ليلة القبض على حلمي:
تتداعى الأصوات صاخبة، خافتة أحيانا. أصوات أليفة لكنها صارمة.. قف.. قف. لكن الحلم لا يتوقف.. تتناهى أصوات أخرى. بنفس الألفة ونفس الصرامة.. دعه يمر.
أمر أنا وحلمي.
قف.. قف. تتناهى أصوات خافتة مغمغمة. أصوات معركة شرسة داخل الحلم، خارج المعنى.. قف.. قف.. دعه يمر.. قف.. قف..
أتوقف.. لكن الحلم يمر..
القارورة:
مثل أي فنان أصابه هوس الخلق أرسل بنات أفكاره بحثا عما يمكن أن يضع في قارورة الصودا الجاثية أمامه. وكما يجدر بفنان لا يرى حرجا في أن يخرج الجمل من ثقب الإبرة أخذ يتسرب من فم القارورة. من خلال قاعها المقعر بدا له العالم مختلفا والفكرة عقيمة. إلا أن وجوده منذ عدة قرون داخل القارورة ألهم كثيرا من الفنانين بعده.
خصوبة:
تخيل رجلا أصاب خصيتي خياله ضمور وامرأة نشفت بويضات خيالها. تخيل ماذا يمكن أن يكون جماع أفكارهما في حالة حوار مضطرم. حتما سوف تضطرب الشهوة في أحشاء مخيلتهما دون أن يفضي التلاقح إلا إلى محاولات لإجهاض الجنين.
موت الشاعر:
الشاعر انتحر فعلا. قتل نفسه عن سابق إصرار وترصد. كان يهدد بالانتحار من أول بيت. حين أصابته لعنة القوافي لم يجد لعجزه صدرا يؤوب إليه. بعد سنوات يابسة ترك الرمل ورمى نفسه في بحر بلا قرار ولا لازمة.
المهرج:
حين يغادر المهرج حلبة الجمهور الضاحك يلبس قناعه فيصبح بلا رأس. يتفرق جسده هباء الخيمة. تجري ساقاه بعيدا ويطير قلبه حمامة وتقف ابتسامته البائسة تستقبل أول الوافدين للعرض الموالي.