هرولت مسرعا ومن فراش نومي الى مفوضية الشرطة , رغم أن الساعة تجاوزت منتصف الليل , لكن الطارئ الذي حدث في منامي أرغمني على الهرولة الى هناك!
وجدتني أمام شرطي نائم ملقي بجسده ذو البناء العشوائي على الأرض مباشرة أمام المفوضية ويغط في نوم ثقيل , دلفت ومباشرة أمرت قدمي بالتوجه الى درج البناية لأجدني واياها في غرفة مضاءة من مجموعة مغلقة , ودون أن أشتم رائحة كائن بشري هناك. ولأجلس على كرسي هو كل ما هنالك!
وشرعت أصرخ وبصوت رخيم ورومانسي: لقد سرقوا الشمس! أعجبني هذا الموال وأعدت : لقد سرقوا الشمس!
أحسست بثقل على كتفي , وبيدين بحجم جبل تجثمان علي , وبرعشة تغمر كل جسدي وصوت جهوري يستفسر أي شمس؟
_ قلت: الشمس التي خلق الله!
لكن اليدين توزعتا , واحدة ربتت على كتفي وأخرى التفت حول رقبتي , و بالصوت يهدأ من روعي وبلطف لا تخف ستعود الشمس؟!!!!
بعدها ما عدت أذكر الا أن تيار الكهرباء في جسدي انقطع , ولاستيقظ صباحا مهشما كلوحة زجاج سقطت من اعلى, بالكاد بقيت بضع أضراس في فمي, ووجدتني ممددا وسابحا في بركة من دمي , وخشيت أن أكون تعرضت لإتلاف سلطوي , لكن حذاء أسود لمحته عينياي وصوتا يدغدغ - هنيئا لك - تمتصه أذناي بل وتحدث عن فشل محاولة قلب النظام باعترافي الخطير عن أسرار " عملية شمس" ورمى أمامي كتبا من حجم أربعمائة صفحة لتوقيعه.
كانت عينياي تختزنان بعض الطاقة وبما أنهما مدمنتا قراءة , وجدت حكيا بديعا وسردا عجيبا وأبطالا تم كنسهم من لا وعيي وصاروا خارقين , واذا بي أجنح بعيني لتحوي كل المكان لأرى الشخص بوضوح وعشرات المؤلفات , أيقنت أنها بدون مؤلفين , ووجدتها فرصة لا تعوض لنسب اكبر عدد لي وتوقيعه , وآنذاك فهمت أن الشرطة تتجشم عناء التأليف _وشكرتهم في خاطري_ ولهذا هم يجدون للبحث عن مؤلفين , بل ووجدت سبب عزوف الناس عن القراءة , أنه راجع لقلة المؤلفين, وحدثت نفسي : إنها فرصة لإيصال الأدب الى الشعب كي لا نصاب بداء قلة القراءة.
بعدها وجدتني أوضع في كيس بلاستيكي , ويرفعني جبابرة وخمنت أنه تكريم لشخصي العظيم , سمعت صوت أمي يستعطف من لا يسمع نداء العطف , أخبرتهم أني مصاب بانفصام الشخصية , ولكني والحالة تلك كنت سعيدا لأني اكتفشت ما لم يكتشفه نيوتن أن جاذبية الاحلام في العالم العربي تسقط في مخافر الشرطة وأن قانون الحلم موضوع بأمانة في تلك المخافر وما على الحالمين الا الاتصال بأقرب مخفر للشرطة؟!!!!
بعدها وجدتني أوضع في كيس بلاستيكي , ويرفعني جبابرة وخمنت أنه تكريم لشخصي العظيم , سمعت صوت أمي يستعطف من لا يسمع نداء العطف , أخبرتهم أني مصاب بانفصام الشخصية , ولكني والحالة تلك كنت سعيدا لأني اكتفشت ما لم يكتشفه نيوتن أن جاذبية الاحلام في العالم العربي تسقط في مخافر الشرطة وأن قانون الحلم موضوع بأمانة في تلك المخافر وما على الحالمين الا الاتصال بأقرب مخفر للشرطة؟!!!!