يَا أنا
لَا تَسْألني
مَنْ أنا
وعَنْ تَيْهي في دُرُوب الزمان
أنا الحَاضِر الغَائِب
طَافِيا
فوق زَبَد شَطّ البُحُور الطِّوَال
أَبْحث عَنِّي
عَنْ ذَاك الّذي خَسَف
بِبُروق عُيون جِيَاعأَمَّا أَنْتِ
يَا حُسْنَ مَآلِ
فارْتَدي قَمِيص النَّوم
وحَلِّقي في دُجَى الليل
وسأل أجنحة أَسْخم السَّحاب
تُخبرك عنِّي
وعن أحوال الأيام القحال
جَنَيْت
على نفسي
على ظِلّ عُمر
ما أحد
جَنَى عليهما غَيْري
في حسن الاختيار
لا تقولي هي الأقدار
بل
عَمِيت العينان والبصر
ساعدتهم ظلمة الليل
وغياب ضوء القمر
اليوم
بين مُفْترق الطرق
جالس أنا
على ظلي
متوجسا
من ارتدادات
هَزّات اليوم والأمس
غَضَا نهار القلب
ونَضُبَتْ أنهاره
حاملا
بين الأضلع قِرْبَة جوفاء.