كادت أن تتراقص فى الهواء كأنها فراشة انعشها الضوء حين استعدت للرحيل
كان حلم السفر فى كل حركاتها وفى عقلها الباطن
كانت تخفى عشقها لتقاليد الغرب وان كان لسانها ولكنتها الغربية يفضحان ما تخفيه
كانت ترسم للغد الف خطة وقررت ان تنجب فى بلاد الغرب لتمنح لوليدها جنسية غير المصرية
**
اعدت حفلة خاصة واستاضفت كل صديقاتها
تهامست الفتيات عن ملامح الغرب .. الحرية .. الموضة .. عن الحضارة
كانت تردد دائما انها مثل العصفور السجين
كانت تريد ان تتمرد.. ان ترقص عارية ..ان تتجرد من كل تقاليد القبيلة
**
كان والدها مدرسا للتاريخ .. لطالمها ردد على مسامعها قصة الاجداد وتاريخ الوادي
كانت تشعر بالملل حينما كان يخبرها ان لندن كانت مجرد اكواخ مظلمة على نهر التايمز
فى حين كانت غرناطة مدينة القصور والنور قبلة الثقافة فى العالم
كان يزرع داخلها كل امجاد الحضارة العريقة ويقتلع النبت الشيطانى لحضارة الغرب
بينما كانت امها التى لا تعمل تندب حظها ليل نهار من ارتفاع الاسعار والزحام
وعن امنيتها فى بلد جديد يعيد الامل فى غد افضل
**
حادثت خطيبها وتواعدا على ضفاف النيل
كان يعشق ذاك النهر الخالد ولون الشمس لحظة الغروب
اخبرته وهى تبتسم .. عندى مفاجأة
رد عليها .. اكيد مصر تخلصت من عصابة الاوغاد
وانتقمت من الهاربين بأموال الشعب .. وعلقت رؤوس الخائنين فى الميادين العامة
تغير لونها من ذلك الذى ينشغل دائما بهموم الفكر والوطن
ولا يرهق نفسه فى البحث عن عمل
ردت عليه .. انا مسافرة
**
كان يظن انها تمزح .. فقد كان يعلم عشقها للمرح
وكان يحب فيها طفولتها الطاغية على جسد المرأة
اخبرته انها جادة .. وانهما لا بد ان يستعدا للزفاف قبل ميعاد السفر
ففرصته جيدة للعمل هناك
كان ينتظر جواب التعيين منذ سنين .. كان دائما يردد ان الخير فى بلادى
وانه سوف ينتظر الف عام حتى يسود العدل وينتصر الوطن
**
اخبرها انه ذاهب الى منطقة " العوينات" وان كانت ترغب ان تصاحبه
تعجبت كيف يرفض السفر ويختار العذاب
وعن حلمها فى بلاد تفعل فيها المرأة ما تشاء
اخبرها عن حلمه فى جعل الرمال حبات قمح
وعن بلاد ما بعد التحرير .. عن الحلم الكبير
اخبرها عن الورد القادم فى ابتسامة البنات
عن العسل المصفى المتدفق من الشفاه .. ومن طيات الارض الطاهرة
**
كانت تعلم ان بينهما فوارق كبيرة
كانت تشغلها الموضة .. وتشغله هموم الوطن
يشغلها السفر .. ويشغله الغد فى بلاد الشرق
كانت تستهويها الوان السيارات .. وتستهويه الوان طلاء الشفاه الذى تخطه
اخبرته انه اختار ان يتركهها.. اخبرها نفس الشئ
انتزعت دبلة خطوبتهما من يدها كأنها تنتزع جمرة نار
انتزعت اخر ما يربطها بتراب الوطن ..
**
انطلقت لتغادر المكان دون وداع او حتى نظرة لذلك العاشق
لطالما اسمعها احلى الكلمات واهداها اجمل الازهار
لطالما تمنى ان تشاركه الحلم وان يحتضن الورد الزاهر فى محيط الجسد
لطالما تمنى ان تمنحه طفلا فيهديها العمر مع الكلمات
توقفت والتفتت اليه تسأل .. العوينات دى فين؟
ابتسم والقى نظرة على النهر المتدفق بأحلام الوطن
وتساءل كيف كان سيرتبط بفتاة لا تعلم شيئا عن خريطة مصر..
انتهت
فى حين كانت غرناطة مدينة القصور والنور قبلة الثقافة فى العالم
كان يزرع داخلها كل امجاد الحضارة العريقة ويقتلع النبت الشيطانى لحضارة الغرب
بينما كانت امها التى لا تعمل تندب حظها ليل نهار من ارتفاع الاسعار والزحام
وعن امنيتها فى بلد جديد يعيد الامل فى غد افضل
**
حادثت خطيبها وتواعدا على ضفاف النيل
كان يعشق ذاك النهر الخالد ولون الشمس لحظة الغروب
اخبرته وهى تبتسم .. عندى مفاجأة
رد عليها .. اكيد مصر تخلصت من عصابة الاوغاد
وانتقمت من الهاربين بأموال الشعب .. وعلقت رؤوس الخائنين فى الميادين العامة
تغير لونها من ذلك الذى ينشغل دائما بهموم الفكر والوطن
ولا يرهق نفسه فى البحث عن عمل
ردت عليه .. انا مسافرة
**
كان يظن انها تمزح .. فقد كان يعلم عشقها للمرح
وكان يحب فيها طفولتها الطاغية على جسد المرأة
اخبرته انها جادة .. وانهما لا بد ان يستعدا للزفاف قبل ميعاد السفر
ففرصته جيدة للعمل هناك
كان ينتظر جواب التعيين منذ سنين .. كان دائما يردد ان الخير فى بلادى
وانه سوف ينتظر الف عام حتى يسود العدل وينتصر الوطن
**
اخبرها انه ذاهب الى منطقة " العوينات" وان كانت ترغب ان تصاحبه
تعجبت كيف يرفض السفر ويختار العذاب
وعن حلمها فى بلاد تفعل فيها المرأة ما تشاء
اخبرها عن حلمه فى جعل الرمال حبات قمح
وعن بلاد ما بعد التحرير .. عن الحلم الكبير
اخبرها عن الورد القادم فى ابتسامة البنات
عن العسل المصفى المتدفق من الشفاه .. ومن طيات الارض الطاهرة
**
كانت تعلم ان بينهما فوارق كبيرة
كانت تشغلها الموضة .. وتشغله هموم الوطن
يشغلها السفر .. ويشغله الغد فى بلاد الشرق
كانت تستهويها الوان السيارات .. وتستهويه الوان طلاء الشفاه الذى تخطه
اخبرته انه اختار ان يتركهها.. اخبرها نفس الشئ
انتزعت دبلة خطوبتهما من يدها كأنها تنتزع جمرة نار
انتزعت اخر ما يربطها بتراب الوطن ..
**
انطلقت لتغادر المكان دون وداع او حتى نظرة لذلك العاشق
لطالما اسمعها احلى الكلمات واهداها اجمل الازهار
لطالما تمنى ان تشاركه الحلم وان يحتضن الورد الزاهر فى محيط الجسد
لطالما تمنى ان تمنحه طفلا فيهديها العمر مع الكلمات
توقفت والتفتت اليه تسأل .. العوينات دى فين؟
ابتسم والقى نظرة على النهر المتدفق بأحلام الوطن
وتساءل كيف كان سيرتبط بفتاة لا تعلم شيئا عن خريطة مصر..
انتهت