نفض أيوب عن قميصه غبار طباشير من النوع الرديء ، لعن في صمت ذلك الشخص الذي نصحه ذات يوم بطرق أبواب هذه الوظيفة البئيسة
غادر الطابق الثاني في تؤدة مميزة ،جعلت صغار تلاميذه ينادونه بالسلحفاة العجوز .
وصل بعد حين قاعة الأساتذة ، تمدد على أريكة بالية ، طالما كانت موضوع نقاش عقيم بين أعضاء مجلس تدبير المؤسسة ...غفا قليلا ، فوجد نفسه جالسا على فراش وثير ، وحوله الكثير من الخدم والحشم .
- صباح الخير سيدي الوزير.
- ماذا هناك ؟
- مجموعة من النقابيين يطلبون مقابلتك سيدي .
- ألم أقل لك مرارا أن الصباح لله ، أتريدين أن تعكري صفو يومي ؟
- عفوا سيدي ، ولكنهم طلبوا لقاءك منذ شهرين ...
- عيب هؤلاء النقابيين أنهم لا يحسنون اختيار الأوقات .
- لا تقلق سيدي ، فهم يطلبون منك فقط أن تقضي لهم بعض المصالح الخاصة .
-آه ،..مسؤوليات لا تنقضي ، دعي الكاتب العام يستقبلهم ، وأخبريه أن زمن التنازلات وعهد المحسوبية قد ولى .
- حاضر سيدي .
رن الهاتف الشخصي للوزير ، أخذه بتثاقل معهود ، وما أن سمع صوت المتصل حتى هب من مكانه فزعا مذعورا .
- نعم سيدي الرئيس ..
- ا نهم في قاعة الانتظار ...يرتشفون كؤوس العصير وينعمون بأفضل استقبال .
- لكن ...سيدي...حاضر...طلباتك أوامر...دمت لنا .....إلى اللقاء .
- أدخلي من بالقاعة .
- تفضلوا ..أعتذر كثيرا وأرجو من الله ألا تنزعجوا ..المسؤوليات كثيرة كما تعلمون ..طلباتكم ؟
- تحية نضالية سعادة الوزير ، لقد جئنا نطلب من جنابكم ن ونظرا للتضحيات الجسيمة التي يبذلها رجال ونساء التعليم ، أن تغيروا نوع الطباشير الذي تبعثه وزارتكم الموقرة للمؤسسات ، فقد أضحى يوسخ ملابسنا ويلوث صدورنا ، ويصم آذاننا .
- أهذا كل ما في الأمر ؟
- نعم ، ولجنابكم واسع النظر.
- سننظر في الأمر ، ولا أظن أن ميزانيتنا تسمح بتغيير طباشيركم ، ولكن بما أن الأمر خطير وجلل ، سنرفع الأمر إلى السلطات العليا .
مضت الأمور على أحسن وجه بالنسبة لأيوب ، فقد كان له أسلوب مبتكر في التحايل ، ولن أبالغ إن سميته أسلوبا جهنميا في إقناع الآخرين ،
رجع إلى مكتبه الفخم ، تناول قطعتين من الشكولاطة ، ثم استلقى على كرسيه الناعم .
لم تعاوده الأحلام هذه المرة، فقد استيقظ على أصوات حادة غير بعيدة ، يتخللها تهديد ووعيد ، فتح عينيه المثقلتين بالسهاد ، رأى أمامه شبحا نحيفا ، بائن الطول ، محني الظهر ، لا تفارق العصا يده ، يجوب بها الساحة ليل نهار .
- سي أيوب ...أليست لديك حصة؟
- بلى سيدي .
- الجميع انصرف ، وأنت نائم هنا ..هذه بداية النهاية إذن ...
اعتذر أيوب وخرج من القاعة بعد أن أقسم ألا يعاودها ، ومنذ تلك الحادثة لازم صاحبنا قاعته ، منتظرا طباشير الوزارة الجديد .
أحمد السبكي المغرب
- حاضر سيدي .
رن الهاتف الشخصي للوزير ، أخذه بتثاقل معهود ، وما أن سمع صوت المتصل حتى هب من مكانه فزعا مذعورا .
- نعم سيدي الرئيس ..
- ا نهم في قاعة الانتظار ...يرتشفون كؤوس العصير وينعمون بأفضل استقبال .
- لكن ...سيدي...حاضر...طلباتك أوامر...دمت لنا .....إلى اللقاء .
- أدخلي من بالقاعة .
- تفضلوا ..أعتذر كثيرا وأرجو من الله ألا تنزعجوا ..المسؤوليات كثيرة كما تعلمون ..طلباتكم ؟
- تحية نضالية سعادة الوزير ، لقد جئنا نطلب من جنابكم ن ونظرا للتضحيات الجسيمة التي يبذلها رجال ونساء التعليم ، أن تغيروا نوع الطباشير الذي تبعثه وزارتكم الموقرة للمؤسسات ، فقد أضحى يوسخ ملابسنا ويلوث صدورنا ، ويصم آذاننا .
- أهذا كل ما في الأمر ؟
- نعم ، ولجنابكم واسع النظر.
- سننظر في الأمر ، ولا أظن أن ميزانيتنا تسمح بتغيير طباشيركم ، ولكن بما أن الأمر خطير وجلل ، سنرفع الأمر إلى السلطات العليا .
مضت الأمور على أحسن وجه بالنسبة لأيوب ، فقد كان له أسلوب مبتكر في التحايل ، ولن أبالغ إن سميته أسلوبا جهنميا في إقناع الآخرين ،
رجع إلى مكتبه الفخم ، تناول قطعتين من الشكولاطة ، ثم استلقى على كرسيه الناعم .
لم تعاوده الأحلام هذه المرة، فقد استيقظ على أصوات حادة غير بعيدة ، يتخللها تهديد ووعيد ، فتح عينيه المثقلتين بالسهاد ، رأى أمامه شبحا نحيفا ، بائن الطول ، محني الظهر ، لا تفارق العصا يده ، يجوب بها الساحة ليل نهار .
- سي أيوب ...أليست لديك حصة؟
- بلى سيدي .
- الجميع انصرف ، وأنت نائم هنا ..هذه بداية النهاية إذن ...
اعتذر أيوب وخرج من القاعة بعد أن أقسم ألا يعاودها ، ومنذ تلك الحادثة لازم صاحبنا قاعته ، منتظرا طباشير الوزارة الجديد .
أحمد السبكي المغرب