مدخل إشكالي :
في إطار مواكبة المدرسة المغربية للمستجدات التكنولوجية الحديثة والرهان على عملية تحديث وتجويد المنتوج التربوي، في أفق اللحاق "بمجتمعات المعرفة"، انصب الاهتمام الرسمي على أهمية إدماج الآليات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال التربوي ضمن العملية التدريسية بما فيها تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا بالتعليم الثانوي التأهيلي بغية الاستفادة من كل ما تقدمه فضاءات الأنترنيت والمضمون الرقمي من منتوج تربوي رقمي محين ومتنوع، بإمكانه المساهمة في الارتقاء بتدريسية المادة شكلا ومضمونا...
ويكتسي هذا التجديد البيداغوجي – التكنلوجي حاليا أهميته من كونه يشكل أحد المداخل الأساس التي ينبني عليها إصلاح منظومة التربية والتكوين في سياقها العام، وتحديثا للمناهج الدراسية في أبعادها الشاملة، بهدف تجويد تدريسية المواد الدراسية بالمرحلة الثانوية التأهيلية، ومنها على الخصوص مادتي التاريخ والجغرافيا أملا في إعادة إحياء بريقهما ومكانتهما الوظيفية، ومسايرة منحى التطور المجتمعي بصفة عامة، واهتمامات الأجيال الحالية من المتعلمين المولعة بهذه التكنولوجيا الحديثة، وجعل آلياتها المعلوماتية في خدمة عمليتي التعليم والتعلم والارتقاء بمحتوى العرض التربوي...
وإذا كان هاجس "الإطار الماكرو - تكنلوجي" هو الأكثر حضورا لاستخدام وتوظيف هذه الآليات المعلوماتية الحديثة ضمن الخطاب الرسمي للوزارة الوصية على قطاع التربية والتكوين بالمغرب، فإن النقاش الحاد والمثير للجدل والمغيب ضمن صلب هذه المعادلة التحديثية، هو غياب التساؤلات ذات الطبيعة البيداغوجية والديداكتيكية حول الخطوات المهارية والمنهجية والمفاهيمية الأساس والكفيلة بحسن استعمال واستثمار هذه الآليات المعلوماتية الحديثة في العملية التدريسية. والقيمة المضافة التي يمكن لهذه الدعامات التكنلوجية الحديثة أن تحملها في أفق تجويد وتحديث تدريسية مادتي التاريخ والجغرافيا...
ضمن هذا المدخل السياقي، يحق لنا أن نتساءل حول دلالات ومكامن القيمة المضافة لهذه الآليات المعلوماتية الحديثة في تجويد تدريسية المادة؟ وهل فعلا تم التأصيل البيداغوجي- الديداكتيكي الأساس من أجل الاستثمار العقلاني لهذه الدعامات التكنولوجية الحديثة؟ أم أن الأمر يتعلق بموضة تحديثية هدفها الانفتاح على هذه الآليات أكثر من الاهتمام بتجويد تدريسية المادة؟
1- السياق البيداغوجي لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال : مسيرة التطور من الوسائل التعليمية الخاصة إلى الدعامات الديداكتيكية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة :
شكل إدماج آليات التكنولوجيا الحديثة ضمن تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا بالمرحلة التأهيلية هاجسا ظل حاضرا ضمن جل محطات إصلاح منهاج المادة منذ تعريبها. وضمن هذا المنحى التراكمي التصاعدي شهدت هذه العدة التكنولوجية تطورا ملحوظا على مستوى النوعية والكثافة، دون أن تواكبه إنجاز بحوث تربوية تستحضر تقييم هذه التجربة على مستوى الإطار العام كما وكيفا، وقوفا عند عتبة كيفية استثمارها البيداغوجي والديداكتيكي بهدف تسهيل عمليات بناء التعلمات وترسيخ المكتسبات المعرفية - المفاهيمية لدى المتعلمين، وتقويمها، وأثرها على تجويد تدريسية المادة بصفة عامة.
إن الملاحظة العامة من خلال هذا الجرد السياقي هي أن لكل لحظة إصلاح بيداغوجي، آلياته التكنولوجية الموازية لبقية الآليات الأخرى المستثمرة في بناء تدريسية مادتي التاريخ والجغرافيا :
*فقد أشارت كراسة "برامج الاجتماعيات في التعليم الثانوي" لسنة 1979، بشكل مقتضب إلى ضرورة تدعيم تدريسية المادة داخل الفصول الدراسية من خلال إدماج الوسائل الخاصة ومن ضمنها "آلات لعرض الصور"، مذكرة ببعض الإجراءات الكفيلة باستثمار ها بشكل عقلاني داخل الفصول الدراسية[1]...
* أما وثيقة "البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالمرحلتين الإعدادية والثانوية" الصادرة سنة 1988، فقد أفردت فصلا خاصا وهو الفصل الثالث للحديث عن الطرق والوسائل التعليمية[2] . فبعد تأكيد وظيفيتها في تدريس مادة الاجتماعيات، اعتبرتها هذه الكراسة أكثر من وسائل إيضاح، بل هي مكون أساسي لتنشيط عملية التواصل البيداغوجي داخل الفصول الدراسية، مؤثثة لمجموعة من المجالات والشروط الكفيلة بكيفية استثمارها في تدريسية المادة. ومشيرة إلى معايير تصنيفها بين الوسائل المستعلمة طيلة الحصة الدراسية (السبورة – الكتاب المدرسي...)، ثم الوسائل التعليمية التي تستعمل جاهزة بهدف الملاحظة والاستنتاج. مركزة أساسا على الصور الشفافة المعروضة بجهاز العرض العادي أو الأتوماتيكي، والأفلام التعليمية، ومعروضات جهاز المسلط العاكس[3]. ولم تغفل هذه الكراسة في نهاية المطاف الحديث عن بعض الخطوات المهارية الضرورية من أجل استثمار هذه الدعامات المعروضة ضمن هذه الوسائل من أجل اكتساب مهارة الاستنتاج...
*وفي نفس المنحى عززت وثيقة "البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالتعليم الثانوي" الصادرة سنة 1994. بتخصيصها للفصل الثالث من أجل مناولة "الوسائل التعليمية وطرق التدريس"[4] . معتبرة أن هذه الوسائل التعليمية هي مجموع الوسائط والأدوات البيداغوجية المستخدمة من طرف الأستاذ من أجل بلوغ الأهداف الإجرائية المرغوب فيها. وارتباطا بالعديد من المعايير ، ميزت هذه الكراسة بين جملة من أنواع هذه الوسائل التعليمية، مخصصة حيزا هاما للحديث عن "الوسائل التكنلوجية"، وفي مقدمتها المسلط العاكس، عاكس الصور أو المنظار، الأفلام التعليمية، والوسائل السمعية... واختتمت هذه الكراسة بالحديث عن شبكة الأهداف البيداغوجية والمزايا الديداكتيكية وشروط الاستثمار الإيجابي المرتبطة بهذه الوسائل منها دقة اختيار الوسيلة، وتخطيط استعمالها...[5].
*ونختتم محطة هذا السياق البيداغوجي بالحديث عن آخر وثيقة تربوية والمتعلقة "بالتوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم الثانوي التأهيلي، والصادرة في نونبر 2007، حيث أفردت "الفصل الخامس" لمناولة الدعامات الديداكتيكية[6]. فقد ركزت هذه الوثيقة على أهمية ومكانة هذه الدعامات الديداكتيكية في تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا ضمن إصلاح المنهاج الحالي للمادة والذي تؤثثه معادلتي المقاربة بالكفايات ونظام المجزوءات، الشيء الذي فرض تطوير أساليب الاستفادة من المعينات المألوفة والعمل على توظيف التكنلوجيا الحديثة للإعلام والاتصال من أجل تدليل الصعوبات التي يمكن أن تطرحها تنمية بعض الكفايات المتوخاة من المنهاج الجديد. وبجانب هذا أشارت هذه الوثيقة إلى ضرورة استحضار جملة من المبادئ العامة لكيفية استثمار هذه الدعامات (التدرج – التنويع – الإدماج – التكامل – الوظيفية...)، وبعض الشروط التقنية والبيداغوجية المعتمدتين في عملية الاستثمار . خاصة وأن بعض هذه الضوابط البيداغوجية الواردة بين دفتي هذه الوثيقة التربوية تتلامس وتتقاطع مع وظيفية الدعامات الديداكتيكية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة ومنها على الخصوص :
- التخطيط لاستعمال الدعامات ضمن الإعداد الشامل لمختلف مكونات المجزوءة.
- التعامل معها كأسس مادية تساعد المتعلم على إنتاج المعرفة وتنظيمها وذلك من خلال وضعيات تتيح له حرية المبادرة والتعلم الذاتي.
- تأطير الاستخدام والتحكم في مجرياته بأسئلة مركزة ومصاغة صياغة هادفة.
- التأكد من مدى تحقق الأهداف المتوخاة من استخدام الدعامة عن طريق التتبع والتطبيق.[7]
وفضلا عن الإشارة إلى الدعامات الديداكتيكية الشائعة الاستخدام وضوابط توظيفها (السبورة – الكتاب المدرسي...)، اهتمت هذه الوثيقة بالحديث عن الدعامات الديداكتيكية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة ومنها الأنترنيت والمضمون الرقمي وقيمتهما المضافة بالنسبة للمدرس والمتعلم على حد سواء [رغم أن كراسة التوجيهات التربوية ركزت حديثها عن الانترنيت متغافلة عن المضمون الرقمي]. إضافة إلى استعراض مختلف أجهزة العرض السمعية والبصرية وأنواع المعروضات ومنها جهاز التلفاز وأجهزة الفيديو والكمبيوتر والداتشاو... مدمجة بعض الشروط التقنية بالضوابط الديداكتيكية من أجل تفعيل استثمار متقاطع لجل الدعامات الديداكتيكية ومنها هذا النوع من الدعامات خصوصا، من خلال :
- التخطيط المسبق للاشتغال عليها بشكل مندمج مع بقية مكونات العملية التعليمية.
- إتباع الخطوات المنهجية المناسبة لتحقيق الهدف من العرض، مع فسح المجال للأنشطة التعلمية أكثر من الأنشطة التعليمية [8] .
عموما ظلت مناولة هذه الوثيقة التربوية في إطار حديثها عن الانترنيت والمضمون الرقمي، مناولة عامة وفضفاضة وتهم بالأساس فضاء الأنترنيت في غياب الحديث عن المضمون الرقمي، إضافة إلى تركيز الاهتمام على الجوانب التقنوية أكثر من الجوانب البيداغوجية والديداكتيكية الضرورية من أجل الرفع من فاعلية هذا الاستثمار. وهو ما جعل أغلب الممارسات التربوية داخل الفصول الدراسية تتمحور حول "المضمون الرقمي" خصيصا وعرضه باستخدام جهازي "الحاسوب والمسلاط /الداتشاو (DATA SHOW)" سواء جزئيا أو كليا في تدبير مفاصل العملية التعليمة – التعلمية. وبجانب هذا ظلت العديد من الإشكالات الأخرى مطروحة وبحدة ضمن هذه الوثيقة التربوية، ومنها بالخصوص ضرورة توضيح طبيعة علاقة دعامة "المضمون الرقمي" كدعامة تكنولوجية حديثة بباقي الدعامات الأخرى وخاصة الدعامات الشائعة الاستخدام منها وبالأساس "الكتاب المدرسي"، هل هي علاقة تكامل؟ أم علاقة تنافس وتنافر؟ أم علاقة تعويض؟ وما هي طبيعة الخطوات المهارية والمنهجية المناسبة لتحقيق الهدف من العرض الرقمي والتي تتحدث عنها كراسة التوجيهات التربوية بصيغة العامة والفضفاضة؟[9].
2- التعريف "بالمضمون الرقمي" كأحد أعمدة الدعامات الديداكتيكية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة :
قبل مناولة مفهوم "المضمون الرقمي" ودلالاته المعرفية والمصطلحية، لابد من الإشارة إلى أنه هناك ضبابية وتعدد كبير في المفاهيم المستخدمة حول المنتوج المرتبط بتكنولوجيا المعلومات والاتصال، فالبعض يتحدث عن "تكنولوجيا المعلومات والاتصال التربوي"(Tice)، والبعض الآخر يتحدث عن تكنولوجيا المعلومات والاتصال بصيغة عامة" (Tic)، كما أن البعض الآخر يتحدث عن الموارد الرقمية (Les ressourses numériques)، في الوقت الذي يتحدث آخرون عن "المنتوج الرقمي"(Le produit numérique)... وفي نفس السياق حاول "المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي" ضمن آخر إصدار له هذه السنة، التوفيق بالحديث المزدوج عن إنتاج المضامين والموارد التعليمية الرقمية معا، والحوامل الرقمية...[10]. وقد انتقلت عدوى هذه الضبابية والغموض لتجتاح جل أروقة الوزارة الوصية نفسها على قطاع التربية والتكوين بالمغرب، وتباين خطابات مديرياتها وأقسامها حول استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال التربوي، فعوضا عن وحدة في المفهوم والمصطلح نجد تنوعا وتعددا بل وتشرذما في استخدام المفاهيم المتداولة حول هذه التكنولوجيا، فإذا كانت البوابة الرقمية لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم (www.portailtice.ma)، وهي إحدى البوابات المهيكلة للموقع الإلكتروني للوزارة تتحدث عن "الموارد الرقمية" المستخدمة في العملية التعليمية – التعلمية بصيغتيها المزدوجة الموارد الرقمية الحرة والموارد الرقمية المحمية، فإن مديرية المناهج المنتمية لنفس الوزارة تتحدث عن مفهوم تقنوي آخر والتي حددته ضمن التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم الثانوي التأهيلي تحت اسم "المضمون الرقمي"(le contenus numérique)... وتفاديا لكل لبس أو غموض في الموضوع سأتحدث ضمن هذه المداخلة على مفهوم "المضمون الرقمي" باعتباره المفهوم الذي تم التأثيث له ضمن منهاج المادة وتم توثيقه ضمن كراسة التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بالتعليم الثانوي التأهيلي. فما المقصود بالمضمون الرقمي؟
المضمون الرقمي "هو دعامة ديداكتيكية مرتبطة باستثمار آليات تكنولوجيا المعلومات والاتصال التربوي، تختزل مجمل المنتوج التربوي الرقمي الذي يعمل المدرس على جمع شتاته من فضاء الأنترنيت وبالأساس من بعض المواقع الإلكترونية المهتمة تربويا بمادة "الاجتماعيات"، أو من بعض المواقع الإلكترونية الخاصة بالمؤسسات الحكومية و المنظمات الدولية... في أفق إغناء تدريسية وحدة دراسية معينة من وحدات منهاج المادة بمنتوج رقمي جد حديث ومتنوع ومحيين، أو اختزال مضمونها المعرفي – المفاهيمي من خلال توثيق الدعامات الديداكتيكية الأساس كالخرائط والمبيانات والصور والأشرطة الوثائقية... وتنميط كل منتوجها باستخدام تقنية الشرائح المحوسبة "Power Point" ،وعرض منتوجها الرقمي خلال حصة دراسية أو جزء منها باستخدام جهازي الحاسوب والمسلاط أو جهاز عرض البيانات/الداتشاو DATA SHOW ".
3- تدبير "المضمون الرقمي" ضمن الممارسة الفصلية : واقع الحال :
إن إدماج دعامة "المضمون الرقمي" ضمن تدريسية مادتي التاريخ والجغرافيا بالمرحلة التأهيلية، بالصيغة الحالية والذي يشكل الغطاء الأكثر طغيانا ضمن الممارسات التدريسية، يظل جزئيا ومحدودا على مستوى بعدي الزمان والمجال داخل الفصول الدراسية، نظرا للعديد من الاعتبارات المرتبطة سواء منها المتعلقة بالجوانب التقنوية (غياب القاعات المتخصصة – محدودية الأجهزة الإلكترونية...)، أو منها المتعلقة بالجوانب البشرية (قلة المدرسين الذين يحسنون استخدام أجهزة الحاسوب والمسلاط/الداتشاو – غياب التكوين المستمر للأطر التدريسية في هذا المجال...)، والصيغة الأكثر تعميما بالنسبة للفئة القليلة التي تستخدم هذه الدعامة هو اعتبارها "دعامة للإيضاح" أكثر من كونها "دعامة بنائية" تمكن المتعلمين من بناء واكتساب قيم المنتوج المعرفي - المفاهيمي، ومهارات البحث التعلمي، واستحضار مهارات التفكير النقدي، وتنمية الجوانب السيكولوجية في شخصية المتعلم والمرتبطة بالقيم والمواقف الإيجابية التي يمكن لمنهاج مادتي التاريخ والجغرافيا ترسيخها في سلوك وقيم المتعلمين.
عموما ينصب الهاجس التدبيري لإدماج دعامة "المضمون الرقمي" ضمن العملية التعليمية – التعلمية لدى غالبية الأساتذة المعتمدين على استدماج هذه الدعامة الحديثة. بدءا بعملية التخطيط وصولا إلى مرحلة التنفيذ داخل الفصول الدراسية على "المجهود التوثيقي" للدعامات الديداكتيكية التي يمكن أن يوفرها فضاء الأنترنيت، وتظل جل هذه الدعامات تهم الجوانب الكرافيكية بالأساس (الصور – الخرائط – الأشرطة الوثائقية...)، في غياب تام لمسارات البحث الرقمي المعمق والمحين في أفق إغناء مضمون هذه الدعامة الديداكتيكية بالوثائق المعرفية – المفاهيمية، والمعرفية - الكمية (نصوص تاريخية وجغرافية جديدة موثقة ومحينة – جداول ومبينات تتضمن إحصاءات حديثة ومحينة وذات مصداقية علمية...) في أفق مسايرة التحولات السريعة التي تشهدها دينامية المجال الجغرافي في عموميته أو خصوصيته، والتراكمات المتعددة الأبعاد التي تشهدها الدراسات التاريخية حول المجتمعات البشرية (تاريخ العقليات – تاريخ الاقتصاد الحديث...). وبالتالي فإن ما يقدم عموما ضمن "المضمون الرقمي" كأحد الدعامات الديداكتيكية الحديثة يظل هو تقديم المنتوج الجاهز والمتوفر من الوثائق، والذي يشكل الحد الأدنى والغالب المستهلك في غياب عمليات التنقيب الرقمي عن الأجود والأحسن والمحين، والقيام بعمليات الغربلة والتمييز والمقارنة، من خلال استحضار مسألة/هاجس احترام تدرجية معايير النقل الديداكتيكي الخارجي (من المعرفة العالمة إلى المعرفة المدرسية)، أو معايير النقل الديداكتيكي الداخلي (جودة تمرير المنتوج البيداجي من طرف المدرس في علاقته التواصلية مع المتعلمين)...
إن غياب أيام تكوينية للمدرسين، وغياب "الدليل البيداغوجي" الموازي والخاص بكيفية استثمار دعامات تكنلوجيا المعلومات والإتصال المرتبطة بمادتي التاريخ والجغرافيا... والذي من شأنه أن يؤصل للجوانب البيداغوجية والديداكتيكية الأساس والكفيلة بكيفية استثمار مضمون هذه الدعامة في أفق الارتقاء بالأداء التدبيري للمدرس وتحسين/تجويد العرض التربوي المقدم للمتعلم، يزيد من الغموض والضبابية حول أهمية إدماج هذه الدعامة وقيمتها المضافة في العملية التدريسة عامة، وخصوصا بالنسبة لمادتي التاريخ والجغرافيا، اللتان فقدتا بريقهما وجاذبيتهما المعرفية – والتكوينية، بسبب منافسة آليات جديدة وبحدة شديدة لمجالهما حيث أثرتا على مكانتهما المدرسية وبالأساس ما تقدمه القنوات الفضائية المتخصصة في القضايا الوثائقية، أو ما يقدمه فضاء الأنترنيب من تخمة معلوماتية معرفية وكمية ووثائقية... باستخدام أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية المركزة على فنية تقنية الصورة والصوت والحركة وتنويع المعلومة وتحيين أصولها وتقديمها في أشكال أكثر جاذبية...
عموما تظل الجوانب البيداغوجية - الديداكتيكية لكيفية إدماج "المضمون الرقمي" كدعامة ديداكتيكية حديثة داخل الفصول الدراسية في أفق إغناء تدبير العملية التعليمية – التعلمية وتجويد منتوجها التربوي، تعاني من فقر شديد وخاصة على المستويين المنهجي - الديداكتيكي، بسبب غياب كلي لعملية استحضار الأبعاد المرتبطة بالنقل الديداكتيكي الخارجي والداخلي، واقتصار عموم المدرسين في هذا الشأن على استدماج الدعامة المعنية (الخريطة – الصورة ...) كوثيقة "إيضاح"، من خلال تبني عملية القراءة الأفقية والأحادية للوثيقة المستشهد بها، والقفز مباشرة نحو محطة استخلاص المضمون المعرفي الذي تتضمنه، وهي محطات خطية ورتيبة تختزل استثمار جل الدعامات وأبعادها المتنوعة في خطوتين متتاليتين هما خطوتي القراءة – الخلاصة وهو ما يؤثر على جودة المنتوج التربوي الرقمي ويحدث شرخا ديداكتيكيا عميقا يحول دون احترام تراتبية خطوات المقاربة الديداكتيكية المتعمدة في تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا. كما أنه يطرح أكثر من علامة استفهام حول البعد العميق أو القيمة المضافة من إدماج هذه الدعامة الإلكترونية في العملية التدريسية ويجعل هذه العملية في عمومها تدور في فلك "الإلقاء الإلكتروني". وهو منحى يتعارض كليا مع المقاربة الديداكتيكية المعتمدة في بناء التعلمات المنتظرة من مادتي التاريخ والجغرافيا، وتحقيقا لكافة الكفايات المنتظرة من منهاج المادتين، وخاصة تبيان أثر الكفايات التكنلوجية على تنمية بقية الكفايات المنهجية –المهارية من جهة، والكفايات المعرفية –الثقافية من جهة أخرى، وأخير ا الكفايات المرتبطة باكتساب القيم والمواقف الإيجابية.
4- الأبعاد البيداغوجية والديداكتيكية لاستثمار آليات التكنولوجيا الحديثة في العملية التدريسية :
بعد مرور أكثر من عقد من الزمان على العمل بالمنهاج الحالي لمادتي التاريخ والجغرافيا بالمرحلة التأهيلية – وللأسف الشديد- ما زلنا نعيش لحظة غياب عميقة للنقاش والتفكير والتأمل حول الجوانب البيداغوجية والديداكتيكية المرتبطة بإدماج الآليات التكنلوجية الحديثة في العملية التدريسية ومنها بالخصوص دعامة المضمون الرقمي. إن غياب الأبحاث التربوية الوطنية حول فاعلية هذه الآليات وقيمتها المضافة بالنسبة لتدريسية مادتي التاريخ والجغرافيا بالمرحلة التأهيلية، ومأسستها في أفق إحداث تحول بيداغوجي كبير ضمن منحى سياق تجويد العملية التعليمية التعلمية يشكل هو الآخر بعدا محددا وكابحا لهذا الـتأمل البيداغوجي عامة – إذا استثنينا الدراسة الوحيدة المنجزة لحد الآن، وهي من إنتاج مشترك بين "مديرية برنامج جيني"، "والمفتشية العامة للشؤون التربوية"[11]. وإذا كان استخدام هذه الآليات التكنولوجية بصفة عامة في العملية التدريسية "غير محايد" تماما، فالتساؤل المطروح يتعلق بالعمق الذي يمكن أن ينتج عن هذا الاستخدام لإحداث التحول في الممارسات البيداغوجية العادية. في ظل سياق التعميم المحتشم لاستخدام هذه الآليات في تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا.
وإذا كانت بعض المقالات التربوية التخصصية تميل كل الميل نحو تغليب الجانب التقنوي من هذه الآليات التكنولوجية الحديثة، على حساب الاكتساب التدريجي والمرحلي للتعلمات والمفاهيم الخاصة بمادة الجغرافية بشكل أساسي واعتيادي داخل الفصول الدراسية، وكيفية استثمارها في الحياة العملية، من خلال التساؤل عن مغزى وهدف تدريس مثلا "الإحداثيات الجغرافية" في ظل انتشار أجهزة GPS [12] . فإن بعض الدراسات النفسية شككت في فاعلية هذه الأجهزة في تمكين الأفراد من اكتساب مهارات التوطين والتموقع الجغرافي : "وقد أظهرت دراسات [نفسية] مماثلة أن المستخدمين الدائمين لأجهزة تحديد المواقع بدأوا يفقدون حاستهم الفطرية في تحديد الاتجاهات".[13]
وباستثناء بعض المحاولات المحدودة التي تبرز مدى انشغال أساتذة المادة ومدى تركيز كفاياتهم ومهاراتهم على تطويع وتكييف آليات هذه التكنلوجيا الحديثة وتسخيرها لتيسير عملية بناء واكتساب التعلمات من طرف المتعلمين، من خلال استحضار هاجس البعد الرقمي - الديداكتيكي ضمن عملية استثمار آليات هذه التكنلوجيا الحديثة في عملية تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا، وإن كانت جل هذه المحاولات الاجتهادية معدودة على رؤوس الأصابع وموثقة ضمن فضاء الموارد الرقمية المحمية ضمن "البوابة الرقمية لإدماج تكنلوجيا المعلومات والإتصالات والتعليم" [14]. قد ركزت على مادة الجغرافيا أكثر من مادة التاريخ – وهي محاولات تربوية تستحق كل التنويه والتشجيع وإن كانت تهم رقمنة بعض دروس التعليم الثانوي الإعدادي أكثر من التعليم الثانوي التأهيلي–التي توثق للخطوات التقنوية لكيفية استثمار المضمون الرقمي ضمن تدريسية مادة الجغرافيا والتاريخ...
ضمن البعد التأملي البيداغوجي حول التحولات المرتبطة بإدماج آليات التكنلوجيا الحديثة في العملية التدريسية، يتطلب الأمر توضيح الحد الذي تكتسب فيه "الكفايات الرقمية" وهو ما يتطلب إعادة التفكير الأساس حول نوعية الكفايات التكنلوجية المحددة في وثيقة المنهاج، وعلاقتها بحزمة التعلمات المنتظرة في كل مستوى تعليمي أو في كل مجزوءة تعلمية تخص مادتي التاريخ والجغرافيا بالمرحلة التأهيلية، والارتقاء من وضعية "ماذا يجب أن نفعل بهذه الآليات"، إلى وضعية "كيفية الاشتغال بهذه الآليات". أو كيف يمكننا التعلم بطريقة مغايرة من خلال إدماج آليات التكنلوجيا الحديثة؟ وهو ما يحيلنا إلى ضرورة تأصيل المقاربات البيداغوجية – الديداكتيكية الكفيلة بإنجاح هذه الوضعيات التعلمية الممكننة، وتغليبها على المقاربات ذات الطابع التقني الصرف.
إن هذا العمل البيداغوجي – الديداكتيكي المبني على الجانب التقنوي، هدفه الأساس هو تدريب المتعلمين على كيفية البحث والتنظيم المعلوماتي، والارتقاء نحو محطة النقد الإيجابي من خلال المقارنة والتمييز بين المعلومة وقيمتها العلمية، ووظيفيتها العملية، أكثر من هاجس البحث عن المعلومة في حد ذاتها بحكم التخمة المعرفية التي تميز العالم الرقمي الافتراضي... وهو ما يستدعي التخطيط المعقلن والشامل لما يعرف "بالسيناريو البيداغوجي"[15]. وتفرض مكونات هذا السيناريو ضرورة احترام تراتبية الخطوات المهارية – المنهجية التي نصت عليها المقاربة الديداكتيكية لمادتي التاريخ والجغرافيا وخاصة في مكوني المفاهيم والنهج الخاصين بالمادتين المدرستين أثناء مناولة واستثمار الدعامات الديداكتيكية الرقمية والاشتغال عليها[16]. كما يفرض هذا السيناريو البيداغوجي أيضا ضرورة احترام تراتبية الخطوات المهارية – المنهجية الخاصة بكل دعامة ديداكتيكة يتم الاشتغال عليها، (فالخطوات المهارية – المنهجية لاستثمار الصورة، مثلا تختلف عن الخطوات المهارية – المنهجية لاستثمار الخريطة في مادة التاريخ أو الجغرافيا، وإن كانتا تنتميان لنفس الوسائل التعبيرية الكرافيكية، وترتبطان بقراءة وتحليل محتوى الصورة أو الخريطة، كما أن هذا الاستثمار يختلف حسب خصوصية كل مادة تدريسية سواء كانت مادة التاريخ أو مادة الجغرافيا...). والهدف النهائي من خلال هذا الجهد الإبداعي الرقمي هو المحافظة على الهوية التدريسية والخصوصية الديداكتيكية المميزتين لكل من مادتي التاريخ والجغرافيا والارتقاء بوظيفيتهما المعرفية والمفاهيمية، ومنحهما بعدا رقميا. وهذا يعني في نهاية المطاف تغليب الجوانب البيداغوجية – الديداكتيكية على الجوانب التقنوية، حفاظا على الهوية المعرفية - المفاهيمية والخصوصية الثقافية لمادتي التاريخ والجغرافيا، وجعل الجوانب التقنوية في خدمة البعد التكويني والمهاري من شخصية المتعلم، وتجاوز عملية الالتفاف حول الأبعاد التكوينية والأهداف المنتظرة من تدريسية منهاج المادتين...
خلاصة :
غالبا ما يتم اختزال النظر أثناء تبني وتعميم استدماج تكنلوجيا المعلومات والاتصال التربوي في العملية التدريسية، إلى الجوانب التقنوية الإيجابية، على أساس أنها يمكن أن تشكل حلا يتجاوز تعقد الجوانب البيداغوجية والديداكتيكية المميزة للعملية التدريسية، ويمنح قيمة مضافة يمكن أن تغني مفاصل العملية التدرسية بصفة عامة في أفق الارتقاء بتجويد محاور مادة دراسية معينة، إلا أن العديد من المنزلقات يمكن أن تعاكس هذه التوجهات والاستشرافات الإيجابية، وتزيد من رتابة وتقليدانية تدريسية المادة المدرسة بصفة عامة ومنها مادتي التاريخ والجغرافيا. وفي هذا الإطار لا بد من استحضار تجربة إدخال المطبعة بالمغرب خلال النصف الثاني من القرن 19 والأبعاد التي كانت منتظرة منها والنتائج التي خلفتها على أرض الواقع، حيث يقول الأستاذ جرمان عياش في هذا الصدد : "كان سيدي محمد [1859 – 1873] ينتظر من المطبعة أن تساهم في تحديث البلاد، ولكنها اقتصرت في الواقع على دعم التقليد، وهو تقليد جدير بالاحترام ولكنه لم يكن بحاجة إليها وقتئذ ليبقى راسخا. لقد كان ينتظر منها أن تعمل على توسيع دائرة النشاط الفكري، فإذا بها هي نفسها تتقوقع في نطاق التقليد...".[17]
البيبليوغرافيا :
1-Ghislain Domine, 2015, (Les) Tice en classe, mode d’emploi, collection pédagogies.
2- Sylvain Genevois, 2014, apprendre avec le numérique, apprendre avec les Tice en histoire – géographie. www.chaiers pédagogiques.net
3- حسين محمد أحمد عبد الباسط، 2005، التطبيقات والأساليب الناجحة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في تعليم وتعلم الجغرافيا، مجلة التعليم بالأنترنيت جمعية التنمية التكنولوجية والبشرية، العدد 5 مارس 2005، ص ص : 47 – 59.
4- آل غور، أبريل 2015، المستقبل ستة محركات للتغيير العالمي ج1، عالم المعرفة العدد 423، ترجمة عدنان جرجس، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت.
5- جرمان عياش، 1986، ظهور المطبعة بالمغرب، "دراسات في تاريخ المغرب"، الطبعة الأولى، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء،
6- المملكة المغربية، المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، 2015، من أجل مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء،رؤية استراتيجية للإصلاح 2015- 2030،
7- المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، الدليل البيداغوجي لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، المختبر الوطني للموارد الرقمية، يوليوز 2012، الرباط،
8- المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية وتكوين الأطر، الكتابة العامة، مديرية التعليم الثانوي، قسم البرامج والتفتيش المختص، "برامج الاجتماعيات في التعليم الثانوي، شتنبر 1979، مطبعة المعارف الرباط،
9 - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، الكتابة العامة، مديرية التعليم الثانوي، قسم البرامج، "البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالمرحلتين الإعدادية والثانوية"، 1988، مطبعة دار نشر المعرفة ، الرباط،
10- المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، الكتابة العامة، مديرية التعليم الثانوي، قسم البرامج، "البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالتعليم الثانوي"، 1994، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط،
11- المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، "التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم الثاوني التأهيلي"، نونبر 2007، الكتابة العامة، مديرية المناهج، الرباط،
[1] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية وتكوين الأطر، الكتابة العامة، مديرية التعليم الثانوي، قسم البرامج والتفتيش المختص، "برامج الاجتماعيات في التعليم الثانوي، شتنبر 1979، مطبعة المعارف الرباط، ص ص : 12 – 13 – 16.
[2] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، الكتابة العامة، مديرية التعليم الثانوي، قسم البرامج، "البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالمرحلتين الإعدادية والثانوية"، 1988، مطبعة دار نشر المعرفة ، الرباط، ص ص : 33 – 45.
[3] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، الكتابة العامة، مديرية التعليم الثانوي، قسم البرامج، "البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالمرحلتين الإعدادية والثانوية"، 1988، مرجع سابق ص ص : 40 – 41.
[4] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، الكتابة العامة، مديرية التعليم الثانوي، قسم البرامج، "البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالتعليم الثانوي"، 1994، مطبعة النجاح الجديدة الرباط، ص ص : 40- 53.
[5] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، الكتابة العامة، مديرية التعليم الثانوي، قسم البرامج، "البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الاجتماعيات بالتعليم الثانوي"، 1994، مرجع سابق، ص ص : 47 – 50.
[6] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، "التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم الثانوي التأهيلي، نونبر2007، الكتابة العامة،مديرية المناهج، الرباط، ص ص : 30 – 34.
[7] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، "التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم الثانوي التأهيلي، نونبر2007، مرجع سابق، ص : 30.
[8] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، "التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم الثانوي التأهيلي، نونبر2007، مرجع سابق، ص : 33.
[9] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، "التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم الثانوي التأهيلي، نونبر2007، مرجع سابق، ص : 33.
[10] - المملكة المغربية، المجلس العلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، 2015، من أجل مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء،رؤية استراتيجية للإصلاح 2015- 2030، ص ص : 58- 59.
[11] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، "الدراسة الوطنية حول التقويم الداخلي لمدى استعمال تكنلوجيا المعلومات والاتصالات في الممارسات التربوية"، مديرية برنامج جيني، الرباط، www.portailtice.ma
[12] - Sylvain Genevois, 2014, apprendre avec le numérique, apprendre avec les Tice en hisyoire – géographie. www.chaiers pédagogiques.net.
[13] - آل غور، أبريل 2015، المستقبل ستة محركات للتغيير العالمي ج1، عالم المعرفة العدد 423، ترجمة عدنان جرجس، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت ، ص : 82
[14] - المورد الرقمي 1: عوامل تنوع المناخ للسنة الثانية إعدادي – المورد الرقمي 2 : خط زمني تفاعلي للدول التي تعاقبت على حكم المغرب للسنة الثانية إعدادي – المودر الرقمي 3 : تقويم تفاعلي للتعلمات في مادة الاجتماعيات للمستويين الأول والثاني إعدادي – المورد الرقمي الرابع : دفاتر الحرب العالمية الثانية للسنة الثالثة إعدادي – المورد الرقمي 5 : دليل المبيانات في مادة الجغرافيا للسنة الأولى ثانوي تأهيلي (www.portailtice.ma)
[15] - المملكة المغربية، وزارة التربية الوطنية، الدليل البيداغوجي لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، المختبر الوطني للموارد الرقمية، يوليوز 2012، الرباط، ص ص : 13-14.
[16] - التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم الثانوي التأهيلي، 2007، مرجع سابق، ص ص: 4- 7
[17] - جرمان عياش، 1986، ظهور المطبعة بالمغرب، "دراسات في تاريخ المغرب"، الطبعة الأولى، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء، ص : 142.