أنا كنت أرى وجهي في الطرف الآخر من سيجارتك ، وأنت في الطرف الآخر منها
حين كان لا يفصلنا عن بعضنا البعض سوى مسافة سيجارة ورشفة ماء أو قهوة أو شاي
وكم و حذرتك من التدخين ، ولم ولم تهتم بذلك
وكأن الزمان لم يمض، وكأنك لم ترحل وكأنني لم أتزوج غيرك وكأنك الآن أب لأطفالي الأربعة ...وكأننا لم ننه بعد قصة تلك السيجارة
ولم تغمس عقبها المتوهج في القليل من الماء أو لم تدهسها كقطة جرباء بأقدامك حتى انطفأت
وها أنا الآن أعود بمفردي لنفس الطريق
طريق الحرم الجامعي
لنفس المصير أخطو خطواتي المتعثرة أحاول أن أغير حياتي وان أعود من النقطة التي بدأت منها ....أن أقوم الأخطاء والاعوجاج وان أصحح الأوراق
وان أعود عذراء بشعر بني غامق لا أشقر
وان تعود كاملا لا بطرف مبتور
وان تكون الآن حيا لا ميتا
أحاول فقط أن انتزع عني هذا الجلد المهترئ كأفعى اناكوندا كبيرة تحاول أن تتجدد حتى النخاع
وارسم لي طريقا جديدا معبدا امشي فيه حافية عارية أن شئت ...اجر فيه كل السنوات الطويلة التي عشناها أحدنا على الأرض والآخر في مكان ما في السماء
لقد حاولت ،حاولت أن أتواجد مع الذكريات بمفردي
هكذا وجها لوجه
وكم حاولت أن أبحث عن رفيق درب ولو ليوم واحد فقط يوم كهذا اليوم أعود معه لنفس المكان منهكة ،مخمورة ،منتشية ...مترنحة لا أشعر بشيء
كي لا أشعر بالفقد وعدت يا رفيق بمفردي خاوية الوفاض ،تركت نسخة مصغرة مني بالمدرسة ...ملاك بريء يشبهني عندما كنت يوما ما بريئة
إنني أخطو وساورني شعور أنني أدوس على خطواتك القديمة وارى وجهك المبتسم لي يخرج من شقوق الجدران ...وآثار أصابعك على جذوع الشجر ونبرة صوتك أغنية لفيروز تتردد بأذني والضحكات المجنونة
لم يتغير شيء أبدا سوانا نحن
غيابك وبقائي أحاول أن انهض من جديد