وجئت بعد انتظار لم يطل، فغنوا ورقصوا وزغردوا...
اهلا بالقادم من عدن، هيا انفض عنك نعيم الجنان، واركب زورقك الورقي، فليس في وسعهم الا ان يفرحوا بك، وليس في ملكهم الا ان يزودوك جبنا وصبرا.
اعطوك اسما ثم انتظروا حتى اذا قمت ؛علقوا بظهرك صندوقا، وقالوا لك : تعلم لتكون واحدا منا.
ولما استوى لحمك وعظمك على نار هادئة حملوك الصخرة، فحملتها تارة على ظهرك تارة على صدرك وتارة أخرى بين يديك..
وحين صرت أثقل منها بستين سنة، قالوا لك اقعد، فقعدت.
وجاء حفيدك الذي تعود ان ينظر الى تحت ؛ يحمل بين يديه صندوقا ليس كصندوقك ؛ به لونان : اسود وبني وشيء للمسح.
أخذت منه الصندوق وكسرته، فنظر الى فوق ثم نط فرحا وجرى، ولما عاد ليلاعبك كانت ورقتك قد اصفرت ..
مصطفى طاهري علوي