ندوة في موضوع النص التاريخي: البلاغة والسرد والمعرفة ـ 12 و 13 أبريل 2016
تنظم فرق البلاغة وتحليل الخطاب بتعاون مع شعبة الدراسات العربية بكلية الآداب بتطوان ومختبر السرديات بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء ندوة علمية في موضوع : "النص التاريخي : البلاغة والسرد والمعرفة " تكريما للدكتور حميد لحمداني ، وذلك يومي 12 و13 أبريل 2016 بقاعة د/ محمد الكتاني بكلية الآداب تطوان .
البرنامج:
يوم الثلاثاء 12أبريل 2016
الجلسة الافتتاحية (من 10 إلى 11) رئيس الجلسة: عبد العزيز الحلوى
كلمات:السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان ورئيس شعبة الدراسات العربية ورئيس مختبر السرديات ورئيس فرقة البلاغة وتحليل الخطاب ـوالمحتفى به الدكتور حميد لحمداني.
استراحة (من 11 إلى 11و30)
الجلسة الأولى (11و30 إلى 13و30) رئيس الجلسة شعيب حليفي
ــــ الأمين المؤدب: النص التاريخي بين البلاغة واﻹبلاغ
ــــ اسماعيل يوسف: النص التاريخي وبلاغة الاعتبار
ــــ جعفر بلحاج السلمي: التخييل الأدبي في الكتابة التاريخية المغربية من المبالغة إلى خرق العادة.
ــــ نزار التجديتي: فتح الأندلس- الواقعة والرواية.
ــــ عبد العزيز الحلوي: معركة عمورية بين الخطاب التاريخي وبائية أبي تمام.
ــــ جمال الدين بنحيون: النظرية والهوية والتاريخ: مقدمة حول مسألة استهلاك النظريات.
ــــ مقررة الجلسة: لمياء الزواوي.
المناقشة (13و30 إلى 14و30)
يوم الأربعاء 13أبريل 2016
الجلسة الثانية: (10 إلى 11و 40) رئيس الجلسة : الإمام العزوزي
ــــ بوشعيب الساوري: بلاغة التاريخ عند هيدن وايت.
ــــ سعيد جبار: سرد السير ذاتي بين التاريخ والتخييل " قراءة في نماذج.
ــــ هشام مشبال: السردي والتاريخي في نص الإمتاع والمؤانسة.
ــــ حليمة وازيدي: بلاغة التوثيق والتخييل في سيرة ابن خلدون.
ــــ محمد البقالي:بلاغة التاريخ في الخطاب المنقبي، كتاب "المرقي في بعض مناقب القطب ــــ سيدي محمد الشرقي" للشيخ عبد الخالق العروسي.
ــــ مقرر الجلسة: محمد أفيلال
الجلسة الثالثة (11و45 إلى 13) رئيس الجلسة عبد الإله الكنفاوي
ــــ مصطفى الورياغلي: . سلطة السرد بين تخييل التاريخ وتأريخ التخييل
ــــ يحيى بن الوليد: السرد والاستعمار... تشابك التخييل والتحقيق.
ــــ الحسين بنو هاشم: في بلاغة الخطاب التاريخي.
ــــ محمد اليملاحي : بلاغة النص التاريخي: نموذج من التاريخ المغربي المعاصر.
ــــ مقرر الجلسة: عبد الله بنيزو
(المناقشة من 13 إلى 14)
كلمة الاختتام احتفالا بالدكتور حميد لحمداني
أرضية الندوة
ساد الاعتقاد، عند المؤرخين الوضعيين في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، بأن النصّ التاريخي خطاب علميّ يحلل الأحداث ويمحص الوقائع ويدرس الروايات من منظور منهجي سببي محايد. ولذلك عُدّ التاريخ علما، وأخرج المؤرخ من دائرتي الأدب والبلاغة، وصارت لغة التأريخ تكاد تتعارض واللغة الأدبية.
وعندما تجدد الدرس المنهجي ابتداء من السبعينيات من القرن الماضي، كان التاريخ من بين أجناس النصوص والخطابات التي طالها النظر والتحليل من لدن السيميائيين والتأويليين والمحللين النفسانيين والبلاغيين الحجاجيين والمؤرخين، فتجددت على إثر ذلك قراءة النص التاريخي باعتباره كتابة تستعير أشكالا أدبية وبلاغية تقوم على التمثيل والوجوه الأسلوبية والسرد، على نحو ما تقوم على مسلمات شبيهة بالحقيقة وعلى استثمار الرأي المشترك.
وكان رولان بارت من أوائل هؤلاء الباحثين الذين أبرزوا الطابع الأدبي للتدوين التاريخي عند أحد كبار المؤرخين الفرنسيين ميشليه بقلمه (1954). ثم تبعه ميشيل دو صرطو الذي أوضح البنية التخييلية التي ترتكز عليها صناعة التاريخ في مؤلفه الشهير كتابة التاريخ (1975). وقد تبعهما في هذا المنحى عدد من الباحثين الأوروبيين، نذكر منهم زعيم جمالية التلقي ياوس الذي خصص أبحاثه التأويلية الأخيرة لدراسة العلاقة المتينة بين التمثيل التاريخي والتخييل الأدبي في النص التاريخي. كما عمل جيل ديكليرك (1992)على تحليل نماذج من النصوص التاريخية في ضوء النظرية البلاغية مبينا أن النص التاريخي أثبت انتماءه في العصرين القديم والكلاسيكي إلى امبراطورية البلاغة، وحتى عندما استقل علم التاريخ بأدواته المنهجية في العصر الحديث مبتعدا عن الأدب والبلاغة، فإن تحليل النصوص التاريخية يثبت أن البعدين البلاغي والأدبي حاضران فيها.
وكان من شأن هذه الأبحاث أن تعيد إلى الأذهان ارتباط التاريخ الشديد بفنون الأدب، وانتماء الخطاب التاريخي إلى صناعة البلاغة، وارتكاز التدوين التأريخي على فن العبارة، رغم استمرار بعض الدارسين الغربيين إلى وقت غير بعيد في نعت التأليف التاريخي بالبلاغة المغالطة أو السوفسطائية.
أما في الدرس العربي القديم، فإن العلاقة بين علم التاريخ (أو الأخبار) والأدب قديمة، حيث إن نشأة السيرة النبوية لابن إسحاق التي تعد من أقدم النصوص النثرية العربية بعد القرآن والحديث تمت في أحضان الأدب العربي الذي جدّد لغته وهذب أساليبه الأخباريون. ولذلك قال الجاحظ في حق هؤلاء كلمة قلما يقف عندها الباحثون اليوم : «ورأيتُ عامتهم [أي رواة الأخبار]، فقد طالت مشاهدتي لهم، وهم لا يقفون إلا على الألفاظ المتخيّرة، والمعاني المنتخبة، والمخارج السهلة، والديباجة الكريمة، وعلى الطبع المتمكن، وعلى السّبك الجيد، وعلى كل كلام له ماء ورونق.» (عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، ص 251).
إلاّ أن الدرس البلاغي العربي المعاصر لم يستفد كثيرا من إرهاصات البلاغة العربية القديمة حول النص التاريخي ولم يعمل على توفير أدوات تحليله وقراءته، بل ظل متفرجا مقصيا عما يجري من تطوير وتحديث في هذا المجال منذ وقت طويل بالغرب، وكان عاجزا عن الإحاطة بهذا الفن القديم وربط أواصره بباقي فنون الأدب والنقد والبلاغة العربية.
ومن هنا تكمن أهمية موضوع هذه الندوة التي تحاول استعادة الاهتمام المنسي بالنص التاريخي العربي من منظور بلاغي عربي رحب يوسع مجال التناول البلاغي ويراكم الأسئلة ويبلور المشاريع ويطور المنجزات.
انطلاقا من هذا وذاك، نقترح على المشاركين في الندوة عددا من المحاور الأساسية :
ـ بنية الخطاب التاريخي بين سلطة العلم ومقومات الجنس الأدبي قديما وحديثا.
ـ الركائز البلاغية لبناء النص التاريخي باعتباره كتابة أدبية وتدوينا فنيا للأحداث والوقائع والروايات والشهادات المختلفة.
ـ صناعة النص التاريخي بين آليات المنهج العلمي وخصائص البلاغة الحجاجية.
ـ تقاطع جنس التاريخ مع عدد من الأجناس الأدبية مثل السيرة الذاتية، والترجمة، والفهرسة، والمذكرات، والرحلة، والنقد، الخ.
ـ مدى مساهمة البلاغة في اكتشاف البعدين الأدبي والحجاجي للخطاب التاريخي، ودورها المحتمل في تطويع أدوات تحليله وقراءته باعتباره جنسا خَطابيا أو نوعا أدبيا.
ـ آفاق الدرس البلاغي للنصّ التاريخي العربي القديم والحديث في المغرب والعالم العربي.
-البعد البلاغي الحجاجي في النص التاريخي.
من أحدث منشورات أنفاس
- صدور الكتاب الأول من موسوعة الجنسانية العربية والإسلامية قديما وحديثا
- "سبارتاكوس" : كتاب تاريخي عن العبد الذي تحدّى روما ـ مترجم من الإيطالية
- نظرات متقاطعة بين المغرب وألمانيا ـ رضوان ضاوي
- صدور كتاب الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغربية (1942 – 2015)
- صدور رواية "ذاكرة النرجس" للكاتب المغربي رشيد الهاشمي