لما انزعج الجيران من صوت الأغاني الفرنسية التي تعلو منزلي كل ليلة ،اشتكوا بي عند شرطة الحي ،السيدة الصغيرة تبالغ في رفع المذياع على القناة الفرنسية كل مساء.
ينظر المخبر الوسيم الي ويكمل تجواله في أرجاء شقة.
المخبر :وما سبب كل هذا الازعاج ؟!،
انظر اليه بغرابة من يتكلم دون منطق ،
انا: وهل أدعهم يسمعون الصراخ في كل مرة، (اردد همسا) ،
المخبر :دولاب ملابس أنيق (يردد بصوت هادئ) ،ثم يفتح الدولاب ،ماذا تفعل بذل رجالية في دولاب سيدة وحيدة ؟ الا ان كانت عاهرة بامتياز! .
انا :أضحك بقهقهة ،إنهم عشاقي يا سيدي المخبر ،الذين اختفوا من على وجه الأرض، ولم يتركوا الا مخلفاتهم ،أحذية جميلة ،بذل انيقة ،ساعات فاخرة ،مذكرات شخصية مكتوبة بخط اليد ،علب سجائر، ولاعات ، أقلام فضية ،يجب أن يكون العشيق أنيقا ،والا لن يقبل في التجربة .
المخبر :أي تجربة تقصدين ؟؟.
أنا :تجربة الاختفاء والانصهار داخل شقة السيدة الجميلة ،كلهم يأتون لنفس السبب ،يجرهم حدسهم الذكوري الي ،بمنتهى الطواعية، حينما يخبرهم قلبهم أنني الانثى المثلى ،يبدؤون بالتخطيط والتودد والمراسلة ،والهدايا ،يقولون افضل ما لديهم من كلمات ،ينتقون أجود العطور، و يظهرون كل مفاتن الرجولة ، جسد فارع، لحية مهملة ،ابتسامة لطيفة ،ثم في ليلة مزهرة يأتون الي ، نضع الطعام سويا على المائدة ،نوقد الشموع ،نتبادل الاحاديث حول الموسيقى العالمية ،عن الفلسفة والدين، الرسم ،الممكن واللا ممكن ،عن الوجود ,نشعل الموسيقى المفضلة لكلينا ،ثم .....لا أحب الحديث عن أجسادهم الثقيلة ،التي تجر بصعوبة بالغة الى الحمام ، كما ان مهمة ازالة الدم عن الجدران والارضية مهمة صعبة للغاية على امراة ضئيلة الحجم مثلي ،ومع ذلك لا أترك أثرا ،ثم اعطر المكان وارتب البذل حسب تناسق اللون ،ثم ارفع المذياع على صوت أغنية حالمة ،وأشرب شاي المساء على الاريكة.
اتفضل الموسيقى الفرنسية يا مخبر ام الروك اند رول الامريكية ،ستكون الليلة ممتعة و سأضيف الى تشكيلتي زيا رسميا هذه المرة .