/ 1594 م(4). ومحمد سقين السفياني القصري المتوفي سنة 956 هـ/ 1549م، درس ألفية ابن سينا في الطب(5). وأحمد بن عبد الحميد المراكشي المتوفى عام 1048 هـ/ 1638 م، كان حكيماً ماهراً في الطب(6) ، والطبيب حسين الشوشاوي السوسي.
كما نبغ في عهد أحمد المنصور الذهبي مجموعة من الأطباء من أمثال الطبيب أبي القاسم بن أحمد بن عيسى المعروف بالغول الفشتالي المتوفى سنة 1059هـ، له العديد من المؤلفات منها منظومة المخمس الخالي الوسط، ومنظومة في الجمع بين الأحاديث النبوية وكلام الأطباء والحكماء في الطواعين والأوباء، وكتاب حافظ المزاج ولافظ الأمشاج بالعلاج، تحدث فيه عن وجع الرأس والشقيقة والزكام والقروعة وجرب الرأس وداء الثعلب(الثنية)، وأنواع الأشربة والمربيات والأدهان والأوزان والمقادير، وكان مقربا من السلطان أحمد المنصور(7).
وبرز الطبيب أبو القاسم الغساني، الذي أخذ علم الطب وعلم التداوي بالأعشاب من أبيه، ولعل خبرته في مجال الطب والتداوي بالأعشاب جعلته من المقربين إلى السلطان السعدي أبي العباس أحمد المنصور، حيث يذكر الغساني في كتابه حديقة الأزهار، أنه صنف هذا الكتاب إرضاء للسلطان السعدي(8).
ودفعت الأوبئة والمجاعات والحروب التي عرفها العصر السعدي - التي كانت من أشد العوامل التي فتكت بالمجتمع، وكانت لها انعكاسات سلبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي- إلى اعتناء المخزن بالأطباء الذين لهم الخبرة والتجربة، والأكثر علما بالأمراض والأوبئة، وكيفية علاجها والقضاء عليها، واهتم المنصور الذهبي بالأطباء وشجعهم على التأليف في مجال الطب، واستقدم عبد الملك السعدي وأخوه المنصور أطباء أجانب مثل الطبيب كيوم بيرار Guillaume Bernand(9).
ب- إقبال بعض المغاربة على الاستشارة الطبية:
أشار أحد الباحثين إلى أن مغرب القرنين 16 و 17 كان الناس فيه يستشيرون الأطباء ويعملون بنصائحهم وأنهم كانوا لا يترددون حتى في عرض أبوالهم على المختصين لأن الطبيب يعرف المريض بالهراقة(10)، ولعل إشارة الطبيب أبو عبد الله محمد بن سعيد المرغيثي السوسي المتوفى 1089هـ بمراكش تؤكد ذلك، فلقد اعتزل التطبيب بسبب مريض حمل إليه قارورة بوله وهو في المسجد، فقــــــــال:« إن عملا يؤدي إلى أن أكون سببا في دخول النجاسة للمسجد لا أشتغل به»(11).
وكان بمدينة فاس نحو 150 دكانا لبيع العطارة والمستحضرات الطبية، يعرض فيها الأطباء الأشربة والمراهم والمعاجين التي حضروها وغيرها من المستحضرات العلاجية، إضافة إلى الأعشاب التي كانت تباع على شكل مستحضرات مجربة لعلاج مرض ما(12). ويبدو أن الوعي بالطب لم يكن لدى جميع الفئات الاجتماعية، فغالبية السكان كانوا يلجؤون للعلاج بالتعازيم والتعاويذ والرقية والأدعية(13).
ج- الحجامة والكي والشعوذة... مهن منافسة لمهنة الطب:
كان للتجربة دور مهم في اكتساب الخبرة في العلاج وفي ظهور العديد من العشابين والحجامة وجبر العظام المكسورة(14). ويبدو أن انتشار هذه المهن يرجع إلى أن المرضى الفقراء لم يكن باستطاعتهم الذهاب عند الطبيب أو العشاب لاستشارتهما، كما لم يكن بإمكانهم تركيب الأدوية من خلال كتب الطب نظرا لجهلهم وعدم معرفتهم بالقراءة والكتابة(15)، وهو ما نتج عنه تفشي الأمراض، فضلا عن قلة الأطباء وعدم وجودهم في معظم الجهات، وعدم قدرتهم على علاج بعض الأمراض وخاصة الأوبئة الفتاكة لعدم معرفتهم بطبيعة الوباء وسببه، مما فسح المجال أمام المشعوذين والأفاقين لعلاج من يلجؤون إليهم خاصة وأن الاعتقاد السائد يعزي هذه الأمراض إلى عقاب إلاهي، وكانت الشعوذة من المهن المربحة في مجتمع يعاني أفراده من التخلف والجهل، وساهم ذلك في بروز طبقة تستعمل الأدعية كوسيلة للعلاج(16).
وأشار الأسير الفرنسي جرمان مويط G. MOUETTE أن الكي بالنار من بين الوسائل العلاجية الأكثر استعمالا لدى المغاربة، فكانوا يتناولون « قضبانا من حديد في رأسها دبوس من حديد أيضا، بحكم جوزة، يحمونه إلى أن يحمر فيكوون المريض في عدة مواضع من جسمه، كما يفعل ... بالخيل، فيؤلمون المريض رغما عن أنفه، بحيث يكون المرء... مريضا جدا، في غالب الأحيان، ولا يقدر أن يشتكي تفاديا لمثل تلك المعالجة التي يعتقد المغاربة أنها ناجعة بقدر ما هي قليلة التكاليف»(17)، إلا أن العلاج بالكي رغم نجاعته يترك التهابات لا تشفى.
د- علاج الأمراض ببركة الصلحاء والأولياء:
قامت الزوايا في المغرب بدور مهم عند تفشي الأمراض والأوبئة، خاصة أن الاعتقادات الراسخة في ذهن العامة أن للصالحين والأولياء بركة لعلاج الأمراض ودفع الأذى عن الناس وحمايتهم من كل مكروه يصيبهم، ومداواة أسقامهم(18)، واشتهر العديد من الصالحين بالقدرة على علاج المسقومين، ومنهم الشيخ عبد الله بن حسين الأمغاري الذي «له حكمة في المرأة العقيمة أنها تلد إذا أكلت طعاما مسته يده»(19)، وعائشة بنت أحمد الإدريسية المتوفية سنة 969هـ التي « إذا تفلت على عاهة برئت من حينها، وإذا وضعت يدها المباركة على عليل شفاه الله بقدرته»(20) ، وأحمد بن علي بن محمد السوسي البوسعيدي الهشتوكي الذي عالج أحد أعيان فاس بالتفل بعدما استعصى شفاؤه على الأطباء(21).
- الطب على العهد العلوي:
أ- شروط مزاولة مهنة الطب:
كانت مهنة الطب تخضع لضوابط الأحكام الشرعية، وتتوفر في الطبيب شروط منها «معرفة طبائع الأدوية والنبات والحبوب والأشجار والمعادن... ومن جهل طبع الإنسان وطبع الأمراض والأدوية فلا يحل له الانتصاب إلى معالجة الناس بقول أو فعل»(22). وتسلم شهادة ممارسة الطب من مجموعة من الأطباء والحجامين والأشراف والتجار ممن جربوه في معالجة المرضى، وهي إجازة الطب كتلك التي سلمت للطبيب أحمد الكحاك لممارسة الطب بمدينة فاس حيث يقول فيها من سلموه إياها في ربيع الأول سنة 1248هـ/ 17 غشت 1832م بفاس « تصدر لمداواة الناس ومعالجتهم بالحضرة الإدريسية وكانت فيه أهلية لفهم كلام الناس في دواوينهم الطبية، وطلب من أناس خالطوه وجربوه غير ما مرة أن يشهدوا له بالإجازة في علم صناعة الطب على عادة الأطباء الأقدمين في أخذ الإجازة من المعاصرين لهم»(23).
ويحصل دارس الطب على شهادة تخول له ممارسته، ففي شوال 1310هـ/ 1896م اجتمع أربعة من علماء فاس لامتحان طبيب، حيث شهدوا له بعد استفساره بتضلعه ومعرفته للطب وقوانينه وتطبيقاته، وكذا معرفته بتركيب الأدوية وتقاسيم الشرايين ووظائفها وعددها، وعدد العظام، وتمييزه بين أنواع العصب والعضلات في الجسم ومعرفة النباتات والأزهار والأعشاب الطبية وخواصها وأسمائها وطرق إذابتها في الوقت الصالح والأوقات المناسبة(24).
ب- تدريس الطب بالقرويين:
عرف العهد العلوي تدريس الطب بجامعة القرويين حتى نهاية القرن التاسع عشر، وكان تدريسه بها خاصة والمغرب عامة يتأثر بظروف الرخاء والاضطرابات والأوبئة والمجاعات والجفاف...(25).
كانت جامعة القرويين مدرسة لعلم الطب وتزخر بالعديد من كتبه مثل مؤلف "عمل من طب لمن حب" لابن الخطيب، حبسه السلطان مولاي عبد الله بن اسماعيل سنة 1156هـ، مكون من جزأين، تتناول أنواع الأمراض وتعريف بها وبعلاجها. وكتاب "شرح أرجوزة ابن سينا" و"تذييل أرجوزة ابن سينا" للطبيب محمد بن زاكور الفاسي المتوفى 1120هـ/ 1708م، وكتاب "الأدوية المفردة" لأحمد أبي جعفر الغافقي المتوفى 560هـ، و"التيسير في المداواة والتدبير" لابن زهر، و"الأرجوزة في الطب" لابن طفيل المتوفى بمراكش عام 581هـ، و"مختصر في الطب" لابن حبيب المتوفى عام 238هـ/ 886 م، و"الاستقصا والإبرام في علاج الجراحات والأورام" لمحمد بن علي الشفرة القربلياني الجراح المتوفى 761هـ. و"زبدة الطب" للجرجاني(26).
ج- مساهمة بعض أطباء العهد العلوي في علاج الأمراض المستعصية:
يعد الطبيب أحمد بن محمد بن حمدون بن الحاج الفاسي المتوفي سنة 1317هـ/ 1988م أول من أعطى تقسيما للأدوية في المغرب، ووألف في ذلك كتابا خصص الجزء الأول منه للحديث عن مبادئ الطب والطبائع، والثاني للأمراض وطرق علاجها، والثالث في الخواص الطبية لبعض الأسماء(27).
وكان أحمد الكحاك على معرفة « بالجراحات البدنية وغرز اللحم وشد جبائر التكسير وأصناف البول بالقوارير واختلاف ألوانها وقدر ما يؤخذ من الدم بالفصد والحجامة والعروق التي نبغي فصدها والأجسام المفتقرة للإسهال والمحتاجة للقبض وغير ذلك»(28).
وتمكن الطبيب محمد المكي من علاج بعض الأمراض، فعند « لقائه بالسلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان طلب منه مباشرة الحب الإفرنجي فوعده بالشفاء، وسقاهن مسهلا وأمر بعدم مسهن إن غشي عليهن، فلما وقع ذلك يبس الحب ثم دهن آثاره بدهن ولم يبق بهن أثر، ولما وقع داء السكتة بالأديب الحاج إدريس بن إدريس نائب الحاجب موسى أمر بفصد عرق منه فأفاق في الحين. وكان في مراكش مقصودا في ذلك يداوي الفقراء مجانا»(29)، كما اشتهر بصناعة الأدوية الغالية وهو دليل على براعته في الطب والصيدلة.
د- البعثات الطلابية إلى أوربا والانفتاح على المشرق لدراسة الطب:
أمام تراجع دراسة الطب مع بداية التغلغل الأوربي في المغرب أرسل السلطان مولاي الحسن بعثات طلابية للمشرق وأوربا، وتخرج العديد من الأطباء منهم عبد السلام العلمي من الاسبطالية المصرية بالقاهرة سنة 1291هـ/ 1875م، وشاكر السلاوي من كلية الطب العثمانية سنة 1323هـ، ، وأحمد الطنجي التمسماني من أوربا(30).
وفي الوقت الذي استعان فيه سلاطين الدولة العلوية بأطباء أجانب مثل الدكتور موشان، ظل الطب منفتحا ومتواصلا مع الطب المشرقي(31)، فالطبيب عبد القادر العلج المتوفي سنة 1270هـ/ 1853م قدم من المشرق واستقر بفاس، وأصيب «بالعمى فعالج نفسه وعاد بصره، وقد دخل أيضا على مريض فعالجه ... وطلب منه إنسان أن يعالج له جارية ... بعد أن رأى الجارية ماتت، فقال لسيدها كانت الموت بها الأمس مع أنها تقبل وتذهب، وكان مع أناس في نزهة فلما أكلوا أخذوا في البسط والمداعبة، فقالوا له قلب لنا أبطاننا لتخبرنا بمن أكل كثيرا منا، فقبض على نبض واحد منهم فقال له أكلت حقك، إلى أتى لنبض رجل فلما وضع يده عليه تغير وجهه وقال لأصحابه لا أقبض على نبض أحد منكم بعد هذا فلما قام ذلك الرجل من بينهم ألحوا عليه في أن يخبرهم، فأخبرهم ... أنه يموت قريبا، فمات ذلك الرجل في الغد»(32). كما جلب بعض الأطباء الكتب الطبية المشرقية مثل الطبيب محمد المير الطاهر السلوي من علماء السلطان سيدي محمد بن عبد الله(33)، والطبيب أبو محمد الصالح البخاري المشرقي الذي نزل على السلطان مولاي عبد الرحمان وكان يجمع بين الطب وعلم الكيمياء(34).
هـ - امتهان بعض الأسر للطب:
اشتهرت أسرة الدراق بالطب داخل البلاط العلوي كالطبيب محمد وابنه عبد الوهاب، والطبيب أحمد بن محمد المتوفي سنة 1116هـ/ 1704م طبيب السلطان مولاي إسماعيل، كانت له خبرة بالأمراض وأدويتها، وأحمد الدراق الذي عالج السلطان سيدي محمد بن عبد الله حين أصابه مرض شديد أثناء حركته إلى تادلة(35). وعبد الوهاب بن أحمد بن محمد الدراق المتوفى 1159هـ/ 1746م، كانت له رياسة الطب، وله العديد من التآليف منها تذييل على أرجوزة ابن سينا في الطب، وقصيدة في فوائد النعناع، وكتاب هز السمهري على من نفى عيب الجذري(36). وتتلمذ على يد أحمد بن محمد الدراق الطبيب أبو محمد عبد القادر بن العربي المنبهي المعروف بابن شقرون المكناسي، كان بارعا بالطب، ألف كتاب النفحة الوردية في العشبة الهندية، وكتاب منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير، وكتاب الشقرونية في الأغذية والأدوية(37).
و- الطب أداة للتبشير بالمغرب:
تطلب التغلغل الأوربي في المغرب إرسال بعثات تبشيرية تحت غطاء أنها طبية، فخصصت بريطانيا جمعيات تبشيرية على أساس أنها جمعيات إنسانية طبية، وجندت العديد من الأطباء المتمرسين لذلك(38). ومع مرور الوقت تكاثرت الجمعيات التبشيرية، ووصل عددها إلى ست جمعيات تضم خمسة وتسعين مبشرا، من بينهم الدكتور تشر تشر في طنجة، الذي أقام المقرات العامة لبعثة شمال إفريقيا، وساعد على توجيه المجندين التبشيريين الجدد، كما أقام مركزا تبشيريا في مدينة فاس بعد مرور سبع سنوات على إقامته في طنجة. وجمع الدكتور روبيرت كير بين عمله التبشيري والدعاية للتوسع، وأكد أن الطب يفتح العديد من الأبواب الموصدة بوجه الآخرين(39).
تمركز أغلب العمل التبشيري في العيادات الطبية التبشيرية الصغيرة المقامة في المدن الكبرى ، حيث يتجمع السكان المحليون من أجل العلاج الطبي، لكن عليهم السماع إلى قراءة الإنجيل قبل إجراء الفحص الطبي(40).
ولقد وصفت الصحيفة التبشيرية البريطانية الربير الطب وسيلة لاجتذاب السكان البالغين وحملهم على الاستماع إلى الإنجيل ، وحسب رأيها فإن للطب ميزة أخرى تتجلى في جذب المتبرعيـــــن بالمال فـــــي البــــلد الأم، الذين يفضلون العمل الإنساني(41).
كان المبشرون الطبيون يزورون التجمعات الريفية والإقامة بها، وكان هذا الاندفاع نحو الريف والاستقرار به إستراتيجية مدروسة، إذ كانوا يعتقدون أن السكان الذين يتكلمون الأمازيغية أكثر تقبلا للنفوذ الأوربي، فترجموا عدة نصوص إنجيلية إلى عدة لهجات أمازيغية، آملين أن ينقلب البعض منهم على الإسلام. ولكنه ثبت أن التغلغل في الريف كان خطيرا وصعبا في آن واحد ، إذ أن الأمازيغ لم تقبلوا الإنجيل، مما أدى إلى انحصار النشاط التبشيري. ورغم أن عدد المنقلبين على الإسلام كان ضئيلا وسط سكان المدن، فان ذلك لم يمنع من النمو السريع للنشاط التبشيري، لأن التجربتين الحضرية والريفية ، منحتا المبشرين فرصة غنية لدراسة الظروف الاجتماعية والاتجاه السياسي للسكان، وتمكنت الدبلوماسية البريطانية من الاستفادة من المقالات المفصلة والتقارير المرسلة إلى المقرات التبشيرية المركزية بلندن(42).
كان لهؤلاء المبشرين الطبيين البريطانيين الأثر الكبير في إرسال كل من فرنسا وألمانيا واسبانيا أطباء عسكريين مهمتهم تجميع المعلومات والتآمر مع الشخصيات الكبرى لتهيئ الظروف المناسبة للاحتلال الاستعماري.
ز- الطب الاستعماري:
بدأ سلاطين الدولة العلوية عندما تقدم الطب الأوربي على الطب المغربي يستدعون الأطباء الأوربيين لمعالجتهم، فأرسلت كل من فرنسا وبريطانيا المبعوثين الطبيين كل خمس سنوات خلال القرنين 18 و19م(43). وفي هذا الإطار جلبت الدولة العلوية بعض الأطباء الأجانب لعلاج بعض أفراد الأسرة الحاكمة، حيث استدعى السلطان سيدي محمد بن عبد الله الطبيب الإنجليزي G.Lempriere لعلاج أحد أفراد أسرته، وتمكن هذا الطبيب خلال مدة إقامته بالمغرب ( 1790-1791م) من الاطلاع على أوضاع البلاد، وألف في ذلك كتابا سماه " Voyage dans l’empire de Maroc et l’Empire de Fes "(44).
وأصبح المغرب بعد غزو فرنسا للجزائر سنة 1830م مركز اهتمام الدول الأوربية، خاصة فرنسا و إنجلترا وألمانيا وإسبانيا، حيث اشتـد التنافس بينهما حول السيطرة على تراب المغرب واستغلال خيراته(45)، واتخذت الدول الاستعمارية الطب وسيلة للتغلغل والزحف داخل المجتمع المغربي، فأضحت تبعت الأطباء بشكل مكثف كدبلوماسيين وجواسيس ووكلاء لكافة الأغراض(46). وبرهن الأطباء الأجانب عن نجاحهم كوكلاء للتغلغل الاستعماري في المغرب، إذ أخضعوا مهاراتهم المهنية لأغراضهم السياسية، ممهدين بذلك الطريق للاستعمار، ومما ساعد على ذلك حالات الشفاء التي حققوها(47).
واستطاع الطبيب الفرنسي "فيرناند ليناريس" الذي أقام في المغرب ما بين 1877ـ 1902م، كسب ود وثقة السلطان مولاي الحسن ورئيس ديوانه با احماد حين تمكن من معالجة إحدى زوجات العائلة الملكية، وبفضل هذا الإنجاز حصل على دار في مدينة فاس قلما كان يسمح للأوربيين الإقامة فيها(48).
استغل الطبيب ليناريس معالجته للمرضى ليحصل على مكانة متميزة لدى السلطان ولدى البلاط الملكي، فحسن الصورة العامة للدبلوماسية الفرنسية، وتمكن بذلك التفوق على الوكيل البريطاني هاري ماكلين، وتبين أن الطب أداة تغلغل استعماري أكثر نفعا من الأسلوب العسكرية، وهو ما أكده الوزير الفرنسي سانت رينيه تاينديه حين تحدث عن دور ليناريس في المغرب « أصبح للوزراء الفرنسيين وسيط شبه رسمي لذوي مولاي الحسن ووزراءه لم يسبق لهم أن حلموا به . عينان تريان بوضوح ، وقلم يسجل الأحداث ، وكلمة تنطق برقة ، ومنفذ مخلص لكل التعليمات»(49).
ويرى الكونت سانت أولير أن دور الطبيب ليناريس كان سياسيا أكثر منه إنساني حين قال :« إن هذا الدور هو حسب مفهومي، سياسي أكثر مما هو إنساني بكثير. وجدت في الدكتور ليناريس وكيلا ثمينا للارتباط بالمخزن، قادرا على تحييد التأثيرات المنافسة، ومعبدا الطريق لما يسمى بالتغلغل السلمي في المغرب»(50).
واعترف البريطانيون بقيمة الطبيب ليناريس في التغلغل الفرنسي في المغرب من خلال مراسلاته الدبلوماسية(51). وحاولت بريطانيا أن تحذو حذو فرنسا فأرسلت الطبيب اغبرت فردن ليمثل الدبلوماسية البريطانية لدى البلاط الملكي في فاس، غير أنه لم يستطع الوصول إلى المرتبة التي حظي بها الطبيب ليناريس(52).
وقام الطبيب الفرنسي موشان سنة 1907، بتوسيع نشاطه السياسي، وطلب من وزير الخارجية الفرنسية بدعم نفوذ بلاده بالمغرب، وعند عودته اصطحب معه لويس جونتيlouis gentil للقيام بدراسات استكشافية للمغرب، وحمل معه هدايا للشخصيات الكبرى، غير أن هذه الهدايا كان بداخلها أدوات للتجسس كتلك الزربية الملفوفة على أدوات للتلغراف اللاسلكي(53). إلا أن المغاربة ثاروا على موشان وزميله لكونهما جاسوسين جاءا للاطلاع على عورات البلاد، خاصة وأنه أقدم على تعليق بعض الأدوات فوق منزله بمراكش، فاقتنع أهل المدينة أنها أدوات للتلغراف اللاسلكي، بيد أن المخزن اعتبرها مجرد راية لبلاده، وبالرغم من إزالتهــــــا من قبل الدكتور موشان إلا أن هجوم أهل مراكش الغاضبين انتهى بقتله(54).
ووصفت فرنسا قتل الدكتور موشان بالهمجية والوحشية، واتخذته مبررا للتدخل بالقوة، وصرح أدولف جيرو على أن هذا الحادث أجبر فرنسا على العمل بقوة والشروع في العمليات العسكرية، وأن سبب تدخلها هو عمل تأديبي لإجبار الحكومة المغربية على الإصلاح(55).
وكرد فعل على قتل الدكتور موشان قامت الأوساط الاستعمارية بحملة دعائية مضادة للمغرب، منددة بالحادث ومحملة مسؤولية قتل الدكتور للمخزن، وعقابا للمغرب احتلت فرنسا مدينة وجدة سنة 1907(56).
إلى جانب الأطباء المبعوثين، كان هناك من يعملون لحسابهم الخاص، ولم يكونوا أقل شأنا من المبعوثين الذين يعملون لصالح الاستعمار الأوربي، إذ استغلوا عملهم في التجمعات السكانية، وصاروا يبحثون عن وسائل تدخلهم بسرعة في العمل السياسي والدعائي والتجسسي لصالح الاحتلال الاستعماري(57). ورغم ستار الحياد السياسي الذي وضعه هؤلاء الأطباء للإقامة في تجمعات تسهل عليهم إقامة روابط مع مختلف طبقات المجتمع المغربي، إلا أن بعضهم تعرض للقتل لأن عملهم لصالح دولهم كان مكشوفا، ولم يكلل عملهم الطبي بالنجاح(58).
أضحى الطب والأطباء المبعوثين أقل تأثيرا في المجتمع المغربي حيث أصبح دعمه للاستعمار الأوربي مفضوحا، لكن تأثيره في البلدان الأوربية قويا ومبررا للتوسع الاستعماري ورمزا للنظرة الإنسانية الأوربية المتنورة، خاصة بعد الصورة التي ألصقت بالمغرب عند مقتل الدكتور كوبر(59).
كان نظام الطب الاستعماري يخدم المستوطنون الفرنسيون والأوربيون والمدراء والبيروقراطيون والمهنيون الماهرون، بينما كانت رعاية المغاربة محدودة وضعيفة(60).
بعد توقيع معاهدة الحماية سنة 1912م، تطلع الفرنسيون إلى وضع المغرب تحت سيطرتهم بسرعة، وارتبط الأطباء ببرنامج التهدئة، يعملون إلى جانب الجيش الفرنسي، حيث استمر الطب الاستعماري أداة للتجسس والدعاية(61)، وإذا كان ذلك قد حسن من صحة المغاربة، فإنما الغرض منه كان توفير يد عاملة قوية يمكن استغلالها من قبل دول الاستعمارية، خاصة وأن تصريحاتهم عن الحالة الصحية تشير في مجملها للبؤس الفيزيولوجي والشدة المرضية التي أرهقت المغاربة(62).
وكان للمقيم العام الفرنسي ليوطي الدور الكبير في تطوير طب التهدئة، حيث رسم خطة تقتضي فصل الأطباء العسكريين عن مسؤولياتهم الاعتيادية كالاعتناء بالجنود وجرحاهم ومرضاهم، وتنظيمهم داخل وحدات تستطيع التحرك باستقلالية عن الجيش، وهو ما يمكنهم من التوغل داخل الأراضي الغير الخاضعة لنفوذ فرنسا، فيقدمون الخدمة الصحية لسكانها وبذلك يستقطبونهم
أدرك ليوطي عند إعلانه مقولته الشهيرة "طبيب واحد يساوي فيلق" أن عمل الطبيب يبرئ ويعظم التوسع الاستعماري، ويوازن به خشوناته وعيوبه(64) لذلك عمدت سلطات الاحتلال إلى إنشاء مستوصفات وعيادات ومستشفيات صغيرة حسب أهمية المنطقة وحسب وجود الأوربيين بها. وفي المقابل اهتم الأطباء بعملهم الدعائي بين السكان المغاربة محاولين إقناعهم بقبول الحكم الاستعماري(65).
وقدم الطب الاستعماري خدمة صحية جيدة للمستوطنين وأخرى سيئة للمغاربة، وغطى المدن الرئيسية ذات التمركز الكبير للمستوطنين، أما في المناطق النائية بنيت مستوصفات يزاول فيها الأطباء بالتناوب، وكانت هناك وحدات متنقلة بين القرى والأسواق . وأوكلت لهؤلاء الأطباء جمع المعلومات ورسم خرائط للمناطق الريفية، وتقدير عدد السكان والموارد الطبيعية، وإحصاء الآبار والقرى وطرق المواصلات(66).
استعمل الطب كأداة لنشر الديانة المسيحية في المغرب خلال الفترة العلوية، كما استعمل كأداة للضغط الاستعماري، وساهم في تغلغل القوات الاستعمارية حيث أن فرنسا جندت العديد من الأطباء العسكريين للتغلغل داخل المناطق النائية أو ما يسمى بالمغرب العميق، وكذلك التغلغل داخل الشرائح الاجتماعية البسيطة ومحاولة استمالتهم للتعاطف مع الاستعمار الفرنسي. غير أن المغاربة قابلوا ذلك بالرفض وانتهى الأمر في بعض الأحيان إلى المظاهرة وقتل هؤلاء الأطباء كما حدث مع الطبيب موشان.
----------------------------------------------
الهوامش:
1- http://www.aktab.ma.
2- كنون (عبد الله)، النبوغ المغربي في الأدب العربي، قراءة وتعليق عبد السلام الهراس، ط 2، د.ت، ج 1، ص 242.
3- السملالي (ابن إبراهيم العباس)، الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، مراجعة عبد الواهب بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، ط 2، 1993، ج 9، صص 222- 223.
4- العشاب (عبد الصمد) ، مساهمة علماء المغرب في ميدان الطب والتطبيب، مكتبة عبد الله كَنون، طنجة.
- www.attarikh.alarabi.ma
5- نفس الموقع.
6- السملالي، الإعلام ...، م.س، ج2، صص 316-317.
7- العشاب، مساهمة...، مو.س.
8- الغساني (أبو القاسم بن محمد بن ابراهيم)، حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار، تحقيق محمد العربي الخطابي، دار الغرب الإسلامي، ط 2، 1990، ص 6.
9- استيتو (محمد)، الفقر والفقراء في مغرب القرنين 16ـ 17م، مؤسسة النخلة للكتاب، وجدة، ط1، 2004م، ص 452.
10- نفس المرجع والصفحة.
11- المختار السوسي (محمد)، رجالات العلم العربي في سوس من القرن الخامس الهجري إلى منتصف القرن الرابع عشر، هيأه للطبع والنشر عبد الوافي المختار السوسي، تطوان، ط 1، 1989، ص 40.
وقد علق عبد الله كنون على هذا الأمر بقوله: « وهذا تشدد منه رحمه الله؛ وإلا فهو يعلم من السنة التي وصف بأنه إمام فيها أن النبي كان ينصب في مسجده خيمة لعلاج مرضى الصحابة، وأن أعرابياً بال في المسجد فابتدره الصحابة بالتعنيف عليه، فقال لهم: لا تزرموه، وأمر بإفراغ دلو ماء على مكان بوله. فقال الأعرابي: اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال له النبي في سماحته المعهودة لقد حجرت واسعا يا هذا».
العشاب، مساهمة...، م.س.
12- استيتو، الفقر...، م.س، ص 453.
13- نفس المرجع والصفحة.
14- نفسه، ص 454.
15- نفس المرجع والصفحة.
16- نفسه، ص 454.
17- نفسه، ص 466.
18- نفسه، ص 457.
19- ابن عسكر (محمد الشفشاوني)، دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر، تحقيق محمد حجي وأحمد توفيق، دار الغرب الإسلامي، ط 2، 2008، ج2، ص 920.
20- نفسه، ج 2، ص 908.
21- السملالي، الإعلام...، م.س، ج2، ص 314.
22- أومليل (علي)، إجازة طبيب بفاس سنة 1822، جمعية تاريخ المغرب، المركز الجامعي للبحث العلمي، الرباط، العدد 3، 1971، ص 30.
23- نفسه، ص 31.
24- نفسه، ص 32.
25- بامي (جمال)، جوانب من تاريخ المعرفة الطبية بالمغرب، ج8.
- http://www.oloum-omran.ma/Article.aspx?C=11595
26- بنعبد الله (عبد العزيز)، كيف تطور الطب والصيدلة في المغرب، مجلة التاريخ العربي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، د.ط، 2003م، العدد 27، صص 294-295.
27- نفسه، ص 299.
28- نفس المرجع والصفحة.
29- السملالي، الإعلام...، م.س، ج 7، ص 46.
30- بنعبد الله، كبف...، م.س، صص 296ـ 297.
31- بامي، جوانب ...، مو.س، ج8.
32- المنوني (محمد)، النشاط العلمي بفاس خلال القرن 19هـ، مجلة المناهل، مطبعة فضالة، المحمدية، 1987، العدد 36، صص 398ـ 399.
33- السملالي، الإعلام...، م.س، ج 6، ص161.
34- المنوني، النشاط ...،م.س، العدد 36، صص 372،377-378.
35- السملالي، الإعلام...، م.س، ج 2، ص 370.
36- كنون (عبد الله)، النبوغ المغربي في الأدب العربي، قراءة وتعليق عبد السلام الهراس، ط 2، د.ت، ج 1، ص 300.
37- نفسه، ص 299.
38- الوجاني (سعيد)، الطب والامبريالية في المغرب.
-www.sscraw.org.
39- نفس الموقع.
40- نفس الموقع.
41- نفس الموقع.
42- نفس الموقع.
43- الشارف (عبد الله)، الإثنولوجيون الرحالة في مغرب القرن 19 الميلادي.
-www.charef.net
44- نفس الموقع.
45- نفس الموقع.
46- ريفي (دانييل)، الطب الاستعماري أداة استبدادية متسامحة لمراقبة السكان، تعريب عزوز هيشور وعبد القادر مومن، مجلة الأمل، مطبعة النجاح، الجديدة، د.ط، 1995، العدد 6، ص 108.
47- الوجاني، الطب ...، مو.س.
48- نفس الموقع.
49- نفس الموقع
50- نفس الموقع
51- نفس الموقع
52- نفس الموقع.
53- الخديمي (علال)، المغرب في مواجهة التحديات الخارجية 1851-1947: دراسات في تاريخ العلاقات الدولية، إفريقيا الشرق، المغرب، د.ط، 2006، ص 88.
54- ابن زيدان (مولاي عبد الرحمن)، إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس، تحقيق عبد الهادي التازي، مطبعة إديال، الدار البيضاء، ط 2، 1990م، ج1، صص 415-416.
55- الوجاني، الطب...، مو.س.
56- الخديمي، المغرب...، م.س، ص 88.
57- الوجاني، الطب...، مو.س.
58- نفس الموقع.
59- نفس الموقع.
60- نفس الموقع.
61- نفس الموقع.
62- ريفي، الطب ...، م.س، ص 108.
63- نفس المرجع والصفحة.
64- نفسه، ص 115.
65- نفس المرجع والصفحة
66- نفس المرجع والصفحة.
---------------------------------------------------------------
لائحة المصادر والمراجع:
1. ابن زيدان (مولاي عبد الرحمن)، إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس، تحقيق عبد الهادي التازي، مطبعة إديال، الدار البيضاء، ط 2، 1990م، ج1.
2. ابن عسكر (محمد الشفشاوني)، دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر، تحقيق محمد حجي وأحمد توفيق، دار الغرب الإسلامي، ط 2، 2008، ج2.
3. استيتو (محمد)، الفقر والفقراء في مغرب القرنين 16ـ 17م، مؤسسة النخلة للكتاب، وجدة، ط1، 2004.
4. أومليل (علي)، إجازة طبيب بفاس سنة 1822، جمعية تاريخ المغرب، المركز الجامعي للبحث العلمي، الرباط، العدد 3، 1971.
5. بنعبد الله (عبد العزيز)، كيف تطور الطب والصيدلة في المغرب، مجلة التاريخ العربي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، د.ط، 2003م، العدد 27.
6. الخديمي (علال)، المغرب في مواجهة التحديات الخارجية 1851-1947: دراسات في تاريخ العلاقات الدولية، إفريقيا الشرق، المغرب، د.ط، 2006.
7. ريفي (دانييل)، الطب الاستعماري أداة استبدادية متسامحة لمراقبة السكان، تعريب عزوز هيشور وعبد القادر مومن، مجلة الأمل، مطبعة النجاح، الجديدة، د.ط، 1995، العدد 6.
8. السملالي (ابن إبراهيم العباس)، الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، مراجعة عبد الواهب بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، ط 2، 1993، ج 9.
9. الغساني (أبو القاسم بن محمد بن ابراهيم)، حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار، تحقيق محمد العربي الخطابي، دار الغرب الإسلامي، ط 2، 1990.
10. كنون (عبد الله)، النبوغ المغربي في الأدب العربي، قراءة وتعليق عبد السلام الهراس، ط 2، د.ت، ج 1.
11. كنون (عبد الله)، النبوغ المغربي في الأدب العربي، قراءة وتعليق عبد السلام الهراس، ط 2، د.ت، ج 1.
12. المختار السوسي (محمد)، رجالات العلم العربي في سوس من القرن الخامس الهجري إلى منتصف القرن الرابع عشر، هيأه للطبع والنشر عبد الوافي المختار السوسي، تطوان، ط 1، 1989.
13. المنوني (محمد)، النشاط العلمي بفاس خلال القرن 19هـ، مجلة المناهل، مطبعة فضالة، المحمدية، 1987، العدد 36.
14. http://www.aktab.ma.
15. العشاب (عبد الصمد) ، مساهمة علماء المغرب في ميدان الطب والتطبيب، مكتبة عبد الله كَنون، طنجة. www.attarikh.alarabi.ma
16. بامي (جمال)، جوانب من تاريخ المعرفة الطبية بالمغرب، ج8. http://www.oloum-omran.ma/Article.aspx?C=11595
17. الوجاني (سعيد)، الطب والامبريالية في المغرب. -www.sscraw.org.