لا يهم
فأنا مثلك يا سيدي
سأختار وسامي وحرفي
وأشق طريقي حيث أشاء ، وأتربع
فوق نجمي العالي ، وعلى سعفي
أو أغفو داخل شرنقة زمان ضعفي
لا آبه لنفسي ولا لأحد
فأنا لا أشبهك
لا عرش لي ولا ألقاب
ولا سقفا من سعف ولا أنخاب
إلا غرقا في وحل السحاب
***
وأنا مثلك يا سيدي
سأفتح ستائري
وأنشر على الهواء قصائدي
مرصعة بأسماء عتقائي وحرائري
وأسترخي على شرفتي العالية
وأرمي كعادتك دوما
على رؤوس الأشهاد جرائري
فأنا لا أشبهك
حين لا تبالي بالمسيجين على الرصيف
ومن يحشدون أصواتهم بلا ملل
ويطمعون بلا كلل
***
وأنا مثلك يا سيدي
أحب حريتي
وأحب روح الحياة وهمسها اللطيف
كعطر امرأة طيبة الأهواء
مثل الفراشة تتهادى بحسها الخفيف
ولا تأبه مثلي أبدا
أن يمسها حريق أو شبح كفيف
فأنا لا أشبهك
لا ريح تسبقني ولا زوابع
ولا عرمرما من قطيع
ولا أطلال ولا ظلال ولا توابع
***
وأنا مثلك يا سيدي
أحب غابات السنديان والمطر
وأن أرسل مثل الريح حرفي ولغتي
وآكل تفاحتي
بلا وجل ، ناضجة ولا ضجر
وفنجاني أحتسيه على مهل
كبسمة عذراء داعبت أشرعتي
وأنا لا أشبهك
حين تبيع الدخان لنحل البراري
وحين تملأ الأرض شهدا
وعسلا لمن يلعق كفك العاري
***
وأنا مثلك يا سيدي
أحب قوت الدوالي والعوالي
وأجني لأولادي سفرجلة وحبة خردلة
والزيت والماء والزعتر
سائغا بلا وجع
وأرسم لهم غضبي على الدفتر
حرفا ضاريا لا يقهر
فأنا لا أشبهك يا سيدي
ولن أشبهك
وإن دخلت الدواوين كلها من بابها الواسع
فلن أنحني
ولن أبايع