فتحْتُ أدْراجَ الرّياحِ دُْرْجا.. دُرْجا أفتّشُ عنْ بذْرةِ سلامٍ منْسيّةٍ ،أزْرعُها في تُرْبةِ الغد.. قلّبْتُ جُيوبَها وهي تُولْوِلُ أتلمّسُ بقايا سكينةٍ أو ذكرى إنْسانٍ.
تُولْوِلُ بإصرارٍ .. هي .
تقهْقِهُ باستهتارٍ هِيَ.. وأنا أتحسّسُ بأطْرافِ الرّجاء تضاريسَها عسايَ أقعُ على تلْك الأيْقونةِ السّحْريّةِ التي ستعيدُ للكوْنِ الوهَجَ والتّوازُنَ والاتزانَ وتزْرعَ الضياء ونسْغَ الإنْسانِ في الإنْسان.
زمْجرتْ ..
خبطتْ أجْنحَتَها كرخٍّ غاضبٍ .. أصرّتْ ..
تمسّكتْ بقوّةِ دَفْعِها الرُّباعيِّ...
أتزوّدُ منْ الثَّباتِ .. أنا.
أضيء الحروفَ شُموعًا تهْدي مساري .. ترْسُمُ خُطى صيْرورتي وتقاوِمُ النّفْخَ المتكرّرَ .. لا تنطفئ الشُّموعُ رغْم الرّيحِ..
كائنٌ متحوّلٌ .. أنا .. أجوبُ متاهةَ الظلامِ وصخورَ الصّمْتِ والعناد .. والرّيحُ تنفُثُ ألْسِنَةَ النّفْخِ تنّينًا هائجًا .. ترْتعشُ لُهّاباتُ الشّموعِ فَرَقًا.. تتلوّى .. تخٌفُتُ .. يُراوِدُها الفناءُ .. يَنوسُ ضياؤها.. تكادُ تغشاها غيبوبةُ الرّحيلِ ... تلْتقطُ أنْفاسها تقاوِمُ الوهَنَ .. تقيمُ أوَدَها منْ جديدٍ .. لتمتدَّ منارةً خضراءَ .. يشعُّ من مسامها نورٌ متعدّدُ الأطْيافِ والأبْعادِ.احْتضنَ كلّ الألْوانِ .... أقْبِضُ على اللحْظةِ ..أنا.فانوسُ علاء الدين بيميني والحُلْمُ القادمُ في شمالي.. ..فلا خوْفَ ولا تردّد..
بيْن نفْحةٍ وغفْوةٍ ...استكانتِ الريحُ..انْسابتْ رُخاءً..انطفأَ العنادُ..سكن الصدى ..أطلّ القمرُ منْ تلك النافذة المرْتجفةِ..نبض الضياءُ..امْتطى الحرْفُ صهْوةَ الهوى ينْسُجُ عباءات دفْء ٍ تسْتُرُ كلّ عراء يبني خياما رفيعةَ العماد تأوي الأرْواجحَ المهجّرة قصْرًا...
وكان الصفاءُ..بسَعَةِ الحُلْمِ ..بهديرِ العطاءِ..
تخْتالُ السكينةُ بيْن الدروبِ تلوّنُ كلّ الشّفاهِ بمذاقِ الفرجِ القِرْمزيِّ .. تنثُرُالسّماحَ حبّاتِ فرحِ وصدْقٍ حباّتٍ درّيّةَ السّرائر جزْلةَ العطاء...