استوقفني المحاضر وأنا أدلف قاعة المحاضرات
كم ساعة يدك؟؟
الثامنة وخمس دقائق؟؟
سألني بصرامة مقيتة: ما موعد المحاضرة؟؟
الثامنة؟؟
إذا ..لا تدخلي المحاضرة
وضم قبضته بقوة، وكأنه يجمع نفسه، وأردف وهو يزداد صرامة ، وابتسامة ثقيلة تداعب محياه
ـ لقد جئتُ مبكرا لأحضر جهازالعرض لتقدمي مناقشتك ، وأنتِ لا تحترمين وقتي .. لذا عليكِ مغادرة القاعة.
نظرتُ الى زميلاتي الجالسات في قاعة المحاضرة، وقد خيم الوجوم على وجوههن حزنا علي..
حبست دموعي ، وزمجرة أعماقي تكاد تخنقني، والتزمت الصمت..
حملت حقيبتي وأوراقي التي سهرت على إعدادها ، وظللت أراجعها حتى حفظتها عن ظهر قلب،
وخرجت دون أن أنبس بكلمة ..
لاحقتني صورة أمي وهي تدعو لي بالتوفيق وأنا خارجة بسرعة من البيت، وضحكات أختي الصغيرة وأنا أعيد عرض المناقشة ،ومحاولاتي في التمثيل التي لاقت ضحكات الصغيرة ، وهي تستمع لي كتلميذ نجيب مع أنها لم تكن تجيده كثيرا..
كم أنت عظيمة يا أمي لقد هونَتْ علي كثيرا عندما قلتِ لي: لا تحزني يا فتاتي الموقف ستنسينه كمواقف كثيرة تحزننا في الحياة ونتوقف عندها قليلا، ولكنه سيظل لكِ درسا باحترام الوقت وتقديسه، واستمرارية الحياة التي لا تقف عند حدٍ أوحدثٍ ما !!