مشت حبلى
بكلّ شوارع الغرباء ، والمُدُن ِ
بكاها ضاحك الزمن ِ !!
مشت والدمع ملء العين ِ ، والصمت ُ
يقهقه ُ حولها الموت ُ
رثاها التيه لو يرثي !!
فلم يُعرف لها بلدٌ ، ولا بيت ُ !!
وليس هناك إلّا كبوة النور ِ
وتدوير الأعاصير ِ !!
مشت حبلى من الزمكان حتى في المنامات ِ !!
وفي قلب الجحيم هوت
ملايين الفراشات ِ !!
فأينك أيّها الآتي ؟
أفي غيبوبة ٍ مازلت ،
أم مازلت مرتقصاً على البحرِ ؟؟
فإنّ الأرض مظلمة ٌ
وإنّ صباحها المشلول لا يقوى على الضوء ِ !!
وذي فردوسة الموتى
بها يتضخّم الليل ُ !!
بها تتجوّل الخيبات من باب ٍ إلى بابٍ
بها يتلاقح ُ الويل ُ !!
ويشهد هدهد ُ العصر ِ
بأنْ ( عشتار ) قد ماتت !!
فلا شعرٌ ، ولا فنٌّ ،
ولا عشقٌ ، ولا كأسٌ ، ولا نغم ُ
فقط يعوي هنا العدم ُ !!!
ويشهد هدهد ُ العصر ِ
على طاحونة القهر ِ
على نفي ِ الطفولة من مدائنها إلى القفر ِ !!
على الفوضى ، على كسر القوانين ِ
وتشريد الملايين ِ !!
على دمويّة الإنسان
في كلّ الأحايين ِ !!
**
بغداد / الشاعر أبو يوسف المنشد