دَعُوني أُهَدْهِدْ جُفوني
أَحِنُّ الْتِياعاً إلى النومِ بين الجداولْ
أَذوقُ الْتِحافَ الحُقولِ السَّنابِلْ
بلا رَهْبَةٍ من نُيُوبِ المناجلْ
دَعُوني أُذَلّلْ رِياحي
نَلُمُّ الْبساتينَ في حضنِ أُمّي
ولونَ النّدَى في الوُرودِ
فَلا أَمْنعُ النّحلَ منْ أٌقْحُواني
وَلا نقْرَ جائِلْ
دَعوني أُهادِنْ عُروقي
بِلا سكْرةٍ وارْتعاشاتِ أَيْدٍ
فلا أسمعُ الجُنْدَ أوْ صوتَ دَكٍّ
ولا كسْرَ عظمِ الـمَنازلْ
دعوني أُلمَلِمْ جِراحي
لِنَومِ العصافيرِ بعدَ اغْتِرابٍ
وعنْدَ الأغاني بِليلِ العَرائِسْ
فَلا خَوفَ منْ حَائِماتٍ
ولا سَهمِ قاتلْ
دَعُوني أُحَرّكْ شِراعي
لِطيرِ السُّنونُو ليِرْقَى الـهَواءَ
يعودَ الـهُوَيْنا يَجُوبَ السَّحابَا
فَلا رُعْبَ منْ لُجِّ بحرٍ
ولا صَعْقةٍ خَرَّ منها السَّفينُ
ولا مرْكِبٍ أوْ قِلاعِ السّلاسِلْ
دَعُوني أُزَمِّلْ ظُنُوني
فلا تَطْرُفُ العينُ من نَبْحِ عاوٍ
ولا قَنْصِ حاقِدْ
ولا طرْقِ فَجرٍ بِكسْرِ الرِّتاجِ
ولا رَصْدِ صَائِلْ
دَعوني أُجَلّلْ سُهُولي
بصخرٍ وقمحٍ وثدْيِ الدَّوالي
وأَسْرَحْ على حُلمِ طائرْ
فلا يَنْمَصُ الزّغْبَ ريحٌ
ولا يُفزِعُ الفرْخَ كاسِرْ
وفي العُشِّ غافِلْ
دَعوني أُجَفِّفْ مناديلَ أمي
وأمسحْ دُموعاً على خدِّها قدْ دَعانى
إلى الجرحِ في خصْرها والبَواكي
لِتُرْوَى جُذورٌ لنجمٍ حَباني
بِلا رِعْدَةٍ من أزيزِ القنابلْ
دعوني أُحاوِرْ غُصوناً بلَوْزي
لِتسعَى على مهْلِها في اخضرارٍ
ولا تتْرُكوها على زَفْرةٍ واختصامٍ
لشِقٍّ على صدرها باتَ يَرْتعْ
فشاطَتْ عليها حُروبُ القبائلْ
دَعوني أَذُبُّ اللّيَالي بقلبي
لكي لا أُقاسي نِياحاً ولا دمعَ ثَكْلَى
ولا أُغنياتٍ على جُرحِ صَحْبي
ولا ضحكَ خابلْ
وإنْ نِمْتُ لا تُوقِظوني
فإنْ طالَ نومي فلا تَنْظِروني
ومن تُرْبِ أرضي فغَطّوا دِمائي
وشالٍ لأمّي وشَجْوِ البلابلْ
وبُلّوا عظامي بزيتِ المشاعلْ
فلا تذْرُفوا دمعَ أمي
ولا ملحَ بحرٍ يُقاتلْ
دَعوني أُهَرِّبْ أَنِيني
إلى الشمسِ والفجرُ يغْزِلْ
فعُشبي على أرضهِ صارَ ينْأَى
يُداري انتِشارَ المغيبِ
فَنَزْفي عَبيطٌ وجُرْحي رُخامٌ
وطفلي يُسائلْ