لقد مرعام وسبقته أعوام وتزاحمت الأيام.
ومرة أخرى ها أنت تعودين.
تلوحين بأن تفجري كل ذنب التصق بك.
عُدت تحاولين جري إلى مآسي مدائن الموت والدمار التي هجرتها منذ زمن.
في ذاكرة الليل يفاجئني حلمك الضائع مني قسرا منذ ألف سنة.
هذا عمر آخر يناديني إليك.
يا امرأة حسبتها ذات عهد زورق نجاتي
الذي ركبته فرارا من أحزاني.
هذا سرك عاد يسري عبر نسيم الليل ويغني...
ها آنت تحلين كالملائكة موسومة.
تأملين رسم ألوان شرب الدهر منها ومن هواجس الحزن الدامية.
منهزما. هائما محاصرا.
صمتك يلفني صورك تطاردني.
همسك يلسعني .
أتذكر كل بسمة.
كل رعشة.
كل رمشة .
كل حنين .
كنت آمل أن نستبق الزمن ونختلس منه أحلى الهنيهات.
يعتريني القدر في زمن الإعياء ويجردني الأسى من فضيلة العظماء.
لأظل كالحطب احترق لأصنع دفء الآخرين في موسم الشتاء.
حلمت بمرافئ الأمان وحقول الياسمين وطيور النوارس البيضاء.
ومنظر العمر المنير.
عشقت بريق عينيك وبريق الحرية.
حلمت أن ألج جنة الحب السرمدية.
انتظرت أن يختصر القدر عمرا من الزمان فتتلاقى القلوب ويتعانق الشوق مع الحنين.
ها أنا ذا أعود.
وينكسر الإصرار بعد طول انتظار.
حين ذاك أدركت أنه مجرد طيف حنين.
وأن لحظات الشعور الأسمى قد علقت إلى أجل غير مسمى.