فارغة هي من كل مايشغلها..لا تعرف كيف اتسع الفراغ داخلها إلى هذا الحد..تحاول أن تتجول في أنحائها لتخرج بفكرة أو صورة باهتة لذكرى فلا تجد..هل توقف عقلها؟؟لم تعهده هكذا من قبل وهو الذى لايكف عن النبض..نعم النبض.. لايكف عن العمل ولا يمل من مد يديه فى أحشاء الماضي و إلى عيون الحاضر و بين صفحات المستقبل البيضاء..يرتحل من هنا إلى هناك في طرفة عين ثم يعود أدراجه محملاً بما تمليه عليه حالته المزاجية..ولهذا فقد أعفى القلب من مهامه ويقوم بضخ المداد إلى أجزائها المرئية واللا مرئية.. اليوم هو مختلف..شلل ما يسيطر عليه فيستسلم له دون مقاومة تذكر..محاولات محتضرة لتشغيل محركه الذى لم يتعود السكون حتى فى قلب الحلم أسلمت الروح دون أن توصي..
قررت الخروج من الفراغ مع سبق الإصرار..أسلمت أصابعها للوحة المفاتيح دون أن تشترط أو تملي عليها ماتقول..اندفعت الأصابع تشي لشاشة حاسوبها بكل مايدور فى الرأس المواجه لها دون تفكير..فاجأتها صورة حبيبها ..توقفت قليلاً تسترجع ماتفعله به..لماذا تعذبه وهي تحبه؟؟؟ماذنبه هو في تقلبها الذى لاينتهي..اليوم خيرها بين المكث معه وبين الحرف ..حاولت استرضاءه وهي متعلقة بأذيال حرفها فلم تفلح...أغلق بابه دونها وتركها غارقة فى تيهها.. بينما فر منها الذى أغضبت حبيبها من أجله مخلفاً إياها تسبح فى أمواج الخرس...
(الكتابة لا تأتي بقرار)
كلماتها ترن فى أذنيها وتتخبط بين جدرانها الأربع لتعود إلى رأسها المتعب..نعم الكتابة لا تأتي بقرار لكن الحب يأتي باختيار..وعليها أن تمد أنامل تأملها إلى صندوق السحب على سعادتها وتأخذ ورقة جاهزة مكتوب عليها مايجب أن تفعله..أرهقها التفكير..ليس أمامها إلا حل أخير...صرخت تنادي حبيبها ..خرج من سجنه الاختيارى..نظر إليها بعيون باردة تعودت أن تصفعها كلما ضيقت عليها الحياة...استدعت حروفها من كل مكان تناثرت فيه..وضعت صك ملكيتها بينهما وطلبت من الأحق بها منهما أن يأخذه.. أخبرتهما أنها ستغمض عينيها لدقيقة وعندما تفتحها يجب أن يكون أحدهما قد اختفى..أغلقت جفونها ..انفصلت عن الدنيا ولما فتحتهما...لم تجد أحداً..
د.حنان فاروق
كلماتها ترن فى أذنيها وتتخبط بين جدرانها الأربع لتعود إلى رأسها المتعب..نعم الكتابة لا تأتي بقرار لكن الحب يأتي باختيار..وعليها أن تمد أنامل تأملها إلى صندوق السحب على سعادتها وتأخذ ورقة جاهزة مكتوب عليها مايجب أن تفعله..أرهقها التفكير..ليس أمامها إلا حل أخير...صرخت تنادي حبيبها ..خرج من سجنه الاختيارى..نظر إليها بعيون باردة تعودت أن تصفعها كلما ضيقت عليها الحياة...استدعت حروفها من كل مكان تناثرت فيه..وضعت صك ملكيتها بينهما وطلبت من الأحق بها منهما أن يأخذه.. أخبرتهما أنها ستغمض عينيها لدقيقة وعندما تفتحها يجب أن يكون أحدهما قد اختفى..أغلقت جفونها ..انفصلت عن الدنيا ولما فتحتهما...لم تجد أحداً..
د.حنان فاروق