ما ذنبها ؟
غلّفتموها كما شئتم
في تخاريفكم
جمّدتموها في أصقاعكم
هل تقتنى كالناقة في عكاظ؟
قد تنتهي أحلامها في سواد
ـ هل حبل الشيطان هي؟
أم وثنية الاعتقاد إن قاومت
مزماركم يغتال بُعد الحياة...
في موجكم سوط الحداد
ترمون بالغربال شعر القمر.
تخفون بالأجراس قوس الوتر.
عمتم رفاتا في رقاد
جرّمتم الضفائر والعناد
لا تحاصروها بالعويل
تسكب عطرها لنبوؤاتكم
تمرّغت في الرماد
دانت لكم في خوفها صاغرة
نبض نخوتها اندثر
عبّ الشهوة واندثر
مدلولة في ثوبها كالفاجرة
مشدودة في شعرها كالشياه
مركونة في إرثها
ليست وقودا في حمى حربكم
ليست جدورا في قواميسكم
سيّدتي ، لا تعبُدي سيّدا
يفتي بأنّ الفرحة عورة
سالت من الرذيلة قطرة.
ينفي صهيل الفطرة
يكسر العقارب والنظرة
والمرآة والعشرة
والتاريخ والعبرة
يا آنسة،يا فارسة
لا تلطمي كالخاسرة قسمتك
ما نقصت من عرشك زينتك
أنت التداوي
في خيوط العسل
أنت التلاقي في صروح الأمل
أنت التباكي في قيود الغزل
أرفلي في ثوبك يا صوان الحياة
بيننا وبينهم ما بين شمس وزحل
بوركت يا معراج أرواحنا
أسلمت يا إسراء أسرارنا
من قيد رهط
حاكموا شهرزاد
باعوا خطايا الوردة في مزاد
استعملوا ألفاظك معجما
استأجروا آياتك ملعبا
عاتوا خرابا كالجراد
ينصبون المقصلات
أتحفونا بالكساد
في أرضنا كنت السماد
في سقفنا أنت العماد
نبع السطور والمداد
لون الصقور والزناد
أشعلت حقلنا رقصا بعد الحصاد
في حربنا أنت العناد
اخترت أقفال التوابيث
لففت رايات الجهاد
أنت زوايا مربَطٍ
في كفّك آثار حرب الثغور.
من شعرك حبلٌ حمى قرطاج
سلّمت أنصالا لقرصان المحيط
زخرفت بالأصداف شكل الرتاج
والآخرون في الخيام
يحصون النعاج
أنت الخصوبة، والشتاء
عصرت زيت السراج
أنت المقامات الثائرة
شهْدُ الغيوم فوق أفراحنا
حضن الهموم وقت أتراحنا
أنت العذوبة ، والضياء
لا قيد يأتي من ظلام
حاصدًا أنغامكِ
قاتلا أفضالك،
كاسرا أقلامك
لاعنـا أقدارك
ناحبا في عرسك
في مولد الأنثى
بدايات الكلام.