ليست قصة أن تستيقظ فى الصباح، تنزل من فوق سريرك، تغمر السعادة روحك، لتتجه إلى الحمام، تقف تحت الماء الساخن لتغسل أحلام الليل وتعيد ترطيب شفتيك، تعد كوبا من الشاى، ثم ترتدى ملابسك التى اختارتها هى وجهزتها، وتترك قبلة صغيرة على وجهها البرئ البشوش -لا تكفى لطرد الأحلام الساكنة فى عينيها- قبل أن تغادر المسكن لتذهب إلى العمل... تستمر فى عملك حتى انتهاء ميعاد العمل الرسمى وتسرع عائدا إليها.
ولن تصبح قصة إن اختلقتَ فى بداية اليوم، أو منتصفه أو حتى نهايته ودخلت في شجار مع سائق العربة، أو المدير أو رجل عادى فى الشارع لأى سبب من الأسباب فى محاولة منك لتحريك الأحداث أو خلق تشويق "صاصبنس" وتنتظر فارغ الصبر العودة إلى البيت لكى تغسل أثار حادثتك وأنت فى حضنها تحكي وتحكي.
ولن تعتبر قصة لو تبدلت الأحداث والمشاعر فاستيقظت غاضبا مكفهر الوجه لسبب لم تعلمه ولكنك التزمت بترتيب الأحداث السابقة، حتى تركك القبلة على وجهها – والتي كنت تتمنى أن تطرد أحلام الليل عن عينيها لعلها ترمي لك بكلمة- والذهاب والعودة.
لكن الأمر كله يتحول فجأة إلى قصة يتداولها الأهل والأصدقاء حين تبحث يوما ما عن وجهها لتترك القبلة، تلك القبلة التي تشبه باب البيت بالنسبة لك، مفتاح يوم بالنسبة لك، فلا تجدها على سريرك، فتتركها على المخدة الباردة لعلها تعود يوما ما فتجدها مازالت طازجة تصلح لملامسة هذا الوجه البريء البشوش.