استفقت من النوم على نهيق حمار يشق صمت الفجر،ويزعج الكائنات وهي تستقبل يومها الجديد، لبست ملابسي وخرجت استجلي حقيقة الأمر وإذا بالجحش قط اقتلع وتد رباطه و انطلق يعبث بمزروعات الجيران يأكل ما استطاع أكله وبكسير ما استطاع تكسيره بفضل الحبل المربوط برجله والوتد المسحوب خلفه ، ولأنه جحش غر ؛ راح يكر ويفر ، يقبل ويدبر،في حالة من الفرح والمرح كأنه في يوم عرسه، أو كأنه يصارع الغيلان على جبهات متعددة في الأرض والجو وقد استشعر قرب انتهاء المعركة لصالحه،كان يجري ثم يميل برأسه إلى الأمام ويضرب الهواء بخلفيتيه ويرفعهما حتى يعتقد الرائي انه سيقوم بحركة جمبازية في حالة من النزق عجيب.
ورحت أقترب منه شيئا فشيئا، ابغي مخاتلته والإمساك به و إعادته إلى مربطه ، ولكنه كان في ريعان شبابه ، وفي عز قواه العقلية، فكان يدرك ما أبغي ، فيعاكسني بمراوغة ، ثم ويدبر يحييني بخلفيتيه وعندما يبتعد يلتفت إلى ويهز رأسه إلى أعلى وأسفل وكأنه يقول لي هيا نلعب ..
وبينما أنا أفكر في حيلة انهي بها المعركة لصالحي ، وإذا بسيارة القايد الميلود تقف بجانبي فتعوذت بالله من شر هذا اليوم وتوجست خيفة ، أعوذ بالله.
أطل القايد من نافذة سيارته وشار إلي بإصبعه أن تعال ، فسرت نحوه وقبل أن أصل التفت نحو جحشي فرايته مقبلا مطأطأ الرأس وقد كسته مسحة من غم لأن القايد أفسد عليه اللعبة وكنت أظن أن القايد سيأخذ مني الجحش مقابل ما أفسده من زرعه المجاور لزرعي.
حييته؛ففتح الباب وقال لي: اصعد.
صعدت فحياني بلطف وصافحني مبتسما، وقبل أن استوي في جلوسي ودون أن يوجه لي أي كلام، أو يطلب رأيي داس على المسرع؛ فانطلقت السيارة وكأنه حمل متاعا من متاعه، حز ذلك في نفسي واستعذت بالله في سري ولذت بالصمت.
بعد انطلاق السيارة بدقائق نطق القايد.
أنت تعرف إنني واحد من خيرة الرجال ، ولذلك يهرب الناس من قياد العائلة الآخرين ويقصدونني شعورا منهم برجولتي وشهامتي وبعدلي ؛ خاصة العدل فأنا أكره الظلم كرها شديدا حتى أنني أصبحت في المدة الأخيرة أكره عمي وقياد العائلة الآخرين لأن- والحق يقال- ما يرتكبونه من مظالم لا يحتمل نعم لا يحتمل ، بإمكان الواحد منا أن يتواطأ مع القاضي فيكتب له عقد بيع باسم شخص في غيبته ، يمكن أن يجبره فيكتب له عقد قسمة ويفرز له نصيبا في أرض لاحق لنا فيها ويكون ذلك معقولا ومقبولا ؛ لكن أن يقوم الواحد منهم بنفي من تضرر من هذا التزوير فاستنكره أو ضج منه فهو ظلم .
ولأن هذا الظلم أساسه ومرده هو فرنسا ،فرنسا التي أطلقت أيدينا نفعل ما نشاء بالأهالي "الأندجينا" فإنني أصبحت أكرهها ، نعم أكرهها لكن احذر أن تقول أنني قلت لك هذا ، احذر لأنني إذا حدث منك ذلك قد أضطر إلى نفيك كما نفي عمي جدك، والتفت نحوي مبتسما ، فبادلته بسمته ببسمة ماتت على شفتي قبل أن يصوب نظره أمامه.
اندفعت السيارة في نفق من أغصان الأشجار الخضراء الوارفة، وحاصرني القلق، هذه عائلة لا يخرج من أفرادها إلا الشر، وشر الشر أسوء من شرها فما تكون خاتمة يومي هذا يا رب؟؟
وتشجعت وسألته: يا سيدي القايد أين نذهب؟ وماذا تريد مني ؟.
- هل أنت خائف، ألم تسمع ما قلته لك أم سمعت ولم تصدق ؟! أنا أكره الشر، أكره الظلم بل سأقول لك سرا : أنا منخرط في حزب وطني أ أنا عضو في الحركة الوطنية، ولكن احذر أن تقول أنني قلت لك هذا ، احذر لأنني إذا حدث منك ذلك قد أضطر إلى نفيك كما نفي عمي جدك، والتفت نحوي مبتسما.
واصلت السيارة طريقها ووجدتني أعود بذهني إلى الجحش، لعنة الله عليه لولاه، ما كنت لأخرج باكرا،وما كنت لألقى هذه الخلقة ، أين هو الجحش الآن ، وهل مازال نزقا كما تركته أم أنه تعب وشبع فتمطى في الزرع كليل امرئ القيس، ووجدتني أدعو في سري: اللهم اجعل لقاءه صدفة مع ضبع جائع كما جعلت لقائي صدفة مع القايد ، آمين يا رب.
وصلنا إلى المدينة ، فركن السيارة إلى جانب الرصيف وأوقفها، والتفت إلي وقال: سنلتقي الآن بنساء فرنسيات ورجال فرنسسين ،وسأقدمك بصفتك مزارعا كبيرا تجاور أملاكك أملاكي،وبصفتك من أصدقائي المخلصين الذين كنت دوما أتكل عليهم أثناء غيابي ؛ وعليك أنت أن تكون كما أقدمك ، وكن متيقنا أنهم يصدقون لأنهم سذج وأغبياء، نعم أنت قد لا تصدق ذلك ولكنك ستتأكد من صدقي بعد حين وهيا بنا.
طفنا بساحة المدينة ، والتقينا بأوربيين كثر ،كان أغلبهم ببطون منتفخة،وخدود مترهلة، يستعينون في مشيتهم بعكازات ويضعون على رؤوسهم قبعات ينزعونها ويضعونها على صدورهم عندما يهمون بتحية شخص ما ، تتلوها انحناءة خفيفة إذا كان الأمر يتعلق بتحية سيدة ،أو يمسكونها مع العكاز قبل المصافحة ويضعونها خلف ظهورهم إذا كان الأمر يتعلق بتحية قايد.
وبعد منتصف النهار ولج بنا إلى محل يحمل اسم "خمارة ميرلوز سوستر" فاستعذت بالله ورجوت منه الستر وقلت للقايد وقد بلغ بي الحرج مداه :سيدي القايد، ألم تقل لي هذا الصباح أنك تكره الظلم، وأنك صادق فيما قلت؟
قال:نعم وهل وجدت في تصرفي معك هذه الصبيحة ما يجعلك تشك في قولي؟.
قلت : لا ولكن أرجوك ألا تجبرني على شيء أكرهه.
قال : ما الذي تكرهه ، شرائح اللحم المشوي ، أو قطع اللحم المقلي ، أو السمك ، أو الخمر ،
..أو ماذا؟
قلت: لو تتكرم وتعفيني منها جميعا ؛ وسأنتظرك في السيارة إذا شئت.
قال: لقد شهدت هذا الصباح عند مروري أن جحشك استمتع إلى النهاية بخيرات الله ، فلم ينجو منه لا زرعك ولا زرعي، فلماذا تريد أنت أن تهرب من خيرات الله بعد أن صارت بين يديك وهي تطلبك ، وكاد أن يقول لي يا جحش ثم أمسك ودفعني إلى الداخل.
جلسنا إلى طاولة مخصصة لشخصين مقابلة لمقصف الخمارة ، تجلس في طرفه سيدة فرنسية شقراء يبدو من نظرتها الواثقة أنها صاحبته ، وجاء النادل وقد حمل سلة من زجاجات الخمر ملفوفة في مناديل بيضاء وحيانا بأدب وانحناءة فيها الكثير من اللطف والوداعة ووضع السلة بعد أن نزع سداداتها.
جذب القايد السلة نحوه وهو يقول للنادل ناظرا إلى وجهه: أكثرْ ونوعْ فمعي اليوم ضيف.
ومع انصراف النادل، دفع يده إلى الزجاجة وملأ كأسه، وهوى بها يريد ملأ كأسي فقلت له.
سيدي القايد: أرجو أن تكون عند وعدك فأنا لن أشرب .
قال أنا عند وعدي،و لكن يجب أن تشرب ، لابد أن تطلبْ مشروبا آخر ترغب فيه ، هنا لابد أن تشرب.
ثم نادى على النادل : "جرسون" ، فجاء مهرولا يسبقه رأسه إلى الأمام قليلا وقد أعد إحدى أذنيه أكثر من الأخرى لتلقي الأمر ، وقبل أن يصل قال له: هذا بدوي مسلم معي، فاٌته بزجاجات من عصير البرتقال ، ودفع نحوي بالصحن مملوءا بالشرائح المشوية وقال كل ، إنه لحم غنم حلال.
مددت يدي بتثاقل مكرها ، ومسكت الشريحة بكلتا يدي وقضمت طرفها ، و بدأت ألوك ما قضمته ، كان طعمها حلوا لكن التأكد من كونها حلالا أو حراما صعب وهو ما جعلها تدور حول بلعومي دورات لولبية كثيرة ولا تسقط في معدتي.
كان القايد يرمقني ، ولم يعجبه تلكئي في الأكل ولكنه كتم غيضه وابتلعه بين شرائح اللحم والسمك واستعان على ذلك بكؤوس الخمر ، وبعد أن دار مؤشر الساعة الكبير دورتين ؛ بدأ رأس القايد يدور، فبدأ يدندن بأغنية ، في البداية كانت عبارة عن غمغمة ثم بدأت تتضح بعد أن ارتفع صوته وعلا وهو يضبط إيقاعها بالزجاجة في يمناه
نحن السادة و القياد ملكنا الأرض والعباد
ملكنا الآباء والأجداد وملكنا البنات والأولاد.
وراح الحاضرون يضحكون بينما كان آخرون متبرمين وخرجت السيدة ميرلوز سوستر من وراء المقصف وجاءت نحوه تمشي بوقار، وعند وصولها تبسمت في وجهه وقالت له بوقار أيضا : اهدأ يا ميلود ، اهدأ ، ماذا دهاك اليوم.
قال لها : يا مدام سوستر دعوت اليوم هذا البدوي ضيفا لأتفرج عليه فصار متفرجا علي ،ثم أردف موجها إليها السؤال ألم يأت اليوم السيد فكتور؟
قالت لا ، لم يأت بعد.
قال إنه أعز أصدقائي عندما يغيب أشعر أن الخمارة فارغة ،وانحني بصدره على الطاولة دافعا يديه أمامه وكأنه يريد أن يغطس في الفضاء ، وهمد برهة من الزمن كأنه يفكر في أمر مهم ، ثم رفع نحوي عينين كسيرتين متعبتين وتبسم بسمة سرعان ما انكمشت وغابت كألوهم، وسكن برهة أخرى شعرت معها انه نام.
فجأة ضرب الطاولة بقبضته ، التفت الجالسون نحونا ، التفت هو بدوره نحو البعض منهم وأهمل الآخرين ثم رفع رأسه وفتح القميص على صدره وفرج ذراعيه وقال : أشعر بالحر ، آه ، لو كان فكتور هنا لساعدني على تلطيفه كالعادة، ولأمكنني إكمال الشوط الثاني بكل سهولة ..
ثم التفت نحوي وقال : لكن لماذا لا تقوم أنت بدور فكتور ؟
وبدون أن ينتظر جوابي قال لي:قم ، تعال ، تعال وامسك بزندي وجرني وراءه، فتبعته وتوجه بي نحو الحمام ووجدتني أجذب يدني محاولا الفكاك من قبضته وأنا أسأله ماذا بك ؟ماذا تريد؟
أحكم قبضته أكثر ، وزاد من تشبثه بيدي وقال- وكنا قد ولجنا غرفة الحمام ، فدفع الباب وراءه وأوصده من الداخل وقال-:الله الله يا ابن عمي، ويا جاري ، بُلْ علي.
فقلت وقد غلبني الضحك لأول مرة منذ طلوع هذا النهار النحس: ماذا تقول، هل جننت، ما حدث لعقلك؟.
قال : كان فكتور يبول على قفاي بين الشوطين ، يحممني ، يطفئ لهبي ، يعطرني ، ولكنه لم يأت اليوم ، فقم بدوره .
ومرت فترة الضحك التي انتابتني، ووجدت نفسي في موقف حرج فعلا، بل موقف مأساوي ، الرجل سكران وأنا لا أعرف هل هو جاد أم يمزح ؟ وكيف أبول عليه ، والتفتُ حولي لعلي أجد منفذا اهرب منه ولكن بصري اصدم بالجدران السميكة وعاد إلى حسيرا.
أعدت السؤال هل: هل أنت جاد، كيف أبول عليك، ولماذا؟
تقدم نحوي ، و وقد رد قميصه إلى الخلف فانكشفت رقبته ممدودة إلى الأمام كرقبة العجل ،
و وانكشف كتفاه والجزء الأعلى من ظهره وكان الشعر يكسوه، و أعاد- بعد أن استوى في الوضعية التي تعود عليها - وقال : هيا يا جاري وابن عمي ، عطرني ، واسقني ولا تحرمني وعجل ولا تتركني ألتهب ، أو أقضي اليوم مطأطأ في انتظار كرمك.
التفت حولى مرة أخرى أبحث عن مهرب ، رباه ماذا افعل مع هذا السفيه؟
ورأيت إبريقا كبيرا فوق طاولة مركونة في الحمام وراءنا، فقلت:أجرب.
ومددت نحو يدي نحو الإبريق وتحسسته بحذر وهدوء فوجدته مملوءا بماء فاتر، فحمدت الله وجذبته نحوي بخفة ورفعته فوق ظهره ، ووضعت يدي فوق قفاه وقلت له : اثبت وسأقوم بدور قكتور كما تريد شرط ألا تلتفت .
فقال : لن التفت ، أنا اعرف انك تستحي مني، ولذلك لن التفت .
رحت أصب الماء على قفاه ثم أوزعه على جميع المواضع المكشوفة من جسمه، وكان يعبر عن تلذذه مرددا صه ، صه ،صه ....
وراح الماء يسيح من جانبيه مشكلا مزاريب، وأنا أِؤكد له طلبي لا تلتفت ، لا تلتفت حتى أكمل خوفا من أن يكتشف الحقيقة.
قال وهو يتصرف بطاعة ووداعة كطفل صغير تغسل له أمه رأسه ، هذا البول ليس معطرا كبول فكتور، لأنك لم تشرب الخمر،ولذلك بولك ينقصه التركيز، وهو خفيف ؛ خفيف جدا، بل تستطيع أن تسقي به البهائم عند الحاجة.
أرجعت الإبريق إلى مكانه بخفة ورشاقة وأنا أشعر أنني نجوت.
استقام ، وراح يهز رأسه يمينا ويسارا بعنف قتطاير الرذاذ من شعر رأسه في كل اتجاه ،وفي هذه اللحظة لا أدري لما بدت لي أذناه كبيرتان ، كبيرتان وطويلتان أكثر من اللازم.
أعاد قميصه، وسوى وضعه و أخرج المفتاح من جيبه وفتح باب الحمام ، عاد إلى الطاولة لإكمال الشوط الثاني كما تعود أن يفعل، وكنت جالسا قبالته مرتاحا لما فات، ولكنني قلق جدا مما سيأتي.
وقبيل الغروب نهض القايد ورغم أن آثار السكر لاحت بادية عليه إلى درجة كبيرة إلا أنه كان متحكما في حركاته وتقدم نحو محسب الخمارة حيث كانت تجلس السيدة ميرلوز سستر التي أشارت بأصابعها السبعة وأكدتها سبعمائة فرنك فأخرج من جيبه ورقة ألف فرنك ودفع لها.
وفي الوقت الذي انحنت فيه السيدة على درج نقودها تبحث عن الفكة لترجع له الباقي ، رأيته يدفع يده في صندوق كان موضوعا إلى جانبها ويخرجها في لمح البصر .أخفاها تحت أبطه و غطاها بمعطفه وهو يدفعني أمامه ويصرخ اهرب ، أهرب لا تنتظر أجر أجر ، وأطلق ساقيه للريح يعدو عدوا عجيبا ، ووجدت نفسي أجاريه ، وأنا لا أعرف سبب هروبه ولكنني على يقين أنني وقعت في مأزق آخر، وقر في ذهني انه ما جاء بي إلا ليورطني ، وقد تم له ذلك وعلى أن أجري بكل ما أملك من قوة ولكنني لا أعرف المدينة ولا منحنياتها و لا مسالكها وبالتالي فأنا مجبر على ملازمته، وطال جرينا وقد ذكرني في قدرته على الجري وسرعته ومرونته في اللف و الانعطاف بالجحش الذي كنت أطارده هذا الصباح .ووجدتني رغما عني اضحك ، مما افشل اندفاعي فزاد ابتعاده عني ، ثم توقف وكنا قد جرينا نحو ستة كيلومترات ، ولما شعر بأنني قد أنهكت توقف وأنني قد أكف عن متابعته جلس فلحقت به وكان كلانا يلهث .
مال على مرفقه ممدا وهو يتلفت يمينا وشمالا ويتطلع خلفه ثم قال لي لقد أبحت لك هذا الصباح بسر انضمامي إلى صفوف الحركة الوطنية ،وأنا أساهم في نشاطها ؛ وأقوم بين الحين والحين بعمليات فدائية ، وها قد حضرت إحداها بل وشاركت فيها ، ورأتني كيف تمكنت منها ، قد تمكنت منها فعلا ، أخذتها من بين يديها ، خطفتها من داخل الصندوق ، كنت متأكدا أنني سأنجح وسأبرهن لكل الأعضاء إنني بطل لا أرد ، إذا عزمت وصممت على أمر ما ،ولو استطاعت الحركة الوطنية تجنيد مائة عضو مثلي لهزمنا فرنسا ، وهذا هو الدليل الناطق بيدي، نعم بيدي وأخرج علبة من كيس بلاستيكي من تحت معطفه ، ثم أخرج من الكيس علبة ثقاب وفتحها ، وأخرج منها ثلاثة عيدان فأعطاني عودا واحتفظ بعود ، وقال بهذين سنشعل النار في المستعمر ونبقي الثالث للطوارئ.
وضعت ذقني في كفي وقلت: أعوذ بالله من هذا النهار، بدأته بمطاردة جحش وأنهيته بمطاردة جحش ولكن شتان مابين الجحشين.
الضيف حمراوي