حذرت مؤسسة أمريكية للأبحاث من أن تكنولوجيا الذكاء الصناعي الصينية وتطويرها قد تشكل تهديدا للتوازن الاقتصادي والعسكري للقوى العالمية.
واستشهد تقرير المؤسسة بأمثلة على كيفية استخدام الذكاء الصناعي في الأغراض العسكرية.
وكانت الصين قد أعلنت في يوليو/تموز الماضي عن خططها القومية لتطوير الذكاء الصناعي، ودعت إلى اللحاق بركب الولايات المتحدة.
وقال خبير تكنولوجي إن الانتقادات الموجهة قد تمثل "مبارزة" بين طرفين.
وقال تقرير صادر من مركز الأمن الأمريكي الجديد، الذراع البحثية للاستخبارات الأمريكية :"لم تعد الصين في مركز أقل تكنولوجيا بالنسبة للولايات المتحدة، بل أصبحت تنافس بحق ولديها القدرة على التفوق على الولايات المتحدة في مجال الذكاء الصناعي".
وأضاف التقرير، الذي استشهد بوثائق متاحة :"يستثمر الجيش الصيني في عدد من المشروعات ذات الصلة بالذكاء الصناعي، كما تتعاون معاهد بحثية تابعة للجيش الصيني مع قطاع الصناعات الدفاعية الصينية".
وقال :"يتوقع الجيش الصيني استخدام الذكاء الصناعي في تغيير أساسي لطبيعة الحروب".
قالت إلزا كانيا، المشرفة على التقرير، إن بعض مؤسسات البحث التابعة للجيش الصيني تتوقع "التفرد" في ميدان المعركة، حيث لا يستطيع العنصر البشري مواكبة سرعة القرارات التي تديرها الآلة خلال المعركة.
وتدعو سياسة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" حاليا إلى دور بشري في الخطوات الهجومية التي تنفذها الآلات، في حين تدرس الأمم المتحدة الدعوة إلى حظر استخدام الأسلحة المستقلة في ميدان المعركة.
وكتبت كانيا :"قد يستفيد الجيش الصيني من الذكاء الصناعي بطرق فريدة وربما غير متوقعة، قد تكون أقل تقييدا على الأرجح مقارنة بالمخاوف القانونية والأخلاقية في الفكر الأمريكي".
وقال نويل شاركي، رئيس حملة "أوقفوا الروبوت القاتل"، لبي بي سي إن اجتماعه مع مسؤولين صينيين أبرز عدم وجود رغبة في تطوير مثل هذه الأسلحة.
وأضاف :"يبدوا أنهم متخوفون مما يفعله الغرب، وأعربوا عن رغبتهم في منع مثل هذه الأسلحة، لذا قد يعتبر الوضع أشبه بمبارزة (بين طرفين)".
ويتفق شاركي مع القول بأن الصين قد تلحق بركب الغرب "في غضون خمس سنوات".
وقال :"يوجد الكثير من الطلاب الصينيين في مجال بحوث الذكاء الصناعي وفي شركات مثل بايدو وعلي بابا وتينسينت، وهي جميعا تقوم بأشياء مثيرة للاهتمام. كما تملك شركة بايدو أكثر من 60 منصة مختلفة للذكاء الصناعي واستثمرت مليار دولار فضلا عن شراء شركات غربية في مجال الذكاء الصناعي".
كما نبه إريك شميت، رئيس شركة "ألفابيت" الشركة الأم لغوغل، إلى إمكانيات الصين في الذكاء الصناعي. وقال خلال مؤتمر استضافته واشنطن أخيرا :"افترض أن تستمر قيادتنا خلال السنوات الخمس المقبلة، وسوف تلحق الصين بالركب بسرعة شديدة. لذا وخلال خمس سنوات سنكون على قدم المساواة، على الأرجح".
وأطلعت وكالة رويترز للأنباء على وثيقة غير معلنة من البنتاغون تحذر في وقت سابق من العام الجاري من تمكن شركات صينية من الإفلات من المراقبة الأمريكية، فضلا عن توصلها إلى تكنولوجيا أمريكية حساسة في مجال الذكاء الصناعي يمكن أن يكون لها تطبيقات عسكرية.
كما أشار تقرير حديث من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى نمو القوة التكنولوجية الصينية.
وقال التقرير إن عدد براءات الاختراع المسجلة في تكنولوجيات الذكاء الصناعي في أبرز خمسة مكاتب لحقوق الملكية الفكرية سجلت زيادة بنحو 6 في المئة سنويا في المتوسط خلال الفترة من 2010 إلى 2015، تتصدرها اليابان.
وتسهم اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة معا بما يزيد على 62 في المئة من طلبات تسجيل براءات الاختراع ذات الصلة بالذكاء الصناعي، غير أن طلبات التسجيل من جانب تقديم الصين وتايوان تزيد زيادة كبيرة.