لماذا أدعو شهرزاد بحروف من نور
إلى نوم أبدي في أهداب الحبور
إلى قراءة أوراد السرور
وتهددني بأصحاب القبور
بحساب البعث والنشور
***
الآ يرضيها أنني رميت عرض الحائط
كل الأعباء الموروثة وكل الأمجاد
وهدمت القلاع المحصنة بقيود الأجداد
لكي أسكر بشذى جذور الأبنوس
وأتغنى تحت ظلال أوراق الأبنوس
وأصلي فرضاً أوجبه عليّ حب النسيم
القادم من أمنيات شجرة الأبنوس
***
يا شجرة الأبنوس لا تغتري
بمن يسقيك من ينبوع التنزيل
ولا من يغويك بآيات الإنجيل
فالأرض تحتي تنبت عشباً أعرفه
ولا تعرفه رسالات التنزيل
لست من الشرق
حتى أهتز لغناء الترتيل
فصوت الطبل يناديني من وراء الأدغال
أعرف الطبل وشلالات الأنهار
وزئير الأسود حينما تغزو في ظلمة الليل العتيد
ما أجمل الأدغال
حينما تعانق في عنان السماء الأزهار
وتجري المياه تحت ظلالها ويهدأ روع الغزال
في ظلمة الليل العتيد
***
أراك تجري وراء الأدعياء
وتتحاشى معانقة الأنبياء
وهل قداسة الحب تأتي
إلاّ من خلال الأتقياء
لا، لن أرضى بالبكاء
ولن أدير ظهري للغناء
فهل يا ترى من دواء
لمن تجرّع سمّ العطاء
***
قلتِ إنكِ قد رهنتِ اللسان
وما أروعه من رهان
فقد لملمتُ جروح الطعان
وأيقنتُ أنني لستُ المهان
فقد وصلني رسول الحب
من خلال الرهان
وفي المنام رأيت مكاني
في سويداء المكان
وعلمت أن من وراء الرهان رهان
وان اللسان لم يفه إلاّ بما أوحاه الأقحوان.